تصعيد خطير.. السودان يلاحق الإمارات دولياً ويتهمه بارتكاب «جرائم حرب»
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
أكد وزير الصحة في ولاية شمال دارفور السودانية، إبراهيم خاطر، “مقتل وإصابة ما يزيد على 150 شخصا على الأقل جراء استهداف قوات “الدعم السريع” سوقا مكتظا بالمدنيين في الولاية الواقعة غربي البلاد”.
وذكرت صحيفة “سودان تريبيون”، أن “الأوضاع في مدينة الفاشر السودانية تتجه نحو مزيد من التصعيد العسكري، حيث ظلت “الدعم السريع” تستهدف بصورة يومية أجزاء واسعة من المدينة، بما في ذلك مخيمات النازحين”.
واتهم إبراهيم خاطر، قوات “الدعم السريع” بارتكاب “مجزرة بشعة طالت عشرات النساء والأطفال وكبار السن، عبر استهداف سوق نيفاشا في مخيم أبو شوك للنازحين شمال الفاشر ووصف ما جرى بالعمل الإجرامي ضد المواطنين الأبرياء”.
في السياق، اتهم المتحدث باسم الحكومة السودانية ووزير الإعلام، خالد الإعيسر، دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم ميليشيات “تورطت في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية”، مشيرًا إلى أن “الخرطوم لجأت إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي لاتخاذ مسار قانوني تجاه ما وصفه بـ”الانتهاكات الخطيرة”.
وقال الإعيسر، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السودانية (سونا): “اليوم، قدّم السودان قضيته العادلة إلى أعلى هيئة قضائية دولية، في خطوة تعبّر عن النهج الحضاري الذي اختارته بلادنا لمحاسبة الإمارات على دعمها المزعوم للميليشيات التي ارتكبت مجازر وجرائم ضد المدنيين، شملت التهجير القسري، وتشريد السكان، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية”.
وأضاف: “إنها خطوة تعكس عراقة الشعب السوداني الضاربة في جذور التاريخ، في مقابل دولة حديثة التكوين، لم يظهر كيانها إلا في عام 1971، بينما كانت جامعة الخرطوم قد تأسست عام 1902 باسم كلية غردون التذكارية”.
وتابع الوزير: “حتى في المآثم، لم تكتسب الإمارات بعدُ خبرة إخفاء آثار الجرائم، مما يدل على حداثة عهدها، حتى في الممارسات السلبية”.
واختتم الإعيسر حديثه “بتوجيه التحية لفريق الخبراء السودانيين في لجنة الدعاوى الدولية، مؤكداً التزام السودان بمسار العدالة الدولية ومحاسبة المتورطين في دعم ميليشيا “الدعم السريع”.
من جانبها، ردت السفيرة الإماراتية لدى هولندا، أميرة الحفيتي، مؤكدة أن موقف الإمارات “ثابت في دعم الشعب السوداني”، ومشددة على أن بلادها “لم تقدّم أي دعم عسكري لأي طرف في النزاع منذ اندلاع الصراع في 2023″، بل اقتصرت مساعداتها على الجانب الإنساني.
ونددت الحفيتي بما وصفته بـ”الادعاءات الكاذبة والحملة الممنهجة التي تقودها القوات المسلحة السودانية”، مشيرة إلى أن هذه الادعاءات تفتقر إلى أساس قانوني أو واقعي، وأن الإمارات “تتمسك بمبدأ المساءلة القانونية تجاه جميع الجرائم المرتكبة في السودان، بغض النظر عن الجهة الفاعلة”.
وكانت محكمة العدل الدولية، “أعلنت بدء النظر في الدعوى المقدّمة من السودان ضد الإمارات، والمتعلقة بـ”انتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية”، والتي تزعم أن أبوظبي قدّمت دعمًا غير مشروع لقوات “الدعم السريع”.
في المقابل، أكدت الإمارات أن “المحكمة لا تملك صلاحية النظر في القضية”، ووصفتها بأنها “محاولة لتحويل الأنظار عن الأزمة الداخلية في السودان”.
يُذكر أن “السودان والإمارات من الدول الموقعة على اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، مع وجود بعض التحفظات القانونية من جانب الإمارات، ما قد يؤثر في مسار القضية بحسب خبراء قانونيين”.
ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 “صراعًا دمويًا بين القوات المسلحة وقوات “الدعم السريع”، ما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا وتهجير الملايين داخليًا وخارجيًا”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الامارات والسودان الجيش السوداني الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الدعم السريع السودان جرائم الحرب الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الإمارات تفند أمام «العدل الدولية» اتهامات السودان الزائفة
متابعات: «الخليج» لا صحة على الإطلاق للمزاعم بأن الإمارات تؤجج الصراع
القوات المسلحة السودانية تسيء استخدام المؤسسات الدولية
ما يشهده السودان يفطر القلب مع تصاعد العنف ضد المدنيين
لم تتوقف الإمارات عن تقديم الدعم الإنساني للسودان منذ بدء الحرب
الإمارات استثمرت 4 مليارات دولار لدعم الشعب بعد ما حدث في 2022
محللون: الدعوى محاولة واهية لتشتيت الانتباه عن النزاع الكارثي
فندت دولة الإمارات الاتهامات الزائفة، التي ساقتها القوات المسلحة السودانية، أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي اليوم الخميس، في ما يتعلق بالهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع السودانية والفصائل المتحالفة معها ضد جماعة المساليت العرقية في غرب دارفور، حيث قررت المحكمة تأجيل الشكوى ضد الإمارات إلى موعد لاحق دون تحديد توقيت.
وقالت ريم كتيت، نائبة مساعد الوزير للشؤون السياسية بوزارة الخارجية أمام المحكمة، إن «الاتهامات المقدمة ضد الإمارات زائفة، وإن الدولة تتمسك بموقفها بعدم اختصاص المحكمة مع احترامها للقانون الدولي».
وأكدت أن «فكرة أن الإمارات هي التي تؤجج الصراع في السودان بعيدة عن الواقع وهذه الدعوى هي مثال لإساءة استخدام هذا الطرف للمؤسسات الدولية من أجل مهاجمة الإمارات في كل المناسبات من خلال التضليل وتقديم معلومات غير صحيحة».
ويرى محللون أن الدعوى مفتقرة للدلائل والبراهين، وليست سوى محاولة واهية من قبل القوات المسلحة السودانية، أحد طرفي الصراع، لتشتيت الانتباه عن النزاع الكارثي الذي يدور في السودان ومسؤوليتها تجاهه وما نتج عنه من مقتل عشرات آلاف الأشخاص وتشريد الملايين من أبناء الشعب السوداني، وتسببه بمجاعة في أجزاء واسعة من البلاد.
وأوضحت ممثلة دولة الإمارات، أمام المحكمة، أنه «منذ بدء الحرب لم تتوقف الإمارات عن تقديم الدعم الإنساني للسودان»، وقالت إن الإمارات دعمت الوساطات المختلفة لكي يتحمّل طرفا الصراع في السودان لمسؤولياتهما أمام القانون الدولي، وأوضحت أنه لا صحة على الإطلاق للمزاعم بأن الإمارات تؤجج الصراع في السودان.
وأشارت إلى «أنه بعد ما حدث في أبريل 2022، استثمرت الإمارات أكثر من 4 مليارات دولار في دعم الشعب السوداني والمؤسسات الوطنية والمساعدة في الانتقال إلى حكومة مدنية». كما لفتت إلى أنه في إطار اتفاق عسكري وقع بين السودان والإمارات في يوليو 2021، طلب الجنرال عبد الفتاح البرهان من الإمارات المساعدة في تحقيق الانتقال السياسي، إلا أن هذه الجهود توقفت في أبريل 2023 مع اندلاع الحرب.
وأكدت ممثلة الإمارات أنه منذ بداية الحرب، لم تقدم الإمارات أسلحة لأي طرف في النزاع، بل حرصت على تقديم الدعم الإنساني للسودانيين، إذ عملت الإمارات على تخفيف معاناة المتضررين، وتقديم المساعدات للمحتاجين في ظل الوضع الصعب الذي يعاني منه الشعب السوداني.
وأوضحت، أن ما يشهده السودان اليوم يفطر القلب، مع تصاعد العنف الذي يستهدف المدنيين، هذا إلى جانب الأعمال المروعة التي تشمل العنف الجنسي، وهو ما يستدعي ضرورة وقفه فورا، وأن يتحمل مقترفوا هذه الجرائم المسؤولية.
وأكدت ريم كتيت أن الإمارات تواصل دعمها المستمر للوساطات الدولية التي تهدف إلى إنهاء النزاع في السودان، وتحث على الحل السلمي الذي يعيد الاستقرار إلى البلاد. وقالت: «دعمنا الوساطات المختلفة لكي يتحمّل طرفا الصراع في السودان لمسؤولياتهما أمام القانون الدولي». وشددت ممثلة الدولة أمام المحكمة على أنه يجب وقف عرقلة وصول المساعدات الإنسانية ووقف الخروق في السودان.
بدأت محكمة العدل الدولية، صباح اليوم في لاهاي، أولى جلسات نظر الدعوى المرفوعة من القوات المسلحة السودانية ضد دولة الإمارات والتي تتهمها فيها دون أي أساس قانوني أو مستند واقعي بانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية في ما يتعلق بالهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع السودانية والفصائل المتحالفة معها ضد جماعة المساليت العرقية في غرب دارفور، حيث قررت المحكمة تأجيل الشكوى ضد الإمارات إلى موعد لاحق دون تحديد توقيت، مطالبة بتقديم توضيحات أكثر في القضية.