خالد ضياء الدين

دعونا نتحدث بموضوعية بعيدا عن إسقاطات الرؤى الشخصية لنتساءل: هل خدعت مخابرات دولة ما قيادات المؤتمر الوطني واستدرجتهم ومن خلالهم تم اقحام الحركة الإسلامية في حرب ستنتهي بهم لنهاية تشبه ما وصل اليه حال تنظيم إخوانهم في مصر “السيسي” ام ان الامر خاص بها والورطة تمت من داخل التنظيم؟

لقد كشفت المشاركة في حرب (الكرامة) مخابئ سلاح كتائب الحركة وإستنزفت اموال التنظيم وكشفت مكامن قوتها العسكرية من كتائب ظل ومنتسبين عقائديين في المؤسسات الامنية،ومن ثم تم إستهدافها في وحدة تنظيمها بحيث تباعدت الخطوط بين قيادتها الإنقاذية السابقة لدرجة الحديث عن مجموعات مختلفة وإتهامات متبادلة بتصفيات وبيع قيادات لصالح طرف على الأخر.

المشاركة الفاعلة بإعتبارها معركة وجود أو فناء جعلت قوائم كتائب الظل محصورة داخل المعسكرات (اسم وصورة،حضور تمام وإنصراف) وتجحفلهم داخل مقرات الجيش في المهندسين والمدرعات وكرري وجزء من القيادة العامة وغيرها،مضاف اليه إتهامات موجه ومكررة من بعض المحسوبين عليهم واتهامهم لبعض الجيش بوجود معتبر لما اسموه بالطابور الخامس الذي يغتال (المجاهدين) في الظهر اثناء المعارك.

هذه الإتهامات إذا صدقنا بها رغم إستبعادنا لها تجعلنا نتوقع ان يتم تسلم هذه القوائم (تسليم مفتاح) لمن يريد النيل من الحركة الإسلامية فها هي الان مجتمعة ومحصورة كل قوتها الشبابية الفاعلة والمقاتلة وليست بعيدة عن مرمى الطابور المشار اليه،وهم مصدر ثقة الحركة الإسلامية في نفسها ومبعث حلمها بالعودة من جديد تحت ظلال بنادقهم.

وهنا يحق لنا ان نتساءل من الذي باع الترماي للحركة الإسلامية وجعلها تأمل في العودة للحكم مرة اخرى وبنفس عقليتها الإقصائية السابقة وشجعها على إستعادة خطاب الكراهية والإستعلاء تمهيدا للحرب وقام بتسريب قوائم قيل بانها اعدتها تشمل اسماء المستهدفين بالقتل من سياسيين وناشطين،ونشر تهديدهم في (القروبات) لخصومهم بان ساعة تعليقهم على المشانق قد إقتربت وانه حان اوان قتلهم في الميادين العامة دون محاكمات؟!

ويبقى السؤال قائما:هل ستنال الحرب من قوة وجبروت الحركة الإسلامية التي إكتسبتها خلال مايزيد عن ال 40 عام من البناء السري والعلني الذي انفقت عليه ملايين الدولارات وخزنت من اجله المليارات؟
وهل ستقوم جهات داخلية اوخارجية باستغلال هذا الوهن لتقوم بقص اجنحتها واستهداف قيادتها وكتائب ظلها،وهل سيكتشف الكيزان بعد فوات الاوان إنهم استدرجو لمحرقة؟

تم تداول فيديوهات وتسجيلات صوتية تتحدث عن إنسحاب او هروب ضباط بجنودهم وإعلان إنتساب بعضهم للدعم السريع، هل يمكن ان يكون ذلك تعبيرا عن رفضهم القتال في خندق واحد مع كتائب الحركة الإسلامية بعد ان إكتشفوا بانهم يقاتلون في معركة “كرامة” الحركة الإسلامية وبعد ان صرحت قياداتهم مؤكدة بانها معركتهم،فهل هؤلاء هم الذين تقصدهم الحركة الاسلامية بوصفهم بالطابور؟
اعتقد بان هذه الخطوة لها مابعدها؟

حديث مجموعة من كتائب الكيزان عبر فيديو(صورة وصوت)او عبر تسجيلات صوتية وتهديدهم للبرهان(قائد الجيش بالتصفية)وانه خائن مع حديثهم عن عدم اخذهم التعليمات إلا من قيادتهم التنظيمية،كل هذه التصريحات الإنفعالية تعد اكبر خطأ “سياسي وعسكري” وقعت فيه الحركة الإسلامية ليس اكبر منه إلا قرارها خوض الحرب ضد الدعم السريع وظنها بانها معركة لن تدوم اكثر من ساعات او اسبوع على اكثر تقدير!

هذه التصريحات ضد (حليفهم) البرهان قائد الجيش الذي اعادهم للسلطة واسترد لهم اموالهم من الدولة بعد إنقلابه على حكومة الوثيقة الدستورية قد يضعهم في مواجهة محتملة معه او على اقل تقدير مع جزء معتبر من ضباط وجنود الجيش،وقد نشاهد في الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل (التركي) ظهور توتر محتمل وقريب يعكر صفو العلاقة بين “المجاهدين” داخل المعسكرات المحاصرة وبعض ضباط وجنود الجيش،خاصة بعد علو صوت منصاتهم ومواقعهم وحديثهم المكرر عن الطابور الخامس في الجيش وفرية الخيانة غير المثبتة،وقد حدث ذلك بوضوح بعد إحتلال الدعم السريع لمقر قيادة الإحتياطي المركزي واليرموك وحتى اثناء معارك المدرعات الاخيرة.

هذه الإتهامات المتكررة اول من سيحصد حنظلها هي الحركة الإسلامية،حينها وبلا ادنى شك ستكون قد وضعت نفسها بين سندان الجيش الذي لن يقبل هذه الإتهامات المبذولة في الفضاءات والاسافير وبين مطرقة الدعم السريع الذي لم يخف قائده وجنوده بان حربهم هذه ضد “الفلول والكيزان” وبذلك يمكن ان نقول بان سيناريو التخلص من الحركة الإسلامية يسير في الطريق الصحيح وفق ما خططت له دوائر مخابرات دولة عربية واحدة على الاقل تلك التي لم تسمها حكومة إنقلاب 25 اكتوبر حتى الان وإن اشار اليها بعضهم تلميحا،فهل ستدرك الحركة الإسلامية امر إستدراجها رغم حديث عضويتها المستمر عن ذكاء وفطنة ودهاء قيادتهم،لتقوم بسحب ماتبقى من عضويتها ومغادرة معسكرات الجيش قبل اوان (العشاء) الأخير ام ان في جعبة الحركة الإسلامية خطة (ج)قد تقلب الموازين لصالحها بحيث تضع الجميع على طاولة(الغداء)؟

من الواضح جدا ان الحركة الإسلامية دخلت وادخلت الجيش في معركة طويلة قاسية ومرهقة مستعينة فيها بإمكاناتها المادية والبشرية وبمقدرات الدولة،ويبدو ان وعدا بالتدخل لصالحها لم يحدث،وانها تركت مكشوفة الظهر عمدا لتواجه خصما لم تدرك قوته وقدرته حتى على مواجهة الجيش(وهنا تكمن الخديعة)اذ من الواضح ان تسريبات خاطئة عن قوة الدعم السريع كانت سببا في التصعيد الذي وصل حد المواجهات العسكرية،والاهم انها وبعد ما يزيد عن الـ 4 اشهر يفترض ان تكون قد استوعبت الدرس من خلال مفاوضات جدة بخلاصة انه لا هي ومعها الجيش ولا الدعم السريع سيخرج احدم منتصرا لان القوى الخارجية عربيا وافريقيا ودوليا لن تسمح بخروج منتصر بل هناك حرص ملحوظ بان الإرادة الخارجية الفاعلة و(المسيطرة) تريد هزيمة الجميع،وبذلك تكون الحركة الإسلامية قد خسرت المال والرجال على (فشوش) ودفعت للمحتال(المخابراتي) كل ماتملك مقابل ان تشتري ذلك الترماي.

الوسومخالد ضياء الدين

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الحرکة الإسلامیة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

دائرة الضوء!!

أطياف
صباح محمد الحسن
دائرة الضوء!!
طيف أول :
كلما وقف سؤال الحال
يأتي الجواب يهز رأسه..
إن الأمور جيدة
فليتنا عرفنا قيمة الحياة قبل هذا الموت .. ومعنى لا للحرب ولماذا جفّت اوتار أصواتنا بنعم للسلام !!
وكل يوم تخرج الأزمة السودانية من دائرة العتمة والظلام وإنسداد الأفق السياسي وتدخل براحات الضوء ، وبعد ظهور صوت الإسلاميين في المنابر وبوحهم برغبتهم الأكيدة في التفاوض مع حميدتي وضح أن الأمر لاتفسير له إلا الإقرار الصريح بالهزيمة والإعتراف بالجريمة وتقديم الدليل الحي على الضعف والهوان فما لحق بالتنظيم وكتائبه التي سرقت أسم الموسسة العسكرية وخوضها لحرب عبثية رعناء
ماحدث من ( مرمطة) للتنظيم بعد هذه الحرب لم يلحق به من قبل فالحركة الإسلامية إن لم يجنح الدعم للسلم ستجنح لها
لأن عدم جنوحها يعني مزيد من سقوط المدن والمواقع ومزيد من الخسائر في الأرواح و من السذاجة أن تنفي قيادات الحركة الإسلامية علاقتها بالحرب وإدارتها للمعارك وفي ذات الوقت تتحدث عن رغبتها في التفاوض!!
فإن لم تكن المسئولة عن هذا الخراب والدمار وانها القادرة على إطفاء نار الحرب مثلما كانت قادرة على إشعالها ماكانت اعلنت عن موافقتها على التفاوض!! بدلا عن الجيش
والدخول الي دائرة الضوء يتجلى في تحركات الخارج الذي جدد اهتمامه بالأزمة السودانية وأعادها الي سطح الأحداث ومنحها خاصية الإهتمام إبتدأ من مؤتمر القاهرة مرورا بالزيارات الدبلوماسية لقادة ورؤساء الدول للسودان وقوفا على مباحثات الإتحاد الافريقي بالرغم من طرحه الأعرج وحضور فعاليته الهزيل و(الكئيب ) وصولا الي مؤتمر جنيف الذي يبحث القضايا الإنسانية ومعالجة العقبات التي تعترض مسارها وإزاحة المتاريس على دروب العمل الإنساني
حتى المباحثات السرية التي بدأت بين الجيش والدعم السريع قبل شهر كان لها تأثيرها المباشر في تقريب وجهات النظر بين الطرفين
كما ان إنسحاب قوات الدعم السريع من الأحياء لتبقى في الإرتكازات داخل المدن يعني ان هناك ترتيب على الأرض جعل الدعم السريع يبارح الأحياء مع تمسكه بالمواقع والإرتكازات
ومايحدث يبرهن ان قضية فتح الممرات الانسانية بجنيف وتغيير مواقع القوات العسكرية على الميدان ما هي إلا ملامح حسن النية ومراحل تعزيز وبناء الثقة بين الطرفين
وهذا يعني ان هناك مايتم تنفيذه لصالح المواطن، الذي لاصالح له إلا في وقف هذه الحرب
إذن كل المؤشرات تفصح عن قرب التفاوض مع قوات الدعم السىريع، الخلاص الذي يخرجنا من هذا النفق ويأخذنا الي دائرة الضوء
والفلول الآن تتأرجح على حبل الضياع تأخذها رياح الفشل وتعيدها الي الخيبة من جديد ومابين الرضا والقبول لما رفضته بالأمس وحشدت له الإعلام وسخرت له الأقلام وكانت نتائجه سيئة لطالما أنه تسبب في مقتل الألاف ونزح بسببه الملايين ودمرت بسببه البلاد فيجب ان تعلم أن يقظتها المتأخرة للحديث عن ضرورة الحوار بعد هذا كله لن ينساه التاريخ الذي سيكتب اسمها انها ارتكبت اكبر جرما في حق الشعب تستحق عليه العقاب وان الذي امسك بآلة الهدم لهد جدار الوطن يجب أن لا يكون عامل بناء لها، ولطالما أن الحرب ظُلم وجهل.. فهل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون!!
طيف أخير :
محبط أن تمد سناء حمد يدها لمصافحة الدعم السريع ويبادلها يوسف عزت التحية ويقطع حميدتي حبال العشم والود بإقالة عزت!!  

مقالات مشابهة

  • الحركة الإسلامية السودانية إلى أين؟!
  • السفيرة البصيرة سناء حمد .. ما يخفيه القلب يظهره اللسان !
  • دائرة الضوء!!
  • حرب إعلامية ضد السودان
  • أمانة الأحساء تجري تحديثات للحركة المرورية بتقاطع طريق الملك عبدالله مع العقير
  • القيادية بالحركة الإسلامية سناء حمد تتحدث عن الجلوس مع حميدتي واشعال الحرب والحركة ترد على تصريحاتها “فيديو”
  • كذبت سناء حمد!!
  • لا للحرب -لازم تقيف!!
  • كذبت سناء حمد !!
  • لحظات ما قبل الانهيار