وزير الطاقة الأميركي: الطلب القوي على النفط والغاز مستمر
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
في ظل تغيّرات عالمية متسارعة على صعيدي الطاقة والتجارة، استقبل محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، وزير الطاقة الأميركي كريس رايت في قصر الشاطئ بأبوظبي، في لقاء وصفته وسائل إعلام رسمية بأنه امتداد للعلاقات "الاستراتيجية" بين الإمارات والولايات المتحدة.
هذه الزيارة، التي تأتي ضمن جولة إقليمية لرايت في الشرق الأوسط، لم تكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل حملت في طياتها رسائل اقتصادية ترتبط بأجندة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خصوصًا في ما يتعلّق بالتجارة والطاقة وإعادة تموضع واشنطن في الأسواق العالمية.
أجندة ترامب: تصدير لا استيراد فقط
كريس رايت، لخص بدقة الرؤية التجارية للرئيس دونالد ترامب، حيث قال: "أجندة الرئيس ترامب التجارية مدفوعة بأمرين. أولًا، الولايات المتحدة تُرحّب بشدة بالواردات... لكن معظم شركائنا التجاريين لم يرحبوا بالصادرات الأميركية بنفس القدر".
كيف تهدد الرسوم الجمركية أكبر اقتصاد في أوروبا؟
بهذا التصريح، يوضح رايت أن ترامب لا يسعى لإغلاق السوق الأميركية، بل لتكافؤ الفرص. فمرحلة "أميركا المستوردة" قد انتهت في رؤيته، وحان وقت إعادة التوازن، عبر فرض رسوم جمركية تهدف، من وجهة نظره، إلى تشجيع الشركاء التجاريين على فتح أسواقهم أمام المنتجات الأميركية، وإعادة توطين الصناعات الثقيلة داخل الولايات المتحدة.
إعادة التصنيع.. جوهر الاستراتيجية الاقتصادية
أشار رايت خلال حديثه إلى التحول الجذري الذي يسعى إليه ترامب في السياسة الاقتصادية: "على مدى 20 أو 25 عامًا، غادرت الكثير من الصناعات الثقيلة الولايات المتحدة... لديه شغف كبير بإعادة تلك الوظائف، ورفع الأجور الأميركية، وتعزيز الأمن الأميركي".
هذه الاستراتيجية، وإن كانت تصطدم بأعراف السوق الحرة، تنطوي على أهداف أمنية واقتصادية، وتصب في إطار ما يسمى "السيادة التصنيعية". فإعادة المصانع تعني استرجاع الوظائف، وتقليل الاعتماد على الخارج، خاصة في القطاعات الاستراتيجية كالتكنولوجيا والطاقة.
أسعار الطاقة: التوازن المستحيل؟
مفارقة لافتة أشار إليها رايت عندما تطرّق إلى محاولة ترامب خفض أسعار الطاقة للمستهلك، بالتزامن مع رفع الإنتاج المحلي: "هناك نوع من التناقض. كيف يمكن وضع خطة للتوفيق بين المطلبين؟... السوق هو الذي يُحدد الأسعار".
هنا تكمن معضلة أساسية في أجندة ترامب. إذ أن زيادة الإنتاج تعني بالضرورة انخفاض الأسعار، مما قد يضر بربحية الشركات. لكن من جهة أخرى، فإن ذلك يدعم الاقتصاد الأميركي من حيث تخفيض تكلفة المعيشة وتعزيز التنافسية.
هذه المعادلة المعقّدة تتطلب تدخلًا محدودًا من الحكومة، وفق النظام الأميركي القائم على السوق، لكنها تُبقي على ضرورة تحسين البنية التحتية للطاقة وتبسيط الحصول على التصاريح.
المستقبل: الذكاء الاصطناعي والطلب على الطاقة
في دلالة على استشراف طويل المدى، قال رايت: "الذكاء الاصطناعي نفسه، خلال السنوات الخمس المقبلة، سيشهد نموًا ملحوظًا في الطلب، لا سيما على الغاز الطبيعي والكهرباء".
هذا التصريح يعكس إدراكًا للتحولات المقبلة، حيث سيقود الذكاء الاصطناعي والأنظمة المتقدمة النمو الاقتصادي، ما يعني أن الحاجة إلى طاقة مستقرة ومنخفضة التكلفة ستكون أكثر إلحاحًا. وهنا تتلاقى الرؤية الإماراتية في الاستثمار في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي مع الأجندة الأميركية.
امتلاك إيران سلاح نووي سيء للشرق الأوسط وللعالم
لم تغب السياسة عن تصريحات رايت، حيث اعتبر أن: "أفضل طريقة لإنهاء البرنامج النووي الإيراني هي المفاوضات... لكن هذا يتطلب بعض الضغط".
كما أكد أن المفاوضات مع الصين "في مراحلها الأولى"، معيدًا التذكير بأن "السنوات الأربع الماضية لم تكن عظيمةً على صعيد الفرص الاقتصادية".
هذه الرؤية تعني أن ملفات الجغرافيا السياسية من الملف النووي الإيراني إلى العلاقات الاقتصادية مع الصين ستكون محورية لدى إدارة ترامب ، وستُستخدم كأوراق ضغط لتحقيق مكاسب اقتصادية مباشرة
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
قادة الطاقة يبحثون مع رايت تعزيز العلاقات
أبوظبي: «الخليج»
التقى كريس رايت، وزير الطاقة الأمريكي، أمس، بمقر «أدنوك» الرئيس عدداً من المسؤولين في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والاستثمار بدولة الإمارات، لمناقشة سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الصديقين واستكشاف فرص بناء شراكات جديدة في مجالي التكنولوجيا والاستثمار، وذلك خلال أول جولة رسمية له إلى الخارج منذ توليه مهامه.
ورحب الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، رئيس مجلس إدارة «مصدر»، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة «XRG»، بكل من الوزير الأمريكي ومارتينا سترونغ، سفيرة الولايات المتحدة لدى الدولة.
بعدها عقد الجانبان الإماراتي والأمريكي لقاء بحضور سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية ومشاركة عدد من قيادات قطاعات الطاقة والذكاء الاصطناعي والاستثمار في دولة الإمارات.
وبهذه المناسبة، قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: إنه تماشياً مع رؤية القيادة التي تهدف إلى مد وتعزيز جسور التواصل والتعاون الدولي، يسرنا الترحيب بكريس رايت في مقر (أدنوك) وذلك بعد اللقاءات الناجحة التي أجراها وفد الإمارات برئاسة سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني، في العاصمة الأمريكية واشنطن الشهر الماضي.
وأضاف: إن هذه الزيارة تأتي في مرحلة تشهد فيها الأسواق العالمية تغيرات متسارعة ونتشارك في دولة الإمارات مع الولايات المتحدة الرؤى والأفكار والتوجهات الداعمة لتعزيز الشراكة بين بلدينا الصديقين ونتبنى نظرة متقاربة تهدف إلى ضمان إمدادات موثوقة من الطاقة والاستفادة من أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي للمحافظة على مزايا التكلفة التنافسية وبناء شراكات نوعية في مجال التكنولوجيا المتقدمة وخلق فرص جديدة محفزة للنمو وداعمة لقطاع الطاقة وتسهم في تمكين الأفراد والمجتمعات.
وخلال الزيارة، استمع كريس رايت إلى شرح حول «XRG»، شركة الاستثمارات الدولية النوعية في قطاع الطاقة التابعة لأدنوك والتي تستكشف العديد من فرص الاستثمار الاستراتيجية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتركز الشركة على مشروعات في مختلف جوانب ومراحل سلسلة القيمة لقطاع الطاقة ضمن مجالات الغاز والبنية التحتية لقطاع الطاقة والكيماويات، وحلول الطاقة منخفضة الكربون.
وبعد لقاء قيادات قطاعات الطاقة والذكاء الاصطناعي والاستثمار في الدولة، قام كريس رايت بزيارة مركز «أدنوك للذكاء الاصطناعي» اطّلع خلالها على جهود الشركة لإدماج الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب ومراحل أعمالها، بدءاً من غرف التحكم وصولاً إلى غرف اجتماعات الإدارة التنفيذية، لتعزيز معايير السلامة وتعزيز القيمة وخفض الانبعاثات وذلك ضمن جهودها لتصبح شركة الطاقة الأكثر استفادة من الذكاء الاصطناعي في العالم وبما يرسخ مزايا التكلفة التنافسية في الأسواق التي تشهد متغيرات متسارعة.
وضمن فعاليات الزيارة، استضاف كلٌ من الدكتور سلطان الجابر و كريس رايت «مجلس شباب قيادات المستقبل في قطاع الطاقة» والتقيا خلاله عدداً من الكوادر الإماراتية الشابة من المهندسين والعلماء والفنيين والمتخصصين في المجالات التقنية والتحليلية.