تدرس السعودية عرضا صينيا لبناء محطة نووية على أراضيها، وفق ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سعوديين مطلعين أن المؤسسة الوطنية النووية الصينية، وهي شركة مملوكة للدولة، قدمت عرضا لبناء محطة نووية في المنطقة الشرقية بالمملكة بالقرب من الحدود مع قطر والإمارات.

ووفقا للتقرير، أقر مسؤولون سعوديون بأن بحث الرياض للقضية يأتي في سياق الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لتقديم تنازلات حول شروطها لمساعدة المملكة في دخول النادي النووي.

وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة تشترط مساعدة الرياض في تطوير برنامج للطاقة النووية بموافقة السعوديين على عدم تخصيب اليورانيوم أو استخراج رواسبه، وهي شروط لم تطلبها الصين، التي تسعى إلى تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضاً

لـ4 أسباب.. امتلاك السعودية لسلاح نووي لا ينبغي أن يقلق أمريكا

وقالت المصادر ذاتها، إن ولي العهد السعودي الأمير، محمد بن سلمان، "مستعد للمضي قدما مع الشركة الصينية قريبا، إذا انتهى الأمر بفشل المحادثات مع الولايات المتحدة".

وقال المسؤولون إن العرض الصيني أرخص بنسبة 20 بالمئة على الأقل من العروض الواردة من اثنين من المنافسين، وهما الشركة الكورية للطاقة الكهربائية " كيبكو"، وشركة "إي دي إف" الفرنسية  مما يجعله جذابا بالنسبة للرياض.

لكن، رغم ذلك، تفضل الرياض التعامل مع شركة "كيبكو" للطاقة الكهربائية الكورية الجنوبية، لبناء مفاعلات المحطة باعتماد الخبرة التشغيلية الأمريكية، لكن دون الموافقة على ضوابط عدم الانتشار التي تطلبها واشنطن، بشكل عام، وفقا للمصادر.

واعتبرت "وول ستريت جورنال" أن المضي قدما في العرض الصيني من شأنه أن يمثل "تحولا جيوسياسيا" آخر نحو الصين للمملكة التي لطالما كانت في معسكر الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الطبيعة الجيوسياسية لمثل هذه الصفقات تتمثل في كونها "تحبس البلدان في عقود باهظة الثمن وطويلة الأجل".

ولفتت إلى تصريحات للرئيس السابق للمؤسسة الصينية، صن تشين، الذي شبه فيها هذه العقود بأنها "زواج لمدة 100 عام"، بالنظر إلى الوقت الذي تستغرقه المناقشات الأولية حولها وصولا إلى توقيع الاتفاقيات وبداية تشغيل المفاعلات وصيانتها.

اقرأ أيضاً

نيوزويك: نووي متحكم به للسعودية مقابل التطبيع مصلحة أمريكية وإسرائيلية

وقالت الصحيفة إن إدارة بايدن مقتنعة بأن الخبرة التشغيلية والتنظيمية الأمريكية أفضل مما تقدمه الصين، لافتة إلى أن المناقشات بين الجانبين السعودي والأمريكي ستمتد حتى نهاية هذا العام على الأقل.

وفتحت السعودية مناقشات أيضا مع فرنسا وروسيا بشأن الطاقة النووية، وفق الصحيفة، غير أن المسؤولين السعوديين قالوا إنهم يشكون في قدرة فرنسا على الوفاء بالتزاماتها، كما أن لديهم مخاوف بشأن العقوبات في مسألة التعاون مع روسيا.

وتعجل المملكة بخطط لتطوير القدرة على توليد الطاقة النووية في إطار خطة إصلاح يقودها ولي العهد محمد بن سلمان، تهدف للحد من اعتماد الاقتصاد على النفط.

وسبق أن نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أن المسؤولين السعوديين محبطون من جراء عدم توصل المباحثات مع الولايات المتحدة لأي نتائج بشأن مساعي الرياض الرامية لتطوير برنامج للطاقة النووية.

وأضافت الصحيفة أن السعوديين يبحثون عن خيارات للعمل مع دول أخرى، بما في ذلك الصين أو روسيا أو دولة حليفة للولايات المتحدة.

والثلاثاء الماضي، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إنه لا يتوقع إعلانا وشيكا بشأن حصول السعودية على طاقة نووية مدنية، أو تطبيع علاقات المملكة مع إسرائيل.

اقرأ أيضاً

عبر برنامج نووي.. هل تعيد الرياض وواشنطن تخصيب تحالفهما؟

وأضاف أن الولايات المتحدة تريد معرفة رأي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إمكانية حصول السعودية على قدرات نووية مدنية.

وترفض الرياض لموافقة على شروط تهدف إلى منعها من تطوير أسلحة نووية أو مساعدة دول أخرى على القيام بذلك، وفقا لـ"نيويورك تايمز".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: نووي السعودية العلاقات السعودية الأمريكية برنامج نووي محطة نووية تطبيع السعودية الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

موسكو تنتقد تجاهل وكالة الطاقة الذرية للتهديدات الأوكرانية بمحطة زابوروجيه

انتقدت موسكو الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب تجنبها بكل طريقة ممكنة الإشارة علانية إلى مسؤولية الجانب الأوكراني عن خلق تهديدات أمنية في محطة زابوروجيه للطاقة النووية.

سقوط 13 شهيدًا وإصابة آخرين جراء قصف الاحتلال شمال غزة سقوط 9 شهداء جراء قصف الاحتلال منزلا شمال غزة


وبحسب"روسيا اليوم"، ذكر ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف أنه على الرغم من أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي يأخذ الوضع الأمني في محطة زابوروجيه للطاقة النووية على محمل الجد، إلا أن موسكو لديها شكاوى مبررة تجاه طريقة تعامل الوكالة.

وقال، "أما بالنسبة لدور المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فهو يأخذ الوضع الأمني في محطة زابوروجيه للطاقة النووية على محمل الجد، مع الأخذ في الاعتبار، من بين أمور أخرى، حقيقة أنه لأول مرة في الممارسة العالمية، وجدت محطة للطاقة النووية نفسها في منطقة قتال. في الوقت نفسه، لدينا رسالة له بشأن الشكاوى المبررة".

وأوضح الدبلوماسي أن التقارير المتعلقة بمحطة الطاقة النووية في زابوروجيه، والتي قدمها موظفو أمانة الوكالة، مترددة للغاية في الحديث عن الإنجازات التي حققتها إدارة محطة الطاقة النووية في حين يتم عرض بعض المشاكل الفنية التي تواجهها أي محطة للطاقة النووية بشكل مبالغ فيه.

وأوضح الممثل الدائم الروسي أن "المدير العام يتجنب بكل الطرق الممكنة الإشارة علنا إلى مسؤولية الجانب الأوكراني عن خلق تهديدات أمنية. ونحن نشير إلى هذه الظروف عند مناقشة هذه التقارير في دورات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

ويتواجد خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية في محطة زابوروجيه للطاقة النووية منذ الأول من سبتمبر 2022، بعد الزيارة الأولى للمدير العام للوكالة إلى المحطة.

وتقع المحطة على الضفة اليسرى لنهر دنيبر بالقرب من مدينة إنيرغودار. وهي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا من حيث عدد الوحدات والقدرة المركبة. وتحتوي المحطة على ست وحدات طاقة بسعة 1 غيغاوات. وفي أكتوبر 2022، أصبحت محطة الطاقة النووية ملكا لروسيا.

مقالات مشابهة

  • ضابط مخابرات أمريكي سابق يدعو الولايات المتحدة إلى التخلي عن فكرة الهيمنة النووية
  • صحيفة سورية تكشف حقيقة قصف طرطوس بقنبلة نووية إسرائيلية
  • مدفيديف: أي صراع مباشر مع الولايات المتحدة سيتحول إلى حرب نووية عالمية
  • مسئول إيراني: بوشهر واحدة من أكثر محطات الطاقة النووية أمانا في العالم
  • روسيا تدرس خطوات محتملة بشأن التجارب النووية
  • موسكو تنتقد تجاهل وكالة الطاقة الذرية للتهديدات الأوكرانية بمحطة زابوروجيه
  • واشنطن بوست”: “إسرائيل” أبلغت الولايات المتحدة بالهجمات على اليمن قبل تنفيذها 
  • اللقاء السنوي للدكتور أمجد الوكيل مع العاملين بهيئة المحطات النووية
  • الصين تتجه لبناء أكبر سد في العالم للطاقة الكهرومائية في هضبة التبت
  • «الرقابة النووية» تناقش استراتيجية الهيئة للذكاء الاصطناعي