هل أطاحت أزمة جوبا وواشنطن بوزير خارجية جنوب السودان؟
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
في خطوة مفاجئة، أقال رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وزير الخارجية رمضان محمد عبد الله غوش، وعيّن خلفا له نائبه السفير ماندى سيميا كينيث كومبا، في مرسوم رئاسي لم تُذكر أسبابه.
وجاء القرار، الذي بثه التلفزيون الرسمي، في وقت تشهد فيه البلاد تصاعدا في التوترات مع عدد من العواصم الغربية، لا سيما بعد أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة.
وكانت السلطات في جوبا قد رفضت دخول المواطن الكونغولي ماكولا كينتو، المُرحّل من الولايات المتحدة، بدعوى استخدامه وثائق سفر جنوب سودانية باسم شخص آخر.
وردا على ذلك، أعلنت واشنطن إلغاء جميع التأشيرات الممنوحة لمواطني جنوب السودان.
في اليوم التالي، وتحت ضغوط متزايدة، وافقت جوبا على دخول كينتو "حفاظا على العلاقات الودية" مع واشنطن، بحسب ما صرّحت به المتحدثة باسم وزارة الخارجية، أبوك أيويل مايِين.
وقد اعتُبر هذا التراجع مؤشرا على ارتباك دبلوماسي داخلي، يُحتمل أن يكون قد عجّل بالإطاحة بوزير الخارجية.
ولاية قصيرة وإقالة غامضةلم تستمر ولاية الوزير رمضان عبد الله في وزارة الخارجية أكثر من عام، إذ عُيّن في أبريل/نيسان 2024 خلفا للسفير جيمس بيتي مورغان، الذي نُقل كمبعوث خاص إلى منطقة البحيرات العظمى.
إعلانورغم ظهوره الإعلامي المحدود، فقد واجه الوزير تحديات متصاعدة تتعلق بتعقيدات المشهد الإقليمي وانتقادات غربية حول أوضاع حقوق الإنسان والسياسات الانتقالية.
وتشير مصادر إلى أن أداءه، إلى جانب توتر علاقات الوزارة مع بعض الحلفاء، كانا من أبرز أسباب إقالته.
يُعد السفير ماندى كومبا من الوجوه الدبلوماسية البارزة في جنوب السودان.
شغل سابقا منصب سفير البلاد لدى الصين، كما كان سفيرا غير مقيم لدى أستراليا وماليزيا.
وفي أبريل/نيسان 2024، عُيّن نائبا لوزير الخارجية، ضمن عملية إعادة هيكلة واسعة قادها الرئيس سلفاكير.
يُعرف كومبا بدبلوماسيته المتزنة وعلاقاته الإقليمية الجيدة، ويُنظر إلى تعيينه على أنه خطوة تهدف إلى إعادة ترميم العلاقات الخارجية وتحسين صورة البلاد في المحافل الدولية، خصوصا بعد الأزمات الأخيرة.
تغييرات متسارعةمنذ عام 2023، شهدت وزارة الخارجية سلسلة من التغييرات المتسارعة، تعاقَب خلالها على المنصب 3 وزراء خلال أقل من عامين.
هذا التذبذب في القيادة يثير مخاوف بشأن استمرارية السياسات الخارجية، ويُضعف من قدرة جنوب السودان على الحفاظ على توازن علاقاته الدولية، في وقت تسعى فيه البلاد للخروج من العزلة وتعزيز فرص الاستثمار والتعاون.
تحديات أمام الوزير الجديدمن أبرز التحديات التي تنتظر الوزير الجديد هي إعادة بناء الثقة مع الشركاء الدوليين، وتفعيل الدور الإقليمي للبلاد، وإدارة الملفات الأمنية، وتحسين صورة جوبا دوليا.
كما يُتوقع منه تقديم خطاب دبلوماسي أكثر مرونة وفاعلية، يتجاوز أزمات الماضي ويوطد علاقات جنوب السودان مع المجتمع الدولي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جنوب السودان
إقرأ أيضاً:
رجل أعمال جنوب أفريقي يتحدث عن امتيازات الفصل العنصري
في تصريحات مثيرة للجدل، قال رجل الأعمال والمستثمر الجنوب أفريقي روب هيرسوف إن البيض في جنوب أفريقيا سيبقون في وضع أفضل مقارنة بنظرائهم السود حتى عام 2025 على الأقل، بفضل امتيازات تاريخية استفادوا منها خلال فترة الفصل العنصري.
وأضاف هيرسوف، الذي يُعد من أبرز المنتقدين للحكومة الحالية، أن التحدي الأكبر يكمن في صعوبة المنافسة على أساس الجدارة، وأن عديدا من السود يواجهون تحديات كبيرة في التكيف مع هذه المنافسة.
وفي مقابلة مع قناة بيزنيوز، قال هيرسوف إن "الجنوب أفريقيين البيض يتفوقون في التعليم والمنافسة، وهذه الحقيقة تجعل من التنافس على أساس الكفاءة أمرا مقلقا بالنسبة لكثير من السود. من الصعب قول ذلك، لكنه واقع لا يمكن إنكاره".
وأوضح هيرسوف أن سياسات التمكين الاقتصادي للسود، التي تم تبنيها لتصحيح أوجه التفاوت التاريخي، لم تؤثر بشكل كبير في تحسين مكانة السود في سوق العمل أو في الاقتصاد بشكل عام.
ورغم نقده الشديد لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم، فإنه أشار إلى بعض النجاحات التي حققها الحزب في السنوات الأولى من حكمه، خاصة في ما يتعلق بتحسين ظروف الفقراء حتى عام 2012.
ومع ذلك، أكد هيرسوف أن البلاد غرقت منذ تلك الفترة في مستنقع الفساد وسوء الإدارة، مما جعل الحكومة تفقد دعم عديد من مواطنيها، خاصة الناخبين السود.
إعلانوأضاف "لقد فشلوا في الوفاء بتعهداتهم، وأصبح الفساد جزءا من النظام".
وفي ما يخص سياسة جنوب أفريقيا على الصعيد الدولي، أعرب هيرسوف مؤخرا عن تأييده خفض المساعدات الأميركية إلى جنوب أفريقيا.
وقد علل ذلك بعد تقارير عن قائمة أميركية تضم أكثر من 40 شخصية سياسية جنوب أفريقية متهمة بالتطرف، مشيرا إلى أن هذه الشخصيات قد تواجه عقوبات محتملة.
وأكد أن هذه الإجراءات جزء من الحاجة إلى تصحيح الأوضاع السياسية في البلاد.
وتصريحات هيرسوف هذه تفتح الباب أمام جدل متزايد حول مستقبل الحكم في جنوب أفريقيا، والتحديات المستمرة المتعلقة بالتمييز العرقي، والأداء السياسي للقيادات الحالية.
كما تعكس، حسب رأي محللين، قلقا متزايدا من تآكل الثقة بالنظام السياسي، في وقت تتجه فيه البلاد نحو استحقاقات انتخابية مصيرية، حيث يتعين على الحكومة أن تواجه اختبارا حقيقيا لبنيتها الديمقراطية وقدرتها على تلبية تطلعات جميع فئات الشعب.