الطالبي العلمي يدعو خلال افتتاح الدورة الربيعية للبرلمان إلى وضع الخلافات بين الأغلبية والمعارضة جانبا
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
افتتح مجلس النواب في جلسة عامة عقدها اليوم الجمعة، أشغال دورته الثانية برسم السنة التشريعية 2024-2025.
وفي كلمة بالمناسبة، سجل رئيس المجلس، راشيد الطالبي العلمي أن الفترة الفاصلة بين الدورتين كانت مناسبة لاحتضان عدد من الأنشطة ذات الصلة بالعلاقات الخارجية التي اشتغل عليها المجلس بشكل مكثف، كما واصل خلال هذه الفترة « الاضطلاع بمهام ه في ارتباط وتفاعل وتجاوب مع قضايا المجتمع، ومع ما يفرضه السياق الوطني من انشغالات وتحديات ورهانات ».
وأكد الطالبي العلمي أن هذه الرهانات والتحديات، تقتضي أن يظل مجلس النواب في صلبها، « بالاشتغال بمزيد من التصميم والمثابرة حت ى نجعل أعمالنا منتجة للأثر، وحتى تكون السياسات العمومية والإنفاق العمومي منتجين للوقع الضروري على ظروف عيش المواطنات والمواطنين وعلى أداء المرافق العمومية وعلاقاتها بالمواطنين ».
وشدد في هذا السياق، على « مواصلة الحضور المنتج المتفاعل، وتقدير المسؤولية والأمانة التي نحن مطوقون بها، على اختلاف مواقعنا في المعارضة والأغلبية، وعلى تنوع خلفياتنا السياسية التي تظل، في النهاية، موحدة تحت سقف الوطن وفي خدمته، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا الوطنية الحيوية ».
ودعا رئيس مجلس النواب إلى استحضار، دوما، المصالح الجيوسياسية والجيو-ستراتيجية الوطنية « في سياق الظروف الإقليمية والدولية المتسمة باللايقين، والمفاجآت، وحيث تتشكل معادلات جيوسياسية وجيو-اقتصادية جديدة يتخللها العديد من الصدمات ».
في ضوء ذلك، يضيف الطالبي العلمي، « يتعين علينا، جميعا معا وسويا، أن نعزز تماسكنا وتلاحمنا الوطني والحفاظ عل صفوفنا قوية مرصوصة »، مبرزا أن هذا الأمر « يقتضي أن نعمل ما أمكن على أن نضع خلافاتنا –وليس اختلافاتنا التي هي أصل غنانا السياسي والثقافي- جانبا في هذه الظرفية الإقليمية والدولية الدقيقة ».
وأكد أن المملكة تتوفر على الرافعات الضرورية للصمود، وتعزيز تموقعها الإقليمي والقاري والدولي « وفي مقدمة ذلك ترسخ مؤسساتنا ونموذجنا الديمقراطي، وعراقة وقوة الدولة المغربية، والتفاف مكونات الأمة حول م لكيتنا العريقة التي تشكل لحمة ضامنة لاستمرار الأمة وقوتها ».
وشدد الطالبي العلمي في هذا السياق، على أن الحضور الناجح والناجع للدبلوماسية البرلمانية المغربية « أساسه الرؤية الملكية الحصيفة والحكمة التي يقود بها صاحب الجلالة، نصره الله، الدبلوماسية الوطنية على النحو الذي يرسخ تموقع المغرب قوة صاعدة وشريكا في تدبير أهم القضايا الدولية ».
ودعا النواب البرلمانيين إلى تمثل عددا من الاعتبارات، وهم يمارسون مهامهم على المستوى الخارجي، مبرزا أن الاعتبار الأول يتعلق بـ »الحفاظ دوما على قضية وحدتنا الترابية متصدرة اهتماماتنا ومواقفنا، ومعاركنا الدبلوماسية، والاقتداء في ذلك بالرؤية الملكية وعمل الدبلوماسية الوطنية، وأن نستحضر دوما النطق الملكي السامي المتمثل في كون +ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات+ ».
أما الاعتبار الثاني، يضيف الطالبي العلمي، فيتعلق بكون الحاجة إلى العمل الدبلوماسي وكثافته ستزداد في ضوء التحولات الكبرى في السياسة العالمية والعلاقات الدولية، وفي ضوء تموجات المحاور والأحلاف الدولية، فيما يتمثل الاعتبار الثالث « في كون التحديات الدولية، بما في ذلك النزاعات والتطرف العنيف، والاختلالات المناخية، والهجرات والنزوح والصراعات على المياه و على مصادر الغذاء ستتعاظم ».
وإزاء كل ذلك، يقول رئيس مجلس النواب، ينبغي التحلي باليقظة ومواكبة الدبلوماسية الوطنية والدفاع عن المصالح الوطنية والتعريف بإمكانيات المملكة واسهاماتها الدولية في مواجهة هذه المعضلات الكونية، مضيفا أنه يتعين تسجيل « مزيد من الحضور المؤثر والتسلح ب ع د ة الإلمام بالملفات، والصمود في وجه الأكاذيب وفي وجه تزوير التاريخ وفضح السردية التي ما يزال خصوم الوحدة الترابية يتوهمونها ويروجونها للغايات التي أصبحت مكشوفة للجميع ».
وفي سياق ذي صلة، لفت الطالبي العلمي إلى أن التركيز على القضايا الوطنية لم ي ث ن مجلس النواب عن الانشغال بالقضايا التي تهم المجموعة الدولية والإشكالات الجديدة التي تواجهها، وفي مقدمتها السلم والعدل الدوليان.
في هذا الصدد، أكد حرص مجلس النواب في مختلف المنتديات البرلمانية على تجديد التضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق والت ذكير بدعم المملكة المغربية لعدالة قضيته بقيادة سلطته الوطنية ومؤسساته الشرعية، وبالدور الذي تضطلع به لجنة القدس برئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس وذراعها الاجتماعي والإنساني، بيت مال القدس، في دعم الوجود الفلسطيني.
كلمات دلالية المغرب برلمان نوابالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب برلمان نواب الطالبی العلمی مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
منافسات قوية في افتتاح «الإمارات الوطنية للفنون القتالية المختلطة»
دبي (الاتحاد)
انطلقت اليوم فعاليات النسخة الثالثة من بطولة الإمارات الوطنية للفنون القتالية المختلطة التي ينظمها اتحاد الجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة في نادي شباب الأهلي بدبي، وسط حضور جماهيري كبير ومشاركة لافتة من المواهب الصاعدة التي تمثل مختلف أندية وأكاديميات الدولة.
وشهد اليوم الأول منافسات حماسية ضمن فئات الأشبال D (من 10 إلى 11 عاماً)، والناشئين C (من 12 إلى 13 عاماً)، والناشئين B (من 14 إلى 15 عاماً)، حيث تميّزت النزالات بالقوة والندية، وقدّم اللاعبون أداءً رفيعاً يليق بالتطلعات، وسط تفاعل جماهيري كبير، أسهم في تحفيز اللاعبين على إبراز قدراتهم الفنية والبدنية ضمن أجواء تنافسية استثنائية من الحماس والتشويق.
وقال محمد سالم الظاهري، نائب رئيس اتحاد الجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة: «فخورون بما شهدناه اليوم من مستويات قوية، ومشاركة متميزة لأبنائنا وبناتنا، لا سيّما أولئك الذين بدأوا مسيرتهم حديثاً. تمثل هذه الفئات حجر الزاوية لمستقبل اللعبة، وتؤكّد أن جهود الاتحاد على صعيد صقل المواهب بدأت تؤتي ثمارها».
وشدّد الظاهري على أنّ التفاعل الجماهيري الكبير، والمستوى التنظيمي الذي يتماشى مع أرفع المعايير العالمية، وجودة النزالات، جميعها عوامل تعكس المكانة المتنامية لهذه البطولة على الساحة المحلية، ويدفعنا لمواصلة العمل على توفير البيئة المثالية لتطوير جيل من الأبطال القادرين على تحقيق الإنجازات في شتّى المحافل».
وقال زكريا بيشي، مدرب أكاديمية «برايمال جيم – أبوظبي»: «نشارك في هذه النسخة من البطولة بسبعة لاعبين، وقد نجح عدد منهم في تحقيق المركز الأول بفضل الإعداد الجيد والالتزام الكبير خلال التدريبات. تشكّل هذه البطولة محطة مهمة في مسيرة اللاعبين، خصوصاً على صعيد بناء الثقة واكتساب الخبرات. نلاحظ التطور الكبير الذي تشهده رياضة الفنون القتالية المختلطة في الدولة، عاماً بعد عام، وهو ما ينعكس على طبيعة المنافسات التي أصبحت أكثر قوة واحترافية، بفضل الدعم المتواصل من الاتحاد وحرصه على تنظيم بطولات متميزة تساهم في بناء جيل جديد من الأبطال».
بدورها، قالت سهير المرزوقي، والدة اللاعب حمد الصبوري (14 عاماً) من أكاديمية أدما: «نشعر بالفخر لمشاركة أبنائنا في بطولة بهذا المستوى، حيث تساهم في تنمية مهاراتهم الرياضية وبناء شخصيتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم. لم تعد الرياضة اليوم نشاطاً بدنياً فحسب، بل أصبحت وسيلة فعالة لترسيخ قيم الانضباط والمسؤولية وتحقيق الطموحات. نشكر الاتحاد على تنظيم هذه البطولة التي توفر لأبنائنا بيئة مثالية لاكتشاف قدراتهم واستثمار أوقات فراغهم في ما ينفعهم ويدفعهم نحو مستقبل مشرق. ولدي حمد يتطوّر بشكل ملحوظ مع كل مشاركة، ونحن على يقين أن هذه التجربة ستكون حجر أساس في مسيرته الرياضية».
وأعربت اللاعبة حمدة علي خلفان المطوع، لاعبة نادي شباب الأهلي التي حققت ذهبية فئة الناشئين C وزن 37 كجم، عن سعادتها البالغة بتحقيق هذا الإنجاز وقالت: «منذ أن بدأت مسيرتي في رياضة الفنون القتالية، وأنا أحلم بهذه اللحظة. الفوز بالميدالية الذهبية اليوم يشعرني بالفخر ويمنحني دافعاً أكبر لأتدرب وأتحسن أكثر. شكراً لكل من دعمني، وأتمنى أن أكون قدوة لكل الفتيات اللواتي يحلمن بالوصول إلى منصات التتويج».
وتُختتم البطولة غداً الأحد، مع نزالات فئتي الشباب (16 و17 عاماً)، وفئة الكبار (18 عاماً فما فوق)، حيث يتوقع أن يشهد اليوم الختامي مواجهات قوية تعكس التطور اللافت في المستوى الفني للبطولة، وتتويج أفضل المواهب المحلية في رياضة الفنون القتالية المختلطة.