التغير المناخي يضع الشرق الأوسط على حافة الجفاف
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
ترتفع درجات الحرارة ومعدلات استنزاف المياه الجوفية في معظم دول المنطقة، وعلى رأسها العراق وسوريا وتركيا وإيران، وسط تصاعد التحديات المناخية في الشرق الأوسط الذي تظهر فيه آثار الاحتباس الحراري بشدة.
وتشير الدراسات البيئية الحديثة إلى أن المنطقة تسجّل معدلات ارتفاع في درجات الحرارة تفوق المتوسط العالمي، مما يؤدي إلى اشتداد موجات الجفاف وتراجع معدلات الهطول المطري وارتفاع معدلات التبخر، وهو ما يهدد منظومات المياه والزراعة في بلدان كانت تعرف تاريخيا بخصوبتها.
وتشهد المنطقة ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، فبين عامي 2013 و2022 سُجّلت زيادة واضحة في درجات الحرارة، خاصة في مناطق شرق سوريا والعراق ووسط إيران، وفق تقرير أصدرته شبكة زوي للبيئة مطلع العام الحالي.
وتوقع التقرير مزيدا من موجات الحر والجفاف التي ستسبب شحّا مائيا ما لم تتخذ إجراءات فعالة لمواجهة التغير المناخي، في ظل توسع المناطق الصحراوية في بلدان مثل سوريا والعراق والأردن وفلسطين، واستنزاف الزراعة للمياه الجوفية التي لا تُعوض بسرعة مع انخفاض مستويات الأمطار والثلوج.
وظهر التحول المناخي الذي يشهده الشرق الأوسط بارتفاع درجات الحرارة إلى 2.8 درجة مئوية بين عامي 2013 و2022، وفق شبكة زوي للبيئة، في حين تسعى دول العالم إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض ليبقى أقل من درجتين مئويتين، مع السعي لحصره عند 1.5 درجة مئوية بحسب اتفاق باريس للمناخ.
إعلان تهديدات غير مسبوقةوأوضحت خرائط أوردها تقرير شبكة زوي للبيئة أن درجة حرارة الأرض تجاوز 2.2 درجة مئوية في وسط سوريا وجنوبها في السنوات الماضية، مع انخفاض واضح بهطول الأمطار في ظل كثافة سكانية مرتفعة في مدن تأثرت بالجفاف مثل حلب وحمص وحماة، وذلك نتيجة الحرب والنزوح، مما أدى إلى استنزاف الموارد المائية.
وحذر التقرير من أن الجفاف المستمر سيؤدي إلى تراجع المياه السطحية مثل نهري دجلة والفرات، لا سيما مع الجفاف الذي يواجه منابع الأنهار، مما سيؤثر على المحاصيل في المناطق الزراعية، ويتسبب بمزيد من الهجرة نحو المدن المكتظة.
وفي لبنان، انخفضت معدلات هطول الأمطار لا سيما في البقاع الذي يعد سلة البلاد الغذائية، كما تأثرت المناطق الجبلية بالجفاف الذي أسفر عن تغير بالنظام البيئي خلال السنوات الماضية، بحسب المصدر ذاته الذي حذر من خطر زيادة الحرائق في الأحراج.
ويعد العراق من أكثر الدول المتأثرة بالتغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة، مع تمدد المناخ الصحراوي نحو شمال البلاد، مما يهدد المناطق الزراعية ويحولها إلى مناطق جافة.
وتُظهر أسوأ السيناريوهات المناخية أن بعض المدن في الشرق الأوسط قد تسجّل درجات حرارة صيفية قصوى تتجاوز 50 درجة مئوية بحلول عام 2070، مع تسجيل مدن كانت تعرف باعتدال حرارتها درجات تتجاوز وسطيا 40 درجة مئوية، مثل دمشق.
كذلك فإن فصل الشتاء سيشهد ارتفاعا بدرجات الحرارة خلال العقود المقبلة، فقد تصل درجات الحرارة في بغداد على سبيل المثال إلى 17 درجة مئوية شتاء، بعد أن كانت تعرف ببرودتها خلال هذا الفصل، وذلك ما لم يتم تقليص الانبعاثات الحرارية.
وأكد التقرير أن العراق وسوريا يواجهان خطر الهشاشة المائية بسبب الاعتماد على مياه نهرية مصدرها دول أخرى مثل تركيا التي تواجه أيضا انخفاضا في معدلات الأمطار.
وأوضحت الخرائط التي أوردها أن استنزاف المياه الجوفية وتداخل المياه المالحة في دلتا دجلة والفرات يهدد الزراعة في المناطق التي تعتمد على مياه النهرين.
إعلانولا تزال الزراعة المستهلك الأول للمياه رغم ندرتها، مقابل نصيب أقل منها للاستهلاك الصناعي أو الاستخدام البشري اليومي، في دول مثل إيران وسوريا والسعودية.
وتبرز الكويت وفلسطين كحالتين خاصتين. ففي الكويت يُعتمد بشكل رئيسي على محطات تحلية المياه لتأمين الحاجة المحلية، مع ذلك سُجلت نسبة فقد بالمياه تصل إلى 40%.
أما في فلسطين، فرغم محدودية الموارد المائية، فإن نسبة عالية من الاستهلاك تُوجّه للاستخدام المنزلي، وسط تحديات كبيرة تتعلق بالحصول على المياه، في ظل الانتهاكات البيئية والحقوقية التي تمارسها إسرائيل لاستغلال المياه.
وذكر التقرير أن العراق يعد من أكثر الدول اعتمادا على المياه الجوفية كمصدر بديل بسبب انخفاض تدفق نهري دجلة والفرات، وذلك يؤدي إلى استنزافها من دون تجدد طبيعي مع ازدياد الجفاف.
وانتشر السحب العشوائي للمياه الجوفية في المناطق السورية نتيجة انهيار البنية التحتية بعد الحرب، إذ انتشرت الآبار في مناطق شمال شرق سوريا مثل الحسكة ودير الزور، لا سيما في ظل انخفاض مستوى الأمطار.
كذلك تعد إيران واحدة من أكثر الدول سحبا للمياه الجوفية في الشرق الأوسط، خاصة في الغرب والجنوب الغربي، وتستخدم تلك المياه في الزراعة.
وإذا لم تُتخذ إجراءات سريعة لإعادة هيكلة نظم الري في البلدان التي تستنزف مياهها الجوفية، مثل اعتماد تقنيات توفير المياه، وإعادة النظر في السياسات المائية والزراعية، فقد تواجه المنطقة مستقبلا غير قابل للاستدامة، سواء في الأمن الغذائي أو المائي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات درجات الحرارة الشرق الأوسط درجة مئویة
إقرأ أيضاً:
"الأرصاد": ارتفاعات مرتقبة في الحرارة.. وحج هذا العام الأخير في الأجواء الصيفية
أكد المتحدث الرسمي للمركز الوطني للأرصاد حسين القحطاني، أن معظم مناطق المملكة بدأت بالفعل في الاستعداد لاستقبال فصل الصيف، مشيرًا إلى أننا نعيش حاليًا في المرحلة الانتقالية بين الربيع والصيف، حيث بدأت درجات الحرارة في الارتفاع بشكل ملموس، خاصة في فترة الظهيرة.
وبين أن بعض المناطق، خصوصًا في المنطقة الشرقية، والوسطى، والجنوبية الداخلية، سجلت اليوم درجات حرارة تجاوزت 43 درجة مئوية.
أخبار متعلقة الأيام المقبلة.. ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة على معظم المناطقتوقعات طقس العيد.. تفاصيل درجات الحرارة وأماكن هطول الأمطارالدمام 36 مئوية.. بيان درجات الحرارة العظمى على بعض مدن المملكة .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } "الأرصاد": ارتفاعات مرتقبة في الحرارة.. وحج هذا العام الأخير في الأجواء الصيفيةطقس متذبذبوأوضح القحطاني، أن فصل الربيع في المملكة يتسم بالتذبذب، وهو ما ينعكس في تقلبات الأجواء التي تتراوح بين فرص لهطول الأمطار، وهبوب الرياح النشطة المثيرة للأتربة، إلى جانب التغير السريع في درجات الحرارة.
وفيما يخص المناطق الشمالية، أفاد القحطاني بأن المركز الوطني للأرصاد رصد انخفاضًا ملموسًا في درجات الحرارة، حيث من المتوقع أن تسجل درجات الحرارة الصغرى في منطقة الحدود الشمالية هذا الأسبوع ما بين 8 إلى 9 درجات مئوية.
إلا أن هذا الانخفاض لا يشمل باقي مناطق المملكة، التي تشهد على العكس ارتفاعًا تدريجيًا في درجات الحرارة مع بدء العد التنازلي لدخول فصل الصيف، المتوقع أن يبدأ فعليًا مع بداية الشهر المقبل.
حسين القحطاني
وأضاف متحدث مركز الأرصاد، أن دخول فصل الصيف في المملكة يعني أجواءً حارة، إذ تتراوح المعدلات المناخية المعتادة لدرجات الحرارة ما بين 48 درجة مئوية كعظمى و39 درجة مئوية كصغرى.
وأكد أن المركز الوطني للأرصاد لا يزال يعمل على إعداد التقرير المناخي لفصل الصيف، والذي سيُعلن من خلاله عن التوقعات الأولية لأحوال الطقس في الأشهر القادمة.
وأشار إلى أن المؤشرات المناخية الأولية تشير إلى أن صيف المملكة سيكون ساخنًا كعادته، وتتراوح درجات الحرارة العظمى المتوقعة بين 48 إلى 49 درجة مئوية، بينما تتراوح الصغرى بين 38 إلى 39 درجة مئوية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } "الأرصاد": ارتفاعات مرتقبة في الحرارة.. وحج هذا العام الأخير في الأجواء الصيفيةحرارة قياسيةولفت إلى أن المناطق الشرقية، وفي مقدمتها النعيرية، تحظى بالنصيب الأعلى في تسجيل درجات الحرارة، حيث سجلت النعيرية خلال الخمس سنوات الماضية أعلى درجة حرارة صيفية في المملكة بلغت 53 درجة مئوية في الظل، تلتها الدمام والظهران، أما مدينة جدة، فسجلت أعلى درجة حرارة في صيف عام 2010، وبلغت 52 درجة مئوية في الظل.
وأكد القحطاني أنه لا يمكن إصدار إعلان مبكر أو دقيق بشأن درجات حرارة الصيف إلا ضمن إطار التقرير المناخي الرسمي الصادر عن المركز الوطني للأرصاد، والذي يُبنى على تحليلات علمية ومؤشرات طويلة الأجل.
وأضاف أن السمة المناخية العامة لصيف المملكة تظل دائمًا مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، لافتًا إلى أهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة في ظل هذه الظروف.
وأشار القحطاني إلى أن موسم حج هذا العام يتزامن مع فصل الصيف، وهو آخر موسم حج يقع ضمن الصيف قبل أن يبدأ بالتنقل نحو الفصول الأخرى، ولن يعود إلى الصيف إلا بعد نحو 16 عامًا.
وبيّن أن المركز الوطني للأرصاد يعمل على إعداد التقارير اللازمة والتنسيق المباشر مع الجهات ذات العلاقة، لتزويدها بجميع المعلومات الجوية والمناخية التي تعينها على اتخاذ القرارات التنظيمية والميدانية اللازمة لإنجاح أعمال موسم الحج في أجواء آمنة ومستقرة رغم درجات الحرارة المرتفعة المتوقعة.