تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وجّه الرئيس الصيني شي جين بينغ دعوة صريحة إلى الاتحاد الأوروبي للوقوف إلى جانب بكين في الدفاع عن النظام الاقتصادي العالمي القائم على التعددية، والتصدي لما وصفه بـ"التنمر الأحادي"، في إشارة واضحة إلى السياسات التجارية الأحادية التي تنتهجها واشنطن بقيادة الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب.

يأتي ذلك في ظل تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.


الصين تدعو إلى شراكة استراتيجية أوروبية


خلال لقائه برئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، شدد شي على أن الصين والاتحاد الأوروبي يمثلان "ركيزتين أساسيتين" لدعم العولمة الاقتصادية والتجارة الحرة.

وأعرب عن استعداد بلاده لتعميق التعاون مع إسبانيا، وتوسيع مجالات الشراكة لتشمل الطاقة الجديدة، والتكنولوجيا المتقدمة، والمدن الذكية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقلال الاقتصادي الأوروبي، وبناء تكتل مضاد للضغوط الأمريكية.
 الرئيس الصيني لم يخفِ قلقه من التصعيد الأمريكي، لكنه في المقابل أكد ثبات الصين وثقتها في قدرتها على الدفاع عن مصالحها، مشيراً إلى أن دور بلاده يتجاوز حماية حقوقها السيادية، ليشمل الدفاع عن العدالة الدولية والنظام القائم على القواعد، في إشارة واضحة إلى محاولات واشنطن تقويض المؤسسات الدولية كمنظمة التجارة العالمية.


إسبانيا تبحث عن التوازن


من جانبه، تبنّى رئيس الوزراء الإسباني موقفاً دبلوماسياً أكثر توازناً، مشدداً على أهمية الحوار والتفاوض لحل الخلافات، ومؤكداً التزام بلاده بدعم علاقات "قوية ومتوازنة" بين الاتحاد الأوروبي والصين. كما أبدى رفضه الصريح للحرب التجارية، معتبراً أن "لا رابح فيها"، في موقف يعكس توجهاً أوروبياً متنامياً يرفض الانجرار خلف الاستراتيجية الأميركية التصعيدية.
سانشيز، الذي وقع خلال الزيارة 4 اتفاقات تعاون مع بكين في مجالات متنوعة، من بينها التعليم والعلوم والصناعات الثقافية والدوائية، بدا مصمماً على استغلال زيارته لتوطيد الروابط السياسية والاقتصادية مع الصين، بما يعزز من مكانة بلاده كجسر بين بكين وبروكسل.


تصاعد الضغط الأمريكي


في المقابل، كانت إدارة ترامب مستمرة في تصعيدها الاقتصادي ضد بكين، حيث أعلن البيت الأبيض عن رفع الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية إلى ما يقارب 145%، في إجراء يهدف إلى كبح النمو الصناعي والتكنولوجي الصيني. كما لوّح ترامب بإعادة فرض الرسوم المجمدة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال مهلة 90 يوماً، مؤكداً أنه لا نية لإعفاءات جديدة في الوقت الحالي.
ورغم اللهجة المتشددة، أبدى ترامب رغبة في التوصل إلى اتفاق "يحقق مصالح البلدين"، مما يكشف عن مأزق داخلي تعيشه الإدارة الأمريكية بين رغبتها في احتواء الصين وضرورة الحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل التراجع الذي شهدته الأسواق الأمريكية نتيجة هذه التوترات.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الصين أمريكا الحرب التجارية دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي

إقرأ أيضاً:

الرد الصيني جاء مدوّياً .. وترامب يشعل فتيل المواجهة التجارية الكبرى

"عمان - وكالات": في مشهد يعكس تصعيدًا غير مسبوق في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أعلنت بكين رفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية إلى 125%، ردًا على خطوة مماثلة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي رفع الرسوم على السلع الصينية إلى 145%. هذا التوتر المتسارع لا يهدد فقط العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم، بل يلوّح بأزمة اقتصادية عالمية قد تعصف بسلاسل التوريد، وتلقي بظلالها الثقيلة على الأسواق، والدول النامية على وجه الخصوص.

تصعيد جمركي خطير

رفعت بكين اليوم الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية إلى 125 بالمائة ردا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 145 بالمائة، مما يزيد من حدة حرب تجارية تنذر باضطراب سلاسل التوريد حول العالم. وجاءت الزيادة بعد أن واصل البيت الأبيض الضغط على ثاني أكبر اقتصاد في العالم وثاني أكبر مُصدر للولايات المتحدة من خلال إعلان رسوم جمركية إضافية رغم أنه علق معظم الرسوم "المضادة" التي سبق أن فرضها على عشرات الدول. وقالت وزارة المالية الصينية في بيان "فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية مرتفعة بشكل غير طبيعي على الصين ينتهك بشكل خطير القواعد التجارية والاقتصادية الدولية والقوانين الاقتصادية الأساسية ويتنافى مع المنطق السليم، ويمثل بلطجة وتعنتا أحادي الجانب بكل ما يعنيه ذلك".

تأثير كارثي متوقّع

من جانبها قالت مديرة مركز التجارة الدولية التابع للأمم المتحدة لرويترز اليوم إن الرسوم الجمركية الشاملة في عهد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتدابير المقابلة قد يكون لها تأثير كارثي على الدول النامية وتلحق بها ضررا أسوأ حتى من خفض المساعدات الخارجية. ووفقا للمركز فإن التجارة العالمية قد تنكمش بما يتراوح بين ثلاثة وسبعة بالمائة وقد يتراجع الناتج المحلي الإجمالي العالمي 0.7 بالمائة، وستكون الدول النامية هي الأكثر تضررا. وقالت باميلا كوك-هاميلتون المديرة التنفيذية لمركز التجارة الدولية، لرويترز "إذا استمر هذا التصعيد بين الصين والولايات المتحدة، فسيؤدي إلى انخفاض بنسبة 80 بالمائة في التجارة بين البلدين، وقد تكون تداعيات ذلك كارثية على جميع الأصعدة". ولا تزال الأسواق العالمية تواجه اضطرابات اليوم الجمعة، وذلك في أعقاب إعلان ترامب تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوما على عشرات الدول، في حين زاد الرسوم على الواردات الصينية مما يرفعها فعليا إلى 145 بالمائة عند أخذ الرسوم المفروضة في وقت سابق من العام في الحسبان.

ورفعت بكين رسومها الجمركية على الولايات المتحدة مع كل زيادة يقرها ترامب. وقالت وزارة المالية الصينية اليوم إن بكين ستفرض رسوما جمركية بنسبة 125 بالمائة على السلع الأمريكية اعتبارا من بعد غدا، وذلك ارتفاعا من 84 بالمائة التي أعلنت عنها في وقت سابق. وقالت كوك-هاميلتون "قد تؤدي الرسوم الجمركية إلى تأثير أكثر ضررا بكثير من إلغاء المساعدات الخارجية"، محذرة من أن الاقتصادات النامية تواجه خطر خسارة المكاسب الاقتصادية التي حققتها في السنوات القليلة الماضية. وتستند توقعات مركز التجارة الدولية إلى بيانات قام بجمعها، ولا تعكس أثر تعليق رسوم جمركية لمدة 90 يوما وزيادة الرسوم الجمركية لاحقا بين الصين والولايات المتحدة.

فرصة أوروبية محدودة

كما صرح رئيس مجموعة اليورو باسكال دونوهو اليوم، بأن الاتحاد الأوروبي سوف يستفيد من فترة تعليق الرسوم الجمركية الأمريكية لمدة تسعين يوما للتوصل إلى حل بديل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وفي تصريحات أوردتها وكالة بلومبرج للأنباء، وصف دونوهو، الذي يرأس اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو، فترة تعليق الرسوم بأنها "نافذة فرصة". وقال دونوهو إن بروكسل "سوف تبحث بشأن ما إذا كان يمكننا إيجاد بديل من خلال التفاوض عن طريق يقودنا جميعا إلى عالم فيه معدلات نمو أقل وتضخم أعلى وكثير من المخاطر التي تهدد التقدم الذي أحرزناه في السنوات الأخيرة". ومن جانبه، صرح وزير المالية البولندي أندريه دومانسكي للصحفيين قائلا: "اعتقد أن افضل استجابة هي التركيز على الاقتصاد الأوروبي نفسه، وعلى إعادة التنافسية إلى أوروبا". وأضاف: "اعتقد أننا بحاجة إلى إجابة أوروبية حقيقية، ولا أود أن أرى سباقا إلى القاع فيما يتعلق بدعم الصناعات". وذكر دناهيو أنه مازال "واثقا للغاية من أن الأسس الاقتصادية للاتحاد الأوروبي مرنة وقوية". يذكر أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة.

البورصات الآسيوية تتراجع

وعلى صعيد التداعيات العالمية تراجعت البورصات الآسيوية بشكل حاد اليوم بعدما هوت أسهم وول ستريت، ما يظهر حالة عدم اليقين التي تتسبب بها حرب دونالد ترامب التجارية وفي وقت يهدد الاتحاد الأوروبي بفرض ضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة. وأعلنت الإدارة الأميركية الخميس أن الرسوم الجمركية الإضافية على المنتجات الصينية بلغت نسبتها 145%. وكان ترامب بدل موقفه الأربعاء بصورة مفاجئة وجمد التعرفات الإضافية المطبقة على حوالى ستين دولة لمدة تسعين يوما، مستثنيا فقط الصين التي باتت معزولة بمواجهة واشنطن.

وفي مواجهة إصرار بكين على الرد بالمثل، أعلن الرئيس الأميركي الأربعاء أن الرسوم الإضافية على المنتجات الصينية ستبلغ 125%. وأوضح البيت الأبيض الخميس في مرسوم رئاسي أن القرار يرفعها في الواقع إلى 145%، بعد احتساب الرسوم الجمركية بنسبة 20% التي فرضها ترامب على الصين لمعاقبتها على إيواء مصانع تساهم في إنتاج الفنتانيل، وهو مادة أفيونية تسببت بأزمة صحية خطيرة في الولايات المتحدة. وفي مواجهة حالة عدم اليقين الناجمة عن سياسة ترامب وتصاعد التوترات الصينية الأميركية، تسود حالة من الاضطراب أسواق المال العالمية. وبعد هبوط بورصة وول ستريت، انخفض مؤشر طوكيو بنسبة 4,22%، ومؤشر سيول بنسبة 1,18%. وأنهت وول ستريت تعاملاتها على تراجع حاد الخميس مع خسارة مؤشر داو جونز 2,50% ومؤشر ناسداك 4,31%. وتعاني الأسواق الصينية أيضا مثل شنغهاي التي خسر مؤشرها 0,23%. وكانت البورصات انتعشت الخميس بعد قرار ترامب تعليق الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها على حوالى ستين دولة لمدة تسعين يوما، مبقيا فقط على الرسوم المعممة بنسبة 10% السارية منذ مطلع أبريل. وخلال تلك المهلة، سيعقد شركاء الولايات المتحدة محادثات مع ترامب للتوصل إلى تسوية بشأن الضرائب.

بازوكا أوروبية محتملة

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إنه إذا فشلت المحادثات مع الولايات المتحدة، قد تفرض بروكسل ضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة التي أصبحت الآن داعمة لدونالد ترامب. وقالت في صحيفة "فايننشال تايمز"، "هناك مروحة واسعة من التدابير المضادة"، متحدّثة عن "فرض ضريبة على عائدات الإعلانات من الخدمات الرقمية" واللجوء إلى أداة "الردع التجاري ومكافحة الإكراه" الخاصة بها المعروفة باسم "بازوكا".

بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم على منصة "إكس"، إن على أوروبا "حشد كل الأدوات المتاحة لحماية نفسها". لكن ترامب (78 عاما) الذي يتسبب بهز النظام الاقتصادي الدولي، لم يكترث وقال بكل هدوء خلال اجتماعه مع وزراء في البيت الأبيض "ستكون للمرحلة الانتقالية كلفة وستطرح مشكلات، لكن في نهاية المطاف، ستكون أمرا جيدا". وأكد وزير المال الأميركي سكوت بيسينت أنه لا يرى "شيئا غير عادي اليوم" في الأسواق، في حين قدّر نواب ديموقراطيون أن الرئيس الجمهوري ربما تلاعب بهم بشكل غير قانوني من خلال التشجيع على شراء الأسهم قبل تغيير موقفه الأربعاء.

عزلة صينية متزايدة

وبعدما أراح بقية العالم، أصبح ترامب يستهدف الصين بشكل رئيسي. من جهتها، تعهّدت بكين "القتال حتى النهاية". وقالت الناطقة باسم وزارة التجارة الصينية هي يونغ تشيان إن "باب الحوار مفتوح للتفاوض، لكن الحوار يجب أن يقوم على احترام متبادل وأن يجرى على قدم المساواة". أما الدول الآسيوية الأخرى التي تعتمد بشكل كبير على صادراتها إلى الولايات المتحدة، فلم تتخذ أي تدابير مضادة. ومثل فيتنام وكمبوديا، أعلن منتجو المنسوجات وأعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) أنهم لن يتخذوا إجراءات انتقامية. كما قرر الاتحاد الأوروبي تعليق الرسوم الجمركية التي أعلنها على مجموعة من المنتجات الأميركية، في خطوة اعتبرها دونالد ترامب بأنها "ذكية جدا". وفي السياق، هدد الرئيس الأميركي المكسيك مجددا برسوم جمركية جديدة مساء الخميس على خلفية التوترات بشأن تقاسم مياه نهري كولورادو وريو غراندي على الحدود بين البلدين. ومن خلال فرض ضرائب على الواردات، يعتقد دونالد ترامب أنه وجد الحل لإعادة توطين الإنتاج الصناعي في بلاده التي يعتبرها ضحية لشرور العولمة. وبالتالي، يريد تحصيل رسوم جمركية ودفع شركائه لشراء المزيد من البضائع الأميركية. لكن جوزيف ستيغليتز، الخبير الاقتصادي الحائز جائزة نوبل، قال إن البلدان التي تمارس التجارة مع الولايات المتحدة لا تعرف "كيف تفاوض" لأنه "لا توجد نظرية اقتصادية وراء ما يفعله (دونالد ترامب)". وقال خلال مشاركته في البرنامج الأميركي "ديموكراسي ناو"، "إنه عالم آخر!".

مقالات مشابهة

  • ترامب: الرئيس الصيني قائد ذكي للغاية والحرب التجارية ستسفر عن نتيجة إيجابية
  • مرتاح للغاية.. الرئيس الأمريكي: شيء إيجابي سيخرج من الحرب التجارية مع الصين
  • الرد الصيني جاء مدوّياً .. وترامب يشعل فتيل المواجهة التجارية الكبرى
  • شي لرئيس الوزراء الإسباني: على بكين والاتحاد الأوروبي التصدي لـ"تنمر ترامب التجاري"
  • الرئيس الصيني يرد على ترامب.. فماذا قال ؟
  • الرئيس الصيني: على بكين والاتحاد الأوروبي التمسك بشراكتهما والالتزام بالتعاون المفتوح
  • هل تشجع الحرب التجارية الأمريكية الاستثمار الصيني في الخليج؟ (خاص)
  • حرب الرسوم الجمركية| تراجع متبادل بين "ترامب" والاتحاد الأوروبي واستمرار فرضها على الصين بنسبة 125%.. وخبير يوضح: عدم استقرار السوق الأمريكي يؤدى إلى فرار المستثمرين إلى ملاذ آمن
  • وزير التجارة الأمريكي: الصين أمام خيارين.. التفاوض مع ترامب أو خسارة السوق الأمريكية