الأهالي مهددون بالموت عطشاً.. حيس مدينة بلا ماء للشهر الثاني
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
يعاني سكان مدينة حيس، جنوب محافظة الحديدة، أزمة مياه خانقة للشهر الثاني على التوالي، في ظل غياب الجهات المسؤولة عن إصلاح الأعطال الفنية التي أدت إلى خروج الخدمة عن المواطنين بالمدينة.
ويتكبد آلاف الأهالي المعاناة يومياً أثناء رحلة شاقة للبحث عن المياه، وقطع مسافات طويلة إلى المزارع الواقعة خارج المدينة من أجل الحصول على لترات قليلة لجلبها للمنازل؛ فضلاً عن توجه آخرين صوب الخزانات الاسعافية غير الآمنة التي يتوافد إليها غالبية السكان والمتواجدة قرب مقالب النفايات ما يهدد حياتهم بالمخاطر والأمراض.
ويستفيد من مشروع المياه المتوقفة في حيس قرابة "50" ألف نسمة وما يزيد عن "7" آلاف اسرة نازحة في مركز المدينة.
وعبر عدد من النساء في حي ربع السوق في حيس، عن أسفهن لموقف السلطة المحلية بالمديرية وتجاهلها العبث الحاصل وانقطاع المياه عنهم دون تحريك أي ساكن.. كان ذلك أثناء نزول فريق "نيوزيمن" لجولة في المدينة لتلمس معاناة وهموم المواطنين، لينقلوا عبرهم أبرز قضية تعاني منها حيس.
إحدى النساء المتجمهرات تدعى "فطوم" متسائلة وبصوت غاضب يلخص حجم المعاناة، "وين المجلس المحلي وين الحكومة؟ عيالنا بتموت من العطش حرام عليكم، احنا حالتنا حالة مافيش معانا فلوس نشتري وايتات ماء، الوايت بـ8 آلاف سعة الف لتر، احنا مافيش معانا نأكل وكل واحد معه عشرة أطفال بالبيت".
من جانبها قالت الحاجة رُقية أحمد، "أني عجوز في بيتي حالتي حالة، كل يوم اطوف الشوارع كلها من أجل دبة 20 لتر، الوايت (البوزة) سعة ألف لتر، نتشارك فيه ثلاث اُسر بعد ما تطلع أرواحنا".
وأضافت رُقية، "اخرج ابيع خبز الكدر، احياناً ابيع واحصل رزق المكتوب، واحياناً ما احصل حتى قيمة تعبي".
واختتمت حديثها بالقول، "كل ذلك لأجل اشتري ماء، والله والذي نفسي بيده انني اطوف كل مكان من أجل ابيع الكدر واحصل مصروف لقوت عيالي".
وفي سياق متصل أوضح سكان محليون في حيس، ان مشكلة المياه اصبحت معقدة بالنسبة لهم نتيجة الأعطال والمشكلات المتكررة التي تحصل للمشروع، مؤكدين ان المؤسسة تقوم بعملية ابتزاز للمواطن مقابل توفير خدمة المياه، في حين المواطن يعاني من عدم حصوله على المياه الكافية ويعيش في ازمة خانقة منذ إنشاء المشروع في عام 2000 وتوصيله للأهالي.
المواطن احمد ياسين جبيلي، وبصفته أحد الشخصيات الاجتماعية في المديرية يقول ان سبب تدهور مشروع المياه في حيس يعود إلى عدم وجود كادر مؤهل يديره، مشيراً إلى ان هناك عشوائية في الشبكة الداخلية المتسببة في ضياع المياه وهي مفتعلة ومتعمدة.
وأضاف في تصريح لـ"نيوزيمن": هناك من يمارس دور الضحية على المواطن في المؤسسة بينما هو الجلاد ويمارس الفساد الإداري باسم المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي، دون رقابة أو محاسبة من الجهات المعنية.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: فی حیس
إقرأ أيضاً:
عندما تصبح الانتخابات موسماً للإغراءات الرخيصة!!
بقلم : تيمور الشرهاني ..
تتكرر عملية النصب والاحتيال في كل دورة انتخابية، لدى اغلب الاحزاب حيث تقوم بتفتح مكاتبها مبكراً، وتنشط في بذل ما لديها من وعود وإغراءات مادية بسيطة، كسلال غذائية أو مساعدات عابرة وغيرها ، في محاولة لكسب ود الناخبين. هذه الممارسات، التي أصبحت سمة بارزة في المشهد السياسي منذ سقوط نظام البعث وحتى يومنا هذا، تعكس استغلالاً واضحاً لظروف المواطنين وضعف الوعي السياسي لدى شريحة كبيرة منهم.
الأحزاب التي تلجأ إلى هذه الأساليب لا تقدم برامج سياسية حقيقية أو رؤى استراتيجية لتحسين أوضاع البلاد، بل تعتمد على التلاعب العاطفي والمادي بالناخبين. وبمجرد انتهاء الانتخابات، تُغلق مكاتبها، وتتلاشى الوعود، لتعود بعد أربع سنوات بذات الأساليب الرخيصة.
لكن اللوم هنا لا يقع على هذه الأحزاب وحدها، بل يقع جزء كبير منه على المواطن الذي يسمح لنفسه بأن يُستدرج بهذه الطرق. فكيف يمكن لسلة غذائية لا تساوي شيئاً أن تكون ثمناً لصوت يحدد مصير الوطن لأعوام قادمة؟ كيف يقبل المواطن أن يُستبدل حقه في اختيار ممثليه بوعود زائفة أو مكاسب آنية؟
الحقيقة أن هذه الظاهرة ليست جديدة، ولا تقتصر على دولة أو نظام سياسي بعينه. لكنها تتفاقم في المجتمعات التي تعاني من ضعف الوعي السياسي وغياب الثقافة الانتخابية. لذلك، فإن الحل لا يكمن فقط في محاسبة هذه الأحزاب، بل في تمكين المواطن من خلال التوعية والتعليم.
على المؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني أن تلعب دوراً أكبر في تعزيز الوعي السياسي، وشرح أهمية المشاركة الانتخابية كحق وواجب في آن واحد. كما أن وسائل الإعلام مطالبة بتسليط الضوء على الممارسات غير الأخلاقية، وتوفير منصة للحوار والنقاش حول البرامج السياسية الحقيقية، بعيداً عن الإغراءات العابرة.
بيد أن التغيير يبدأ من الفرد. عندما يقرر المواطن أن يصوت بضمير ووعي، ويرفض الإغراءات المؤقتة، فإنه يساهم في بناء نظام سياسي أكثر شفافية ومسؤولية. صوتك ليس مجرد ورقة تُلقى في الصندوق، بل هو أداة قوية لتحديد مصير الوطن. فلنمنحه لمن يستحقه، ولنرفض أن يكون الفساد والإغراءات الرخيصة هي لغة الحوار بين الناخب والمرشح.
الانتخابات ليست موسماً للوعود الكاذبة، بل هي فرصة للتغيير الحقيقي. فلنستغل هذه الفرصة بحكمة.