المسلة:
2025-04-12@21:44:54 GMT

واشنطن وطهران في غرفة واحدة.. وأوروبا خلف الباب

تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT

واشنطن وطهران في غرفة واحدة.. وأوروبا خلف الباب

11 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: في عالمٍ تتقاطع فيه الحسابات النووية مع المصالح السياسية الآنية، لا يعود للثقة مكان على طاولة المفاوضات. هكذا يبدو المشهد من بوابة سلطنة عُمان، التي باتت مجدداً ساحة خلفية لتفاهمات كبرى تُصاغ بعيداً عن الأضواء، أو على الأقل بعيداً عن الأوروبيين. ففي الوقت الذي تُعقد فيه الاجتماعات الحساسة بين طهران وواشنطن، تتصاعد التوترات وتتشابك الملفات، ويغيب اللاعب الأوروبي عن الصورة، لا عن القلق.

الملف النووي الإيراني لم يعد قضية فنية بحتة، بل تحوّل إلى ساحة لتصفية الحسابات بين الإدارات الأميركية المتعاقبة، وبين إيران التي تتقن اللعب على حافة الهاوية. من جهة، يحاول ترامب استعادة موقعه كمفاوض حازم يلوّح بالخيار العسكري، ومن جهة أخرى، ترى طهران أن الوقت لا يكفي لاتفاق شامل، فتقترح اتفاقاً مؤقتاً. أما الأوروبيون، فتُركوا خارج الغرفة، رغم أنهم يمتلكون مفاتيح الضغط والعقوبات وفق اتفاق 2015.

وقال دبلوماسيون أوروبيون إن الولايات المتحدة لم تُطلعهم على اجتماع عُمان المقرر السبت بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين بشأن البرنامج النووي الإيراني. وذكر موقع “أكسيوس” أن طهران تدرس عرض اتفاق نووي مؤقت نظراً لضيق الوقت، يشمل تعليقاً جزئياً لأنشطة التخصيب، مقابل تخفيف بعض العقوبات. يأتي ذلك وسط تهديدات أميركية باستخدام القوة، وتحذيرات أوروبية بتفعيل آلية Snapback إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل نهاية يونيو.

ترمب يفاوض وحده.. أين أوروبا؟

في مشهدٍ يعكس الانقسام الغربي، تجاهلت واشنطن حلفاءها الأوروبيين عند ترتيب اجتماع عُمان، وهو ما فسره مسؤولون في باريس وبرلين ولندن بأنه “ضرب لمبدأ الشراكة”، وعودة إلى سياسات “الصدمة والعزلة” التي تبناها ترامب في ولايته الأولى. تغريدة لدبلوماسي فرنسي سابق قالت باختصار: “تم استبعادنا لأننا لم نعد نُؤخذ بجدية.”

اتفاق مؤقت.. قنبلة مؤجلة؟

المقترح الإيراني، بحسب تسريبات “أكسيوس”، يشبه ما يسميه الخبراء “وقف إطلاق نار نووي”: تعليق التخصيب وتقليل المخزون بنسبة 60%، مقابل تنفس اقتصادي. لكن هذا الاتفاق المؤقت، إن تم، سيكون كمن يؤجل الانفجار دون معالجة أسبابه. كما علّق أحد المحللين الإيرانيين على “إكس”: “نتوقف عن الجري نحو القنبلة… لكن لا نعود أدراجنا.”

Snapback.. السلاح الأوروبي البارد

بينما تنوي بريطانيا وفرنسا وألمانيا استخدام آلية “العودة السريعة للعقوبات” كورقة ضغط، تبدو هذه الورقة باهتة في ظل غياب التنسيق مع واشنطن. الأوروبيون هددوا، لكن لم يُستشاروا. ومع ذلك، فإن طهران تخشى هذه الورقة أكثر مما تخشى التصعيد الأميركي، لأنها فاعلة ومباشرة، بلا مفاوضات ولا استئناف.

عُمان.. منصة المفاوضات الهامسة

ليست المرة الأولى التي تكون فيها سلطنة عُمان مركز الوساطة الصامتة. لكن الجديد في الاجتماع المرتقب، أنه يتم بـ”غرفة واحدة”، حسب الخارجية الأميركية. هذه العبارة تُفسر على أنها تحول نوعي: من مفاوضات غير مباشرة بوسيط، إلى مواجهة دبلوماسية حقيقية بين الطرفين. وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو: “لأول مرة منذ زمن بعيد.. نلتقي وجهاً لوجه.”

طهران بين شمخاني وعباس عراقجي

فيما يقود عباس عراقجي وفد بلاده إلى مسقط، لا تتوقف التصريحات المتشددة من طهران. علي شمخاني هدّد بطرد المفتشين الدوليين ونقل المواد المخصبة إلى مواقع سرّية. هذا التصعيد، وإن بدا دفاعياً، يُظهر أن إيران تدخل المحادثات بـ”سيفين”: أحدهما للحوار، والآخر للتصعيد.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

غدا.. سلطنة عُمان تحتضن محادثات جديدة بين واشنطن وطهران

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تشهد العاصمة العُمانية مسقط غدا /السبت/ أولى جلسات المحادثات الأمريكية الإيرانية، بحثا عن حلول واقعية لأزمة الملف النووي الإيراني بعيدا عن الحلول العسكرية. 

ويترأس الوفد الإيراني وزير الخارجية عدنان عراقجي، فيما يترأس الوفد الأمريكي المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف.

ويقول المراقبون إن مطالب واشنطن في محادثات مسقط، هى الحد من نفوذ طهران وتقييد برامجها العسكرية والنووية، وإخضاعها لتفتيش دولي دوري مكثف، وفي المقابل تسعى إيران إلى تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها في قطاعات مثل النفط والبنوك والتجارة في مفاوضات متوازنة على أساس الاحترام المتبادل.

وتأتي استضافة مسقط للمحادثات الإيرانية الأمريكية ليبرز سلطنة عُمان مجددا كوسيط إقليمي ودولي حيوي ونزيه وموثوق به، بفضل دبلوماسيتها الهادئة التي أكسبتها ثقة كافة الفرقاء الإقليميين، بما قد يفتح نافذة أمل جديد يؤسس لمرحلة أخرى في العلاقات بين واشنطن وطهران.

وتستند الثقة الإقليمية والدولية في سلطنة عُمان، التي تحتضن المحادثات بين واشنطن وطهران، على الخبرات التاريخية للجهود الدبلوماسية العُمانية في مجال السعي للتوصل إلى حلول توافقية لنزع فتيل التصعيد وكبح السباق نحو الحلول العسكرية بشان الملف النووي الإيراني، وقبل كل ذلك تحقيق المصالح الوطنية العُمانية لإحلال الاستقرار والسلام باعتباره البيئة الخصبة للبناء الاقتصادي والتنمية المستدامة.

وفي كل مواقفها تؤكد القيادة السياسية العُمانية بأنّ السلام الشامل مع دول الجوار يخدم السلطنة ومصالح جيرانها التجارية، ومن هذا المنطلق، يمكن اعتبار جهود مسقط لتيسير الدبلوماسيّة والحوار بين الخصوم الإقليميين عملية وواقعية في جوهرها، حيث يُعد نهج مسقط القائم على الحفاظ على الروابط الدبلوماسية الودية مع القوى المتخاصمة ودعم المفاوضات كالآلية المفضلة لحل النزاعات، الأسلوب الأكثر فعالية.

واستبقت المحادثات الأمريكية الإيرانية التي ستبدأ غدا حملات تصعيد متبادلة بين واشنطن وطهران؛ الأمر الذي يقتضي من سلطنة عُمان بذل المزيد من الجهود لإنجاح تلك المحادثات مثلما نجحت سابقًا في التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015 بعد استضافتها لنحو عشر جولات من المحادثات المباشرة وغير المباشرة بين واشنطن وطهران إبان إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما والتي اتسمت هذه المحادثات بالسرية في بداياتها إلى أن تم توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة، أو ما يُعرف بـ "الاتفاقية النووية" بين إيران وست دول كبرى.

إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سارع إلى سحب بلاده من هذا الاتفاق عام 2018، خلال ولايته الرئاسية الأولى، لكنه عاد هذه المرة إلى البيت الأبيض، مستعدًا لإجراء محادثات مباشرة مع طهران، مُبقيًا في الوقت نفسه، على لهجته التصعيدية تجاهها.

ولعل أول العوامل التي أهلت سلطنة عُمان لاستضافة المحادثات الإيرانية الأمريكية والتي قد تشهد ولادة اتفاق جديد بين واشنطن وطهران مرة أخرى: ثقة طرفي النزاع في مصداقية ونجاعة الدور العُماني التي نجحت في التوصل إلى اتفاقات 2015، وهو ما يساعد عليه موقع عُمان الجغرافي والجيواستراتيجي، وعلاقاتها الدبلوماسية الجيدة بإيران وواشنطن، واعتمادها الحياد والمصداقية في تعاملاتها الدولية، واستقرارها السياسي الداخلي.

ومنذ سبعينيات القرن الماضي.. اعتمدت سلطنة عمان في سياساتها الخارجية على ثلاثة مبادئ: الحياد والوساطة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وبعد تأسيس مجلس التعاون الخليجي عام 1981، تمسكت سلطنة عمان بموقفها المحايد من الحرب العراقية الإيرانية التي بدأت عام 1980 وانتهت عام 1988، وحافظت مسقط على علاقاتها المتميزة مع طهران، من دون الإخلال بعلاقاتها مع دول المجلس في الوقت نفسه.

ولم تقتصر الوساطة العُمانية على الأزمات الكبرى، بل شملت قضايا إنسانية، كدورها في إطلاق سراح رهينة فرنسية كانت قد اختُطفت في اليمن عام 2015، ومحطات أخرى لإطلاق سراح رهائن بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وأيضًا بين إيران وبلجيكا.

ويمكن القول إن احتضان مسقط للمحادثات الأمريكية الإيرانية، سيشكل ويدشن مرحلة جديدة لما بعد عام 2018، وربما تكون هذه الجولة التي تنطلق غدا في مسقط بداية جديدة بمعطيات مختلفة وجولة أولى تتبعها جولات أخرى قد تستغرق وقتًا للتوصل إلى حلول توافقية يرتضيها الطرفان، منذ انسحاب واشنطن من اتفاق عام 2015.
 

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية عمان: توسطنا بين واشنطن وطهران للتوصل لاتفاق عادل
  • القاهرة الإخبارية: المحادثات الأولية بين واشنطن وطهران شهدت نتائج إيجابية
  • ماذا تريد واشنطن وطهران من العودة للمفاوضات؟
  • ساعات حاسمة في عُمان... واشنطن وطهران تختبران الحوار في بيئة مشحونة
  • إيران: نريد اتفاقا حقيقيا وعادلا في المباحثات مع الولايات
  • غدا.. سلطنة عُمان تحتضن محادثات جديدة بين واشنطن وطهران
  • بهدف تفادي التصعيد.. إيران تقترح على واشنطن اتفاقاً نووياً مؤقتاً
  • طهران تقترح على واشنطن اتفاقا نوويا مؤقتا
  • روبيو يعلن موعد إجراء محادثات "مباشرة" بين واشنطن وطهران