الرياض

أوضح الدكتور عجب العتيبي، مدير قطاع الآثار في هيئة التراث، أن الدراسات الأثرية كشفت أن الجزيرة العربية كانت المنطلق لانتشار “الإنسان” لبقية أقاليم العالم.

وقال العتيبي في لقاء مع برنامج سيدتي: “هناك نظريات كثيرة تحدثت عن أن الجزيرة العربية كانت بيئة صحراوية طاردة انتقل منها الإنسان إلي أفريقيا وأسيا بشكل مباشر، لكن الدراسات الأثرية كشفت أن الجزيرة العربية كانت المنطلق لانتشار “الإنسان” لبقية أقاليم العالم”.

وتابع: “برنامج الجزيرة العربية الخضراء، الذي أطلقته هيئة التراث، يُعنى بدراسة البيئة لمعرفة تاريخ المنطقة، وجاء الاهتمام بدراسة البيئة لأنه لا يمكن أن نفصل بين حياة المجتمعات البشرية في الماضي مثلما يحدث في العصر الحالي، فالإنسان هو ابن البيئة”.

وأضاف: “البرنامج أظهر نتائج واعدة خلال العشر سنوات الماضية، حيث تم الكشف عبر البرنامج عن وجود أقدم عظام بشرية ومتحجرات في حائل، وبعض البحيرات التي تدل علي أن المنطقة كانت بحر من الماء”.

وعن ما هي الدحول وكيف تكونت في أراضي المملكة، قال :”أن الدحل في منطقة منبسطة ومن خلال ملايين السنين داخل الأرض هناك منطقة بسبب التكوينات والحركات والتفاعلات الكيميائية، والتغيرات الجيولوجية داخل الأرض، في أخر لحظة تظهر فتحة الدحل بشكل مفاجئ”.

وتابع: “والدحول أصبحت مصدر من مصادر المياه الرئيسية، فلو عدنا للتاريخ التقليدي نجدها ذكرت في الأشعار، ويمر بها الكثير من الطرق التجارية وطرق الحج ويستعاض بها عن أي مصادر للمياه كالآبار”.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/04/QhDWnJ1xWGyFWEY4.mp4 https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/04/VKW-rWdWJwVrvWuZ.mp4

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: الآثار الجزيرة العربية الدحول هيئة التراث الجزیرة العربیة کانت

إقرأ أيضاً:

الراية فلسطينية والنصر للكوفية

 

 

هند بنت سعيد الحمدانية

ترفع الرايات في المعارك منذ الأزل، وتُفدى بالأرواح والأبدان، ويُلاذُ بها ويلتف حولها الجنود والجيوش؛ فهي رمز النصر القادم والحافز الأعظم الذي يُحرك ويُلهب مشاعر الجيوش نحو الصمود والكفاح والسعي للكرامة والنصر.

فها هي معركة مؤتة أعظم معارك المُسلمين تُخلِّد لوحة مهيبة في المقاومة والنضال؛ حيث يُواجه ثلاثة آلاف من المسلمين جيشًا كبيرًا من الروم وأنصارهم من العرب قوامه 200 ألف مقاتل، في مشهد جلل خلده التاريخ يأخذ راية المسلمين زيد بن حارثة ويذود عنها حتى يُقتل طعنًا بالرماح، ثم يمسك بالراية جعفر بن أبي طالب، فتقطع يمينه فيمسكها بشماله فتقطع، ثم يحتضنها بعضديه حتى يقتل في سبيل الله، فيأخذ راية المسلمين عبدالله بن رواحة ويتقدم بها وهو يقول: "أقسمت يا نفس لتنزلنه.. لتنزلن أو لتكرهنه.. إن أجلب الناس وشدوا الرنة.. مالي أراك تكرهين الجنة.. قد طال ما قد كنت مطمئنة.. هل أنت إلا نطفة في شنة".

عرف الجاحظ الرايات في كتاب "البيان والتبيين" فقال: "هي خُرَقٌ سود وحمر وصفر وبيض" ويُفهم من الجاحظ أنَّ الرايات في الأصل ما هي إلا قطعٌ من القماش ذات مقاساتٍ وألوانٍ مختلفة، لكنها تختص برمزيتها العميقة التي تلامس الإنسان وجذوره المُمتدة في الأرض.

ولا شيء يستحق الذكر عندما نذكر الإنسان والأرض سوى الإنسان الفلسطيني وجذوره الممتدة في كل شبر من أرض فلسطين، ورايته التي أصبحت ترفرف في سماء كل بلدان العالم بعد صحوة الوعي العالمي التي سجلها طوفان الأقصى المبارك والتي ما زالت تجوب كل شعوب العالم الحر من مشارق الأرض ومغاربها، رافعة العلم الفلسطيني ومكتسية الكوفية الفلسطينية، منددة الظلم والطغيان والإبادة هاتفةً باسم الحرية لفلسطين والحرية لغزة؛ فمئات الآلاف من أحرار العالم مستمرين في التظاهر ومتشبثين براية فلسطين وكوفيتها رغم كل التهديدات التي تطالهم والاعتقالات الجائرة في ساحات المدن والشوارع وداخل الجامعات، ومع ذلك فما زالت الكوفية تتربع صدور أشهر الفنانين العالميين، وما زال العلم الفلسطيني يرفرف فوق أبراج وبنايات مُعظم بلدان العالم، وما زالت جماهير كرة القدم تشكل الراية الفلسطينية في المجمعات الرياضية وتهتف بالحرية لغزة الأبية، العلم الفلسطيني لن يسقط والكوفية أصبحت أيقونة عالمية للصمود والحق والحرية.

ولعلَّ الحادثة المؤلمة والتي حدثت ضمن الإضراب العالمي للتضامن مع غزة، وأودت بحياة الشاب الشجاع التونسي فارس خالد أثناء محاولته رفع علم فلسطين فوق أعلى نقطة في إحدى البنايات مما أدى إلى سقوطه ووفاته، فيظهر والده مُحتسبًا وفخورًا مُخاطبًا المقاومة الفلسطينية في غزة بقوله: "ها قد أتاكم أخوكم"، ثم تُصِر والدته أن تشيع جنازته مكتسيةً بالعلم الفلسطيني.

ترفرف الراية الفلسطينية في سماء الحرية وتتوشح الأكتاف والصدور الكوفية الفلسطينية، والنصر وعدٌ من الله وفي الكتاب مذكور، لكن يبقى السؤال: ما دوري أنا العربي المسلم في هذه المعركة الدامية؟! معركة غزة ضد كل قوى الظلم والطغيان، العدو فيها بات معروفًا وواضحًا ووقحًا من الصهاينة واليهود والغرب والعرب. وهناك في الجانب الآخر في القطاع الضيق المُحاصر وحيدة غزة في معركتها الأخيرة وجيشها العزيز الراسخ الذي بات معروفًا وواضحًا أيضًا أمام كل أنظار العالم بجنوده المستضعفين من الأجنة والأطفال والنساء والرجال والبنات والبنين، وبقيت الراية الفلسطينية الفرض الذي حُق على جميع الأحرار حمله ورفعه، دوري ودورك أن نرفع الراية في كل محفل وغاية ونكتسي الكوفية الفلسطينية شرفًا وتحديًا وموقفًا؛ فالشاعر يرفع الراية في كل قصيدة وعند مطلع كل بيت، والرسَّام يرسم الراية في لوحة من الفن والنضال، والمُعلِّم يرفع الراية بين مقاعد الدراسة وفي أذهان طلابه، والكاتب يرفع الراية بين أسطر مقالاته، والأم والفنان والمطرب والملحن والسياسي جميعهم يرفعون الراية إلى أن تتحقق الآية: "وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" (الحج: 40).

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الراية فلسطينية والنصر للكوفية
  • القوات الخاصة للأمن والحماية تضبط (5) مخالفين لنظام البيئة لاستغلالهم الرواسب في منطقة تبوك
  • تمريض القناة تنظم مؤتمرها البيئي 29 أبريل تحت عنوان "استدامة البيئة.. مفتاح لصحة الإنسان ورفاهيته"
  • دراسة تكشف: صحراء الجزيرة العربية كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين عام
  • للعام التاسع على التوالي| المملكة تتصدر دول العالم في إنتاج الخيل العربية الأصيلة
  • حمدان بن زايد: الإمارات سباقة في تنويع مصادر الطاقة لديها
  • فيديو.. البيئة تطلق فيلمًا وثائقيًا ترويجيًا لمحميات جزر البحر الأحمر
  • كيفية الحماية من الأمراض المتقلبة خلال تبادل الفصول
  • حرب ترامب التجارية.. جنون أم خطة واضحة؟ وإذا كانت خطة فماذا بعد ذلك؟