خلال مارس.. مقتل 58 شخصًا في قصف بقنابل حارقة جنوب السودان
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم الخميس، قوات جنوب السودان باستخدام قنابل حارقة بدائية الصنع أسقطتها طائرات الشهر الماضي، ما أدى إلى مقتل 58 شخصًا على الأقل بينهم أطفال في شمال شرق البلاد حيث تدور اشتباكات منذ أسابيع.
وتهدد الاشتباكات في عدة مناطق من أحدث دولة في العالم، الغنية بالنفط ولكن الفقيرة للغاية وغير المستقرة، فضلًا عن اعتقال نائب الرئيس رياك مشار في أواخر مارس على يد القوات الموالية للرئيس سلفا كير، اتفاق السلام الذي أنهى في عام 2018 خمس سنوات من الحرب الأهلية.
وتكثفت عمليات القصف الجوي في منتصف مارس، وفق منظمة هيومن رايتس ووتش، بعد نحو 10 أيام من هجوم على مروحية تابعة للأمم المتحدة في مقاطعة ناصر شمال شرق البلاد، أسفر عن مقتل أحد أفراد الطاقم وجنرال من جنوب السودان.
تحدث شهود عيان قابلتهم المنظمة غير الحكومية عن "براميل" أسقطت من طائرة وانفجرت على الأرض، وأوضح أحد المسعفين أن المناطق المتضررة احترقت لعدة أيام، مع أصوات فرقعة، وهو ما قالت هيومن رايتس ووتش إنه يشير إلى أن موادًا قابلة للاشتعال استخدمت كعامل حارق.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مقتل 58 شخصا في قصف بقنابل حارقة جنوب السودان - UNHCR
وقد ثبت استعمال هذه القنابل في 4 هجمات وقعت بين 16 و21 مارس وأسفرت عن مقتل 58 شخصًا على الأقل وإصابة آخرين بحروق خطيرة، وفق منظمة هيومن رايتس ووتش.
وتحدث أحد الشهود عن ضحايا تفحم جلدهم، حتى إن أحد الرجال الذين توفوا في المستشفى احترقت أسنانه.
وفي نهاية مارس، أدان رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان نيكولاس هايسوم الهجمات العشوائية على المدنيين، بما في ذلك القصف الجوي بقنابل يزعم أنها تحتوي على سائل شديد الاشتعال، تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا والإصابات المروعة، وخاصة الحروق.
وقال وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي لويث عندما سئل عن مقتل مدنيين في هذه الغارات، "إذا كنت، كمدني، موجودًا هناك فلا يمكننا أن نفعل شيئًا".
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: نيروبي جنوب السودان هيومن رايتس ووتش قنابل حارقة سلفا كير اشتباكات هیومن رایتس ووتش جنوب السودان مقتل 58
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: نصف سكان جنوب السودان يواجهون مستويات كارثية من الجوع
حذرت ممثلة برنامج الأغذية العالمي والمديرة القطرية في جنوب السودان، ماري-إلين ماكغروارتي من أن ما يقرب من 7.7 مليون شخص في جنوب السودان - أي أكثر من نصف السكان - يواجهون مستويات كارثية من الجوع، واصفة الوضع بأنه من بين الأسوأ منذ استقلال البلاد.
وفي إحاطة للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الأربعاء، أشارت ماكغروارتي إلى تصاعد العنف في منطقة أعالي النيل الكبرى خلال الأسابيع الأخيرة، مؤكدة أن الصراع والانقسامات السياسية والأمنية المتزايدة تضاعف من الوضع الإنساني الصعب واليائس.
وأوضحت أن القتال يدفع الناس والمجتمعات من ديارهم في أكثر المناطق ضعفا وانعداما للأمن الغذائي، وذلك بالتزامن مع دخول البلاد موسم العجاف السنوي الذي يبلغ فيه الجوع ذروته.
وكشفت المسؤولة الأممية أن 40% من هؤلاء الجياع موجودون في منطقة أعالي النيل الكبرى المتأثرة بتصاعد الصراع، حيث يعاني أكثر من 60% من السكان من انعدام حاد في الأمن الغذائي ولا يستطيعون تأمين وجبة واحدة لعائلاتهم يوميا.
وأكدت ماكغروارتي أن القتال في المنطقة أجبر ما يقرب من 100,000 شخص على الفرار من منازلهم، مما أدى إلى تعليق المساعدة الغذائية الإنسانية الضرورية لدرء الجوع الكارثي خلال موسم العجاف.
نهب المواد الغذائية يفاقم الكارثة
وأوضحت ماكغروارتي أن برنامج الأغذية العالمي اضطر إلى تعليق عملياته وأصبح غير قادر على الوصول إلى أكثر من 213,000 شخص في ست مقاطعات بسبب الصراع. وأشارت إلى أن هذه المجتمعات والعائلات محاصرة بالفعل في "آفة الجوع" بسبب تكرار العنف وتغير المناخ وغياب الاستقرار والتنمية في مناطق تعد من بين الأكثر بعدا في البلاد ويصعب الوصول إليها حتى في الظروف العادية. ومع تصاعد القتال، أصبح من المستحيل على البرنامج الوصول إلى هذه المناطق عبر النهر أو البر، حيث لا توجد طرق أو وسائل نقل مناسبة.
وأعربت عن أسفها للإبلاغ عن نهب أكثر من 100 طن متري من المواد الغذائية والإمدادات الغذائية، خاصة للأطفال الذين يعاني أكثر من 17% منهم من سوء التغذية في تلك المناطق. وشددت على أن هذه الموارد لا يمكن تعويضها وأن المخزونات الإنسانية في جنوب السودان مستنزفة بالفعل.
وحذرت ماكغروارتي من أن تفشي الكوليرا الذي يمثل تهديدا مميتا آخر يتفاقم مع استمرار الصراع وعدم الاستقرار وزيادة النزوح في منطقة أعالي النيل.
تأثير الحرب في السودان
بالإضافة إلى ذلك، لفتت المسؤولة الأممية إلى أن الحرب في السودان تدفع المزيد من الأشخاص إلى الفرار إلى جنوب السودان، حيث وصل حتى اليوم أكثر من 1.1 مليون شخص، العديد منهم عائدون ولاجئون وصلوا بلا شيء. كما أدت الحرب في السودان إلى تعطيل سلاسل الإمداد وارتفاع أسعار المواد الغذائية في الولايات المتاخمة للسودان بصورة كبيرة.
وفي الختام، قالت ماكغروارتي: "جنوب السودان ليس في وضع يسمح له بتحمل حرب أخرى. تصاعد الصراع مدمر بالنسبة للعائلات والمجتمعات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي... شعب جنوب السودان يستحق التحرر من الصراع والجوع، ويستحق اهتمامنا ودعمنا".