هل يقاتل الجولاني إلى جانب الكيان الصهيوني؟
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
محمد محسن الجوهري
لن يكون مفاجئاً أن يتحرك الجولاني بكل جحافله لقتال الأطراف المعادية للكيان الصهيوني، فالمعطيات القائمة حتى الساعة تؤكد انحيازه الكلي لصالح “إسرائيل” على حساب شعوب العالم الإسلامي وفي مقدمها الشعب الفلسطيني، الذي بادر بإنهاء كل أشكال التعاون معه بخلاف ما كان عليه الحال في زمن النظام السابق.
إن التدقيق في نشأة “الجولاني” وخلفيته الفكرية يفتح نافذة على هذه التوجهات. فكونه نشأ في المملكة العربية السعودية في بيئة متخلفة تأثرت بالتيارات الوهابية وهي التي غالبًا ما تُتهم بتفسيرات تكفيرية متشددة، يجعله أكثر ميلًا لتبني رؤية ترى في “أهل الكتاب” (بما فيهم اليهود) قربًا عقائديًا أكبر من بعض الفرق الإسلامية الأخرى التي تُصنف ضمن خانة “الرافضة” أو غيرها من التصنيفات التي تستخدمها هذه التيارات. هذا الإطار الفكري ينسحب على العديد من قيادات الجماعات المتفرعة كالقاعدة وداعش و”هيئة تحرير الشام”.
وفي ظل انكشاف الكثير من الحقائق المتعلقة بالتحالفات الخفية في المنطقة، فإن الخطوة المنطقية التالية المتوقعة من “الجولاني” –هي التحرك العلني لنصرة “إسرائيل”. فسنوات طويلة من التعاون غير المعلن، والتي تجسدت في التزام الصمت المريب تجاه الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري المحتل، لا يمكن تفسيرها إلا كعربون صداقة على حساب السيادة الوطنية السورية وكرامتها. ومن يتجرأ على اتخاذ مثل هذه الخطوة، فمن غير المستبعد أن يمضي قدمًا في المزيد من التنازلات والتحالفات المشبوهة. وأي اعتراض داخلي من قبل فصائل أو أفراد سوريين قد يواجه مصيرًا مشابهًا لما تعرضت له الطائفة العلوية من إبادة واستهداف بدوافع طائفية وسياسية.
لا يجد “الجولاني” صعوبة في تبرير أي تحالف مع “إسرائيل”، مستفيدًا من الذرائع التي تسوقها بعض الأنظمة الخليجية لتبرير تطبيع علاقاتها مع تل أبيب، وعلى رأسها “الخطر الإيراني” المزعوم. هذه الذريعة نفسها كانت الوقود الذي غذى صراعات الجماعات التكفيرية في سورية على مدى عقد ونصف العقد، وأدى إلى مقتل وتشريد الملايين من السوريين. هذا الهدف المتمثل في مواجهة النفوذ الإيراني يتلاقى بشكل واضح مع مصالح “إسرائيل” المعلنة في المنطقة، وهو ما يمثل نقطة التقاء رئيسية بين عملاء “إسرائيل” المختلفين في اليمن وسائر أنحاء العالم العربي.
والشواهد الواقعية كثيرة، وتؤكد أن الجولاني صهيوني الهوى والهوية، فالمعطيات المتراكمة، وإن لم تصل إلى حد التحالف العلني، تشير إلى توجهات تكشف مستوى التعاون مع الكيان، وأولها الهدوء المطبق الذي يسود جبهة الجولان المحتل وجنوب سورية، حيث تتمركز قوات “هيئة تحرير الشام” على مرمى حجر من قوات الاحتلال الصهيوني، في مقابل انخراط الجولاني وتنظيمه التكفيري في معارك عنيفة مع فصائل سورية، وبذرائع لا ترقى إلى تبرير الاقتتال.
إضافة إلى ذلك، الحملات التي ينظمها الجولاني لنزع سلاح الشعب السوري، والتي تمهد لاحتلال صهيوني موسع داحل الأراضي السورية، وكما هو معروف، فإن الجيش الإسرائيلي يخشى من أدنى مواجهة مسلحة ولو بالأسلحة الخفيفة، وغالباً ما يعهد إلى أطراف محلية بنزع سلاح المواطنين، كما هو الحال في الضفة الغربية على السلطة الفلسطينية، وكما حدث سابقاً في لبنان على يد الميليشيات المسيحية الموالية لـ”إسرائيل”، كالقوات والكتائب وغيرها.
إن هذا التراكم للمعطيات، بدءًا من الهدوء على جبهة الجولان مرورًا بترتيب الأولويات القتالية وصولًا إلى الخلفية الفكرية المحتملة، يدفع باتجاه ترسيخ فكرة أن تحركات “الجولاني” تصب بشكل أو بآخر في خدمة مصالح “إسرائيل” في المنطقة، حتى وإن لم يتم الإعلان عن تحالف رسمي ومباشر بين الطرفين. ويبقى هذا التحليل قائمًا على قراءة الأحداث والتوجهات الظاهرة، في انتظار ما ستكشف عنه الأيام القادمة من حقائق.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تؤكد مشاركتها بمناورة جوية في اليونان إلى جانب دول غربية وعربية
إسرائيل – أكد سلاح الجو الإسرائيلي، امس الجمعة، مشاركته في المناورة الجوية السنوية متعددة الجنسيات “إنيوكوس”، التي استضافتها اليونان بمشاركة دول غربية وعربية، واختتمت فعالياتها امس.
وقال في بيان: “شارك سلاح الجو الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، في مناورات (إنيوكوس 2025) الدولية التي أقيمت في اليونان بقيادة سلاح الجو اليوناني”.
وفي 31 مارس/آذار الماضي، انطلقت المناورة بمشاركة 11 دولة عربية وغربية، من بينها إسرائيل، وفق ما ذكر سلاح الجو اليوناني.
والمشاركون هم: “الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، الهند، إسرائيل، إيطاليا، الجبل الأسود، بولندا، قطر، سلوفينيا، إسبانيا، والإمارات العربية المتحدة”، حسب البيان اليوناني.
وذكر البيان، أن قبرص الرومية شاركت بأفراد دعم، وأرسلت سلوفاكيا والبحرين مراقبين.
وفي السياق ذاته، قال سلاح الجو الإسرائيلي إنه شارك “في التمرين عشرات الطائرات والوحدات من الجيوش الأجنبية، التي تدربت معا على سيناريوهات المعارك الجوية والهجمات جو-أرض والتعامل مع تهديدات صواريخ أرض-جو المتقدمة ومجموعة متنوعة من السيناريوهات القتالية”.
وأشار سلاح الجو الإسرائيلي إلى أنه “تتعلق أهمية مثل هذه التمرينات، خاصة خلال فترة القتال (الحروب)، أيضا بتحسين القدرات التشغيلية لسلاح الجو الإسرائيلي بشكل عام”.
وقال: “هذا ليس فقط تمرينا للطيران، ولكنه أيضا اختبار للقدرة على العمل في بيئة مختلفة، في ظل تدابير تحكم أخرى وفي نظام غير مألوف، نحن نتعلم كيفية تخطيط وتنفيذ المهام تحت ضغط كبير، وخاصة كيفية الحفاظ على الجاهزية التشغيلية أثناء تنفيذ المهام بعيدا عن الوطن”.
وأضاف “لقد حسنَنا هذا التمرين بشكل كبير في مجال السيطرة، خاصة وأننا كنا مسؤولين عن السيطرة على عشرات الطائرات المختلفة. هذه فرصة لم نشهدها من قبل، وتعلمنا الكثير عن العمل تحت الضغط والتعاون مع فرق من العديد من البلدان”.
وأجريت المناورة في قاعدة أندرافيدا الجوية، وهي القاعدة الرئيسية المُضيفة للمناورة، وفق بيان سلاح الجو اليونان في 30 مارس الماضي.
وبحسب سلاح الجو اليوناني حينها فإنه “خلال المناورة، سيتم تنفيذ جميع أنواع العمليات الجوية بوتيرة قتالية مكثفة، ليلا ونهارا، مغطية كامل طيف الحرب الجوية الحديثة من خلال سلسلة من السيناريوهات المعقدة والواقعية للغاية”.
وقال: “في الوقت نفسه، سيتم تنفيذ المهام باستخدام أجهزة المحاكاة التكتيكية لطائرات F-16 التابعة لسرب التدريب الاصطناعي العملياتي التابع لمركز التكتيكات الجوية اليوناني، ما يوسع نطاق التدريب ليشمل المجال الرقمي”.
الأناضول