الإمارات حجزت لها موقعاً يجعلها أكثر ريادية في صناعة المستقبل الذي صار لصيقاً بتاريخها الحاضر
سُجلت يوم أمس شهادة جديدة لدور الإمارات في المشهد العالمي، بعد اتخاذ قمة «بريكس»، التي اختتمت فعالياتها في جوهانسبرغ، قراراً تاريخياً قضى بانضمامها إلى المجموعة، مع خمس دول أخرى، لتؤكد الإمارات مرة أخرى، أنها دولة ذات وزن سياسي واقتصادي إقليمي ودولي لا يختلف حوله اثنان.
الحدث الذي يرفع من شأن الإمارات، ويجعلها محل فخر أبنائها، يزيد من الأعباء والمسؤوليات التي تضطلع بها لدعم السلام والأمن والتنمية العالمية، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عندما أشارا إلى تطلع الإمارات للعمل مع مجموعة بريكس من أجل رخاء ومنفعة جميع دول وشعوب العالم، انطلاقاً من نهجها القائم على دعم السلام والأمن والتنمية في مختلف دول العالم.
من نافلة القول إن الموافقة على انضمام الإمارات إلى المجموعة تعد خطوة جبارة في مسارها السياسي والاقتصادي، وتؤكد أنها نجحت في كسب ثقة العالم، من خلال قدرتها على بناء شراكات إيجابية مع مختلف الأطراف واللاعبين الدوليين، حيث صار ينظر إليها باعتبارها نموذجاً حياً للدولة القادرة على خلق توازنات دقيقة في مواقفها من مختلف الأحداث التي تمور بها المناطق الملتهبة في مختلف زوايا الأرض.
لم تكن علاقة الإمارات جديدة أو لحظية مع دول مجموعة بريكس، بل كانت على مدى سنوات طويلة شريكاً وثيقاً للمجموعة، حيث انضمت إلى بنك التنمية الجديد العام قبل الماضي، وهو البنك الذي أُنشئ لتوفير الموارد لدعم البنية التحتية، والتنمية المستدامة في الأسواق الناشئة والدول النامية، كما كانت مشاركة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في اجتماع وزراء خارجية «أصدقاء بريكس» في كيب تاون في يونيو/ حزيران 2023 مؤشراً للأهمية التي توليها دولة الإمارات لمثل هذا التجمع.
لم تألُ الإمارات جهداً في وضع قدراتها وإمكانياتها لخدمة السلام والأمن في العالم، حيث عملت على زيادة مشاركتها في المجموعات الدولية من منطلق السعي إلى مواجهة التحديات السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والبيئية، والاجتماعية التي يواجهها العالم، خصوصاً الدول النامية التي تواجه ظروفاً صعبة، بسبب قلة مواردها وإمكاناتها الاقتصادية، وعدم قدرتها على مواجهة آفات الفقر والجوع والأمراض، عدا الظروف البيئية الناجمة عن تغيّر المناخ.
توسيع مجموعة «بريكس» بضم الإمارات، إضافة إلى كل من مصر والسعودية وإيران وإثيوبيا يُعد حدثاً تاريخياً، إذ سيترسخ دورها العالمي كقوة اقتصادية وديمغرافية هائلة، وسيكون لها دور أساسي في تحديد أطر عالم جديد أكثر عدالة واستقلالية، ذلك أن الدول الجديدة الأعضاء سوف تضيف ثقلاً إلى المجموعة وتلعب دوراً في حل العديد من الأزمات التي يواجهها عالمنا اليوم.
اليوم نعيش التاريخ بكل تفاصيله، وقد كُتبت يوم أمس واحدة من أهم صفحاته بانضمام الإمارات إلى مجموعة بريكس، حيث حجزت لها موقعاً يجعلها أكثر ريادية في صناعة المستقبل، الذي صار لصيقاً بتاريخها الحاضر.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني قمة بريكس
إقرأ أيضاً:
موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
قال موقع أخباري إسرائيلي إن المتمردين اليمنيين يهددون إسرائيل والاستقرار العالمي، ويشلون التجارة في البحر الأحمر على الرغم من الضربات التي تقودها الولايات المتحدة.
وذكر موقع "واي نت نيوز" في تقرير ترجمة للعربية "الموقع بوست" إن كبار المسؤولين الأميركيين يعبرون عن "صدمتهم" إزاء أسلحتهم المتقدمة، مما يثير مخاوف من زيادة الدعم الإيراني.
وأكد التقرير العبري أن عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تشير إلى موقف أميركي أكثر صرامة.
وحسب التقرير فلإنه في واحدة من أخطر الحوادث للقوات الأميركية في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في غزة، أسقطت سفينة حربية أميركية عن طريق الخطأ طائرة مقاتلة من طراز إف/إيه-18 تابعة للبحرية الأميركية فوق البحر الأحمر خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتزامن الحادث مع غارات جوية أميركية استهدفت مواقع للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء.
وذكر أن الطيارين قد قفزوا من الطائرة بسلام وتم إنقاذهما، في حين أعلن المتمردون الحوثيون بسرعة مسؤوليتهم عن إسقاط الطائرة. ومع ذلك، لم يوضح البنتاغون ما إذا كانت النيران الصديقة مرتبطة بشكل مباشر بالقتال الجاري ضد المجموعة المدعومة من إيران.
"تؤكد هذه الحلقة على التحدي الأوسع الذي يفرضه وكلاء إيران، ليس فقط على إسرائيل ولكن أيضًا على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي"، حسب الموقع الاسرائيلي.
وأكد أن هجمات الحوثيين تضع إدارة بايدن في موقف صعب، لأنها تتزامن مع الجهود الأمريكية للتوسط لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن والصراع السعودي الحوثي. فشلت تلك الحرب، التي قتلت عشرات الآلاف من المدنيين في الغارات الجوية السعودية، في هزيمة الميليشيات المتحالفة مع إيران.
وفق التقرير فإنه مع استمرار التوترات المرتفعة، قد تنمو احتمالات تكثيف العمل من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة مع عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الشهر المقبل.
وقال "ومع ذلك، أصبحت قدرة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على ردع الحوثيين موضع تساؤل بعد أن أظهروا مرونة في مواجهة سنوات من الضربات الجوية السعودية المتواصلة، متجاهلين في كثير من الأحيان المعاناة الشديدة للمدنيين اليمنيين. يعيش ثلثا سكان اليمن تحت سيطرة الحوثيين".
وتوقع بن يشاي أن يرفع ترامب القيود التشغيلية التي فرضها بايدن على القوات الأميركية في اليمن، مما يمهد الطريق لحملة أميركية إسرائيلية منسقة لتحييد التهديد الحوثي.
وقد تتضمن هذه الاستراتيجية استهداف قيادة الحوثيين وتدمير صواريخهم الباليستية وطائراتهم بدون طيار وأنظمة الإطلاق ومرافق الإنتاج الخاصة بهم - وهي الإجراءات التي قال بن يشاي إنها ستعكس العمليات الإسرائيلية الناجحة ضد الأصول الاستراتيجية لحزب الله في لبنان وقدرات نظام الأسد في سوريا. ومن المرجح أن تتطلب إسرائيل تعاونًا كبيرًا من القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) والأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، الذي يعمل في المنطقة بحاملات الطائرات ومدمرات الصواريخ وغيرها من الأصول. إن المسافة الجغرافية والتحديات الاستخباراتية تجعل العمل الإسرائيلي الأحادي الجانب غير محتمل.
وزعم بن يشاي أن الجهد المنسق يمكن أن يمنع الحوثيين من المزيد من زعزعة استقرار النظام العالمي والاقتصاد. وأشار إلى أنه في حين أن الحوثيين لا يردعون عن الضربات على البنية التحتية لدولتهم، فإن قطع رأس القيادة والهجمات الدقيقة على قدراتهم العسكرية يمكن أن يغير التوازن.