مي قلماوي ومي الغيطي تنضمان لأبطال فيلم "The Mummy"
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
انضمتا الممثلتين المصريتين مي قلماوي، ومي الغيطي، بجانب الممثلة الأمريكية فيرونكا فالكون، لأبطال النسخة الجديدة من فيلم المغامرة الشهير “The Mummy” للمخرج الأيرلندي لي كرونين.
ويجري حاليًا تصوير الفيلم، الذي من المقرر عرضه في دور السينما في أبريل 2026، في أيرلندا وإسبانيا، وسط غموض كبير حول تفاصيل القصة.
وفي حديثه عن فيلمه الجديد، قال دوبلينر كرونين، الذي ظهر لأول مرة في هوليوود بفيلم “Evil Dead Rise”، “سيكون هذا مختلفًا عن أي فيلم مومياء شاهدته من قبل. أنا أحفر عميقًا في الأرض لأستخرج شيئًا قديمًا جدًا ومخيفًا للغاية”.
اشتهرت قلماوي من خلال مشاركتها في السلسلة التلفزيونية “Ramy”، كما شاركت في بطولة مسلسل مارفل “Moon Knight”، وعملت مؤخرًا في فيلم “Gladiator II”. أما الممثلة مي الغيطي، شاركت في الموسم الرمضاني الماضي بمسلسل “مسار إجباري”، وحلت كضيفة شرف هذا الموسم في مسلسل “الكابتن”.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
من هو شيخ الإسلام البريطاني الذي بنى أول مسجد فيها؟
هو واحد من الشخصيات الإنجليزية البارزة التي كثر ذكرها في الربع الأخير من القرن 19، ولا يزال يتردد حتى يومنا هذا. إنه شيخ الإسلام عبد الله كويليام أفندي، الذي آمن من أعماق قلبه بالإسلام في ظل غلبة وهيمنة الإمبراطورية البريطانية في ذروة مجدها على العالم أواخر القرن 19 وأوائل القرن 20.
أما ما هو لافت في سيرة الرجل، إعجابه العميق بفضائل وثقافة الدولة العثمانية، ولم يكن هذا الإعجاب مجرد كلمات، بل تجسّد في أفعاله أيضا، ومن شدة ولعه بالدولة العثمانية، كان يحرصُ على ارتداء ملابس تشبه في شكلها وهيئتها ملابس العثمانيين في ذلك العصر، فكان لا يفارق الطربوش رأسه، وتزيّنت بزته بالنياشين والميداليات التي أهداه إياها السلطان عبد الحميد الثاني.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نسب أندلسي أم شيخ صوفي .. ما أسباب ولع الملك تشارلز بالإسلام؟list 2 of 2ما السبب الحقيقي وراء استكشاف كولومبوس لأميركا؟end of listعاش كويليام في إنجلترا خلال العصر الفيكتوري، وخاصة في مدينته ليفربول، حيث تميّز بشخصية متعددة الجوانب ومواهب متنوعة، فبينما كان يمارس مهنته في المحاماة، أولى اهتمامًا كبيرا لعلوم الأحياء والطبيعة وغيرها من المجالات العلمية. ولم يكد يعتنق الإسلام حتى انصرف بحماسة إلى تأليف كتابه الأول "اعتقاد الإسلام" (The Faith of Islam)، الذي حظي بانتشار واسع داخل إنجلترا وخارجها، كما تُرجم إلى عدة لغات.
إعلان من الميلاد إلى الإسلاموُلد كويليام لعائلة مرموقة في مدينة ليفربول شمال غربي إنجلترا، حيث أكمل تعليمه الأولي بتميز، وحصل على عدة شهادات تقدير، وعندما بلغ 17 عاما، واجه صعوبات مالية دفعته للالتحاق بمكتب محاماة كممارس مبتدئ في بداية مسيرته المهنية.
وفي عام 1873، وبُغية تغطية نفقات دراسته، عمل لمدة 5 سنوات في شركة "سميث ووليام راديكلف"، إلى جانب عمله كمراسل لعدد من الصحف المحلية مثل "ذي بوركوباين" (The Porcupine) و"غود تامبلار" (Good Templar" و"ليفربول ألبيون" (Liverpool Albion)، وذلك لتأمين متطلباته المعيشية، وأدى نجاحه في هذه الوظائف إلى دعوته لاستكمال دراسة القانون من جانب شركة "سميث وويليام راديكلف"، ثم في مدارس عمادة بلدية ليفربول، حتى تمكن في عام 1878 من التخرج والحصول على لقب المحاماة. ورغم ذلك، واصل عمله في مجال الصحافة، حيث استمر كمراسل ومحرر في عدة وسائل إعلامية.
من الناحية الأخلاقية والدينية، كانت عائلة ويليام على ارتباط وثيق بحركة "الاعتدال" (Temperance)، وهي مجموعة من المسيحيين الملتزمين الذين امتنعوا تماما عن شرب الخمر، وكانت على صلة بالكنيسة الميثودية ويسليان (Wesleyan Methodist Church)، فمنذ سن مبكرة، وتحديدا عندما كان في السابعة من عمره، بدأ ويليام حضور اجتماعات أعضاء حركة "الاعتدال"، حيث استمع إلى جده وهو يلقي خطبًا بليغة تدافع عن فوائد الامتناع عن شرب الخمر وأثر ذلك على المؤمنين في الدنيا والآخرة.
وقد تركت هذه اللقاءات أثرا عميقا في نفسه، واعترف لاحقًا في بعض مؤلفاته بأنه لم يتناول الخمر مطلقًا، تنفيذًا لوعد قطعه أمام الحاضرين في أحد تلك الاجتماعات.
لاحقا وبسبب مرض اعتراه، نصحه الأطباء للاستشفاء في مناطق معتدلة في جنوب أوروبا في إسبانيا وفي شمال أفريقيا في المغرب والجزائر، وقد أتاحت له الرحلات التي قام بها إلى الجزائر والمغرب عام 1882 فرصة ثمينة لكي يتعرف على الإسلام عن كثب.
إعلانوفي رحلة أخرى إلى جبل طارق، قرر كويليام استغلال الفرصة لزيارة مدينة طنجة، حيث استقل العبّارة في طريقه إلى هناك، وخلال الرحلة، لفت انتباهه مشهد مجموعة من الحجّاج المغاربة الذين كانوا ينقلون الماء بالدِّلاء من البحر إلى متن السفينة، ثم يتوضؤون ويؤدون صلاتهم بخشوع وطمأنينة، دون أن تؤثر عليهم شدة تقلب السفينة أو الرياح العاتية.
وقد أثارت هذه الحالة الإيمانية اللافتة فضوله، ودفعه ذلك إلى محاولة فهم طبيعة ما يقومون به والدين الذي يمنحهم هذا السكون الروحي، ولعل هذا ما جعله في طنجة يصاحب رجلا مسلمًا يجيد الإنجليزية، فتعمق من خلاله في معرفة الإسلام عن قرب.
جعله ذلك ينكبّ على مطالعة تفسير القرآن الكريم، إلى جانب كتاب "الأبطال" للمؤرخ البريطاني توماس كارليل، وعند عودته إلى إنجلترا، أصبح ذهنه منشغلا أكثر بإيجاد الوسيلة الفعالة لنشر هذا الدين بين الغربيين. ومن اللافت أنه كان على وعي تام بأن صورة الإسلام قد شُوّهت في أذهان الإنجليز بفعل أيديولوجيين ومستشرقين معادين له على مدى قرون، وأدرك أن محاولة دعوة هؤلاء إلى الإسلام بأساليب تقليدية لن تؤدي إلا إلى نفورهم بدلاً من تقريبهم منه.
سلك كويليام نهجا مختلفا عقب إسلامه في تلك السنوات، حيث استغل عضويته في "جمعية المدافعين عن حظر الكحوليات" وحرصه على حضور اجتماعاتها الدورية ليطرح الحديث عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتعاليم الإسلام بأسلوب تدريجي ذكي، إذ كان يعرض أفكاره من خلال الاستناد إلى أحدث الإحصائيات العلمية أو تسليط الضوء على الجوانب التي تثير إعجاب الحضور.
إعلانوفي ندوة عقدها يوم 17 يونيو/حزيران 1887 تحت عنوان "التعصب والمتعصبون"، أعلن إسلامه رسميا أمام الجميع، واتخذ اسم "عبد الله". وأشار لاحقا إلى أنه في اليوم السابق لهذه الندوة لم يكن هناك أحد غيره قد اعتنق الإسلام أو وُلد مسلما في بريطانيا، ولكن كان قد سبقه البعض دون أن يدري.
ومن بين الحاضرين، كان جيم علي هاملتون، وإليزابيث موراي كاتس -التي حملت لاحقا اسم فاطمة- من أكثر الأشخاص طرحا للأسئلة حول الإسلام، وقد كان لأسلوب كويليام الحواري القوي ونهجه الدعوي الذكي المتوافق مع الثقافة الغربية، دور بارز في إقناعهما، ليصبحا من أوائل من اهتدى إلى الإسلام على يديه.
وفقًا لمؤلف سيرته رون جيفز، فبحلول يوليو/تموز 1887، كان كويليام قد ساهم مع ثلاثة من الأعضاء الآخرين في تأسيس أولى المؤسسات التي ستمثل الإسلام في بريطانيا، وهي "معهد ليفربول الإسلامي" و"اتحاد المسلمين البريطانيين".
ورغم الجدل بين الباحثين حول ما إذا كانت أولى المؤسسات الإسلامية في بريطانيا قد تأسست في ليفربول أم في لندن، فإن مؤلف سيرته رون جيفز يوضح أن أول مؤسسة إسلامية فتحت أبوابها للعامة وبدأت في الدعوة إلى الإسلام كانت في ليفربول. أما مسجد ووكينغ في جنوب لندن، فقد تم افتتاحه رسميًا عام 1889.
ونظرًا لزيادة عدد المترددين والأعضاء في معهد ليفربول الإسلامي ليصلوا إلى 12 عضوًا، اضطروا إلى الانتقال من "قاعة فيرنون" (Vernon Hall) إلى مكان أكبر في "بروغام تيراس" (Brougham Terrace). وفي عام 1889، قرر كويليام جمع خُطبه التي كان يرسلها إلى المهتدية البريطانية فاطمة موراي قبل اعتناقها الإسلام، والتي كان يعرض فيها حججه وبراهينه لدعوتها إلى الإسلام؛ في كتاب مستقل بعنوان "اعتقاد الإسلام".
وعلى نفقته الخاصة، تمكن من طباعة ونشر 2000 نسخة من هذا الكتاب، ثم في العام التالي طبع 3000 نسخة إضافية، وبفضل هذا الكتاب وحججه القوية وتوزيعه الجيد، استطاع كويليام وأصدقاؤه من المسلمين الجدد أن يُوصلوا صوتهم إلى شرائح أوسع من المجتمع الإنجليزي، ونتيجة لذلك، وصل عدد المعتنقين للإسلام في تلك الفترة إلى 50 شخصًا، كما نفدت جميع نسخ الكتاب بسبب الإقبال الكبير عليه.
إعلانوبفضل جهوده الملحوظة التي بذلها، جذب معهد ليفربول الإسلامي اهتمام العديد من الدبلوماسيين والمسؤولين رفيعي المستوى من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. فعلى سبيل المثال، بعد زيارة حقّي بك، المندوب الشخصي للسلطان العثماني، إلى المعرض الذي أُقيم في مدينة شيكاغو الأميركية، وعند عودته، استُقبل في مدينة ليفربول من قِبل كويليام ولطفي بك، قنصل الدولة العثمانية، في المحطة المركزية للمدينة، وفيها قُدّم إلى الأتراك المقيمين هناك، واصطُحب في زيارة إلى المسجد الذي كان يشرف عليه كويليام.
ومن المؤكد أنه بعد هذه الزيارات المتكررة والتقارير التي كانت تُرفع إلى السلطان عبد الحميد الثاني، بدأ يتكون لديه انطباع إيجابي عن كويليام وأنه سيكون جزءا مهما في مشروع نشر الإسلام والجامعة الإسلامية التي كان يتبناها السلطان عبد الحميد في ذلك الحين.
ونتيجة لذلك وفي سابقة هي الأولى من نوعها، قرر السلطان تعيينه في عام 1893 في منصب "شيخ الإسلام" للدولة العثمانية بالأراضي البريطانية، وهو منصب كان حصرا في إسطنبول منذ قرون، ومن يتولاه كان مسؤولا عن الشؤون الدينية والدعوة في عموم الدولة، فكان تعيين كويليام في هذا المنصب الكبير بمثابة تشريف ضخم، وتمثيل للدولة العثمانية في الغرب.
في أبريل/نيسان 1891، تمت دعوة كويليام وابنه روبرت أحمد إلى إسطنبول، حيث استُضيفا في قصر يِلْدز، مقر السلطان العثماني، لمدة تجاوزت الشهر، ورغم أن كويليام رفض قبول الألقاب والنياشين العثمانية التي عُرضت عليه، فإن ابنه حصل على رتبة "بِك" وعُين في الوقت ذاته رائدًا في إحدى كتائب النخبة العسكرية العثمانية المعروفة بفوج "أرطغرُل".
ومما لا شك فيه أن معهد ليفربول الإسلامي كان مدينا في تأسيسه وتقديم خدماته وأنشطته للتبرعات المالية السخية التي قدمها مسلمو الدولة العثمانية وأقاليمها، بالإضافة إلى مسلمي الهند. كما ساهم مسلمو بورما وسيراليون بشكل كبير في هذا الدعم، وهو ما أشار إليه الباحث أمجد محسن الدجاني في دراسته عن مسلمي بريطانيا في الحقبة الفيكتورية.
كان الحدث التاريخي الأهم في حياة كويليام تعيينه من قبل السلطان عبد الحميد الثاني في منصب "شيخ الإسلام" لبريطانيا وجزرها، وبفضل هذه الصفة، مثّلَ السلطان عام 1894 في افتتاح مسجد لاغوس في غرب أفريقيا. وبالإضافة إلى ذلك، ونتيجة لجهوده المتميزة في خدمة الإسلام، منح كويليام التاجر ورجل الأعمال النيجيري محمد شيتّا لقب "بك" مكافأة من السلطان عبد الحميد الثاني.
إعلانوبعد توليه هذا المنصب، سعى كويليام للتعرف على مسلمي أفريقيا وتعزيز علاقاته معهم، فسافر إلى هناك حيث قُدمت إليه الهدايا تقديرًا لمكانته كشيخ للإسلام، كما تم تنظيم العديد من حملات التبرع لصالح معهد ليفربول الإسلامي على شرفه.
بالإضافة إلى ذلك، كان اعتراف أمير أفغانستان عبد الرحمن خان بكويليام شيخا للإسلام بمثابة دعم كبير عزز من دوره كممثل للمسلمين ورعاية مصالحهم في بريطانيا.
والجدير بالذكر أنه لم يتمكن أحد غيره من تولي منصب الممثل الرسمي للمسلمين في بريطانيا، فضلًا عن اعتراف الحكومة البريطانية به. وفوق هذه المنزلة الرفيعة، عيّنه شاه إيران عام 1899 "سفيرًا لبلاد فارس"، وهو ما أسهم في تعزيز نشاطه الدعوي والخيري في مدينة ليفربول من الناحية الدبلوماسية.
تجلى ولاء كويليام المطلق للخليفة العثماني عبد الحميد الثاني من خلال دعمه ودفاعه المستمر عن الدولة العثمانية في مواجهة السياسة العسكرية الإنجليزية المعادية، حيث قدم معلومات هامة عن تحركات الجماعات الأرمنية الناشطة في لندن في تلك الفترة، بل تعدى دوره ليشمل التصدي لحملات التضليل والتشويه التي كانت تنظمها هذه اللوبيات الأرمنية وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك، انتقد شيخ الإسلام كويليام الاستراتيجية العسكرية الإنجليزية ضد الحركة المهدية التي ظهرت آنذاك في السودان، وخصوصًا استخدام الجيش الإنجليزي للعساكر المصريين في تلك المعركة.
كان كويليام دائمًا يعبّر عن فخره واعتزازه بالسلطنة العثمانية وولائه الكامل للخليفة، الذي كان يراه القائد الموحد لأمة الإسلام، وقد تجسد هذا الولاء في مقالاته وخطبه ومواقفه، بالإضافة إلى دوره في تمثيل المسلمين في إنجلترا بصفته "شيخ الإسلام" المعين من قبل الخليفة. كما كان يحرص على الظهور في مظهر يليق بمكانته، حيث كانت الأوسمة والنياشين العثمانية تلازمه دائمًا.
إعلانعلى سبيل المثال، حذّر كويليام المسلمين المقيمين في بريطانيا من إعادة انتخاب رئيس الوزراء آنذاك آرثر بلفور، ووزير الخارجية لورد لانسدون في عام 1905، وذلك بسبب إرسالهم أسطولًا حربيًا بريطانيًا لمحاربة الدولة العثمانية في بعض الصراعات التي نشبت في البلقان، ولم يكتفِ بذلك، بل أصدر فتوى نشرها في مجلة "الهلال" تندد بهذا التصرف.
غروب كويليام!ولكن مع الإطاحة بالسلطان عبد الحميد الثاني عام 1908، وإبقائه في منصب شرفي قبل خلعه النهائي في العام التالي، انتهى دور عبد الله كويليام كشيخ للإسلام، وكانت رحلته إلى إسطنبول في يونيو/حزيران 1908 هي الأخيرة إلى المدينة التي لن يراها مرة أخرى، بعد 32 عامًا قضاها في منصب "شيخ الإسلام".
ورغم جهود المهتدين الجدد من أصدقاء كويليام لمنع إغلاق معهد ليفربول الإسلامي ومسجد المدينة، فإن محاولاتهم باءت بالفشل. وستظل المدينة بلا مساجد رسمية حتى وصول المهاجرين المسلمين من اليمن والصومال وجنوب شرق آسيا في خمسينيات القرن 20.
ومنذ عام 1908 وحتى وفاته في عام 1932، دخل كويليام الذي غيّر هويته ليُصبح اسمه الجديد "هنري دي ليون" أو "هارون دو ليون" مرحلة "الشفق"، كما يصفها مؤلف سيرته جيفز، أي مرحلة الغروب والنهاية. ومن اللافت أن الأسئلة التي أثيرت حول شخصية "ليون"، الرجل الغامض الذي كان يكتب مع كويليام في العديد من الصحف والمجلات في ليفربول، لم يتم التوصل إلى إجابات شافية حول هويته حتى اليوم.
ومع ذلك، وبعد النظر في العديد من الفرضيات والادعاءات المتعلقة بهذا الموضوع، يقدم جيفز تفسيره الخاص؛ حيث يرى أن كويليام اختار التخفي خلف هذا الاسم الغامض ليتمكن من البقاء آمنًا في بريطانيا حيث انتقل من ليفربول إلى لندن.
ويعتقد جيفز أن السبب الرئيسي وراء ذلك كان تأييد كويليام للخليفة عبد الحميد الثاني حتى بعد خلع الأخير، إذ ظل ولاؤه ثابتًا للدولة العثمانية حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914.
إعلانوتحت اسمه الجديد ومكانته الجديدة، أصبح "دو ليون" (كويليام) أحد الأعضاء البارزين في جمعية "ووكينغ" التي ضمت عددًا من الأثرياء والأرستقراطيين اللندنيين الذين اعتنقوا الإسلام حديثًا، مثل لورد هيدلي، ومارماديوك بكثال، وخالد شيلدريك، وسير أرشيبالد هاميلتون، وسير لورد برونتون، وليدي إيفلين كوبالد وغيرهم.
ومع عدم تمكنه من قيادة الأنشطة أو إلقاء الخطب العلنية كما كان يفعل في ليفربول، فضّل أن يواصل دعم وحدة وترابط هذا المجتمع الجديد من خلال كتاباته وأنشطته وجهوده الضخمة في هذا المجال، فعلى سبيل المثال، دعم كويليام مبادرة "حركة الخلافة" التي نشأت في الهند بعد الحرب العالمية الأولى، وشارك أيضًا بشكل لافت في "الجمعية الأنجلو-عثمانية" التي أسسها اللورد هيدلي.
أما جمعية وجامع ووكينغ التي أسسها المستشرق لايتنر لطلابه المسلمين لتسهيل ممارسة شعائرهم الدينية في لندن، فقد كانت تتم فيها العبادات وفق قواعد صارمة استمر العمل بها حتى بعد وفاة لايتنر، ولكن بسبب هذه القيود، أسس اللورد هيدلي في عام 1914 "الجمعية الإسلامية البريطانية" بهدف نشر الإسلام والدعوة إليه بطريقة أكثر مرونة، بعيدًا عن القواعد الصارمة التي كانت مطبقة في جامع ووكينغ. وفي هذه المؤسسة الجديدة، عمل دو ليون (كويليام) مع السيد خوجه كمال الدين الهندي كنائب لرئيس الجمعية، وبدآ إصدار مجلة "الإسلام" (The Islamic Review) لهذا الغرض.
وبعد نصف قرن من إسلامه والدعوة إليه والارتباط القوي بالدولة العثمانية، بل وتوليه منصب "شيخ الإسلام"، توفي كويليام في 28 أبريل/نيسان 1932، ودُفن في مقبرة بروكوود التابعة لمنطقة ووكينغ في لندن، وهي المقبرة ذاتها التي دُفن فيها لاحقًا زميلاه ومؤسّسا الجمعية الإسلامية البريطانية لورد هيدلي ومارماديوك بكثال.