موقع 24:
2025-02-07@17:17:23 GMT

بريغوجين.. جراءة أدَّت إلى الهلاك

تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT

بريغوجين.. جراءة أدَّت إلى الهلاك



الآن عرفنا لماذا كان الرئيس الروسي صامتاً طوال تلك الفترة التي ظهر فيها قائد فاغنر، يفغيني بريغوجين، يرتكب كل المحظورات التي لا يتخيلها أحد في روسيا، وكأنه خارج المحاسبة.
لقد أحدث ضرراً بالغاً بصورة المؤسسة العسكرية وقياداتها من خلال هجومه المستمر عليهم ووصفهم بـ"الجبناء والخونة"، ومطالبة جنودهم بالتمرد عليهم.

كان يدخل بنوبات من الجنون في تسجيلاته التي يصورها وسط جثث ضحايا جنوده، مطالباً بمزيد من الأسلحة، وينطلق بلسانه الحاد بموجة من الانتقادات على ثاني أقوى الجيوش في العالم، في أسوأ لحظاته، وهو غارق في الوحل الأوكراني.
كان الاعتقاد بأنه كان يريد لفت انتباه الرئيس بوتين للأخطاء التي يرتكبها رجاله، أو ليحصل على مزيد من الحظوة لديه، ويمنحه مزيداً من الصلاحيات في لعبة التنافس المعروفة في أروقة القصر. ولكننا كنا مخطئين، وتبيّن بعد ذلك أن حماسة بريغوجين كان تطاولاً، عندما تمادى بها، حينما وصف الرئيس بوتين بـ"عجوز موسكو" و"الجد السعيد" الذي لا يعرف شيئاً. ومن ثم الغلطة الكبرى عبر انقلاب قواته، والهجوم على موسكو في 10 ساعات مثيرة وغريبة حتى أوقف رجاله على مسافة 200 كيلومتر منها.
ومن يقولون إن الانقلاب مؤامرة مدبرة واتفاق بينه وبين الكرملين لإحراج قادة الجيش أو مخرج مشرف لإزاحته أو لتشديد القبضة داخلياً، يعرفون الآن الجواب بعد سقوط طائرته. من الصعب تصور أنها مسرحية؛ لأن أضرارها أكبر بكثير من أي خديعة سياسية. فقد أضرت بصورة الرئيس الروسي لأول مرة، وأضعفت قبضته على الحكم، كما أنها أضرت كثيراً بصورة الجيش العاجز عن مواجهة أرتال من المرتزقة القادمين من السجون.
الواقع أن هذا كان تطاولاً آخر من بريغوجين الذي تمادى أكثر من اللازم، ولم يعرف أين يقف عند الخطوط الحمراء، وربما اعتقد بأن الانتصار الاستراتيجي في باخموت الذي انتزعته قواته بعد شهور طويلة من القتال منحه حصانة من العقاب. ولم يتردد بريغوجين حتى عندما وجه بوتين خطابه الشهير، وقال "إن ما حدث خيانة وطعنة في ظهر الشعب والبلد"، بأن يرد عليه، ويقول "إن الرئيس ارتكب خطأ".
السكوت على بريغوجين ومسامحته لم يكن خياراً مطروحاً حتى لو أراد بوتين ذلك؛ لأن السكوت عنه سيشجع الآخرين للتجرّؤ على اتباع خطواته وربما فِعل ما هو أكثر، إضافة إلى ضرب أهم عنصر في شرعية النظام وهو عنصر القوة الكاملة التي لا يتحداها أحد مهما كان. للحظة شعر العالم بأن روسيا تهتز، وأن قوتها واستقرار مؤسساتها مجرد واجهة خادعة لنظام ضعيف يهاجمه وينقلب عليه طباخ سابق دون أن يُلقى عليه القبض، وإنما يظهر وهو يصافح مناصريه وكأنه المنتصر.
انتهت القصة الآن، ومشاهد طائرته المحترقة وهي تهوي من السماء وتتحول إلى حطام وكتل من اللهب، كانت النهاية المنطقية لمشاهدي المسلسل المثير الذي كنا نتابع فصوله الأشهر الماضية. المؤكد أننا لن نرى بريغوجين آخر حتى وقت طويل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني يفغيني بريغوجين

إقرأ أيضاً:

حليم عباس: من هو هذا الحمار الذي يفكر للمليشيا؟

مليشيا الدعم السريع في لحظات انهيارها في العاصمة تقصف بحري وأم درمان في استهداف إنتقامي ضد المواطنين.

النتيجة سترتد على قوات المليشيا في مناطق العاصمة المختلفة وهي في حالة هزائم وانهيار؛ سيكون العقاب بلا تعاطف ولا رحمة.

من هو هذا الحمار الذي يفكر للمليشيا؟

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • هل يجب عليك شرب الماء الذي بقي طوال الليل؟
  • الرئيس الأوكراني يعلن استعداده للقاء بوتين لإنهاء الحرب
  • الرئيس اللبناني يؤكد ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها
  • الصيغة الوزارية التي اقترحها الرئيس المكلّف( بالاسماء)
  • كلها رافعة حبوب جراءة.. محمد رمضان يثير الجدل بفيديو جديد
  • الرئيس الصماد .. القائد الذي حمى وبنى واستشهد شامخا
  • تعرّف على الرئيس الذي ساهم بقطع علاقات 20 دولة أفريقية مع إسرائيل
  • الرئيس أردوغان: الشعب السوري الذي ألهم المنطقة بعزيمته على المقاومة قادر على إعادة إحياء بلده 
  • ممثل الرئيس بوتين يلتقي وفد البرلمان العربي ويؤكد دعم روسيا للموقف المصري الأردني الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني
  • حليم عباس: من هو هذا الحمار الذي يفكر للمليشيا؟