أعلنت الولايات المتحدة، عن عزمها إجراء محادثات مباشرة مع إيران، يوم السبت المقبل، وذلك في تطور دبلوماسي جديد، يرمي لمناقشة الملف النووي الإيراني، في محاولة لاحتواء أزمة تتصاعد منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018. 

وتأتي هذه الخطوة في وقت تتباين فيه المواقف بين الطرفين، إذ تصر واشنطن على طبيعة المفاوضات المباشرة مع التأكيد على منع إيران من امتلاك السلاح النووي، بينما تؤكد طهران على ضرورة وجود وسيط عُماني، خاصة في ظل سياسة "الضغوط القصوى" التي تنتهجها إدارة ترامب.



وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، اليوم الخميس إنّ: "الولايات المتحدة سوف تجري محادثات مباشرة مع إيران، يوم السبت، لمناقشة برنامجها النووي".

وأضاف روبيو، خلال اجتماع للحكومة، برئاسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب: "نأمل في أن يؤدي ذلك إلى السلام. نحن واضحون للغاية بشأن أن إيران لن تمتلك سلاحا نوويا أبدا، وأعتقد أن هذا ما دفعنا إلى عقد هذا الاجتماع".

من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، اليوم الخميس، أنّ: "واشنطن مهتمة بحل الخلافات مع إيران عبر الدبلوماسية، لكنها مستعدة لجميع الخيارات الأخرى".

وأبرزت بروس، خلال مقابلة لها مع قناة "فوكس بيزنس": "هناك طرق عديدة للتعامل مع بلد مثل إيران والوصول إلى اتفاق. لكن كما يظهر قسم الخارجية الذي ينفذ رؤية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الدبلوماسية مهمة".


وبحسب عدد من التقارير الإعلامية، المتفرّقة، فإنّ المحادثات بين المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، ومسؤول إيراني رفيع المستوى، من المقرّر أن تنعقد في عُمان.

إلى ذلك، كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أعلن، بتاريخ 7 آذار/ مارس، أنه أرسل رسالة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، أعرب فيها عن رغبته بالتفاوض حول الملف النووي الإيراني.

وقال الرئيس الأمريكي إنه: يريد التفاوض بشأن برنامج الأسلحة النووية مع إيران، فيما أرسل رسالة إلى طهران، يوم الخميس، قال فيها، إنه: "يأمل أن تتفاوض"، وذلك بحسب ما قال موقع "روسيا اليوم" الإخباري.

وأضاف: "يجب أن يتم فعل شيء ما بشأن إيران لمنعها من الحصول على سلاح نووي، ولهذا السبب أفضل التوصل إلى اتفاق معهم وأرسلت رسالة إلى خامنئي أمس الخميس".

كذلك، وقّع دونالد ترامب، خلال مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي، على مذكرة حول استعادة سياسة "الضغوط القصوى" تجاه إيران، والتي تشمل محاولات لخفض صادراتها النفطية إلى الصفر بغية منعها من امتلاك سلاح نووي.

وفي أواخر كانون الثاني/ يناير، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن: "بلاده لا ترى أي فرصة لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة طالما استمرت واشنطن في التحدث بلغة التهديد والضغوط".


من جانبه، قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إنّ: "التجربة أثبتت أن إجراء محادثات مع الولايات المتحدة خطوة ليست ذكية أو حكيمة أو مشرفة"، وفقا لتعبيره.

بدورها قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنه: "منذ ذلك الحين تجاوزت إيران بكثير حدود الاتفاق فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم".

تجدر الإشارة إلى أنّ القوى الغربية، تتّهم إيران بتنفيذ ما تصفه بـ"أجندة سرّية لتطوير قدراتها في مجال الأسلحة النووية من خلال تخصيب اليورانيوم إلى مستوى مرتفع من النقاء الانشطاري، أعلى مما يُعتبر مبرّرًا لبرنامج مدني للطاقة النووية"؛ بينما تؤكد طهران أنّ: برنامجها النووي مخصص بالكامل لأغراض مدنية متعلقة بالطاقة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية إيران واشنطن طهران ع ماني إيران امريكا واشنطن طهران ع مان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی دونالد ترامب مع إیران

إقرأ أيضاً:

مآلات المفاوضات الإيرانية الأمريكية

سامح عسكر

عن المفاوضات الجارية في مسقط بين إيران والولايات المتحدة، يجب التأكيد على بضعة نقاط:

أولا: هذه ليست المفاوضات الأولى، ولن تتضمن مطالب جديدة عن التي تم إقرارها ورفضت أو قبلت في اللقاءات السابقة، سواء في عهد جورج بوش أو في عهد أوباما

ثانيا: الإيرانيون لن يفرطوا في قوتهم الصاروخية والعسكرية مثلما فعل صدام والقذافي وجرى تدميرهم في النهاية، بل هم حوّلوا قوتهم الصاروخية لورقة ابتزاز وعنصر تفاوض رابح يضغط على الغرب بشكل عام.

أمريكا تريد التفاوض على القوة الصاروخية، حاولت ذلك مرتين في عهد بوش وأوباما وفشلت، وليس بوارد أن تنجح هذه المرة.

ثالثا: إيران برغم إنكارها تصنيع سلاح نووي ولكن امتلاك إسرائيل لهذا السلاح وعدم الضغط لنزعه، يعطي لها الحق معنويا وأخلاقيا لامتلاكه، هذا سبب أساسي للتهديد بامتلاكه في حال تعرضها لهجوم، ويستندون في ذلك لقوة الحقيقة أو إدراك الحقيقة التي تعطيهم مشروعية ذلك من الناحية الأدبية.

رابعا: على الأرجح إيران امتلكت سلاحا نوويا وجرى اختباره منذ شهور، والمفاوضات الجارية لا تهدف فقط لعدم الوصول للتصنيع النووي، ولكن لنزع أي قوة نووية إيرانية ولو سلمية.

خامسا: إسرائيل تهدد بضرب البرنامج النووي الإيراني منذ 20 عاما، ولم تفعل ذلك لمرة واحدة، لعلمها بالثمن المدفوع، فسوف تتعرض لهجوم صاروخي إيراني واسع يخلف خسائر كبيرة، والضربة الإسرائيلية لن تحقق الهدف المنشود بتدمير النووي الإيراني، لذلك وفق حسابات الربح والخسارة، لم يخاطر أي زعيم إسرائيلي بضرب إيران مثلما فعل ذلك مع النووي العراقي والسوري.

سادسا: ترامب شخصية نرجسية وإدارته تحب الظهور، والمفاوضات الجارية عبثية لن تؤدي إلى شئ، فالنرجسي وعاشق الظهور لا يمكنه إنجاز شئ ملموس وحقيقي، بل مجرد استعراض لحسابات سياسية داخلية أمريكية، وإعلامية..

سابعا: عندما يتوفر شرط الرغبة في السلام عند الطرفين تنجح المفاوضات، لكن توفرها عند طرف وفقدانها عند آخر يحكم عليها بالفشل، والإيرانيون بموافقتهم على التفاوض ولو بطريقة غير مباشرة، يريدون أن يظهروا للعالم وللداخل الأمريكي أنهم طلاب سلام، بينما إدارة ترامب ليست دبلوماسية ويغلب عليها طابع العنف، وهي إدارة منغلقة على نفسها، حيث لا يمكنها فهم دوافع ومخاوف وحقوق الطرف الآخر لكي تكسب ثقته.

ثامنا: على الأرجح سنشهد مواجهة عسكرية محدودة بين إيران والولايات المتحدة، ربما تتعرض فيها إسرائيل للوعد الصادق 3 ولكنها ستبقى محدودة لا تتوسع كرد فعل طبيعي على فشل المفاوضات.

مقالات مشابهة

  • إيران وأمريكا تختتمان جولة محادثات على طاولة النووي
  • مآلات المفاوضات الإيرانية الأمريكية
  • المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة.. عراقجي: نسعى إلى فهم أولى مع الجانب الأمريكي
  • ترامب يمنح إيران مهلة 60 يوما لحسم الملف النووي.. هل تلجأ أمريكا للحرب حال تعثر المفاوضات؟
  • عراقجي يسلم مواقف إيران لنظيره العُماني لنقلها إلى فريق المفاوضات الأمريكي في مسقط
  • إيران: وزير الخارجية يتوجه إلى مسقط لإجراء مفاوضات النووي
  • «الخارجية الأمريكية»: محادثات مباشرة مع إيران السبت المقبل
  • وزير الخارجية الأمريكي: هدفنا منع إيران من امتلاك سلاح نووي
  • محمد محسن أبو النور: ترامب يرغب في تفكيك البرنامج النووي الإيراني