موقع 24:
2025-01-31@06:02:56 GMT

شكرا باربي

تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT

شكرا باربي

المخرجة غريتا غيرويغ بعثت الروح في جسد الحركات النسوية التي تجاوزها الزمن

لا أتحدث عن الفيلم الذي ملأت أخباره الدنيا، لسببين: الأول، ليس لدي ما أضيف إلى ما كُتب وقيل عن الفيلم. والسبب الثاني، أنني لم أشاهد الفيلم أصلاً.
ولكن، يكفي الفيلم أنه استطاع أن يقسّم العالم، ويحرّك المياه الراكدة، ويثير جدلاً لا يعرف أحد كيف سينتهي.


الفيلم الذي طرح في الأسواق يوم 21 يوليو (تموز) الماضي، حقق حتى الآن ملياراً و212 مليوناً و583 ألف دولار في شباك التذاكر حول العالم، وعند قراءة هذا الكلام سيكون الرقم قد ارتفع، لتصبح مخرجة الفيلم غريتا غيرويغ أول امرأة مخرجة تكسر حاجز المليار دولار. والفيلم مرشح ليكون واحداً من بين أعلى الأفلام تحقيقاً للإيرادات على مستوى العالم.
ما أتحدث عنه هنا هو "الدمية باربي" التي استطاعت أن تهزم الحركات النسوية في فترة الستينيات منفردة.
لا أريد أن أحسب من البداية على الرجال المعادين للحركات النسوية، لأنني فعلياً لست ضدها. أنا مع المنادين باحترام المرأة ومساواتها في الحقوق والواجبات مع الرجل، ولكن على ألاّ يصل حدّ القول إن "المرأة هي الأصل".
في نهاية الخمسينيات لم تكن الأمريكية روث هاندلر تعمل في مجال صناعة الألعاب عندما ابتكرت الدمية الأشهر حتى يومنا هذا، وأعطتها اسم "باربي" مستلهمة في ذلك اسم ابنتها باربرا.
استطاعت روث بعد أكثر من محاولة إقناع شركة "ميتيل" بتصنيع الدمية على شكل أيقونة الجمال مارلين مونرو، وعرضتها للمرة الأولى في 9 مارس (آذار) 1959 في مهرجان الألعاب، ولكنها لم تحقق الأرباح والشهرة إلا بعد إعلانها الأول في التلفزيون مع عرض برنامج "نادي ميكي ماوس"، لتبيع الشركة في عامها الأول فقط 350 ألف نسخة من الدمية.
ومنذ البداية حرصت ميتيل على إسناد أدوار مختلفة لباربي، لتأكيد استقلاليتها وقوة شخصيتها. فالستينيات كانت قمة موجة الحركات النسوية، التي لم تتوان عن شن حرب ضد الدمية.
واجهت باربي منذ البداية اتهامات عدّة. أولها أنها تساهم في إرساء النظرة النمطية للمرأة، وأن نسب جسدها هي السبب وراء انتشار مرض فقدان الشهية العصابي بين الفتيات المراهقات.
خلال 64 عاماً خفت الجدل قليلاً. اعتاد العالم رؤية باربي في مهام مختلفة، من بينها عالمة فيزياء حاصلة على جائزة نوبل، وقاضية بالمحكمة العليا، وعروس بحر، ومرشحة لرئاسة الولايات المتحدة، ورائدة فضاء، حتى قبل أن يهبط الرواد التابعون لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" على سطح القمر، وقبل 13 عاماً من بدء الوكالة قبول رائدات إناث ضمن برنامجها.
وخفت الجدل أكثر عندما طرحت نماذج من الدمية ببشرة سمراء وشعر أسود وملامح آسيوية.
المخرجة غريتا غيرويغ، سواء بقصد أو دون قصد، أعادت الجدل إلى السطح، وبعثت الروح في جسد الحركات النسوية التي تجاوزها الزمن، لتعود باربي وتصبح حديث الجميع، وتثبت أن البحث عن الشباب الخالد توق لا تمثله فقط صناعة التجميل. إنه توق لازم البشرية، يمكن تعقبه في كهوف تاميرا، وعلى ضفاف الرافدين والنيل، وفي أروقة المعابد اليونانية والرومانية.
شكرا باربي..

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني فيلم باربي

إقرأ أيضاً:

تصاعد الجدل بين العلماء.. هل الشيخوخة مرض أم مجرد مرحلة عُمرية؟

يخوض مجموعة من العلماء معركة كبيرة في الأوساط العلمية والطبية من أجل إثبات أن الشيخوخة مجرد مرض، وأنه من الممكن تبعاً لذلك التوصل إلى علاج لها، فيما يقول الفريق الآخر بأنها "مرحلة عُمرية حتمية" وأن تجنب هذه المرحلة أمر مستحيل، وأنها تبعاً لذلك فمن المستحيل أن يتوصل الطب إلى علاجٍ لها.

 

وبين هذا الجدل الواسع الذي يدور في الأوساط العلمية فإن الكثير من البحوث والدراسات تتوصل بين الحين والآخر إلى علاجات للشيخوخة، أو على الأقل يتوصلون إلى أدوية ومواد وعلاجات من شأنها أن تؤدي إلى إبطاء الشيخوخة وحماية الخلايا في جسم الإنسان من التلف.

وقال تقرير مطول نشرته جريدة "وول ستريت جورنال"، واطلعت عليه "العربية نت"، إن الفهم العلمي المحسن لبيولوجيا الشيخوخة يقود بعض العلماء والأطباء ورجال الأعمال إلى القول بأن الشيخوخة مرض، حيث يقولون إنها محرك رئيس للمرض والوفاة، وتصنيفها على هذا النحو قد يسهل الحصول على موافقة على الأدوية لعلاج الشيخوخة نفسها، بدلاً من التعامل مع مجرد مشاكل صحية مرتبطة بالعمر.

وتقول الصحيفة إن الكثير من السكان في الولايات المتحدة يتقدمون في السن ويظل العديد من كبار السن أصحاء ونشطين، ولذلك فإن الكثيرين يعارضون فكرة التعامل مع الشيخوخة على أنها "مرض"، حيث إنها لم تؤدِ بهم إلى أية أعراض أو أوجاع أو متاعب، كما أن هؤلاء يقولون إنه "لا يوجد شيء سيئ بحد ذاته في التقدم في السن".

ويقول المنتقدون إن مثل هذا التحول قد يدفع الأطباء إلى رفض الحالات الصحية باعتبارها "مجرد شيخوخة"، مما يؤدي إلى رعاية طبية أسوأ لكبار السن. فيما يخشى آخرون أن يؤدي وصف الشيخوخة بأنها مرض إلى الاستغلال المالي من قبل صناعة مكافحة الشيخوخة، والاستفادة من الحلول السريعة "لعلاج" الشيخوخة.
ولا تصنف إدارة الغذاء والدواء الأميركية الشيخوخة حالياً على أنها مرض، كما لا يوجد دواء معتمد من قبل الوكالة لعلاج الشيخوخة البشرية.

وقالت أخصائية العلاج الطبيعي المتخصصة في طب الشيخوخة كارول بلوويس: "يمكنني أن أجد رجلاً يبلغ من العمر 80 عاماً ولا يزال قادراً على التزلج أو الرقص أو الركض في ماراثون. ويمكنني أن أجد رجلاً يبلغ من العمر 40 عاماً فقط ولا يتحرك كثيراً ولا يستطيع القيام بأي من ذلك"، وتخلص بلوويس الى القول: "العمر ليس مؤشراً على أي شيء على الإطلاق".

واجتذب مجال طول العمر المزدهر مليارات الدولارات من الاستثمارات حيث تحول السعي إلى مكافحة الشيخوخة إلى التيار الرئيسي، فيما يأمل المتحمسون لطول العمر أن تكون وكالة الغذاء والدواء الأميركية أكثر تعاطفاً في ظل المفوض الجديد المقترح من قبل الرئيس دونالد ترامب.

ويقول ريتشارد فاراجر، أستاذ علم الشيخوخة الحيوية في جامعة برايتون وعضو مجلس إدارة الاتحاد الأميركي لأبحاث الشيخوخة، إن نفس العوامل الأساسية التي تساهم في الشيخوخة تلعب أيضاً دوراً في تطور الأمراض. ويستشهد بمثال لعملية بيولوجية تسمى الشيخوخة الخلوية، وهي عندما تتوقف الخلايا عن الانقسام ولكنها لا تموت وتتراكم مع تقدم الناس في السن، وترتبط هذه العملية بأمراض مختلفة مرتبطة بالعمر.

ويقول فاراجر: "هل يمكننا أن نفعل أي شيء للتأثير على البيولوجيا الأساسية للشيخوخة البشرية؟ أعتقد أن الإجابة هي نعم قاطعة".
ويقول المدافعون إن أدوية مكافحة الشيخوخة، إذا ثبتت فعاليتها، يمكن أن تبطئ أو تمنع ظهور الحالات المرتبطة بالعمر بدلاً من علاجها بعد ظهورها، وفي النهاية توفر الملايين من الإنفاق على الأمراض المزمنة في وقت لاحق من الحياة.

وفي عام 2021، شكل 1% من المستفيدين التقليديين من الرعاية الطبية 19% من الإنفاق، وفقاً لوكالة متخصصة في الولايات المتحدة، كما تبين أن المستفيدين في آخر عام من حياتهم يميلون إلى التسبب بالمزيد من الإنفاق من غيرهم.

في المقابل تقول بيكا ليفي، أستاذة في كلية الصحة العامة بجامعة ييل، إن التعامل مع الشيخوخة على أنها أمر غير طبيعي أو إنها مرض هو مكلف أيضاً، حيث وجدت إحدى الدراسات التي عملت عليها ييل أن تأثيرات التمييز على أساس السن على الظروف الصحية تكلف 63 مليار دولار من الإنفاق على الرعاية الصحية في العام الواحد.

وتستشهد بمثال قريب لها في منتصف الثمانينيات من عمرها، حيث رفض الطبيب كدمتها باعتبارها أحد أعراض الشيخوخة وليس أحد الآثار الجانبية للدواء، كما تقول. ويمكن أن تؤدي الافتراضات الخاطئة مثل هذه إلى تأخير العلاج الفعال، مما يؤدي إلى مشاكل صحية أسوأ وأكثر تكلفة في المستقبل.

وتقول ليفي: "إن تصنيف الشيخوخة كمرض يمكن أن يصبح جزءاً من التمييز على أساس السن البنيوي. الشيخوخة ليست سيئة بطبيعتها".
 

مقالات مشابهة

  • مش غالي.. سعر فستان نجوى كرم الفضي يثير الجدل
  • إعلامي أمريكي بالرياض: المملكة ليست التي كنا نقرأ عنها بالأخبار إنها مختلفة تمامًا .. فيديو
  • تصاعد الجدل بين العلماء.. هل الشيخوخة مرض أم مجرد مرحلة عُمرية؟
  • نائب رئيس اتحاد اليد : شكرا منتخبنا .. شرفتونا أمام وصيف العالم
  • نائب رئيس اتحاد اليد: شكرا منتخبنا.. وشرفتونا أمام وصيف العالم
  • رئيس أركان الجيش السوداني يطلق تصريحات جديدة بشأن المهددات الخارجية ووالي الخرطوم يسجد شكرا أمام مقر القيادة العامة
  • نجم جزائري يثير الجدل للأنتقال لفرنسا
  • الحركة النسوية السورية.. ما الخطوة التالية بعد سقوط الأسد؟
  • الثورة الرأسمالية التي تحتاجها إفريقيا
  • ماذا لو سقط الفاشر ما مصير الحركات المسلحة في الخارطة السياسية