الخليج الجديد:
2024-12-25@08:53:20 GMT

أخطار العمالة المستوردة غير العربية

تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT

أخطار العمالة المستوردة غير العربية

أخطار العمالة المستوردة غير العربية

ما فائدة مجلس التعاون إذا كان لا يواجه مجتمعاً مشكلة خطرة ومعقدة مثل هذه المشكلة؟

هل يدرك قادة أنظمة الحكم في دول المجلس الأخطار الوجودية المنبثة في أرجاء هذا الموضوع؟

متى ستنتقل البرلمانات والمجالس الاستشارية الخليجية إلى بحث قضايا مجتمعية كبرى بدلاً من الثرثرة حول قضايا جانبية!

وهل أن مصير الخليج السكاني ومستقبل انتماءاته لا تهم الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بل وكل قوى المجتمعات المدنية العربية والإسلامية؟

أدى الدمار الهائل بأقطار عربية لهجرة الملايين إلى شتى بلدان الغرب، فلماذا لا تكون بلدان مجلس التعاون أحد الملاذات التي تلجأ تلك الملايين إليها؟

هل إن البرلمانات والمجالس الاستشارية في دول الخليج العربية تعتبر هذا الموضوع جزءاً من مسؤولياتها تجاه شعوب منطقة تدعي تمثيلها والدفاع عن حقوقها؟

أليس استقدام العمالة العربية يحافظ على هوية دول مجلس التعاون العروبية والإسلامية التي يهددها فيض هائل من العمالة غير العربية، وفيض هائل من مشاكل ستجلب معها؟

* * *

منذ بضع سنوات كتبت مقالاً مطولاً تحت عنوان «تحديات الهوية في دول مجلس التعاون».

قلت بأن فداحة الموضوع يمكن تلخيصها في بضعة أرقام، ففي سنة 1975 كان عدد مواطني دول المجلس حوالي سبعة ملايين ونصف المليون، وعدد الوافدين حوالي مليونين، أي ما يقارب 29% من السكان.

أما في سنة 2008 فقد أصبح عدد سكان دول المجلس حوالي ثلاثة وعشرين مليوناً، بينما وصل عدد الوافدين إلى حوالي ستة عشر مليوناً، أي ما يقارب السبعين في المئة. كان سبب الزيادة الهائلة ارتفاع عدد الأيدي الأجنبية العاملة المستوردة من مليون عام 1975 إلى 11 مليونا عام 2008.

وأشرت إلى ظاهرة مقلقة تمثلت في أن غالبية الزيادة لم تكن في عدد الوافدين العرب، وإنما في الوافدين الآسيويين غير العرب، الذين قدر الدكتور حسين غباش في مقال حديث له عددهم بستة عشر مليونا، ونبه إلى أن عددهم سيصل إلى ثلاثين مليونا في عام 2025.

وبالطبع فإن نسبة العمالة الأجنبية في دول مجلس التعاون تختلف من قطر إلى قطر آخر، إذ هي في أدناها في المملكة العربية السعودية ونسبتها 40% وتصل إلى أعلاها في قطر والإمارات العربية المتحدة، حيث تقترب النسبة من 90%.

فإذا أضفنا أن النسبة المئوية للعرب، في الأيدي العاملة الوافدة قد تناقصت من 72% عام 1975 إلى 32% عام 2004 أدركنا أننا نحن إذن أمام كارثة سكانية، ستقود في المستقبل القريب إلى كوارث سياسية واجتماعية وثقافية، وإلى تهديد وجودي للهويات الوطنية والقومية العروبية.

السؤال المفصلي هو: هل يدرك قادة أنظمة الحكم في دول المجلس الأخطار الوجودية المنبثة في أرجاء هذا الموضوع؟

هل يدركون أن عامل الجغرافيا لا يكفي للحفاظ على هوية مجتمعات المجلس إذا غابت أو ضعفت مستلزمات الهوية الأخرى، مثل اللغة والثقافة والعادات والعلاقات الاجتماعية، وهي بالطبع عوامل ستضعف وتتهمش كلما زادت نسبة الوافدين المستقرين من غير العرب؟

بل أكثر من ذلك: هل يضمنون بقاءهم في الحكم عندما ينجح المجتمع الدولي في تثبيت حق القوى العاملة في التوطين والمواطنة لهم ولعائلاتهم، بعد أن أقرت الأمم المتحدة منذ سنين اتفاقية حماية حقوق العمالة المهاجرة وأفراد عائلاتها؟ خاصة بعد أن تبنت تلك المطالب منظمات من مثل منظمة التجارة الدولية والكثير من منظمات حقوق الإنسان؟

ثم إذا كانت أموال البترول تستدعي الاستمرار في التنمية الاقتصادية الخليجية، وفيها الكثير من نقاط الضعف والتشوهات، وبالتالي تستدعي الاستمرار في استيراد العمالة من الخارج، فلماذا لا تكون غالبية القوى العاملة المستوردة من أقطار الوطن العربي بدلاً من بلدان آسيا غير العربية؟

بل هناك سؤال آخر ملح يرتبط بهذه النقطة: لقد قاد الدمار الهائل الذي حل بالكثير من الأقطار العربية خلال العشر سنوات الماضية إلى هجرة الملايين من أفضل القوى العاملة في تلك الأقطار… هجرتهم إلى شتى بلدان الغرب.

فلماذا لا تكون بلدان مجلس التعاون أحد تلك الملاذات التي تلجأ تلك الملايين إليها، بدلاً من ترك تلك الملايين يتيهون في أصقاع الدنيا ويعيشون حالات الفقر والدمار الاجتماعي والأخلاقي؟ أين أخوة العروبة والإسلام ومروءة التاريخ والعيش المشترك؟

أليس استقدام العمالة العربية سيحافظ على هوية دول مجلس التعاون العروبية والإسلامية التي يهدد وجودها هذا الفيض الهائل من العمالة غير العربية، وبالتالي الفيض الهائل من المشاكل التي ستجلب معها؟

ما يحز في النفس ويثير التساؤلات أن مجلس التعاون قد بحث منذ عدة سنوات هذه الظاهرة المقلقة وقرر أن تتبنى دول المجلس سياسة واحدة لمواجهة تزايدها وأخطارها، لكن قرارات المجلس بقيت مع الأسف في الأدراج، بل إن السياسات المتعلقة بالموضوع أصبحت أكثر محلية وأكثر انغلاقاً وأكثر استهتاراً بالمصلحة الخليجية المشتركة وأمن أقطارها المستقبلي.

بصراحة، ما فائدة مجلس التعاون إذا كان لا يواجه مجتمعاً مشكلة خطرة ومعقدة مثل هذه المشكلة؟ وهل أن مصير الخليج السكاني ومستقبل انتماءاته لا تهم الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بل وكل قوى المجتمعات المدنية العربية والإسلامية؟

وأخيراً، هل إن البرلمانات والمجالس الاستشارية الموجودة في بعض دول الخليج العربية تعتبر هذا الموضوع جزءاً من مسؤولياتها تجاه شعوب المنطقة التي تدعي أنها تمثلها وتدافع عن حقوقها؟ متى ستنتقل إلى بحث قضايا مجتمعية كبرى بدلاً من الثرثرة حول قضايا جانبية؟

حتى لا ينبري المتحذلقون إلى قراءة النوايا وراء إثارة هذا الموضوع: نحن لسنا ضد استيراد عمالة غير عربية إذا كان ذلك يتم ضمن ضوابط أولوية حقوق المواطنين وهويتهم وثقافتهم، وضمن توازن إنساني معقول لا يؤدي إلى كوارث سياسية واجتماعية وثقافية. نحن مع الأخوة الإنسانية، ولكن أيضاً مع السلامة الوطنية والقومية وعروبة الخليج العربي.

*د. علي محمد فخرو سياسي بحريني، كاتب قومي.

المصدر | الشروق

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: عروبة الخليج هوية مجلس التعاون دول مجلس التعاون غیر العربیة هذا الموضوع دول المجلس إذا کان فی دول

إقرأ أيضاً:

رئيس العربية للتصنيع يبحث مع وزير الشباب والرياضة تعزيز التعاون المشترك

(أ ش أ):

استقبل اللواء أ.ح مهندس مختار عبداللطيف، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، لبحث سبل تعزيز التعاون، وفقا لرؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، وبحضور اللواء مهندس "عبدالرحمن عبدالعظيم عثمان" مدير عام الهيئة، وأمين مسعود عضو مجلس النواب.

تناولت المباحثات كيفية تحقيق الاستفادة من الإمكانات التصنيعية المتطورة بالهيئة لتلبية كافة احتياجات ومستلزمات وزارة الشباب والرياضة، بأسعار تنافسية، فضلا عن تعزيز التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي لمشروعات الوزارة.

- تنفيذ عدد ٢١١٨ مشروعًا لصالح وزارة الشباب والرياضة

كما تم بحث آخر مستجدات المشروعات المشتركة القائمة بين الجانبين، ومنها تنفيذ عدد ٢١١٨ مشروعا لصالح وزارة الشباب والرياضة، وتتضمن هذه المشروعات عدد ١٢٠٧ ملاعب مختلفة للألعاب الرياضية، ورفع كفاءة عدد ٧٨ مدينة شبابية ومراكز للشباب، وعدد ٨ مجمعات حمام سباحة وغيرها، وجارٍ الانتهاء من رفع كفاءة وتطوير مركز شباب الشرابية وفقا للمخطط الزمني، وبحث سبل تذليل أي معوقات لتلبية كافة متطلبات المنشآت الشبابية والرياضية بالكفاءة المطلوبة.

يذكر أن مصانع وشركات الهيئة العربية للتصنيع، المنفذة لهذه المشروعات، تتضمن مصنع قادر للصناعات المتطورة، ومصنع صقر للصناعات المتطورة، ومصنع الطائرات، ومصنع الإلكترونيات، والشركة العربية البريطانية للصناعات الديناميكية ABD، والشركة العربية للمشروعات العقارية والسياحية.

وفي هذا الصدد، أعرب اللواء أ.ح مهندس مختار عبد اللطيف، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، عن تقديره بالتعاون المثمر مع وزارة الشباب والرياضة، مشيرًا إلى أهمية تعزيز هذا التعاون في تطوير المنشآت الرياضية والشبابية.

وأشاد بمجهودات وزير الشباب والرياضة في تعزيز التطوير والتحديث لكافة المنشآت الرياضية، وأيضا إدخال نظم التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في مراحل التحديث.

وأوضح: إن تعاوننا مع وزارة الشباب والرياضة يعكس الجهود الكبيرة المبذولة لتطوير المنشآت الرياضية، مؤكدا أن الهيئة العربية للتصنيع تضع كافة إمكاناتها التكنولوجية للمشاركة في تحديث المنشآت الرياضية والشبابية.

وأضاف أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لدراسة كافة الفرص الاستثمارية، وتعزيز الاستفادة من الإمكانات التصنيعية المتميزة بالهيئة العربية للتصنيع، والمشاركة في المبادرات الرئاسية والبرامج المقدمة للشباب في مختلف المجالات.

من جانبه، أعرب وزير الشباب والرياضة عن فخره بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع، إحدى قلاع الصناعة الوطنية، مشيدًا بتميزها بالخبرات الفنية، وتذليل أي عقبات لتلبية كافة متطلبات المنشآت الشبابية والرياضية بالكفاءة المطلوبة وأعلى مستويات الجودة والسرعة.

وأضاف أن الهيئة العربية للتصنيع تعتبر ركيزة أساسية في جهود التنمية الصناعية في المنطقة، ودفع عجلة الاقتصاد الوطني، وتعزيز قدرته التنافسية في السوقين الإقليمية والدولية، حيث تسهم في تحقيق الاستقلال التكنولوجي وتعزيز القدرات الإنتاجية، فهي نموذج يحتذى به في مجال الابتكار والتطوير، والمساهمة في تصميم وتصنيع منتجات تلبي احتياجات السوق المحلية والدولية، ما يعزز من مكانتنا الاقتصادية.

وأشار الدكتور أشرف صبحي إلى حرص وزارة الشباب والرياضة على التوسع في شراكاتها مع الهيئة العربية للتصنيع، ما يسهم هذا التعاون بشكل كبير في تحقيق رؤية مصر 2030 في مجال الرياضة.

وخلال تفقده معرض منتجات الهيئة العربية للتصنيع، أشاد وزير الشباب والرياضة بريادة الهيئة في توطين أحدث تكنولوجيات تصنيع الأجهزة والمستلزمات الرياضية، ووسائل التنقل الكهربائية، حيث تفقد منتجات مصنع قادر للصناعات المتطورة التابع للهيئة العربية للتصنيع، وتتضمن وسائل النقل الخفيف، (الدراجات الهوائية- الدراجات الكهربائية- الاسكوترات الكهربائية)، التي يتم تصنيعها بالكامل بواسطة المصنع بنسبة مكون محلى تتجاوز 75%، مع استمرار العمل على زيادة تلك النسبة، وبضمان الهيئة العربية للتصنيع، وبأسعار تنافسية وتسهيلات متنوعة في السداد.

اللواء هندس مختار عبداللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع الدكتور أشرف صبحي التعاون بين العربية للتصنيع ووزارة الرياضة

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة وزير الشباب لاتحاد المصريين بالسعودية: القيادة السياسة أولت المصريين أخبار وزير الشباب لاتحاد المصريين بالسعودية: القيادة السياسية أولت المصريين أخبار "رياضة النواب" توصي بزيارة أسوان.. ودعوة الوزير لحل مشاكل مراكز شباب أخبار "المصريين بالخارج" لوزير الرياضة: نستهدف تشغيل 10 آلاف مصري في الأسواق أخبار أخبار مصر إبراهيم عيسى: الجيش المصري هو العمود الفقري لحماية الوطن واستقراره منذ 31 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر الخطوات والأوراق المطلوبة للحصول على مساعدة من بيت الزكاة لسداد الديون منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر نتيجة الحج السياحي 2025.. رابط مفعل وسريع منذ ساعتين قراءة المزيد أخبار مصر مفتي الجمهورية: حب الوطن جزء من الدين والانتماء إليه واجب منذ ساعتين قراءة المزيد أخبار مصر الأعلى للإعلام يبحث مع وزير الأوقاف سبل تعزيز التعاون المشترك منذ ساعتين قراءة المزيد أخبار مصر 31 ألف فائز.. ظهور نتيجة قرعة الحج السياحي 2025 -(صور) منذ ساعتين قراءة المزيد

إعلان

إعلان

أخبار

رئيس "العربية للتصنيع" يبحث مع وزير الشباب والرياضة تعزيز التعاون المشترك

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك للإعلان كامل للإعلان كامل 21

القاهرة - مصر

21 13 الرطوبة: 59% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • إنشاء مشروع صناعي للألواح الشمسية بين العربية للتصنيع والكهرباء
  • "العربية للتصنيع": التعاقد على تصنيع الألواح الشمسية بالتنسيق مع الكهرباء
  • رئيس العربية للتصنيع يبحث مع وزير الشباب والرياضة تعزيز التعاون المشترك
  • برئاسة المملكة.. قرارات جديدة لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب
  • كلامٌ منسوب لراغب علامة عن نصرالله يثير ضجّة.. شاهدوا الفيديو
  • غوقة: منظومة القهر العربية البائسة بحاجة إلى قلبها رأساً على عقب
  • افتتاح مجلس جبل شمس بولاية الحمراء
  • بنك الإمارات دبي الوطني مصر يمول شركة الإنشاءات العربية بـ2.5 مليار جنيه
  • وزير العمل: نعمل على تعزيز العلاقات وصناعة بيئة لائقة تُشجع على الاستثمار
  • راشد المري : تنسيق خليجي وتعاون إقليمي لدول «الخليجي» في إدارة الطوارئ والأزمات