في مشهد يعكس الفوضى التي ترافق قراراته الاقتصادية، تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته الشاملة لفرض رسوم جمركية إضافية، بعد أيام من التوترات التي هزت الأسواق وأثارت قلق المستثمرين حول العالم. قرار الإيقاف المؤقت لمدة ثلاثة أشهر جاء بعد سلسلة من التحركات المتقلبة التي وصفتها شبكة "سي إن إن" بأنها "الدرس الأشد رعباً" للولايات المتحدة والعالم بشأن ما قد تحمله ولاية ثانية محتملة لترامب.

رسوم جمركية مرتفعة ومخاوف من ركود اقتصادي

بعد أن صعّد الحرب التجارية مع الصين برفع الرسوم الجمركية إلى 125%، بدا أن ترامب يحاول مجددًا انتزاع تنازلات سياسية عبر الاقتصاد، وفي حين سجّلت أسواق الأسهم انتعاشًا مؤقتًا بفعل إعلان التراجع، إلا أن المحللين يحذرون من أن المواجهة بين أكبر اقتصادين في العالم قد تجرّ الولايات المتحدة إلى ركود اقتصادي مؤلم.

البيت الأبيض يصف التراجع بـ"العبقرية" وسط انتقادات حادة

لم يخلُ يوم إعلان التراجع من الفوضى، فقد أطلق البيت الأبيض تصريحات متناقضة واعتبر أن ما حدث يعكس "عبقرية قيادية" من ترامب، في خطوة أثارت السخرية أكثر من الإعجاب، خاصة في أوساط الاقتصاديين الذين رأوا في هذه المناورة محاولة فاشلة لتبرير التخبط.

التراجع تحت ضغط الواقع

بحسب ما نشرته شبكة "سي إن إن"، فإن تراجع ترامب جاء بعد إدراكه التام لحجم الضرر الذي قد تسببه هذه الاستراتيجية على الاقتصاد الأميركي، سواء على مستوى الوظائف أو سلاسل التوريد، أو حتى ثقة المستثمرين.

أزمة مفتعلة تكشف ملامح المستقبل

ما حدث لم يكن مجرد تراجع عن قرار اقتصادي، بل إنذار مبكر حول ما يمكن أن يحدث إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض. فبينما وصف البعض ما جرى بأنه "أزمة اقتصادية مُفتعلة"، يذهب آخرون إلى التحذير من أن الأزمة المقبلة قد تكون ذات طابع أمني. وفي كل الأحوال، يبدو أن العالم أصبح أكثر حذرًا من تبعات السياسات الاندفاعية التي لا تعتمد على استراتيجيات مدروسة، بقدر ما تعكس ردود فعل لحظية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دونالد ترامب الصين البيت الأبيض الولايات المتحدة الحرب المزيد

إقرأ أيضاً:

الانهيار يسبق التراجع.. كيف أجبرت الأزمات المالية ترامب على العدول عن سياسته الجمركية؟

تراجع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن خطته للرسوم الجمركية، بعد أسبوع واحد فقط من إعلانها، وذلك في مفاجأة سياسية وُصفت بكونها قد "كشفت عن هشاشة المواقف الصلبة، وعن حدود تحمّله للضغوط السياسية والاقتصادية". 

وتحوّل الرئيس الذي أصّر قبل أيام قليلة على أن "سياساته لن تتغير أبداً" إلى رئيس يُعلن ببرود، إيقاف تلك الرسوم لمدة ثلاثة أشهر، في مشهد يلخص التناقض الصارخ بين الخطاب والواقع.

وجاء ذلك في الوقت الذي كان فيه ممثله التجاري يدلي بشهادته في مبنى الكابيتول هيل، حول فوائد الرسوم الجمركية، ما بدا وكأنه يجهل قرار الإيقاف.

وقال ترامب، الأربعاء، بخصوص الانتقادات المتزايدة التي انهالت على البيت الأبيض، خلال الأسبوع الماضي: "كانوا يصرخون، كانوا يصرخون قليلًا، ويشعرون بقليل من الخوف".

إلى ذلك، فإنّه عقب موجة بيع حادّة في أسواق سندات الحكومة الأمريكية، التي تعد ملاذا آمنا للمستثمرين، فإن التداعيات الاقتصادية لاستراتيجية ترامب قد تكون كارثية وأسوأ مما توقعه مستشاروه سابقًا، وذلك وفقا لعدد من التقارير الإعلامية، المتفرقة، بينها تقرير لـ"سي إن إن" الأمريكية.

وفي السياق نفسه، كان وزير الخزانة، سكوت بيسنت، قد أثار هذه المخاوف مباشرةً مع ترامب، الأربعاء، في اجتماع سبق وقت إعلان الإيقاف، مؤكدا المخاوف التي أعرب عنها المسؤولون الاقتصاديون في البيت الأبيض، ممّن أطلعوا ترامب على تسارع وتيرة البيع في سوق سندات الخزانة الأمريكية في وقت سابق من الأربعاء.


وبحسب مصادر لشبكة "سي إن إن" فإنّ الاتصالات الهاتفية مع كبار مستشاري البيت الأبيض، من حلفاء رئيسيين في مجتمع الأعمال، ركّزت بشكل متزايد على التطورات المقلقة في سوق السندات، حيث دافعوا عن تراجع ترامب.

وأفاد اثنان من المصادر، أنّ: "ترامب لم يتخذ قرارا بإيقاف معدلات الرسوم الجمركية الجديدة المثيرة للجدل، عندما كان ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي حول سوق الأسهم صباح الأربعاء".

وفي حديثه للصحفيين، وهو جالسا في المكتب البيضاوي، برفقة مستشارين لخطة الرسوم الجمركية: بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك. قال ترامب: "سوق السندات في حالة حرجة للغاية، كنت أراقبه. سوق السندات الآن رائع. لكن نعم، رأيت الليلة الماضية حيث بدأ الناس يشعرون ببعض القلق".

وأوضح ترامب: "لم يكن لدينا إمكانية الوصول إلى محامين، أو لقد كُتب الأمر ببساطة، لقد كتبناه من قلوبنا، أليس كذلك؟ لقد كُتب من القلب، وأعتقد أنه كان مكتوبًا جيدًا أيضًا، ولكنه كُتب من القلب".

جرّاء ذلك، علم العديد من مسؤولي البيت الأبيض بقرار ترامب في الوقت الذي علم فيه العالم، عبر منشور على منصته "تروث سوشال"، بإيقاف الرسوم الجمركية الجديدة مؤقتًا. حتى كبير مسؤولي التجارة في إدارته بدا وكأنه لم يكن على دراية بإمكانية التغيير.


وقال النائب الديمقراطي، ستيفن هورسفورد، لممثل التجارة الأمريكي، جيميسون غرير، خلال جلسة استماع كانت جارية في مبنى الكابيتول هيل، عندما أعلن ترامب قراره: "يبدو أن رئيسك سحب البساط من تحت قدميك وأوقف الرسوم الجمركية مؤقتًا".

إلى ذلك، أصرّ بيسنت ومسؤولون آخرون على أنّ: "قرار تعليق الرسوم الجمركية الجديدة على جميع الدول باستثناء الصين لم يكن تراجعًا؛ بل اعتبروا هذه الخطوة جزءًا لا يتجزأ من خطة ترامب الشاملة لجلب الدول إلى طاولة المفاوضات" بحسب تقرير لـ"سي إن إن".

مقالات مشابهة

  • لماذا تراجع ترامب عن الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا؟
  • الانهيار يسبق التراجع.. كيف أجبرت الأزمات المالية ترامب على العدول عن سياسته الجمركية؟
  • البيت الأبيض: الرسوم الجمركية على الصين ترتفع إلى 145%
  • "CNBC": البيت الأبيض رفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 145%
  • البيت الأبيض: ارتفاع معدل رسوم ترامب الجمركية على الصين إلى 145%
  • البيت الأبيض: الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين تبلغ 145%
  • البيت الأبيض: الرسوم الجمركية على الصين بلغت الآن 145%
  • الذهب يرتفع والنفط يتراجع بعد تعليق رسوم ترامب الجمركية
  • تراجع شبه جماعي للعملات المشفرة بعد تعليق الرسوم الجمركية