بسام رعد / باحث في الشأن الإقتصادي 

اعتماد العراق على النفط
العراق يعتمد بشكل كبير على إيرادات النفط في تمويل موازنته العامة:
- تشكل صادرات النفط حوالي 90-97% من إجمالي صادرات العراق.
- تعتمد الموازنة العراقية للأعوام 2023-2025 على سعر 70 دولاراً للبرميل.
- أي انخفاض في أسعار النفط يؤثر مباشرة على الإيرادات الحكومية والقدرة على تمويل النفقات العامة.

الآثار المباشرة لانخفاض السعر إلى 60 دولارللبرميل
أ-  العجز في الموازنة العامة:
   - انخفاض سعر النفط بمقدار 10 دولارات عن السعر المعتمد في الموازنة (70 دولار). 
   - يؤدي هذا إلى عجز مالي يُقدر بـ 14.256 مليار دولار سنوياً ( أي ما يعادل نحو 18.532 تريليون دينار عراقي).
   - بافتراض أن العراق يُصدر 3.300 مليون برميل يومياً فإن كل انخفاض بمقدار دولار واحد في سعر النفط يؤدي إلى تراجع الإيرادات العراقية بمقدار 3.300 مليون دولار يومياً ، أي ما يعادل 99 مليون  دولار شهرياً، أو نحو 1.188 مليار دولار سنوياً.
ب- تأثير على الرواتب والنفقات التشغيلية:
   - تشكل الرواتب والتقاعدات والحماية الاجتماعية  حوالي 90 تريليون دينار (69 مليار دولار)، أي أكثر من 40% من الموازنة .
   - في حال استمرار انخفاض الأسعار، قد تواجه الحكومة صعوبة في تأمين الرواتب .
ت- النفقات الاستثمارية:
   - من المرجح أن تتأثر النفقات الاستثمارية أولاً. 
   - توقف أو تأجيل تمويل مشاريع البنى التحتية والخدمات الأساسية.
   - تباطؤ في تنفيذ المشاريع التنموية والاستثمارية.

 الخيارات المتاحة أمام الحكومة العراقية

1-  الاعتماد على الاحتياطي النقدي:
   - يمكن للحكومة اللجوء إلى الاحتياطي النقدي الذي يقدر بأكثر 100 مليار دولار .
   - هذا الخيار قد يكون مناسباً للأزمات قصيرة المدى.

2- تعديل سعر صرف الدينار العراقي:
   - قد تلجأ الحكومة إلى تخفيض قيمة الدينار مقابل الدولار.
   - هذا الإجراء سبق أن اتخذته الحكومة في ذروة أزمة كورونا عام 2020.
   - لكن هذا الخيار قد يؤدي إلى مخاطر اقتصادية واجتماعية كبيرة، وتأثيره سيستمر حتى بعد انتهاء الأزمة.

3-  تقليص النفقات وترشيد الإنفاق:
   - تكييف الموازنة مع التحديات الجديدة.
   - ضبط الإنفاق الحكومي والتركيز على النفقات الأساسية.
   - تأجيل المشاريع غير الضرورية.

4- تنويع مصادر الدخل:
   - تعظيم الموارد غير النفطية.
   - تفعيل قطاعات الضرائب والرسوم.
   - ضبط العلاقة مع إقليم كردستان فيما يخص تصدير النفط.

 السيناريوهات المحتملة

- سيناريو قصير المدى: إذا استمر انخفاض الأسعار لفترة قصيرة (أقل من 6 أشهر)، فقد تتمكن الحكومة من تجاوز الأزمة باستخدام الاحتياطي النقدي أو تقليص بعض النفقات غير الضرورية.

 سيناريو متوسط المدى : إذا استمر انخفاض الأسعار لمدة 6-12 أشهر، قد تضطر الحكومة لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة مثل تعديل الموازنة وترشيد الإنفاق بشكل أكبر.

 سيناريو طويل المدى: إذا استمر انخفاض الأسعار لأكثر من 12 شهر ، فقد تواجه الحكومة أزمة مالية شبيهة بأزمة 2020 خلال جائحة كورونا، وقد تضطر لاتخاذ إجراءات أكثر قسوة مثل تخفيض قيمة العملة أو اللجوء للاقتراض الخارجي.

 العوامل المؤثرة على مستقبل أسعار النفط

اولاً :  قرارات أوبك+: قرار منظمة أوبك+ بزيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً بدءاً من أيار، أسهم في خفض الأسعار.

ثانياً :  السياسات التجارية العالمية : الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والحرب التجارية مع الصين أثرت سلباً على أسعار النفط.

ثالثاً : النمو الاقتصادي العالمي: المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي تؤثر على الطلب على النفط وبالتالي على أسعاره.

ختاماً فان انخفاض أسعار النفط إلى 60 دولار للبرميل يمثل تحدياً كبيراً للاقتصاد العراقي المعتمد بشكل رئيسي على عائدات النفط. هذا الانخفاض سيؤدي إلى عجز في الموازنة يقدر بنحو 14 مليار دولار سنوياً، مما يضع الحكومة أمام خيارات صعبة تتراوح بين الاعتماد على الاحتياطي النقدي، تعديل سعر الصرف، أو تقليص النفقات العامة.
عموماً فإن مستقبل الاقتصاد العراقي في ظل هذه التحديات يعتمد على مدى قدرة الحكومة على تنويع مصادر الدخل والتقليل من الاعتماد على النفط، بالإضافة إلى تطورات أسعار النفط العالمية التي تتأثر بعوامل جيوسياسية واقتصادية عالمية.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الاحتیاطی النقدی انخفاض الأسعار أسعار النفط ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

الحكومة تطرح أدوات دين بقيمة 2.27 مليار دولار ..تفاصيل

كشفت الحكومة المصرية عن قبولها استثمارات مالية غير مباشرة بقيمة تقدر بـ116.5 مليار جنيه بما تعادل 2.27 مليار دولار من أصل 75 مليار جنيه كانت مستهدفة.

وقال تقرير حكومي صادر عن وزارة المالية، عن الاتفاق مع البنك المركزي المصري لجذب تلك الاستثمارات من قبل المستثمرين والمؤسسات المالية.

وزير المالية يكرم 7 قيادات ضريبية متميزة بالقاهرة والجيزة والإسكندرية والقليوبية ودمياطنائب وزير المالية: نستهداف تعديل تشريعي بتخفيض الضريبة الجمركية لتصل لـ 0.5%موازنة التقاط الأنفاس.. وزيرا المالية والتخطيط أمام النواب الأسبوع المقبل

وجاء تلك الاستثمارات في صورة أدوات الدين المحلية من أجلي 182 و364 يوما لسداد الفجوات التمويلية بالموازنة العامة والوفاء بالتعهدات الحكومية المطلوبة للخزانة العامة.

وبلغت جملة العروض التي قبلتها الحكومة من المستثمرين والمؤسسات المالية المختلفة نحو 222 طلبا.

وقال التقرير إنه تم بيع أجل 364 يوما بقيمة 51.074 مليار جنيه بعد أن استهدفت وزارة المالية أن تصل طلبات التغطية لـ45 مليار جنيه، موضحة أن مجمل الطلبات المقبولة للعطاء وصلت  86 طلبا.

وصل متوسط سعر الفائدة المقبول للعطاء نحو 24.5% و أقل سعر بنسبة 24.873% وأعلي سعر بنسبة 24.95%.

وفى سياق متصل بلغ حجم الطلبات التي تم قبولها للاستثمار في اجل 182 يوما نحو 65.4 مليار جنيه من أصل 30 مليار جنيه كان مستهدف قبولها شملت 136 طلبا مقبولا بالفعل

ووصل متوسط سعر الفائدة المقبول للعطاء نحو 26.45% و أقل سعر بنسبة 26.817% و أعلي سعر بنسبة 27.01%.

مقالات مشابهة

  • الحكومة تطرح أدوات دين بقيمة 2.27 مليار دولار ..تفاصيل
  • خبير: 154 مليار حنيه دعم المواد البترولية في مصر
  • ترامب قد ينسف الموازنة العراقية بسعيه تحطيم أسعار النفط
  • اقتصاد قائم على الامنيات
  • الحرب التجارية الأمريكية-الصينية: انخفاض أسعار النفط للأسبوع الثاني تواليًا.. والذهب يحقق ذروة قياسية جديدة
  • الحكومة تعلن عن ضخ 4.1 مليار دولار استثمارات جديدة..تفاصيل
  • ادارة الدولة يناقش انخفاض اسعار النفط وتدابير العراق لتغييرات سياسية وامنية
  • تأثير محدود متوقع للرسوم الأمريكية الجديدة على ليبيا حاليا بسبب استثناء النفط
  • انخفاض أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 64.73 دولارًا للبرميل