بعد تعنُّت إسرائيل.. كيف عاش اليهودي يوسف طرّاب ينكرها ومات لبنانيًا عربيًا
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
بعد ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مساء أمس “الأربعاء”، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمهل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أسبوعين إلى ثلاثة لإنهاء الحرب في غزة؛ ليسعى الأخير بشتى الطرق من أجل فرض مزيد السيطرة على حكومته وعلى الإسرائيليين الذين باتت قطاعات منهم ترفض المزيد من العدوان عل قطاع غزة، تبدو على صفحات التاريخ المعاصر واليومي أحداث تفيد بأنّ المسألة لدى إسرائيل ليست وطن يحتلونه بقد ما هو مخطط لآباءهم الذين باتوا يرتبون له من قديم، فوفاة الصحفي الناقد يوسف طرّاب
لم يكن يضع إيمانه الديني حاجزًا بينه وبين عروبته، ولم تكن اليهودية بالنسبة له جواز مرور إلى هوية دخيلة أو تبعية لدولة احتلال.
ولد يوسف طراب في العاصمة اللبنانية بيروت، المدينة التي احتضنت تنوعًا فريدًا وعايشت فيها الأديان أوقاتًا لم تفرق فيها بين يهودي أو مسلم أو مسيحي. وصف بيروت بأنها كانت "مدينة تجمع الجميع دون تفرقة أو تصنيف". هناك ترعرع وسط مجتمع لبناني متعدد، آمن أن التعددية ثراء لا تهديد، وأن الأرض التي تحتضن الجميع لا يمكن أن تفرّق بينهم.
بدأت مسيرته الصحفية من باريس، حيث كتب أول مقال فني في صحيفة "لوريان"، عن معرض لم يحضره أحد بسبب أحداث ثورة مايو 1968. عاد بعدها إلى لبنان، محمّلًا بشهادات في الفلسفة وعلم الاجتماع والاقتصاد، إلى جانب شغفه العميق بالفن والمسرح، ومهاراته اللغوية والثقافية المتعددة.
برع يوسف طراب كناقد فني في صحيفة "لوريان لو جور"، التي تحوّلت إلى منبره الثقافي لأكثر من ثلاثة عقود. دوّن تاريخ الفن التشكيلي اللبناني، ورافق تحولات المشهد البصري من سبعينيات القرن الماضي وحتى مطلع الألفية، مشرفًا على افتتاح المعارض وكتابة مقدمات الكتب الفنية، ومؤسسًا لجمعية نقاد الفنون الجميلة مع نخبة من المثقفين اللبنانيين.
رفض إسرائيل.. وفخر بالهوية اللبنانيةرغم أصوله اليهودية، كان يوسف طراب صريحًا في موقفه: "لم أعترف يومًا بإسرائيل، وأنا فخور بأنني لبناني وعربي". حملت مواقفه جذورًا متينة من تربية عائلية وطنية، إذ كان حفيدًا لأحد أبرز حاخامات بيروت الذي ظل رافضًا لمغادرة لبنان ومدافعًا بشدة عن القضية الفلسطينية. ولم يكن طراوب يومًا من أولئك الذين يبحثون عن النجاة في الولاء للغريب، بل آمن أن أرضه الأولى والأخيرة هي لبنان، وأن الظلم لا دين له.
بيروت في ذاكرته.. والفن ملاذهخلال الحرب الأهلية، عاش في منطقة الحمرا، ثم أجبرته الظروف الأمنية على الانتقال إلى جونيه، لكنه بقي متعلقًا ببيروت التي وصفها بأنها "ملتقى أفكار وأرواح قبل أن تُقسّمها السياسة والميليشيات". عاد إلى لبنان بعد تجربة قصيرة في فرنسا "لأنه لا يستطيع العيش دون شمس لبنان وطبيعته".
نهاية الرحلة.. وإرث خالدتوقف "طراب" عن الكتابة عام 2004، لكنه لم يتوقف عن الشغف، ظل حاضرًا في المشهد الثقافي حتى آخر معرض فني أشرف عليه عام 2009 مع صالح بركات، ساعيًا لاستعادة الهيبة لسوق الفنون التشكيلية في لبنان. لم يكن انشغاله بالفنون البصرية مجرّد هواية، بل مسيرة ووعي ومرآة لروحه التي آمنت بالجمال في كل شيء.
وداع المثقف العربي.. لا آخر اليهودرحل يوسف طراب، ولم يرحل أثره. نعت جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت رحيله بقولها: "كان طراوب ضميرًا فنيًا وثقافيًا لهذا الوطن، ساهم في صناعة الحداثة، وأبقى بيروت مدينة للإبداع رغم كل العواصف".
لم يكن مجرد "آخر يهودي لبناني"، بل كان أول المُخلصين لفكرة أن الانتماء لا تصنعه العقائد، بل الأرض، والصدق، والنضال من أجل الحق، وصفعة بمذاق نادر على وجه الكيان المُحتل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اسرائيل فلسطين الفن اللبناني الثقافة العربية لم یکن
إقرأ أيضاً:
هؤلاء هم المرشّحون لرئاسة بلدية بيروت وتحالف مفاجئ في زحلة
كتبت" الديار": يبدو مشهد الانتخابات البلدية، في حالة فسيفسائية عجيبة الى حد كبير. ويرجح ان تتجه الامور في بيروت الى الاعتماد على اللوائح المغلقة لضمان تأمين المناصفة بين التمثيل المسيحي والاسلامي. ويبدو ان الخريطة الانتخابية في مناطق عديدة تتجه نحو ظواهر ائتلافية تجمع الاضداد، وتفرق بين الحلفاء. ذلك انه يلاحظ ان زحلة شهدت تطورا مثيرا بلقاء «بنات العم»، النائبة ستريدا جعجع والسيدة ميريام سكاف ارملة الوزير الراحل الياس سكاف. والاثنتان من عائلة «طوق-البشراوية»، لتكرس ائتلافا بين القوات اللبنانية والكتلة الشعبية.اضف إلى ذلك، ان ما يحصل من نتائج للمعركة البلدية في عروس البقاع، زحلة، يمهد الى حد بعيد لترشيح سكاف على لائحة القوات في الانتخابات النيابية العام المقبل.
وكتبت" الاخبار": تتواصل اللقاءات بين القوى السياسيّة والفاعليات البيروتية لتشكيل لائحة توافقيّة لمجلس بلديّة العاصمة. ورغم بروز بعض الأسماء إلى العضويّة، إلّا أنّ المعضلة الكبرى تتمثّل باسم المرشّح للرئاسة، إذ لم يسبق أن تداول المعنيون علناً في هذا الكمّ من الأسماء المرشّحة كما لم يُسجّل سابقاً مثل هذا التأخير في حسم الأسماء، علماً أنّ العُرف الذي أرساه الرئيس رفيق الحريري يقضي بوصول مهندس من العائلات البيروتية الأساسيّة إلى رئاسة المجلس.
وتلفت قوى سياسيّة إلى أنّ «المستقبل» يتريّث في شأن التسمية لدرس بعض «السير الذاتية» لاختيار شخص من ذوي الكفاءة والقدرة على إدارة مجلس بلدي يتضمّن الكثير من «الصواعق» التي تبدأ من صلاحيات محافظ بيروت، ولا تنتهي بعدم تجانس الأعضاء المنتمين إلى أحزاب متصارعةٍ في «الحلبة السياسيّة».
وتشير مصادر متابعة إلى أنّ «المستقبل» تواصل مع شخصيات في الخارج، من بينها طلال قدسي ومهيب عيتاني اللذان أكّدا عدم رغبتهما بالعودة إلى لبنان.
ولذلك، يأخذ «المستقبليون» الأمور برويّة، حتّى اتضاح المشهد وجلاء التسويات السياسيّة التي ستنتج مجلساً بلدياً، قبل حسم الأمور والإسهام في حرق الأسماء باكراً . كما يُحاولون الابتعاد، قدر الإمكان، عن تبنّي أي شخصيّة في ظل مُسارعة العديد من الشخصيات إلى التسويق لعدد من الأسماء، من بينها:
- رئيس البلديّة الحالي عبدالله درويش الذي تطرح بعض القوى إعادة ترشيحه، من بينها الوزير السابق محمّد شقير ورجل الأعمال خليل العرب، من دون أن يلقى مُعارضة أو قبولاً نهائياً من «المستقبل» حتّى الساعة. ويسجّل هؤلاء لدرويش أنّه أثبت قدرته على إدارة المجلس وترطيب الأجواء مع المحافظ على عكس الرؤساء السابقين، كما تراجعت المناكفات في عهده إلى حدّ كبير.
- بسام برغوت الذي يتردّد أنه يحظى بدعم رجلَي الأعمال جهاد العرب وأديب البساتنة، فيما لم يُعرف بعد موقف مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان منه، خصوصاً أنّ العلاقة بينهما لم تكن في أفضل أحوالها خلال الأعوام الماضية، علماً أن هناك اعتراضات بيروتية على برغوت كوْنه أحد المسؤولين عن ملف المدافن التي زادت كلفتها بشكل كبير في بيروت وأثار انتقادات من أهالي العاصمة الذين رأوا في ممارسة طبقيّة حتى في الموت.
- رئيس بلدية بيروت السابق بلال حمد الذي يحظى أيضاً بدعم العرب وبتأييدٍ من أبناء العاصمة رغم الحديث عن تجاوزات شهدها عهده. إلا أنّه على ما يبدو يرفض الإقدام على الترشّح قبل معرفة ما إذا كان سيحظى بدعم الحريري بشكلٍ مباشر.
- العميد محمود الجمل الذي يمتلك قاعدةً شعبية وازنة مكّنته من الحصول على نحو 3500 صوت في الانتخابات النيابيّة الأخيرة، ويتبنّى النائب نبيل بدر ترشيحه، في حين لا يبدو أن القوى السياسيّة في وارد تبنّي اسمه كونه محسوباً على بدر، إضافةً إلى أنّه لا يحمل شهادة في الهندسة بل كان عميداً في الجيش، ما قد يؤثّر على أدائه في العمل البلدي.
- تطرح شخصيات اسم المرشح أحمد مختار خالد. ويتردّد أنّه قد يكون توافقياً لكونه بعيداً عن الأحزاب السياسيّة ومقرّباً من أبناء العاصمة، ولقيامه بخدماتٍ دوريّة. لكنّ أياً من الأحزاب والشخصيات لم يعمد إلى الجهر بدعمه، خصوصاً أنّ الأصوات التي نالها في الانتخابات النيابيّة الأخيرة وترشّحه على اللائحة المدعومة من بهاء الحريري، يخفّضان من أسهمه في تيار «المستقبل».
- بعدما غاب اسم رلى العجوز عن المشهد لأكثر من عام بعدما ارتفعت أسهمها سابقاً كالمرشّحة الأقوى بدعمٍ من الحريري، قبل أن يجعل منها تمسّكها بإبعاد الأحزاب عن المجلس «مرشّحة سابقة»، يعود اسمها إلى التداول مجدداً، وأبرز من يسوّق لها القيادي السابق في «حزب سبعة» سليم أديب.
- فيما تبدو القوى التغييرية عاجزة حتّى الساعة عن استنهاض قواها في بيروت الثانية مع كثرة الخلافات بين أعضائها، بانتظار الاجتماع الموسّع التي ستعقده خلال الساعات المقبلة، ورغم أنّ هذه القوى لم تحسم بعد أسماء مرشحيها، يتردّد اسم المهندسة منى حلاق إلى رئاسة البلدية على إحدى لوائح التغيير.
مواضيع ذات صلة الكتائب تدعم لائحة المرشح لرئاسة بلدية الجديدة - البوشرية - السد أوغست باخوس Lebanon 24 الكتائب تدعم لائحة المرشح لرئاسة بلدية الجديدة - البوشرية - السد أوغست باخوس