مبادرات لإنقاذ ما تبقى من قطاع التعليم المدمر في غزة
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
غزة- أخذت مجموعة من المعلمين زمام المبادرة للحفاظ على ما تبقى من العملية التعليمية في قطاع غزة، التي أنهكها الاحتلال الإسرائيلي بفعل تدميره المتعمد للجامعات والمدارس ورياض الأطفال، ضمن حرب الإبادة المستمرة منذ 18 شهرا.
ويعاني طلبة غزة من عدم توفر المستلزمات الدراسية من الحقائب والدفاتر والأقلام وما إلى ذلك، إضافة إلى انقطاع الكهرباء، مما يحول دون تمكنهم من متابعة دروسهم أولا بأول.
وفقد أغلب الطلبة والمعلمين أجهزتهم الإلكترونية، ويعيشون في خيام داخل أماكن نزوح تفتقر لأدنى مقومات الحياة ولأبسط معايير الخصوصية والاستقرار، علاوة على قضاء الطلبة جل وقتهم في البحث عن مياه الشرب والطعام وجمع الحطب، وغيرها من التفاصيل اللازمة لاستمرار حياتهم.
على امتداد محافظات قطاع غزة، ينشط مبادرون لتقديم يد العون للطلبة الذين فاتهم العام الدراسي للسنة الثانية على التوالي، إذ تعتمد فكرتهم على تقديم الحد الأدنى من الخدمة التعليمية، من خلال إنشاء مجموعات افتراضية للطلبة على منصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى إنشاء فصول دراسية في الخيام ومراكز الإيواء، يتم فيها نصب لوحات خشبية صغيرة بهدف تقديم الدروس للنازحين.
وتحتوي هذه المجموعات الإلكترونية على تصاميم وبطاقات وفيديوهات تعليمية لشرح المنهج الفلسطيني، ابتداء من الصف الأول وحتى الثانوية العامة، كما قام عديد من المعلمين المتدربين بتوجيه الطلبة لاستخدام أدوات التعليم الرقمي، وتقديم الدعم النفسي والتربوي لهم في الوقت ذاته.
ومن بين المعلمين الذين أخذوا على عاتقهم تنظيم دورات تعليمية للطلبة، خصوصا تلاميذ المرحلة الابتدائية، المعلم نبيل أبو عنزة، الذي يقول إن مبادرته جاءت بهدف زيادة وعي الطلبة بأهمية التعليم، ومساعدتهم للتغلب على الظروف الصعبة التي يواجهونها.
إعلانوعبّر أبو عنزة للجزيرة نت عن أمنيته أن تكون هذه المبادرات سببا مهما لتشجيع الطلبة على عدم التخلي عن طموحاتهم وأحلامهم، رغم فترة الانقطاع الطويلة عن مقاعد الدراسة، وأيضا للحد من التدهور الكبير الحاصل في المنظومة التعليمية في القطاع بسبب الحرب الإسرائيلية المتواصلة.
الدعم النفسييعتبر الاختصاصي النفسي محمود عصفور أن الطلبة في غزة هم الفئة الأكثر تضررا من الحرب الإسرائيلية، وشدد -في حديث للجزيرة نت- على أهمية هذه المبادرات بالمساعدة على توفير روتين يومي إيجابي نشط، يساعد على التخفيف من حدة الألم والضغط والخوف المتكرر عند الأطفال، فضلا عن أهميتها بالتخفيف من الآثار النفسية للعزلة، التي تراكمت بفعل قيود الحركة وعدم الأمان، والخوف من الموت نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المتكرر للأطفال.
ويقول عصفور "إن لهذه المبادرات بُعدا نفسيا عميقا، يتمثل في شعور الطفل وذويه بالثقة بأنفسهم، مما يحسن من حالتهم المزاجية، ويقدم لهم مساحة تعزز رفاهية الأطفال المسلوبة منهم".
كما أكد أهمية إعداد وتقديم برامج الدعم النفسي المنتظم للتعامل مع أطفال غزة، والعمل على دمجها مع برامج التعليم، "للتخفيف على الطلبة في أثناء عملية التعلم، لا سيما في ظل ما يتعرضون له من إيذاء نفسي وجسدي منظم بسبب الحرب".
من ناحيته، أكد وكيل وزارة التربية والتعليم بغزة خالد أبو ندى -للجزيرة نت- أن وزارته وضعت خطة طارئة تهدف إلى استمرار عملية التعليم، وقد بدأت فعليا بتطبيقها خلال الحرب وكذلك في فترة التهدئة.
وتتضمن الخطة بناء مدارس ميدانية، ونقاطا تعليمية جديدة، وترميم المدارس المتضررة، وإنشاء منصات إلكترونية بديلة، وتوزيع محتوى تعليمي عبر الوسائط المختلفة، والتنسيق مع دول عدة لتوفير أجهزة لوحية وإنترنت للطلبة.
إعلانوكشف عن أن قوات الاحتلال تعمدت استهداف العملية التعليمية بالقطاع، وهو ما أدى إلى تدمير حوالي 90% من مرافق الوزارة ومبانيها، في حين حرم 785 ألف طالب وطالبة من التعليم، فضلا عن استشهاد نحو 13 ألف طالب وطالبة و800 معلم وموظف تربوي في سلك التعليم، وقتل 150 عالما وأكاديميا وأستاذا جامعيا وباحثا.
وذكر أن "الاحتلال الإسرائيلي يهدف من وراء استهداف التعليم الفلسطيني إلى نشر الجهل، وخلق جيل يسهل انقياده والسيطرة عليه، وإلى محاولة طمس هوية الشعب الفلسطيني، وكسر إرادة الجيل الصاعد، وحرمانه من أبسط حقوقه، وهو التعليم".
وأشار أبو ندى إلى أهمية حلقات التدريس الخاصة التي تقام في الخيام ومراكز الإيواء، ومبادرات التعليم عن بُعد، والتي تعمل على نقل المعلومات إلى الطلبة بطريقة سلسة، لمساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يعيشونها جراء الحرب الإسرائيلية، فضلا عن إشغال وقتهم.
لكنه استدرك قائلا إن "التعليم عن بعد في غزة يواجه تحديات كبيرة ومن زوايا متعددة، خاصة في ظل استمرار العدوان منذ 18 شهرا، والانقطاع التام للكهرباء، وقطع أنواع إمدادات الوقود كافة، والتدمير المتعمد والممنهج لمصادر الطاقة، والتدمير الكامل للبنية التحتية، بما في ذلك شبكات الإنترنت".
ودعا أبو ندى دول العالم إلى التدخل الفوري لإنقاذ التعليم بغزة، عن طريق إرسال الدعم العاجل والمستمر والفعّال، وإعادة إعمار المدارس، وتوفير الأجهزة التعليمية واللوجستيات اللازمة، خصوصا الأثاث المدرسي، ودعم البرامج النفسية والتعليمية الطارئة، وتقديم منح دراسية للطلبة المتفوقين المتضررين.
واقع صعبمن جهتها، كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، في تصريح صحفي سابق بشأن واقع التعليم في غزة، أن الطلبة حرموا من التعليم وهناك قلقا كبيرا بشأن مستقبلهم.
وقالت "إن أطفال غزة يعانون بشكل كبير، لا سيما في ظل فقدان التعليم والأضرار النفسية الجسيمة الناتجة عن الحرب، وهم في حاجة ماسة لدعم نفسي وتعليمي فوري".
إعلانوسبق أن ذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن نحو 660 ألف طفل في غزة لا يزالون خارج المدارس، مشيرة إلى أن 88% من المدارس في القطاع مدمرة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
وكيل قطاع التعليم العالي يتفقد اختبارات الشهادة الثانوية بمديرية همدان
يمانيون/ صنعاء تفقد وكيل وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي لقطاع التعليم العالي الدكتور إبراهيم لقمان سير اختبارات الشهادة الثانوية العامة في عدد من المراكز بمديرية همدان في محافظة صنعاء.
وأطلع الدكتور لقمان ومعه عضو اللجنة الفرعية للاختبارات بمديرية همدان صادق حزام، على مستوى الانضباط والتنظيم في تنفيذ الاختبارات في مراكز الامام علي بن ابي طالب و الحسن الهمداني والمقداد بن عمرو، والتي تضم 16 مدرسة حكومية واهلية.
وخلال الزيارة أشاد وكيل الوزارة بجاهزية المراكز والالتزام بالخطة الوزارية المعدة من قبل اللجنة العليا للاختبارات، مثمناً جهود العاملين في الحقل التربوي من ملاحظين ومشرفين و كوادر تربوية في المحافظة والمديرية، ودورهم في توفير بيئة ملائمة للطلاب لأداء اختباراتهم بأجواء هادئة ومنظمة.
وأكد حرص الوزارة على دعم العملية الاختبارية وتضافر الجهود وتحمل المسؤولية في إنجاح اختبارات الشهادة العامة الأساسية والثانوية باعتبارها مسؤولية وطنية لمواجهة تحديات العدوان وافشال مخططاته الرامية إلى إيقاف العملية التعليمة.
وحث الوكيل لقمان الطلاب والطالبات على الجد والمثابرة والتركيز والتمعن في إجاباتهم بما يمكنهم من تحقيق التفوق الذي يصبون إليه في التحصيل العلمي.
من جانبه، أكد عضو اللجنة الفرعية بالمديرية، أن هذه الزيارة تعكس اهتمام قيادة الوزارة ومتابعتها الحثيثة لسير العملية الاختبارية في الإشراف والتنسيق المستمر لضمان نجاح الاختبارات بالتعاون مع الجهات التربوية والأمنية ذات العلاقة