العرابة المدفونة.. أبيدوس مدينة الأسرار ومهد الحضارة المصرية القديمة بسوهاج
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
في قلب محافظة سوهاج، وعلى بُعد نحو 11 كيلومترًا غرب نهر النيل، تقع مدينة أبيدوس الأثرية، إحدى أقدم وأهم المواقع الأثرية في مصر، والتي كانت مركزًا دينيًا وسياسيًا منذ فجر التاريخ، وموطنًا للعبادة والملوك.
تُعد أبيدوس العاصمة الروحية لعبادة الإله أوزيريس، رب البعث والخلود في المعتقدات المصرية القديمة، وكان المصريون يعتقدون أن رأس أوزيريس دُفنت في أبيدوس.
ولذلك كانت المدينة محجًا دينيًا لملايين الحجاج من جميع أنحاء البلاد، يُقيمون فيها الطقوس الجنائزية ويطلبون الحياة الأبدية بجانب الإله.
ما سبب التسمية ومن هو مؤسسها؟يُعتقد أن اسم "أبيدوس" مأخوذ من الاسم المصري القديم "عبدجو" أو "أبدجو"، والذي كان يشير إلى مكان دفن الإله أوزيريس، رب العالم الآخر في الديانة المصرية القديمة، ومع مرور الزمن، تحوّل الاسم إلى "أبيدوس" في اليونانية.
المدينة لم يُعرف لها مؤسس محدد، إذ تعود أصولها إلى عصور ما قبل التاريخ، لكن أهميتها بدأت تتزايد في عصر الدولة القديمة، حيث اتخذها ملوك الأسرات الأولى مقرًا لدفنهم، ما جعلها من أقدم العواصم الدينية والسياسية في مصر القديمة.
الاسم الحديث الحاليالاسم الحديث للمنطقة التي تقع فيها مدينة أبيدوس الأثرية هو "العربات"، وهي قرية تابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج، وعلى الرغم من تغير الاسم، إلا أن الطابع الأثري والتاريخي ما زال حاضرًا بقوة.
وتحتوي المنطقة على آثار عظيمة تشهد على حضارة خالدة، وتُعد مركزًا هامًا للبعثات الأثرية والسياحة الثقافية.
وتعرف أيضا بـ العرابة المدفونة، وهو الاسم الحديث الذي يُطلق على المنطقة الأثرية التي كانت تُعرف قديمًا باسم "أبيدوس"، تقع هذه المنطقة ضمن قرية العربات التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج.
ويرجع سبب التسمية إلى أن كثيرًا من آثارها كانت مدفونة تحت الرمال لقرون طويلة، حتى تم الكشف عنها تدريجيًا على يد علماء الآثار، وتُعد العرابة المدفونة اليوم من أهم المواقع الأثرية في صعيد مصر.
وتضم معابد ومقابر ملكية تعود لأقدم العصور، ولا تزال البعثات الأثرية تعمل فيها بشكل مستمر لاكتشاف المزيد من أسرار الحضارة المصرية القديمة.
معالم أبيدوس الأثريةأبرز معالم المدينة هو معبد الملك سيتي الأول، الذي يُعد من أعظم المعابد المصرية، سواء من حيث الهندسة المعمارية أو الدقة الفنية للنقوش. بُني على شكل حرف (L).
ويحتوي على قائمة ملوك أبيدوس، وهي سجل فريد من نوعه لأسماء ملوك مصر من بداياتها وحتى عهد الملك سيتي.
يضم المعبد سبع مقصورات مخصصة للآلهة وأخرى للملك، بالإضافة إلى صالات ذات أعمدة ضخمة وجدران مغطاة بنقوش ملونة تحكي أساطير ومشاهد طقسية، وذلك إلى جوار معبد سيتي الأول.
يقع معبد رمسيس الثاني، الذي بُني لاحقًا على يد ابنه تكريمًا له، رغم تعرضه لعوامل التعرية، إلا أن بقاياه ما زالت تنطق بجمال الفن المصري القديم.
تضم أبيدوس أيضًا مجموعة من المقابر تعود إلى الأسرات الأولى، ومنها مقبرة يُعتقد أنها للملك نعرمر، أول موحد لمصر العليا والسفلى.
كما كشفت البعثات الأثرية في السنوات الأخيرة عن مقابر ضخمة من الطوب اللبن ومكتشفات فخارية وأدوات جنائزية تعود لأكثر من 3600 عام.
السحر المعماري:الزائر لأبيدوس ينبهر بجمال التفاصيل الدقيقة داخل المعبد، من الأعمدة المزخرفة برسوم ملونة، إلى الممرات التي ما زالت تحتفظ بجو من الغموض والرهبة.
كل حجر يحكي قصة، وكل جدارية تخلّد مشهدًا من الطقوس أو من الحياة الملكية.
أبيدوس اليوملا تزال أبيدوس محط أنظار الباحثين والسياح، حيث تُجرى حفريات أثرية مستمرة تزيح الستار عن المزيد من أسرار المدينة الخالدة.
وهي واحدة من أبرز المحطات السياحية في صعيد مصر، تجمع بين التاريخ والعقيدة والأسطورة في آنٍ واحد.
أبيدوس ليست مجرد موقع أثري، بل هي سجل حي لحضارة عمرها آلاف السنين. مدينة قدّستها قلوب المصريين القدماء.
وظلت إلى يومنا هذا رمزًا للخلود والغموض، ومفتاحًا لفهم أعمق لما كانت عليه مصر القديمة من قوة وإبداع وروحانية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوهاج اخبار محافظة سوهاج معبد أبيدوس أبيدوس آثار سوهاج المزيد المصریة القدیمة
إقرأ أيضاً:
مصرع طفل داخل بيارة صرف بمبنى مهجور في المنشاة بسوهاج
شهد مركز المنشاة جنوب محافظة سوهاج، واقعة مأساوية راح ضحيتها طفل في مقتبل العمر، بعد سقوطه داخل بيارة صرف صحي غير مغطاة.
داخل مبنى قديم ومغلق للوحدة الصحية بقرية أولاد علي، التابعة إداريًا للوحدة المحلية لقرية الدويرات.
تفاصيل الواقعةوتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة المنشاة.
يفيد بورود إشارة من مستشفى المنشاة المركزي، بوصول طفل جثة هامدة، يُدعى "محمد ض. أ، 14 عامًا، طالب بمدرسة خاصة، ويقيم بذات القرية".
وبالانتقال والفحص، تبين من خلال التحريات الأولية أن الطفل المتوفي كان قد تسلق إلى المبنى القديم المهجور الخاص بالوحدة الصحية بالقرية.
والذي تم إغلاقه منذ سنوات، وأثناء وجوده أعلى المبنى، اختل توازنه وسقط في بيارة صرف صحي مكشوفة داخل المبنى، مما أدى إلى غرقه ووفاته في الحال.
تم الدفع بقوات الحماية المدنية وتمكنت من انتشال الجثمان من داخل البيارة، ونقله بسيارة إسعاف إلى مشرحة مستشفى المنشأة المركزي، تحت تصرف جهات التحقيق المختصة.
وأكدت التحريات عدم وجود شبهة جنائية في الحادث، فيما ناشد الأهالي بضرورة غلق المباني المهجورة وتأمينها، خاصة تلك التابعة للمنشآت الحكومية، لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، حفاظًا على أرواح الأطفال والمارة.
وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيق، وأمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثمان لبيان سبب الوفاة، وسرعة إنهاء إجراءات الدفن.