ويمكن القول بكل ثقة أن من العمى الذي لا يضاهيه عمى إلا عمى فرعون لحظة زواله أن يكون هناك من يعتقد أن شعبنا العظيم بقيادته الكفؤة سيقبل بالتوقف عند هذه النقطة المهينة والمذلة، أو بتوريث وطن متشظي أو مستقبل بائس وخاضع ، لا سيما وقد أصبح هذا الشعب العظيم يمتلك قيادة وإرادة لا تقيدها إلا حدود الكون ومفاتيح أقدار المنطقة وقطار الأحداث الكبيرة على الساحة الدولية.

وعلى الجميع أن يعلم أن قيادة وشعب اليمن العظيم لا يمكن أبدا بالخضوع والاستسلام وتقديم رقبة الوطن للنحر والذبح قربانا لأطماع الغرب وحالمية الشرق ، لا سيما بعد صموده الأسطوري طيلة ثمانية أعوام تجاوزه خلالها بتأييد الله وحده أدهى التحديات والمخاطر ، وخرج منها شامخا واثقا مقتدرا ومنح الصديق القريب والبعيد أطواق النجاة من جحيم فوضى كادت تنفذ سعيرها شرقا لولا صمود هذا الشعب العظيم الذي قلب الطاولة والتوازنات الإقليمية وفتح مسار التحولات الدولية ، وما يزال بيده قدر ومصير اليمن والمنطقة ؟!

وما يجب أن يفهمه العدو الذي يراهن على أحلام اليقظة ، وكذلك الصديق والوسيط الذي يراهن على حسابات مرتعشة أن اليمن لن تكون نقطة انكسار العصا، بل مركز صناعة الخيارات والاستراتيجيات والمعادلات والتوزانات الإقليمية والدولية، وأن شعب اليمن العظيم لن يقدم حريته وكرامته وعزته ووحدة أراضيه وسيادة وطنه قربان في مذابح تسويات المهادنة والمناورات العدمية والحبكات المتذاكية ، ولن تكون خياراته سلعة للمقايضة.

وإن لم يذيل العدو نهاية المرحلة القائمة بتوقيعه الخطي على اتفاق السلام العادل فسيذيلها شعب اليمن العظيم بتوقيع صواريخ الصماد والمجنحات وطوفان التطهير القسري لكل شبر محتل على كامل جغرافيا الحق اليمني من البحر إلى المحيط.

صحيفة اليمن

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

الحملة الشعبيّة اليمنية لـ “إغاثة النازحين اللبنانيين”.. النموذجُ الأمثل في الإيثار على النفس

يمانيون../
يتصدَّرُ الموقفُ اليمنيُّ المسانِدُ لغزة ولبنان المركَزَ الأول عالميًّا، في تكامل الموقف المناصر للقضية الفلسطينية والمقاومة اللبنانية على المستوى الرسمي والشعبي.

ففي حين يحرصُ اليمنُ -قيادةً وشعبًا- على الحضور الفاعل والمؤثر في مساندة ومناصرة القضية الفلسطينية منذ الوهلة الأولى لاندلاع معركة (طُـوفَان الأقصى) المباركة في السابع من أُكتوبر من العام المنصرم، لزم الكثير من الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية الصمت وفضل الحياد في المعركة الإسلامية المفصلية والتاريخية.

آنذاك أكّـد السيد القائد في أولى خطاباته المساندة لغزة أن اليمن -قيادةً وشعبًا- يقف مع فلسطين ولن يتخلى عنهم مهما حصل، ومنذ تلك اللحظة وعلى مدى عام كامل وبضعة أشهر تواصل اليمن عملياتها العسكرية المساندة لغزة وفق مراحل تصاعدية ومؤثرة ضد الكيان الصهيوني وحلفائه وصلت للمرحلة التصعيدية الخامسة، ملحقة خسائر جسيمة على الكيان أبرزها الإيقاف التام والشامل لميناء أم الرشراش “إيلات” أكبر الموانئ الصهيونية وأكثرها نشاطًا.

وأمام تصاعد العلميات العسكرية المساندة لغزة، واكب الشعب اليمني حضوره المليوني في الساحات أسبوعيًّا لتأكيد الثبات على الموقف المساند لغزة وبتفويض كلي للقوات المسلحة اليمنية في مواصلة عملياتها العسكرية المنكلة بالعدوّ الصهيوني وحلفائه من الأمريكان والبريطانيين.

ولا يقتصر الموقف اليمني المساند لغزة على العمليات العسكرية والتجمهر المليوني الأسبوعي في الساحات وحسب وإنما تحضُرُ القضية الفلسطينية في أنشطة وفعاليات وأفراح وأتراح وأحزان الشعب اليمني بلا استثناء.

تسابق شعبي للتبرعات:

وبالرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها اليمنيون وتدهور الاقتصاد الوطني بفعل حصار العدوان السعوديّ والإماراتي المدعوم غربيًّا وأمريكيًّا منذ عشر سنوات، إلَّا أن شعب الحكمة والإيمان وشعب السند والمدد كما ذكره القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة أبى إلَّا أن يقاسم إخوتَه الفلسطينيين واللبنانيين المحاصَرين من العدوّ الصهيوني النازي لقمةَ العيش، مجسِّدًا مصاديقَ الآية الكريمة المذكورة في محكم التنزيل: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) صدق الله العظيم.

في الأسبوع الفائت أعلنت اللجنة الوطنية لنصرة الأقصى الشريف خلال التجمهر المليوني الواسع بميدان السبعين نصرة لغزة ولبنان، تدشين حملة شعبيّة لإغاثة النازحين اللبنانيين، محدّدين حساب رقم (6666) في عموم مكاتب البريد اليمني وحساب رقم (10360-1001) في البنك المركزي اليمني وفروعه، مؤكّـدين أن فترة التبرعات ستستمرُّ أسبوعاً كاملًا وعلى ضوء ذلك توافد ملايين اليمنيين إلى الأماكن المحدّدة للتبرعات.

ومع الزخم الشعبي الكبير الذي شهدته أماكن التبرعات طيلة أسبوع كامل، اضطرت لجنة الأقصى تمديد حملة التبرعات الشعبيّة كي يتمكّن شعب البذل والعطاء من المشاركة في الحملة الشعبيّة المباركة طلبًا في نيل الأجر والثواب وحرصاً على أن يكونوا ممن ذكرتهم الآية الكريمة (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ).

وخلال تلك الفترة حرصت اللجنة القائمة على الحملة الشعبيّة (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)، على إرسال المساعدات للنازحين في لبنان على دفعتين الدفعة الأولى وفيها ظهرت وسائلُ إعلام لبنانية ونشطاء ومسؤولون لبنانيون وهم يتسلَّمون تلك التبرعات ويقومون بتوزيعها على النازحين وكذلك الدفعة الثانية.

وبحسب وسائل إعلام لبنانية فَــإنَّ التبرعات اليمنية التي احتوت على مواد غذائية وإيوائية وصلت للآلاف من النازحين في عدد من مراكز النزوح المحدّدة والمقرة من قبل الحكومة اللبنانية.

وأشاد الكثير من مسؤولي والنشطاء اللبنانيين بحملة التبرعات الشعبيّة اليمنية المقدمة لنازحي لبنان، مؤكّـدين أن بذل الشعب اليمني وتفاعله مع إخوانه المحاصرين من لبنان وفلسطين رغم معاناته المعيشية والاقتصادية بفعل الحصار السعوديّ والإماراتي المدعوم أمريكيًّا يثبت مدى عظمة وإيمان وإيثار الشعب اليمني الكريم والمجسد لحديث الرسول الأكرم: “الإيمَـان يمانٍ والحكمة يمانية”.

فترة محدودة للتبرعات:

ووفق القائمين على الحملة الشعبيّة “ويؤثرون على أنفسهم” لإغاثة نازحي الشعب اللبناني الشقيق فَــإنَّ مبالغ التبرعات الشعبيّة خلال الحملة التي استمرت لأسبوعين وصلت لقرابة أربعة ملايين دولار.

وفي السياق ذاته يقول مدير إذاعة سام إف إم حمود شرف في تدوينةٍ له على مِنصَّةِ “إكس”: “تم توريد مبلغ 7 ملايين وَ7 آلاف وَ533 ريالًا يمنيًّا إلى الحساب البنكي للحملة الشعبيّة اليمنية ويؤثرون على أنفسهم لإغاثة نازحي الشعب اللبناني الشقيق، على حسابَ رقم 1001-10360 وهو إجمالي ما وصل للحملة من جمهور إذاعة سام إف إم خلال أسبوعين”.

وتعليقًا على تدوينة الناشط حمود شرف، طالب العديد من رواد السوشال ميديا القائمين على الحملة الشعبيّة تمديد فترة التبرعات، مؤكّـدين أن هناك مئات الآلاف من الراغبين في التبرعات.

وأكّـدوا أن هناك الآلافَ من الشعب اليمني الذين لم يعلموا بالحملة الشعبيّة وفترتها؛ كون وسائل الإعلام لم تروِّجْ بشكل متواصل ومُستمرّ للحملة الشعبيّة.

حيثُ يقول الناشط الإعلامي والكاتب بـ “موقع أنصار الله” صادق البهكلي: “مناسب جِـدًّا؛ لأَنَّ الكثير ما لحق شخصيًّا ما قدرت ألحق؛ بسَببِ شغلة وبسبب عدم توسيع الحملة”.

ويضيف في تدوينةٍ له على مِنصَّةِ “إكس” “كم قلنا لهم يوسعوا حسابات أية حملة لتشمل محافظ الجوال مثل موبايل موني وتطبيق البريد وتطبيقات البنوك الأُخرى بدلًا من الذهاب لأي محل صرافة”.

وبالرغم من ضيق فترة التبرعات المحدّدة للحملة الشعبيّة “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة” وقصور وسائل الإعلام في الترويج لحملة التبرعات يضاف إليها تعذر الآلاف من الراغبين في المشاركة بحملة التبرعات؛ نظرًا لمحدودية الحسابات المحدّدة من قبل القائمين على الحملة وعدم توسعها لتوفر المرونة للراغبين في المشاركة، يبقى البذل والعطاء والكرم والسخاء صفة ملازمة لشعب الحكمة والإيمان المساند لغزة ولبنان بالروح والمال، مؤكّـدًا الثبات على موقفه التاريخي المساند لغزة ولبنان والذي سيتمر حتى وقف العدوان الصهيوني ورفع الحصار، موضحًا استعداده لبذل الغالي والنفيس ومواجهة الصعاب والتحديات في سبيل الانتصار للقضية المركزية للأُمَّـة الإسلامية الأقصى الشريف.
—————————–
المسيرة – محمد حتروش

مقالات مشابهة

  • الحملة الشعبيّة اليمنية لـ “إغاثة النازحين اللبنانيين”.. النموذجُ الأمثل في الإيثار على النفس
  • خسائر مهولة لقطاع السياحة في “كيان الاحتلال”.. الردع يحول مغتصبات العدو إلى بيئة طاردة
  • اليمن يقهر الهيمنة الأمريكية وينتصر لغزة
  • مستشفيات محافظة صنعاء تشهد وقفات منددة باستمرار حرب الإبادة في فلسطين ولبنان
  • الكشف بالاسم عن القيادي الحوثي الذي قام باغتيال شيخ قبلي بارز وسط صنعاء وهذا ما فعله بعد الجريمة
  • الرهوي : الحراك العلمي الذي تشهده جامعة صنعاء ركيزة من ركائز التنمية
  • السفير البغاري في اليمن يحكي عن تعرضه للهجوم في صنعاء ومحاولة اختطافه؟ (ترجمة خاصة)
  • سلوت: نلجأ إلى محمد صلاح عندما تكون الأمور صعبة على ليفربول
  • أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن وغربة إسطنبول
  • سليم أدان العدوان الإسرائيلي المباشر الذي استهدف مركزًا للجيش في العامرية