جزّار سوريا وجنرال يوم القيامة”: سوروفيكين حليف فاغنر وضحيتها
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
"جزّار سوريا" و"جنرال يوم القيامة”.. سوروفيكين حليف فاغنر وضحيتها
في سوريا، طردَ سوروفيكين الضباط من هيئة الأركان العامة، ليذهب هو ويقود الهجمات
كان سوروفيكين من الضباط الروس "الذين يتحملون مسؤولية" الانتهاكات هناك، بما في ذلك الهجمات على المدارس والمستشفيات.
سوروفيكين معروف أيضاً بدوره في الانقلاب الفاشل ضد ميخائيل غورباتشوف، عام 1991، الذي أذِن ببدء سقوط الاتحاد السوفياتي.
تحت إمرة سوروفيكين، انسحبت القوات الروسية من مدينة خيرسون والضفة اليمنى لنهر دنيبرو في جنوب أوكرانيا، في انتكاسة عسكرية ثقيلة لموسكو.
اتكأ القائد المخضرم على تراكم تجاربه الميدانية: الغزو السوفياتي لأفغانستان، حرب الشيشان الثانية، والتدخل في سوريا، ما أكسبه لقب “جزّار سوريا”.
يرجح أن يكون إعفاء سوروفيكين من مهامه تمّ عملياً "مباشرة في أعقاب" تمرّد فاغنر، مشيراً إلى أن ذلك ليس بالضرورة “إدانة” له، بل قد يكون إجراءً مؤقتاً.
* * *
موسكو: عُرف سيرغي سوروفيكين بأساليبه الوحشية وإستراتيجيته العسكرية الصارمة في أوكرانيا، وقبلها في سوريا، لكن علاقته بمجموعة فاغنر المسلحة وزعيمها يفغيني بريغوجين أطاحت الجنرال من قيادة القوات الجوية الروسية في خضم الحرب.
وبعد أسابيع من الغموض والتكهنات بشأن مصيره، أكد الإعلام الرسمي الروسي، الأربعاء، أن سوروفيكين أعفي من منصبه.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن مصدر لم تسمّه قوله: "تم إعفاء القائد السابق للقوات الجوية الروسية سيرغي سوروفيكين من منصبه"، في إطار تغييرات في هيكلية الجيش.
ويعد سوروفيكين (56 عاماً) من القادة المخضرمين، وحضر في الكثير من الحروب التي خاضتها موسكو، بدءاً من الاجتياح السوفياتي لأفغانستان، مروراً بالتدخل العسكري في سوريا، وصولاً إلى العمليات في أوكرانيا، منذ شباط/فبراير 2022.
وفي ليل 23-24 حزيران/يونيو، ظهر سوروفيكين بشكل مثير للريبة، في شريط مصوّر، وحضّ مقاتلي فاغنر على التراجع، بعدما دعاهم بريغوجين إلى التمرد.
ووضع الجنرال، الحليق الرأس، المعروف بتعابير وجهه المتجهمة، بندقية على فخذه، وقال: "أتوجّه إلى مقاتلي مجموعة فاغنر وقائدها (…)، دمنا واحد، نحن مقاتلون. أطلب منكم التوقف"، ووضع حد للتمرد المسلّح "قبل فوات الأوان".
بعد أقل من 24 ساعة، عادت قوات فاغنر، التي كانت بدأت التوجه نحو موسكو، أدراجها، منهيةً التمرّد، بعد اتفاق مع الكرملين من رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو.
منذ ذلك الحين، غاب سوروفيكين عن الحيّز العام، ما أثار تكهّنات بشأن توقيفه أو إقالته.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر في الاستخبارات الأميركية، أن سوروفيكين كان على علم مسبق بمخططات بريغوجين، وأنه قد يكون اعتُقل. لكن الكرملين نفى المعلومات، من دون أن يلغي ذلك الغموض الذي يلفّ مصيره.
وفي تموز/يوليو، قال رئيس لجنة الشؤون الدفاعية في الدوما أندري كارتابولوف إن سوروفيكين "يرتاح الآن، يتعذّر الاتصال به في الوقت الحالي".
في الميدان.. ومن الجو
كان الجنرال، الطويل القامة، وذو البنية الجسدية الضخمة، يعدّ أوثق حلفاء فاغنر في وزارة الدفاع، حتى حين كان بريغوجين يصعّد من انتقاداته العلنية للوزير سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف، ويتّهمهما بعدم الكفاءة في إدارة حرب أوكرانيا.
تمّ تعيينه، في أيار/مايو، وسيطاً رسمياً بين الجيش ومجموعة فاغنر، في أعقاب اتهام بريغوجين للقيادة العسكرية بالإخفاق في تزويد مقاتليه بالذخيرة التي يحتاجونها للقتال في أوكرانيا.
في تشرين الأول/أكتوبر 2022، عيّن سوروفيكين قائداً للقوات الروسية في أوكرانيا، في خطوة لاقت ترحيب بريغوجين. لكن هذه المهمة لم تدم سوى ثلاثة أشهر، قبل أن يُعهد بقيادة هذه القوات إلى رئيس الأركان غيراسيموف.
في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، وتحت إمرة سوروفيكين، انسحبت القوات الروسية من مدينة خيرسون والضفة اليمنى لنهر دنيبرو في جنوب أوكرانيا، في انتكاسة عسكرية ثقيلة لموسكو.
اختار سوروفيكين الجو مجالاً للرد على خسارة الميدان، فكان مهندس حملة من القصف الجوي والصاروخي خلال الخريف والشتاء طالت بنى تحتية أوكرانية.
بقي الضابط، الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام الغربية لقب "جنرال يوم القيامة"، حاضراً في رأس الهرم، حتى بعد إبعاده من منصبه رسمياً.
"مجنون"
صرّح خبير عسكري روسي لوكالة فرانس برس إن سوروفيكين "معروف جداً. الجيش يتحدث عنه كثيراً. وله سمعة بأنه قائد مجنون ومصاب بصدمات الحرب وقاس".
وأضاف الخبير، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الرئيس فلاديمير “بوتين يوقره. وفي سوريا طردَ الضباط من هيئة الأركان العامة، ليذهب هو ويقود الهجمات”.
وأشار محللون إلى أن سوروفيكين قاد، حتى الخريف الماضي، القوات الروسية في جنوب أوكرانيا، والتي حققت النجاحات الأبرز في الميدان منذ بدء الغزو.
ورجّح المدوّن العسكري ريبار، الذي يتابعه أكثر من 1,2 مليون مشترك، أن يكون إعفاء سوروفيكين من مهامه تمّ عملياً "مباشرة في أعقاب" تمرّد فاغنر، مشيراً إلى أن ذلك ليس بالضرورة “إدانة” له، بل قد يكون إجراءً مؤقتاً.
اتكأ القائد المخضرم، الذي بات من رموز الشراسة العسكرية الروسية، إلى تراكم تجاربه الميدانية: الغزو السوفياتي لأفغانستان، حرب الشيشان الثانية مطلع القرن الحادي والعشرين، والتدخل في سوريا اعتباراً من العام 2015 إلى جانب قوات نظام بشار الأسد، ما أكسبه لقب "جزّار سوريا".
قبل تعيينه قائداً لمنطقة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، كان سوروفيكين، المولود في سيبيريا، أحد قادة القوات الروسية في سوريا.
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في 2020، إنه كان من بين الضباط الروس "الذين قد يتحملون مسؤولية" الانتهاكات هناك، بما في ذلك الهجمات على المدارس والمستشفيات.
وهو معروف أيضاً لدوره في الانقلاب الفاشل ضد ميخائيل غورباتشوف، عام 1991، الذي أذِن ببدء سقوط الاتحاد السوفياتي.
وسُجن سوروفيكين، بعدما قتلت مجموعة تأتمر به ثلاثة متظاهرين مؤيدين للديمقراطية، لكن أطلق سراحه بعد بضعة أشهر.
المصدر | (أ ف ب)المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: روسيا فاغنر بريغوجين سيرغي سوروفيكين القوات الروسیة سوروفیکین من ن سوروفیکین فی أوکرانیا الروسیة فی فی سوریا
إقرأ أيضاً:
مسؤول أممي: الوضع في غزة يشبه أهوال يوم القيامة
#سواليف
حذر مسؤول أممي من فظاعة الوضع في قطاع غزة، إذ عاد شبح المجاعة ليخيم على الفلسطينيين في ظل أزمة إنسانية دخلت أخطر مراحلها جراء حرب الإبادة التي تواصل إسرائيل ارتكابها وإغلاقها المعابر.
وأشار مدير الاتصال لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” جوناثان فاولر، في تصريح صحفي متداول، اليوم الأربعاء، إلى حقيقة نفاد المواد الغذائية بقطاع غزة على خلفية غلق إسرائيل كافة المعابر، مستخدمة الغذاء سلاحا في حرب الإبادة منذ 19 شهرا.
وقال فاولر: “من الصعب إيجاد كلمات لوصف الوضع الراهن بغزة، إنه أشبه بأهوال يوم القيامة، ويفتقر إلى أدنى درجات الإنسانية”.
واعتبر أن القطاع الفلسطيني “يمر بأسوأ مرحلة للأزمة الإنسانية التي يشهدها منذ بدء حرب” الإبادة الإسرائيلية، مبينا أن الوضع في غزة “ليس معقدا، بل هو واضح للغاية”.
مقالات ذات صلة الصين تنشر فيديو عن الحرب التجارية وتصف الولايات المتحدة بـ”نمر من ورق” 2025/04/30وأشار إلى أنه من الطبيعي ألا يجد الفلسطينيون في القطاع أي شيء ليأكلوه نتيجة منع إسرائيل وصول المساعدات الغذائية والإمدادات لأكثر من 50 يوما.
وشدد المسؤول الأممي على أن المجاعة في غزة “قرار سياسي إسرائيلي بالكامل”.
وأردف: “إذا فُتح المجال لإدخال المساعدات فستصل، لكن إسرائيل تفرض حصارا خانقا لا يسمح بمرور أي شيء”، لافتا إلى أن جميع الدعوات الدولية لفك الحصار لم تلق أي صدى.
ووصف المسؤول الأممي هذا الحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع وفشل المجتمع الدولي في التصدي له بأنه “فضيحة حقيقية”.
وكان الاحتلال الإسرائيلي استأنف فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.
وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن نحو 170 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.