بعد سنوات من الغياب، افتُتح مساء الأربعاء في بيت الزبير معرض "ذهاب وعودة" للفنان التشكيلي العُماني أحمد المعمري، وذلك تحت رعاية السيدة بسمة بنت فخري آل سعيد، ضامّا أكثر من 40 عملاً فنياً يعكس فيها تجربته الشخصية وتنوع رؤاه وتقنياته، والتي جاءت بأساليب فنية متنوعة ومدارس فنية مختلفة.

يقول المعمري عن المعرض: "حين قررت ذات يوم أن أترك الفن بلا رجعة، بعد أن فقدت جميع أعمالي الفنية التي كانت ثمرة سنوات من الرسم، أصابتني صدمة عميقة، وظننت أنني لن أتعافى منها.

لكن الفن، كالحب الأول، لا يمكننا الشفاء منه. هو كالهواء الذي نحيا به، وربما هو الروح التي تسكننا. وبدونه، نشعر أننا مجرد أجساد بلا حياة." تقف اللوحات "ذهاب وعودة" في نقطة الصراع النفسي العميق، بيت الذهاب والعودة في تجسيد بصري لهذه الحالة. وتدور فكرة المعرض حول الارتباط العاطفي بالوطن والهوية، والفن كجزء لا يتجزأ من الكيان الإنساني، بحيث يصبح التخلي عنه كالتخلي عن الذات. ويضيف المعمري: "خلال فترة ابتعادي عن الفن، شعرت كمن نُفي عن وطنه، يقف على الشاطئ يستنشق الهواء بحثاً عن رائحة بلاده. كانت سنوات مريرة، لكن العودة كانت كعودة الروح." وكان جائحة كوفيد-19 يد في إحياء شغف الفنان من جديد، حين صادف مقطع فيديو على الإنترنت ذكّره بحلمه الأول، وأعاد إليه الإدراك بأن كل تجربة – مهما كانت مؤلمة – يمكن أن تكون دافعاً نحو الاستمرار والتغيير.

وتحمل اللوحة المركزية في المعرض اسم "ذهاب وعودة"، وهي تمثل اختصاراً بصرياً لتجربة المعمري مع الفن والخذلان والعودة موجها عبرها رسالة إلى كل فنان يمر بفترات انكسار: لا تتخلّ عن حلمك، فحتى في قمة الظلمة قد يولد النور من جديد.

ويلمس المتلقي من الأعمال في المعرض تطوّر المعمري الفني على مر العقود، فقد أعاد إنتاج بعض أعماله القديمة التي فُقدت، وأضاف إليها لمسات من النضج والوعي البصري، كما استثمر تجاربه السابقة في تقديم أعمال تجريدية غنية بالرموز والمشاعر التي تعكس الحزن، الألم، الخوف، وحتى الأقنعة الزائفة التي نرتديها في مواجهة الحياة. ويستخدم الفنان تقنيات متعددة مثل الميكس ميديا والحبر الصيني ليمنح أعماله عمقا بصريا ودلاليا، كما يتيح للمشاهد الغوص في تأمل الذات والواقع الإنساني.

وأحمد بن علي بن سعيد المعمري، من مواليد 7 أكتوبر 1976 في ولاية لوى، عشق الرسم منذ طفولته، وكان يتابع بشغف رسومات مجلة "ماجد" التي تأثر فيها بأساتذة كبار مثل جورج بهجوري وأحمد حجازي، والذين شكلوا مصدر إلهام له في بداياته.

بدأ الرسم باستخدام الألوان الزيتية منذ المرحلة الابتدائية، وتدرّج في مشاركاته الفنية من خلال الأنشطة المدرسية، ثم مع الأندية الثقافية، حيث تولى مهام إشرافية في المجال الفني، الأمر الذي ساهم في صقل موهبته وتوسيع أفقه.

وقد شارك المعمري في معارض داخل السلطنة وخارجها، أبرزها معرض "فرشاة عربية" في روسيا، و"أكادير آرت فير" في المغرب. وله معرض دائم في ولاية صحار يضم أكثر من 240 عملاً فنياً من مختلف مراحله.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ذهاب وعودة

إقرأ أيضاً:

معـــرض واجهــة التعليـــم ينطـــلق 17 الجاري

أبوظبي: شيخة النقبي
تحت رعاية الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تقام الدورة الحادية عشرة من معرض «واجهة التعليم» ومؤتمر «شباب الشرق الأوسط» يومي 17 و18 أبريل، في قاعة «المارينا» بمركز «أدنيك» أبوظبي تحت شعار «التعليم والمجتمع» انسجاماً مع توجيهات القيادة الرشيدة في أن يكون 2025 عام المجتمع.


جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس الأربعاء، في أبوظبي لإعلان تفاصيل الدورة الجديدة للمعرض وبحضور الدكتورة موزة البادي، رئيسة مجلس إدارة المعرض والعقيد الدكتور خلفان النقبي، مدير مركز المؤهلات الأمنية بوزارة الداخلية ومبارك الحمادي، من إدارة جودة الحياة، قطاع العمليات المدرسية وأحمد غانم الظاهري، عضو مجلس إدارة مجموعة «بن حمودة» ومريم أهلي، عضو مجلس إدارة واجهة التعليم، ونورة الرياسي، رئيسة الموارد البشرية في مجموعة بنك أبوظبي الأول والدكتور ياسر الواحدي، رئيس أكاديمية أبوظبي البحرية وتحدث عن مجموعة موانئ أبوظبي.
وأكدت الدكتورة موزة البادي، أن هذه الدورة حملت شعار «التعليم والمجتمع» انسجاماً مع عام المجتمع»، حيث تركز المواضيع المختارة في المؤتمر والجلسات المصاحبة للمعرض، على محاور تتعلق بتعزيز جهود العمل المجتمعي وثقافة المسؤولية المجتمعية وتعزيز الروابط الأسرية ومفهوم التطوع.
وقالت: إن مسيرة المعرض مستمرة في تقديم رسالته لتحقيق أثر إيجابي للطلبة والناشئة وتحديد مسارات التعليم المتطور والتقني المبني على استشراف المستقبل وعلى متطلبات الثورة الصناعية والعلوم المتقدمة، معربة عن شكرها باسم الإدارة للشركاء الاستراتيجيين والمؤسسات الوطنية والأفراد والمتطوعين الذين يسهمون على الدوام في إنجاح مسيرة التميز والريادة لهذا المعرض العالمي واستدامتها.
وقال العقيد الدكتور خلفان النقبي: إننا نحرص في وزارة الداخلية على المشاركة الفاعلة في هذا المؤتمر عبر إدارات متخصصة في التعليم الشرطي وتنمية وتطوير الكفاءات واستقطاب الكوادر المؤهلة وتمكين الشباب، لذا فإننا متواصلون بدعمنا ومشاركتنا الفاعلة في هذا الحدث في إطار توجيهات الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
وأشار إلى أن الوزارة تشارك بجناح يعرض فرصاً وأساليب للتطوير المهني ومنصة لاستقطاب الكوادر الوطنية الطامحة في تعزيز وإثراء مسيرة الأمن. والوزارة تشارك في الجلسات الحوارية التي تبحث وظائف المستقبل وتمكين الشباب، خدمة للمجتمع الإماراتي.
وأكد مبارك علي الحمادي أهمية هذا الحدث في سبيل تعزيز الجهود المبذولة لتمكين المجتمع خاصة الشباب وبناء أجيال الغد.
وقال أحمد سعيد الظاهري: إننا مستمرون بشراكتنا مع هذا الحدث العالمي ورعايته لأهمية المعرض في تعزيز مهارات وقدرات وتوجهات الشباب وتمكينهم والمعرض منصة عالمية لبحث توجهات سوق العمل المستقبلية ويسهم في تحديد المهارات اللازمة لأجيالنا.
وأكدت نورة الرياسي، أن دعم المعرض والمؤتمر ورعايتهما، يأتيان في إطار المسؤولية المجتمعية للبنك ودروه في تمكين الشباب الإماراتي وتطوير قدراتهم ومهاراته بتوفير برامج خاصة مثل إثراء وبداية وإعداده للمساهمة في تعزيز المشاريع التنموية في دولة الإمارات.
وأضافت: إنه منذ عام 2019 وحتى اليوم تم تدريب وتوظيف أكثر من 400 شاب وشابة ولدينا حالياً عدد كبير من الخريجين الذي يتابعون برامجنا استعداداً للتخرّج في النصف الثاني من العام الجاري.
وأشار الدكتور ياسر الواحدي، إلى أهمية العمل التكاملي ودعم ورعاية الأحداث والفعاليات التي تتعلق بتعزيز رؤية وتوجهات الشباب وتمكينهم وبناء فرص للتطور والتعلم بأحدث المناهج ووسائل التدريب والتمكين.
وقالت مريم أهلي: إن المعرض والمؤتمر، يشهدان مشاركة واسعة من المؤسسات التعليمية المحلية وكبريات الجامعات العالمية. مؤكدة أهمية الاستمرار في بناء شراكات استراتيجية مستدامة بين منظومة التعليم والمجتمع، عبر تعزيز الابتكار.

مذكرات تفاهم

تم على هامش المؤتمر الصحفي توقيع مذكرتي تفاهم بين مؤسسة واجهة التعليم وكلٍ من مجموعة بن حمودة وبنك أبوظبي الأول يتم بموجبهما رعاية ودعم هذا الحدث الدولي العام من قبل المؤسستين الوطنيتين في استمرار لجهود العمل التكاملي بين المؤسسات الوطنية لتعزيز جودة الحياة للمجتمع الإماراتي.

مقالات مشابهة

  • معرض “عندما تتكلم الألوان” لجيراير باروساليان… لوحات تجريدية تروي حكاية أمل سوري
  • بعد التأجيل الأخير.. موعد انطلاق معرض الزهور 2025
  • الزراعة تتابع الاستعدادات النهائية لانطلاق معرض زهور الربيع
  • الزراعة تتابع أخر الاستعدادات لانطلاق معرض زهور الربيع| صور
  • نشرة الفن| السعدي يتحدث عن خلاف رمضان وياسمين صبري وخطبة حسام حبيب
  • جامعة نجران تشارك في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2025
  • وزير الدفاع الأمريكي: إيران هي التي تقرر إن كانت القاذفات B-2 رسالة موجهة لها
  • معـــرض واجهــة التعليـــم ينطـــلق 17 الجاري
  • خولة السويدي: المعرض الفني الإماراتي والعربي يضيء على الإبداع المحلي والإقليمي