“فلكية جدة”: كسوف القرن بسماء المملكة عام 2027
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
كشفت الجمعية الفلكية بجدة، أن سماء المملكة ستشهد في الثاني من أغسطس عام 2027م، كسوفًا كليًا للشمس، ويُعدّ أحد أبرز الأحداث الفلكية في القرن الحادي والعشرين، ولأول مرة منذ أكثر من قرن سيكون هذا الحدث النادر مرئيًا بوضوح عبر مناطق الغرب والجنوب الغربي من المملكة؛ ما يوفر فرصة استثنائية للعلماء والمعلمين والجمهور لتجربة عظمة الكون عن قرب.
وقال رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة: “إن من بين أفضل المدن لمشاهدة الحدث تأتي مدينة جدة، حيث يستمر الكسوف الكلي فيها ما يقارب 6 دقائق، وهي مدة نادرة للغاية، كما تشمل قائمة المواقع المتميزة كلًا من الليث، وأبها، وبيشة، والباحة، وجازان، حيث يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بمشهد كونيٍّ أخّاذ في وضح النهار، وهذا يجعل الحدث فرصة ذهبية لدراسة هالة الشمس والانفجارات الشمسية، وكذلك إجراء تجارب علمية تتعلق بالنسبية والجاذبية، وهي تجارب لا يمكن إجراؤها إلا خلال هذا النوع من الظواهر”.
وبيّن أبو زاهرة أن الكسوف الكلي يحدث عندما يمر القمر مباشرة بين الأرض والشمس، فيحجب قرص الشمس بالكامل لفترة وجيزة، مفيدًا أنه خلال هذا الحدث يتحول ضوء النهار إلى ظلام، وتظهر هالة الشمس الخارجية المعروفة بالكورونا بشكل مدهش للعين المجردة.
وأوضح، أن الكسوف يمر بثلاث مراحل رئيسة: بداية الكسوف الجزئي، وهو عندما يبدأ القمر في تغطية جزء من الشمس، ثم مرحلة الكسوف الكلي، عندما يُحجب قرص الشمس بالكامل، وأخيرًا نهاية الكسوف الجزئي، عندما يبتعد القمر وتعود أشعة الشمس إلى الظهور تدريجيًا، ويعد هذا الكسوف الأطول زمنًا في المنطقة منذ أكثر من 100 عام، حيث ستكون مدة الكسوف الكلي حوالي 6 دقائق في بعض المناطق، وهي من أطول الفترات الممكنة فلكيًا.
اقرأ أيضاًالمملكةسمو وزير الخارجية يلتقي مستشار الأمن القومي الأمريكي
وأفاد، أن السماء في صيف السعودية غالبًا ما تكون صافية؛ ما يعزز من فرص الرؤية الممتازة، خصوصًا في المناطق المرتفعة والجافة نسبيًا مثل: مرتفعات عسير، ويتوافد آلاف الزوار من داخل المملكة وخارجها إلى هذه المناطق ما يجعل الحدث فرصة مثالية لتعزيز السياحة الفلكية، وتنشيط الاقتصاد المحلي في المدن الواقعة ضمن مسار الكسوف الكلي.
وقال: “إن كسوف الشمس في أغسطس 2027، ليس مجرد ظاهرة فلكية عابرة، بل لحظة نادرة تلتقي فيها العلوم، والثقافة والطبيعة، في مشهد كوني مهيب يُعدُّ تذكيرًا رمزيًا بقوة العلم وقدرته على التنبؤ بهذه الظواهر بدقة مذهلة، كما يعكس الطموح السعودي في مواكبة العالم علميًا وفلكيًا في ظل رؤية المملكة 2030، ويُمكن لهذا الحدث أن يكون بداية لمرحلة جديدة من الاهتمام المجتمعي بالفلك، وربما بوابة نحو إنشاء مرصد وطني دائم يعزز من حضور المملكة في الساحة العلمية الدولية”.
يُذكر أن آخر كسوف مشابه بهذا الحجم كان مرئيًا في شبة الجزيرة العربية عام 1905م, ما يضفي على حدث 2027 بُعدًا تاريخيًا عميقًا.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الکسوف الکلی کسوف ا
إقرأ أيضاً:
معرض “عندما تتكلم الألوان” لجيراير باروساليان… لوحات تجريدية تروي حكاية أمل سوري
دمشق-سانا
استضاف مقر الجمعية العمومية الأرمنية في دمشق معرضاً بعنوان “عندما تتكلم الألوان”، للفنان الهاوي جيراير باروساليان، الذي حوّل رحلةً من المعاناة إلى لوحات تجريدية تتنفس تفاؤلاً.
نظمت المعرض الأول للفنان لجنة السيدات في الجمعية على مدى ثلاثة أيام، وجسد من خلاله رسالةً صامتةً عن صمود الشعب السوري أثناء وبعد سنوات الحرب التي فرضها النظام البائد على سوريا وشعبها، والذي أثبت قدرته على تجاوز الصعاب.
الفنان باروساليان: من ورشة الأحذية إلى قاعات الفنلم يكن الرسم مجرد هواية عند الفنان باروساليان، بل لغة للتعبير عن رحلةٍ طويلة بدأها منذ سنوات، لكن الدعم الأكاديمي من أخته وابنته، اللتين تنتميان إلى عالم الفن الأكاديمي، شكّل نقطة تحول في بدء مسيرته الفنية، ما دفعه لأخذ زمام المبادرة وإقامة هذا المعرض.
وقال باروساليان في تصريح لـ سانا: “الرسم كان هروباً من ضجيج الحياة اليومية في ورشة الأحذية التي أعمل بها، والتي كنت أستخدم فيها المهارات ذاتها في تصميماتي”.
المعرض الأول لباروساليان: 40 لوحة تجريدية تحمل رسالة الحياةيضم هذا المعرض الأول لباروساليان 40 لوحةً أنجزها خلال عامين، مستخدماً تقنية ألوان الأكريليك التي تمنح أعماله كثافةً لونيةً وحيوية، حيث تتداخل الألوان لتُشكل حواراً بصرياً مع المشاهد.
وتوزعت أعمال المعرض بين عدة محاور: منها الدمار الذي يولد منه التفاؤل، فإحدى اللوحات جسدت النار والرماد كرمز لنهاية مرحلة وبداية جديدة، وأخرى عكست التصحر الذي اجتاح سوريا، لكنها تحوي في تفاصيلها إشارات خفية إلى اخضرارٍ قادم.
وقدم الفنان فكرة استمرارية الحياة من خلال لوحات تُظهر حركة السير اليومية، أو تحمل ألواناً متدفقةً كأنها نبضٌ لا يتوقف، إلى جانب رسائل ملوَّنة للمشاهدين قدمها الفنان، فترك لهم حرية تأويل كل لوحة، وعن ذلك قال باروساليان: “أترك للون أن يلامس روح المشاهد ويُحرّك ذاكرته”.
سنوات الحرب: من البصيرة إلى اللوحةلم تكن سنوات الحرب في سوريا مجرد خلفيةٍ للمعرض، بل وقود إبداعي، و عن ذلك قال الفنان باروساليان: “المخزون البصري من الدمار والوجوه التي رأيتها تحوّل إلى ألوان… أردت أن أُظهر أن الجمال يولد من رحم المعاناة”، ورغم ذلك، تحمل أغلب اللوحات نظرةً تفاؤلية، كأنها إصرارٌ على أن “الفن والثقافة لن يتوقفا ودورهما مهم جدا في تنمية الوعي” على حد تعبيره.
ونصح باروساليان الجيل الجديد بضرورة “تذوق الفن ليكون لسان حال سوريا المثقفة بعد انتصار الثورة”.
ورأى عدد من زوار المعرض في الأعمال سرداً بصرياً لتاريخ سوريا الحديث؛ وعبرت إحدى الزائرات عن انطباعها بالقول: “الألوان هنا تُذكرنا بأن الحرب لم تستطع قتل الإبداع”.