تباينت مواقف الدول من قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية، آخرها زيادة الرسوم على الواردات الصينية إلى 125%، مقابل تعليق الرسوم المفروضة على بعض الدول الأخرى لمدة 90 يوما.

ففي حين رفضت أستراليا عرضا صينيا بالتعاون لمواجهة رسوم ترامب، تعهدت بكين باتخاذ تدابير مضادة على الرسوم الأميركية الجديدة والقتال حتى النهاية، في وقت دعت دول أميركا اللاتينية إلى تشكيل جبهة موحدة، أما المفوضية الأوروبية ودول آسيان فاختارتا التريث والتشاور.

أستراليا ترفض عرضا صينيا للتعاون

رفضت أستراليا، اليوم الخميس، اقتراحا من الصين بالعمل معا لمواجهة الرسوم الجمركية الأميركية، وقالت إنها ستواصل بدلا من ذلك تنويع تجارتها وتقليل اعتمادها على الصين وهي أكبر شريك تجاري لها.

وقال ريتشارد مارلز، نائب رئيس الوزراء لشبكة سكاي نيوز "لن نتعاون مع الصين في أي منافسة تجري في العالم"، في إشارة إلى اقتراح السفير الصيني للدول للعمل معا تجاريا.

وأضاف "لن نفعل ذلك. ما نفعله هو السعي إلى مصالح أستراليا الوطنية وتنويع تجارتنا عالميا".

وتابع، إن أستراليا ستعمل على تعزيز متانة اقتصادها بتعزيز العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي وإندونيسيا والهند وبريطانيا والشرق الأوسط.

وحث السفير الصيني لدى أستراليا في مقال رأي بإحدى الصحف كانبيرا على التعاون مع بكين للدفاع عن نظام التجارة العالمي متعدد الأطراف.

وقال "في ظل المستجدات، تقف الصين على أهبة الاستعداد للتعاون مع أستراليا والمجتمع الدولي في استجابة مشتركة للتغيرات في العالم".

إعلان الصين: سنقاتل حتى النهاية

وتعهدت الصين باتخاذ تدابير مضادة، عقب زيادة الولايات المتحدة رسومها الجمركية على السلع الصينية إلى 125%، ولكنها حثت على الحوار لتسوية الملفات المتبادلة واستقرار العلاقات بين البلدين.

وكشف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس الأربعاء، خطة جديدة لزيادة الرسوم على الواردات الصينية لتصل إلى 125%، في حين عُلقت الرسوم المفروضة على بعض الدول الأخرى 90 يوما .

ودخلت الرسوم الجمركية الصينية البالغة نسبتها 84% على المنتجات الأميركية حيز التنفيذ اليوم الخميس، وهو ما يمثل مرحلة جديدة في الحرب التجارية التي تشنها واشنطن ويزيد المخاوف من حدوث ركود عالمي.

وقال وزير التجارة الصيني، إن ما تسمى الرسوم الأميركية المضادة، تعد انتهاكا خطِرا للمصالح المشروعة لكل الدول، وأضاف أن بلاده ترغب في حل الخلافات تشاوريا وتفاوضيا، ولكن إذا مضى الجانب الأميركي في طريقه، فإن الصين ستقاتل إلى النهاية.

من جهته قال مسؤول بوزارة التجارة الصينية في بيان أمس، "أريد أن أؤكد أنه لا يوجد فائز في حرب تجارية، ولا تريدها الصين. ولكن الحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي بأي حال من الأحوال عندما تتضرر وتنتهك الحقوق والمصالح المشروعة لشعبها".

وأضاف المسؤول الصيني، أن استخدام الولايات المتحدة للتعريفات الجمركية سلاحا لممارسة أقصى قدر من الضغط والسعي لتحقيق مصالحها الذاتية عمل نموذجي للأحادية والحمائية والتنمر الاقتصادي، بحسب ما نقلت وكالة شينخوا الرسمية.

وأشار إلى أن بلاده على استعداد للتواصل مع الجانب الأميركي بشأن القضايا الاقتصادية والتجارية الثنائية الرئيسية، ومعالجة اهتمامات كل منهما من بالحوار والمشاورات على قدم المساواة.

ومن جانبه قال لين جيان، المتحدث باسم الخارجية الصينية، في مؤتمر صحفي أمس "إذا كانت الولايات المتحدة عازمة على شن حرب تعريفات جمركية أو حرب تجارية، فإن الصين مستعدة للقتال حتى النهاية" مؤكدا، أن "بلاده تمتلك القدرة والثقة للتعامل مع مختلف المخاطر والتحديات".

إعلان دول أميركا اللاتينية تتوحد

وفي أميركا اللاتينية، انتقد الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، أمس الأربعاء، الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية، في قمة لقادة دول أميركا اللاتينية دعت إلى تشكيل جبهة موحدة ضد الإجراءات الاقتصادية التي اتخذها دونالد ترامب.

ولولا واحد، من 11 رئيس دولة، حضروا إلى هندوراس للمشاركة في اجتماع مجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي التي تضم 33 عضوا.

وقال لولا، رئيس أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية، إن "الرسوم التعسفية تزعزع الاقتصاد العالمي وترفع الأسعار"، وأضاف "التاريخ يعلمنا أن لا فائز في الحروب التجارية".

وفي 5 أبريل/نيسان، فرضت الولايات المتحدة على شركائها التجاريين "حدا أدنى" من الرسوم بنسبة 10% لا تزال مطبقة رغم تراجعها الأربعاء عن رسوم أخرى أشد صرامة أعلنتها الأسبوع الماضي.

وأكد قادة المجموعة المجتمعون في تيغوسيغالبا عاصمة هندوراس أهمية وحدة الهدف في هذه الأوقات الاقتصادية غير المستقرة.

وقالت رئيسة الدولة المضيفة شيومارا كاسترو "لا يمكننا المضي منفردين، بينما العالم يعيد تنظيم نفسه"، وأضافت أن "الولايات المتحدة تعيد رسم خريطتها الاقتصادية بدون أن تسأل عن الشعوب التي ستتخلف عن الركب".

من جهتها قالت رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، إن هذه "أوقات تشهد تغيرات عميقة في التجارة الدولية".

وأضافت "اليوم أكثر من أي وقت مضى، هو الوقت المناسب للاعتراف بأن أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بحاجة إلى التكاتف والتضامن بين حكوماتها وشعوبها".

من جانبه قال الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، إن على أعضاء المجموعة "مساعدة الواحد الآخر… دعونا لا نقع في فخ حل المشكلات منفردين".

رابطة "آسيان".. لا إجراءات انتقامية

من جهتهم تعهد وزراء اقتصاد رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) الخميس بـ"عدم فرض تدابير انتقامية" ضد الولايات المتحدة بسبب الرسوم الجمركية الأميركية، مؤكدين استعدادهم الانخراط في محادثات.

إعلان

وقال الوزراء، إن الرد الانتقامي لن يكون مفيدا لأن الولايات المتحدة هي أكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية المباشرة لآسيان وثاني أكبر شريك تجاري في عام 2024.

وقال وزراء آسيان في بيان صدر بعد اجتماع عبر الفيديو، إن رابطة "آسيان باعتبارها خامس أكبر اقتصاد في العالم، تشعر بقلق عميق إزاء الرسوم الجمركية الأحادية التي فرضتها الولايات المتحدة أخيرا، بما فيها التي أُعلنت في الثاني من أبريل/نيسان 2025، ثم علّقت في 9 أبريل/نيسان 2025".

ورغم قلقهم، أكد الوزراء استعدادهم "للدخول في حوار صريح وبناء مع الولايات المتحدة لمعالجة المخاوف المتعلقة بالتجارة".

وكانت دول الرابطة التي تعتمد الولاياتِ المتحدة سوقَ تصدير رئيسية لها، من الدول التي تأثرت بشدة من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

المفوضية الأوروبية تتشاور

 من جهتها أعلنت المفوضية الأوروبية، اليوم الخميس، أنها ستأخذ الوقت اللازم لتقييم إعلان ترامب، أمس الأربعاء، تعليق رسوم جمركية.

وذكرت المفوضية في بيان، اليوم الخميس، "ستأخذ المفوضية الأوروبية الوقت اللازم لتقييم هذا التطور الأحدث، بالتشاور الوثيق مع الدول الأعضاء وقطاع الصناعة، قبل اتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دول أمیرکا اللاتینیة المفوضیة الأوروبیة الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة الیوم الخمیس دونالد ترامب

إقرأ أيضاً:

الصين تحذر مواطنيها من السفر إلى الولايات المتحدة

حذّرت الحكومة الصينية مواطنيها من "المخاطر الأمنية" للسفر إلى الولايات المتحدة، وسط تصاعد التوتر بين البلدين بسبب الرسوم الجمركية.

وجاء في بيان وزارة الثقافة والسياحة الصينية اليوم الخميس "يجب على السائحين الصينيين تقييم مخاطر السفر إلى الولايات المتحدة وتوخي الحذر عند السفر، بسبب تدهور العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة والوضع الأمني في الولايات المتحدة".

من جانبها، أشارت وزارة التعليم الصينية إلى "الأحكام السلبية" التي تستهدف الطلاب الصينيين في مشروع القانون الذي قبله مجلس النواب في ولاية أوهايو الأميركية.

وذكرت الوزارة في بيان "نذكّر الطلاب في الخارج بضرورة تقييم المخاطر الأمنية عند اختيارهم الدراسة في الولاية (أوهايو) في الولايات المتحدة".

الحد من النفوذ الأجنبي

وينص مشروع القانون الذي أقره مجلس النواب في ولاية أوهايو على أن الجامعات التي تتلقى تمويلا حكوميا يجب أن تتخذ "تدابير للحد من النفوذ الأجنبي"، مشيرا إلى أنشطة الصين.

وفي الثاني من أبريل/نيسان الجاري فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوما جمركية على الواردات الصينية بنسبة 34%، إضافة إلى 20%ٌ سابقة فرضها في الشهرين السابقين، مما دفع بكين للرد بالمثل وفرض النسبة نفسها (34%) على الصادرات الأميركية.

إعلان

وردت واشنطن بفرض 50% أخرى لترتفع النسبة إلى 104%، الثلاثاء، لتقابلها بكين برفع نسبة الرسوم على البضائع الأميركية من 34% إلى 84%، وعاود ترامب مساء الأربعاء، رفع الرسوم على الصين إلى 125%.

ومطلع أبريل/نيسان، أعلن ترامب فرض رسوم جمركية قال إنها "متبادلة" على جميع دول العالم بحد أدنى يبلغ 10%.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تستثني الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وإلكترونيات من قائمة الرسوم الجمركية
  • محادثات بين تايوان وأميركا حول الرسوم الجمركية
  • أميركا تعلن قرارا جديدا بشأن الرسوم الجمركية
  • الصين ترد على رسوم ترامب الجمركية.. وأميركا تتمسك بموقفها
  • واشنطن: قرار الصين رفع الرسوم الجمركية إلى 84 بالمئة خسارة لبكين
  • الصين ترفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية بنسبة 125%
  • البيت الأبيض: ارتفاع معدل رسوم ترامب الجمركية على الصين إلى 145%
  • البيت الأبيض: الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين تبلغ 145%
  • الصين تحذر مواطنيها من السفر إلى الولايات المتحدة