من غزّة إلى عمّان.. الطفل مصعب يخوض رحلة علاج من جراح حرب نفسية وجسدية
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
عمّان، الأردن (CNN)-- يواظب الطفل الفلسطيني، مصعب فتحي عوض 15 عاما، على الالتزام بتعليمات علاجه الوظيفي والطبيعي الذي يخضع له منذ وصوله إلى الأردن قادما من غزة في الرابع من شهر مارس/ آذار الماضي، حيث كان من بين مجموعة من الأطفال التقتهم CNN بالعربية ساعة وصولهم مع مرافقيهم، إلى معبر جسر الملك حسين الحدودي، لتلقي العلاج في مستشفيات المملكة بقرار من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
خلال رحلة قرابة شهر من العلاج وإعادة التأهيل في مستشفى الإسراء الذي استقبل عددا من هؤلاء الأطفال في العاصمة عمّان، بدأ الأمل يتسلل تدريجيا لروح مصعب، التي أنهكتها الحرب وسرقت من جسده جزءا من ساقه اليسرى جراء القصف الإسرائيلي للمبنى السكني الذي قطنه مع عائلته في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، دون أن تتوفر له فرصة علاج أو تركيب طرف صناعي هناك منذ ذلك الوقت.
رافقت CNN بالعربية مصعب لساعات من أحد أيامه، بصحبة زوجة عمه، سحر عوض، التي سمحت لها سلطات المعابر بمرافقته بعد تعذر خروج أحد والديه معه، مجددة القول بأملها أن يعود لأسرته في القطاع بعد استكمال رحلة العلاج "مجبور الخاطر"، إذ كتبت له الحياة مجددا بعد مقتل قرابة 80 فردا من سكان موقع القصف، بحسبها.
ويقول مصعب والابتسامة تعلو شفتيه، إنه شعر بالخوف مع بداية رحلة إعادة التأهيل، وهي المرة الأولى التي يخرج فيها من القطاع، وأوضح بأن ساقه المبتورة كانت مصابة بالتهابات عدة وأنه لم يتوقع أن تركيب الطرف الصناعي سيحفزه للحياة من جديد.
وأضاف" كنت خائفا كثيرا.. ولكن كان الشعور بجنن عدنا جربت الطرف للمرة الأولى"، وعما يحلم به مع رحلة العلاج، أكد رغبته بممارسة رياضته المفضلة وهي "لعب الكرة".
ويشارك مصعب في نشاطات اجتماعية يوميا، ويخضع لإعادة تأهيل نفسي بالتوازي مع العلاج الوظيفي، كما أن مشاركته لحصة رسم مخصصة له ولأطفال غزة، دفعته لرسم شكل "نصف قلب والنصف الآخر كتب فيه كلمة ماما".
وتقول مسؤولة ملف مصابي غزة في مستشفى الإسراء، الدكتورة أمينة المصالحة، إن المستشفى أعد برنامج علاج وإعادة تأهيل شامل، بما في ذلك التأهيل النفسي للأطفال ومرافقيهم.
وتقول المصالحة: "استقبلنا 6 حالات من الأطفال بتاريخ 4 آذار، جميعها حالات بتر في الأطراف العلوية وبعضها في السفلية، وأجرينا تقييما كاملا لهم وأخذنا بعين الاعتبار العامل النفسي مع الطبي والجسدي".
وبينت المصالحة في حديثها، أن عددا من الأطفال ومرافقيهم، يعانون من أرق مزمن أو اكتئاب وقلق مزمن، وبالنسبة للأوضاع النفسية للأطفال تحديدا، مضيفة: "رغم أن الأطفال لا يعبّرون لكن ذلك كان واضحا".
وأشارت المصالحة في حديثها إلى أن حالات البتر للأطراف العلوية لاتزال في بداية إعادة التأهيل، إذ يلزم طلب أطراف خاصة من الخارج لتناسب هذه الحالات، كما في حالة الطفلة "جوري" 6 سنوات، التي التقتها شبكتنا أيضا عند جسر الملك حسين مع والدتها وشقيقها الأصغر.
كما أكدت المصالحة، بأن رحلة متابعة العلاج للأطفال لابد أن تستمر حتى بعد الانتهاء من تركيب الأطراف وإعادة التأهيل في فترات لاحقة من أعمارهم، مبينة أن هناك متابعة مستمرة للاختصاصيين مع الأطفال والأهالي.
وخلال جولة CNN بالعربية أيضا خلال إحدى جلسات إعادة التأهيل النفسي عبر الرسم للأطفال ومرافقيهم، لم تنجح محاولة الحديث مع الطفلة "جوري" أو والدتها، حيث انشغلت بالرسم الذي لم تمارسه منذ مدة طويلة، وهي التي أخبرتنا والدتها عنها سابقا أنها مصابة بحالة نفسية صعبة بسبب يدها.
وبين الأطباء في المستشفى، أن جوري بحاجة إلى جلسات تأهيل مكثفة بسبب تعرضها للتنمر والعنف النفسي في أوقات سابقة، كما أن نبأ مقتل والدها في غارات إسرائيلية مؤخرا، يتطلب متابعتها باستمرار.
وكان العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، قد أعلن استعداد بلاده في فبراير/ شباط الماضي، استقبال قرابة ألفي طفل مصاب من قطاع غزة للعلاج خلال لقائه بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: غزة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الحكومة الأردنية الملك عبدالله الثاني حصريا على CNN صحة الأطفال صحة نفسية غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الصحة تطلق فعاليات البرنامج التدريبي لـ "طب الأسرة وصحة الطفل"
افتتحت الدكتورة عبلة الألفي نائب وزير الصحة والسكان، أولى فعاليات البرنامج التدريبي الفني للأطباء العاملين في مراكز الرعاية الصحية الأولية في محافظتي القاهرة والجيزة، وذلك في إطار الخطة العاجلة للسكان والتنمية.
أوضح الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن هذا التدريب، يأتي كجزء من خطة تطوير منظومة الرعاية الصحية الأولية وتنمية الأسرة، بهدف رفع كفاءة الفرق الطبية عبر تعزيز مهاراتهم الفنية، خصوصًا في مجالات طب الأسرة وصحة الطفل، كما يستهدف البرنامج تحسين رعاية الطفل السليم من خلال ترسيخ مفاهيم التغذية الصحية، وتقييم النمو والتطور العصبي، والرعاية النفسية، ومهارات التواصل، بالإضافة إلى آليات تقديم المشورة الطبية، والوصف الآمن للأدوية، مع التركيز على الوقاية من المضاعفات الناتجة عن الاستخدام الخاطئ للدواء، ولا سيما لدى الأطفال، كما يشمل التدريب تطوير مهارات الأطباء في أخذ التاريخ المرضي وتشخيص الأمراض، بما يضمن تحقيق أعلى مستويات رضاء المنتفعين عن الخدمة.
أشار عبد الغفار إلى أن البرنامج التدريبي يُنفذ في ضوء بروتوكول التعاون الموقع بين وزارة الصحة والسكان والجمعية المصرية لأعضاء الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال، وتحت رعاية الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال.
أضاف أنه منذ انطلاق الخطة العاجلة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، جرى حصر وتقييم الفرق الطبية في نحو 1500 وحدة رعاية صحية أولية، إلى جانب إجراء تقييم شامل للبنية التحتية والتجهيزات والعمليات التشغيلية والفنية داخل هذه الوحدات، كما تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحويلها إلى وحدات صديقة للأم والطفل، تدعم مفاهيم الولادة الطبيعية والرضاعة الطبيعية، إلى جانب تطبيق معايير الاستدامة البيئية تمهيدًا لتحولها إلى وحدات خضراء.
وخلال لقائها بالأطباء، حرصت نائب الوزير على الاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم حول سبل تطوير الخدمة داخل مراكز الرعاية الصحية الأولية، وأكدت حرصها على التفاعل المباشر معهم، والرد على استفساراتهم، بما يعزز من روح الشراكة في مسار تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.