بوتين يكسر صمته بشأن مصير بريغوجين وواشنطن تبحث فرضيات تحطم طائرته
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
كسر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صمته -أمس الخميس- بشأن تحطم الطائرة الذي قضى فيه قائد مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين وأعضاء كبار آخرون في هذه المجموعة، وعزى عائلته وعائلات الضحايا، في حين نأت الولايات المتحدة بنفسها عن أي تورط باستهداف طائرة بريغوجين، وتحدثت عن عدة فرضيات وراء تحطمها.
وقال بوتين أمس -خلال لقاء مع رئيس دونيتسك الموالي لموسكو دينيس بوشيلين- إنه عرف بريغوجين منذ حقبة التسعينيات، وكان شخصا "موهوبا" وليس في روسيا فقط، وفق تعبيره.
وأضاف الرئيس الروسي أن قدَر بريغوجين "كان معقدا، وله أخطاء كثيرة في حياته" لكنه أضاف أنه حقق نتائج مهمة.
وأشاد بوتين بما وصفها بالمساهمة الكبيرة التي قدمتها مجموعة فاغنر في "الحرب ضد النازية في أوكرانيا" وقال إن روسيا لن تنسى ذلك أبدا.
وفي ما يتعلق بسبب تحطم الطائرة، قال الرئيس الروسي "سننتظر ما تؤول إليه التحقيقات".
وصرح بوتين بأن بريغوجين عاد إلى البلاد من أفريقيا -الأربعاء- وعقد اجتماعات مهمة في موسكو مع المسؤولين قبل تحطم طائرته.
وكان الرئيس الروسي قد واجه، في يونيو/حزيران الماضي، أكبر تحد لحكمه المتواصل منذ أكثر من عقدين عندما قاد بريغوجين تمردا مسلحا.
من جهته قال الرئيس الشيشاني رمضان قديروف إن بريغوجين قدم مساهمة كبيرة في العملية العسكرية الخاصة ضد أوكرانيا، مبينا أن وفاته تعتبر خسارة كبيرة لروسيا.
وقدم رئيس الشيشان في قناته على "تليغرام" تعازيه الصادقة لعائلة وأصدقاء بريغوجين.
تحقيق روسي
وفتحت السلطات الروسية أمس تحقيقا جنائيا في الحادثة بشأن انتهاكات مفترضة لقواعد الملاحة الجوية.
وقال مراسل الجزيرة إنه لم يتم رفع حطام طائرة بريغوجين حتى الآن، وأشار إلى أن بعض أجزائها تناثرت على بعد كيلومترين من موقع سقوطها.
وقد تحطمت الطائرة الخاصة من طراز "إمبراير ليغاسي" -أمس- قرب قرية كوجينكينو في مقاطعة تفير (شمال موسكو) أثناء تحليقها باتجاه سان بطرسبورغ، حيث يقع مقر فاغنر.
وقالت مصادر رسمية روسية -بينها هيئة الطيران المدني- إن بريغوجين مسجل في قائمة الركاب العشرة الذين كانوا على متن الطائرة، ولم ينج منهم أحد.
وأوضحت هيئة الطيران المدني أنه كان على متن الطائرة 7 ركاب و3 من أفراد الطاقم، مشيرة إلى أن من الركاب أيضا الرجل الثاني بمجموعة فاغنر ديمتري أوتكين.
وتعليقا على هذه التطورات، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف ليس لها علاقة بالحادث، وقال "أعتقد أن الجميع يعرف من يهمه الأمر" في إشارة على ما يبدو إلى نظيره الروسي.
وقال زيلينسكي -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء النرويج جوناس جار ستير بالعاصمة كييف- إن أخطر شيء بعد مقتل بريغوجين هو وجود 20 ألفا من مقاتلي فاغنر خارج السيطرة، وقد يشكلون خطرا على أوكرانيا أو بيلاروسيا أو بولندا وحتى على روسيا، حسب تعبيره.
واشنطن ترى أن مقتل بريغوجين ستكون له تداعيات بمناطق وجود فاغنر في العالم (رويترز) القراءة الأميركية للحادثيأتي ذلك في وقت نفى رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي أي علاقة على الإطلاق بتحطم طائرة بريغوجين، مضيفاً أن مقتله ستكون له تداعيات في مناطق وجود فاغنر بالعالم، وقال أيضا إنه لم يُفاجأ بسقوط طائرة قائد فاغنر، وإن تمرد بريغوجين عرّضه للخطر.
من جهتها رجّحت وزارة الدفاع الأميركية أمس أن يكون بريغوجين قد قُتل في تحطّم الطائرة التي كانت تقله الأربعاء قرب موسكو، مؤكّدة في الوقت نفسه عدم وجود معطيات تدعم فرضية أنّ الطائرة أُسقطت بصاروخ أرض جو.
وشدد المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر على عدم وجود معلومات عن سبب تحطّم هذه الطائرة، لكنه استبعد الفرضية المتداولة على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي عن إسقاط الطائرة بصاروخ.
وأضاف رايدر أنّ مجموعة فاغنر تمثل تهديدا حقيقيا وأن نشاطها في أفريقيا سيُراقب.
في تلك الأثناء، قال مسؤول أميركي للجزيرة إن بلاده تنظر في أكثر من فرضية بشأن تحطم طائرة بريغوجين، ولكنها لم تتوصل بعد إلى استنتاج نهائي.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين أن الفرضية الرئيسية لتحطم طائرة بريغوجين هي وقوع انفجار داخلها.
ووفقا لهؤلاء المسؤولين فإن الانفجار قد يكون ناجما عن "تفجير قنبلة أو تزويدها بوقود مغشوش".
ونقلت الصحيفة نفسها -عن مصدر استخباري أميركي- أنه لم يُرصد إطلاق صاروخ على الطائرة، ولا دليل على استهدافها بمضادات أرض جو.
كما نقلت واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الاستخبارات تدرس احتمال أن تكون الطائرة تحطمت بعد وقوع انفجار داخلها.
وأضافت المصادر نفسها أنه تم رصد انفجار على امتداد مسار الطائرة، لكن لا دلائل على إطلاق صاروخ.
وقال المسؤولون الأميركيون إنه ما من سبب يدعو للشك في التقارير الروسية بشأن مقتل بريغوجين.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولَين أميركيَّين أن واشنطن تعتقد أن صاروخ أرض جو، أُطلق من داخل روسيا، أسقط طائرة بريغوجين، لكنهما شددا على أن هذه المعلومات لا تزال أولية وقيد المراجعة.
أندريه تروشيف قد يصبح "رجل بوتين الجديد" على رأس فاغنر (رويترز) خليفة بريغوجين المحتملوفي هذه الأثناء، أثيرت تكهنات بشأن الشخصية التي قد تخلف بريغوجين في قيادة فاغنر، إذ نقلت وسائل إعلام غربية عن مصادر روسية أحاديث عمن سمته رجل بوتين الجديد.
وحسب صحيفة كوميرسانت الروسية، فإن بوتين كان قد اقترح أندريه تروشيف قائدا جديدا لفاغنر، خلال اجتماع مع قادة المجموعة بعد أيام من انتهاء تمرد بريغوجين في يونيو/حزيران الماضي.
وتروشيف عقيد روسي متقاعد، وهو عضو مؤسس ومدير تنفيذي في مجموعة فاغنر.
وحسب وثائق العقوبات التي نشرها الاتحاد الأوروبي بشأن الوضع في سوريا، فإن تروشيف يشغل منصب رئيس أركان عمليات مجموعة فاغنر في سوريا.
ويعد تروشيف من قدامى المحاربين في حربي الشيشان وأفغانستان، وقد حصل على أوسمة لقاء مشاركته في هاتين الحربين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: طائرة بریغوجین الرئیس الروسی مجموعة فاغنر
إقرأ أيضاً:
معهد أمريكي يسلط الضوء على القاذفة الشبحية B-2 ونوع الذخائر التي استهدفت تحصينات الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
سلط معهد أمريكي الضوء على أهمية نشر القاذفة الشبحية B-2في اليمن ونوعية حجم الذخائر التي قصفت أهدافا محصنة لجماعة الحوثي في البلاد وكيف يمكن لها أن تساعد في تعزيز الرسائل الأميركية إلى إيران.
وقال "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" في تحليل ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إن "الأهمية الاستراتيجية لضربة دقيقة على اليمن باستخدام زوج من الأصول الوطنية الأميركية بقيمة 2.2 مليار دولار أميركي توضح التزام واشنطن القوي بمكافحة التهديدات للأمن الدولي".
وأشار إلى الطائرة B-2 تتمتع بعدد من السمات المحددة التي تؤكد على أهمية نشرها في اليمن. لافتا إلى أن التصميم المتقدم في التخفي والقدرة على البقاء يجعل من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، استهداف وتدمير الطائرة B-2، مما يسمح للقاذفة باختراق المجال الجوي المحمي بشدة وتوجيه ضربات دقيقة على أهداف محصنة.
وتطرق التحليل إلى الأسلحة الموجهة بدقة التي يمكن أن تحملها الطائرة B-2 لهذا النوع من المهام وقال: قنبلتان خارقتان للذخائر الضخمة من طراز GBU-57A/B، يبلغ وزن كل منهما 13.6 طن، وقادرة على اختراق 60 قدمًا من الخرسانة المسلحة أو 200 قدم من الأرض؛ وقنبلتان من طراز GBU-28/B أو GBU-37/B بوزن 2.2 طن، قادرتان على اختراق أكثر من 20 قدمًا من الخرسانة المسلحة أو 100 قدم من الأرض؛ أوما يصل إلى ستة عشر قنبلة من طراز GBU-31 بوزن 907 كجم، كل منها قادرة على اختراق أكثر من 6 أقدام من الخرسانة المسلحة.
وتشير التقارير إلى أن القاذفات المستخدمة في مهمة اليمن استخدمت قنابل اختراقية من طراز GBU-31 فقط، وهو ما كان ينبغي أن يكون سلاحاً مناسباً نظراً للطبيعة غير المتينة للكهوف الجيرية والرملية حول صنعاء وصعدة التي يستخدمها الحوثيون لتخزين الأسلحة. كما تفيد التقارير بأن نحو عشرين قنبلة اختراقية فقط في الخدمة، مما يجعلها أصولاً ثمينة للغاية في مخزون B-2.
وأكد التحليل أنه لا يوجد أي دولة أخرى في العالم لديها ما يعادل بشكل مباشر مزيج B-2 من التخفي والمدى والقدرة على الحمولة. بالإضافة إلى ذلك، لا توجد دولة تقترب في دعم مثل هذا الأصل لوجستيًا على مثل هذه المسافات الكبيرة.
وقال "يبدو أن الطائرة المشاركة في الضربة على اليمن انطلقت من قاعدة وايتمان الجوية في ميسوري. يبلغ مدى B-2 غير المزود بالوقود حوالي 11000 كيلومتر، واعتمادًا على الطريق، فإن اليمن ستكون رحلة حوالي 14000 كيلومتر في كل اتجاه.
وتابع المعهد الأمريكي "كانت هناك حاجة إلى عمليات إعادة تزويد بالوقود جواً متعددة حتى تصل الرحلة إلى وجهتها وتعود إلى الوطن. أيضًا، في حين أن المجال الجوي اليمني ليس محميًا بشكل كبير، فإن استخدام B-2 لا يزال يتطلب مستوى معينًا من السرية لحماية الإجراءات التشغيلية".