الولايات المتحدة ستحاول، في قمة سبتمبر، عرقلة خطط الصين في آسيا الوسطى
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
تحت العنوان أعلاه، كتب ميخائيل نيكولايفسكي، في "فوينيه أوبزرينيه، حول لعبة أمريكية محكوم عليها بالفشل في آسيا الوسطى.
وجاء في المقال: في 18 أغسطس، نشرت مجلة فوربس نص الدعوة التي أرسلها بايدن إلى رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيايف. تحمل الرسالة تاريخ 11 أغسطس، وتدعو رئيس أوزبكستان لحضور قمة الولايات المتحدة وآسيا الوسطى (بصيغة 5+1).
إذا ألقينا نظرة فاحصة على المنتديات الدولية الكبرى، فإننا نرى دول آسيا الوسطى، في كل مكان تقريبًا، تعمل اليوم معًا.
ربما لم تحصل مجلة فوربس على نسخة من الدعوات المرسلة إلى بقية المشاركين، ولكنها على الأغلب أرادت تسليط الضوء على أولوية أحد أعضاء آسيا الوسطى الخمسة لسبب ما. ومن ناحية أخرى، لم تقم الإدارة الأمريكية فقط بتسريب إعلامي عن دعوة رئيس أوزبكستان إلى القمة باعتبارها الرقم واحد، ولكنها خصصت أيضًا، بشكل منفصل، عمل ابنته في "الاتجاه الجندري".
ومع ذلك، فإن النوايا الحقيقية للبيت الأبيض ليست على الإطلاق انتزاع المبادرة من الصين في اتجاه آسيا الوسطى، إنما في رغبة واشنطن المبتذلة في تفكيك هذه الرابطة الجديدة بين الدول، والتي يمكن أن لا تعتمد على موارد الاستثمار من الصين فقط، إنما ومن الصناديق العربية.
إذا أرادت الولايات المتحدة حقاً انتزاع هذا الاتجاه من الصين، فسوف تحاول واشنطن الحفاظ على الهيكل الذي يجمع الدول الخمس. لكن من الواضح أنها لن تحافظ عليه، إنما تأخذ في الاعتبار وزن أوزبكستان التي يقع عليها أكبر حجم من الاستثمارات القطاعية من روسيا.
ولكن آسيا الوسطى طال انتظارها تلقي استثمارات جادة من الولايات المتحدة بحيث لا تستسلم لإغراءات واشنطن، خاصة وأن الأخيرة اليوم لا تستطيع التباهي بحجم الاستثمارات، فهي مطلوبة في اتجاهات أخرى والمتاح منها قليل، في ظل العجز المالي الأمريكي. تريد الولايات المتحدة الاعتماد على موارد العرب. لكن دول آسيا الوسطى قادرة على الوصول إلى الأموال العربية من دون الولايات المتحدة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا آسيا الوسطى بكين جو بايدن واشنطن الولایات المتحدة آسیا الوسطى
إقرأ أيضاً:
ماكرون يعتزم التوجه إلى الولايات المتحدة بمهمة شائكة.. ما هي؟
سلطت مجلة "لوبوان" الفرنسية الضوء على اعتزام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أنه يتوجه إلى واشنطن للقيام بمهمة شائكة وخطيرة.
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21"، فإنه يبدو أن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه بشأن أوكرانيا هي التي عجّلت بهذه الزيارة التي يعلق عليها الاتحاد الأوروبي آمالا كبيرة.
لم تكتفِ الإدارة الأمريكية الجديدة بإجراء اتصالات مباشرة مع روسيا دون استشارة أو حتى إبلاغ كييف، بل ذهبت إلى حد شن هجوم خطابي ضد زيلينسكي الذي احتج على عدم الرجوع إليه في مفاوضات قد تقرر مصير بلاده.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، حيث كرر ترامب الدعاية الروسية ضد الرئيس الأوكراني، واصفا إياه بأنه دكتاتور غير محبوب في بلاده، ومسؤول عن الحرب، ولم يفعل شيئًا لإنهائها.
علاوة على ذلك، وجد زيلينسكي نفسه مضطرًا للتوقيع على وثيقة بشروط مجحفة تقتضي تسليم نصف الموارد المعدنية لأوكرانيا إلى الولايات المتحدة كتعويض عن المساعدات التي تلقتها، والتي قدرت بثلاثة أضعاف قيمتها الحقيقية.
في مجموعة السبع كما هو الحال في الأمم المتحدة، رفضت واشنطن تصنيف روسيا كمعتدية في الحرب التي تخوضها ضد أوكرانيا، وفقا للتقرير.
اتصال دائم مع ترامب
بعد القمة التي عقدت بشكل عاجل في الإليزيه، لم يبق أمام الرئيس الفرنسي خيار غير التوجه إلى واشنطن لتجنب تحقق سيناريو تسليم أوكرانيا تحت ذريعة السلام إلى بوتين.
وبحسب المجلة الفرنسية، فإن ماكرون يدرك طبيعة ترامب، ذلك أنه جمعت بينهما العديد من اللقاءات المباشرة فضلا عن المحادثات الهاتفية. طوال السنوات الأربعة الماضية كان ماكرون من رؤساء الدول والحكومات القلائل الذين حافظوا على اتصال دائم مع دونالد ترامب، الذي يوصف بأنه شخص حساس ومتقلب، ويغضب بسهولة ثم يعلن عن استيائه علناً.
مع ذلك، مرت علاقتهما ببعض الأزمات، التي استطاع ماكرون التغلب عليها بفضل استراتيجيته، التي تقوم على تجنب الدخول في أي خلاف علني مع ترامب، بغض النظر عن التصريحات التي يدلي بها.
وفي الواقع، لا يراعي ترامب، الذي يفضل أن يكون صاحب القرار الأخير ويحقق أهدافه، المجاملة أو الحقيقة. وعليه، فإن مستقبل زيلينسكي أصبح مهددا، لأنه لم يلتزم بهذه القاعدة ولم يحذو حذو نظيره الفرنسي، الذي لم يرد على التصريحات الأخيرة للأمريكي، وفقا للتقرير.
"الأكاذيب"
أوردت المجلة أن أجواء المحادثات سيغلب عليها التوتر، حيث تقوم سياسة ترامب على عدم المشاركة بشكل فعلي في المحادثة والاكتفاء فقط بطرح فكرة أو فكرتين بسيطتين دون كلل. إضافة إلى ذلك، لا يعترف ترامب بفكرة التسوية وغالبا ما يتجاهل مصالح الدول الأخرى، حتى لو كانت حليفة له.
في هذا السياق، لا يعتمد نجاح ماكرون على محاولة تغيير رأي ترامب بشكل مباشر فقط، بل بإقناعه بأن مشاركة الأوروبيين ستساهم في نجاح اتفاقية السلام. ومع ذلك، تكمن الصعوبة في عجلة الأمريكيين في التوصل إلى اتفاق ورفض الروس أي وجود أوروبي.
وحسب المجلة، فإن الأسئلة التي قد يطرحها ماكرون تدور حول إمكانية إنشاء قوات تدخل أوروبية في بولندا ورومانيا كبديل عن تواجدها في أوكرانيا وماهية الشروط العسكرية والسياسية والقانونية التي ستجعلها قوة ذات مصداقية، فضلا عن كيفية مشاركة الولايات المتحدة فيها بشكل غير مباشر.
بعض طباع ترامب مثل الملل وميله إلى إنهاء المحادثات بسرعة عبر إعطاء موافقة قد ينساها في اليوم التالي صفات تشكل عقبة أمام ماكرون. وهكذا، قد يتحول النجاح الظاهري إلى وهم. لن تكون مهمة إيمانويل ماكرون سهلة لكنه الوحيد القادر على تنفيذها وتعلق عليها أوكرانيا وأوروبا آمالا كبيرة.