الرياض
ضبطت القوات الخاصة للأمن البيئي (4) مواطنين مخالفين لنظام البيئة؛ لارتكابهم مخالفتي قطع مسيجات ودخول محمية دون ترخيص في محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، وتم تطبيق الإجراءات النظامية بحقهم وإحالتهم للجهة المختصة.
كما ضبطت القوات الخاصة للأمن البيئي مواطنًا مخالفًا لنظام البيئة لإشعاله النار في أراضي الغطاء النباتي في محمية طويق الطبيعية، ومواطنًا مخالفًا لنظام البيئة، لارتكابه مخالفة رعي (90) متنًا من الإبل في مواقع محظور الرعي فيها في محمية الملك عبدالعزيز الملكية، وتم تطبيق الإجراءات النظامية بحقهم.
وأوضحت القوات أن عقوبة قطع أو إتلاف مسيجات المناطق المحمية تصل إلى (100,000) ريال، مع إلزام المخالف بمعالجة الأضرار ودفع التعويضات، وعقوبة مخالفة دخول المحميات دون ترخيص غرامة (5,000) ريال، وعقوبة إشعال النار أو استعمالها في أراضي الغطاء النباتي غرامة تصل إلى (3000) ريال، وعقوبة رعي الإبل غرامة (500) ريال لكل متن، حاثةً على الإبلاغ عن أي حالات تمثل اعتداءً على البيئة أو الحياة الفطرية على الرقم (911) بمناطق مكة المكرمة والرياض والشرقية، و(999) و(996) في بقية مناطق المملكة.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: لنظام البیئة
إقرأ أيضاً:
محمية جبل علبة: تنوع طبيعي وثقافي يزين أقصى جنوب البحر الأحمر | صور
تقع محمية جبل علبة في الركن الجنوبي الشرقي من منطقة حلايب، وتمتد على مساحة شاسعة تتجاوز 35,000 كيلومتر مربع، مما يجعلها واحدة من أكبر وأروع المحميات الطبيعية في مصر. تتمتع المحمية بموقع استراتيجي وبيئة غنية من الطبيعة البرية الخلابة والحياة الحيوانية الفريدة. بين تلالها الرملية المتداخلة مع وديانها، يمكن للزائر أن يشاهد مزيجًا ساحرًا من الصحراء الصفراء وألوان الحياة الخضراء التي تزين الوديان بالمراعي والنباتات.
تعتبر محمية جبل علبة ملاذًا طبيعيًا يجمع بين الجمال البيئي والتنوع البيولوجي بشكل غير مسبوق. فهي موطن للكثير من الحيوانات البرية، مثل النمر الجبلي، الغزال، والجمال المصرية. ولا تقتصر أهمية المحمية على ذلك فقط، بل تضم أيضًا طيورًا مهاجرة ومقيمة، ونباتات طبية اقتصادية، ومجموعة كبيرة من الأشجار المتنوعة، إضافة إلى رسومات وآثار فرعونية قديمة، فضلاً عن منابع المياه العذبة المنتشرة في أوديتها.
تتمتع المحمية أيضًا بشواطئ بحرية غنية، حيث تلتقي المياه الصافية للبحر الأحمر مع النظام البيئي البري، مما يجعلها منطقة بيئية متكاملة تحتوي على الشعب المرجانية والكائنات البحرية النادرة. كما تضم بعض جزر البحر الأحمر، التي تعتبر ملاذًا لبعض الأنواع البحرية، مثل السلاحف وأشجار المانجروف.
قطاعات المحمية: توزيع استراتيجي للموارد الطبيعيةتنقسم محمية جبل علبة إلى ثلاث مناطق رئيسية، تُعد كل واحدة منها مميزة وتتمتع بأهمية بيئية واقتصادية كبيرة.
قطاع أبرق: يُعتبر هذا القطاع من أهم المناطق في المحمية نظرًا لتنوعه التاريخي والطبيعي. يزخر بالآثار الفرعونية والرومانية والإسلامية التي تحكي قصة المنطقة عبر العصور. وتحتضن هذه المنطقة العديد من الوديان الغنية بالنباتات الطبية والحيوانات البرية مثل الغزلان والوبر. كما يوجد في أعلى جبل أبرق آثار قلاع رومانية قديمة. يحظى سكان هذه المنطقة، الذين ينتمون إلى القبائل المحلية، بمصادر مياه عذبة من الآبار والعيون، وتعتبر واحة النخيل في أبرق واحدة من أبرز معالمها.
وفي هذا السياق، يوضح الشيخ شاذلي بشير عمر، أحد مشايخ العبابدة، أهمية المحمية بالنسبة لسكان المنطقة قائلاً: "محمية جبل علبة هي جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية. هي مصدر رزقنا، وملاذنا البيئي الذي نعيش فيه ونعتمد عليه، ولذلك يجب أن نحافظ عليها لأجيالنا القادمة". كما أضاف أن "المنطقة تزخر بموروث ثقافي غني، حيث أن آثار أجدادنا من الفراعنة والرومان لا تزال موجودة في أرجاء المحمية، مما يبرز عراقة التاريخ في هذه الأرض".
منطقة الدئيب: تمتاز هذه المنطقة بمجرى مائي واسع يمتد عبر سلاسل جبال علبة. يتدفق المجرى من الشمال حتى يصب في البحر الأحمر. التربة في هذه المنطقة فريدة من نوعها، مزيج من الطين والرمال المالحة، وتحتوي على العديد من النباتات الحولية التي تضفي جمالًا طبيعيًا فريدًا على المكان.
منطقة علبة: تقع هذه السلسلة الجبلية على الساحل الشرقي للبحر الأحمر وتعد من أهم المواقع البيئية في المحمية. تضم المنطقة نحو 350 نوعًا من النباتات، وتعتبر مساحات الجبال المكسوة بالخضرة من أروع المناظر الطبيعية في المنطقة. من بين هذه النباتات، تبرز أشجار "الانبط"، التي تعد فريدة من نوعها في محمية جبل علبة، حيث لا توجد في أي مكان آخر. تعتبر هذه الأشجار الطويلة، التي يصل ارتفاعها إلى 6 أمتار، من أبرز مظاهر الجمال الطبيعي في المنطقة.
تعتبر النباتات الموجودة في محمية جبل علبة واحدة من أبرز الثروات الطبيعية ذات القيمة الاقتصادية العالية. يعود الفضل في هذا إلى البيئة الغنية بالعناصر المعدنية التي توفر تغذية مثالية للنباتات، ما يعزز من قيمتها الاقتصادية. من بين النباتات الهامة في المنطقة، توجد نباتات الأخشاب والوقود التي تستخدم في إنتاج الفحم النباتي، بالإضافة إلى النباتات الغذائية التي يعتمد عليها السكان المحليون.
أما الحيوانات البرية في المحمية، فهي تمثل مصدرًا بيئيًا واقتصاديًا مهمًا، حيث تضم المحمية حوالي 33 نوعًا من الثدييات التي تعتبر مهددة بالانقراض، بالإضافة إلى 40 نوعًا من الزواحف وأكثر من 170 نوعًا من الطيور البحرية والصحراوية. هذه الأنواع تشكل جزءًا مهمًا من النظام البيئي الفريد الذي يعزز من جاذبية المحمية كوجهة سياحية وطبيعية.
السكان المحليون: عادات وتقاليد متأصلة في البيئةتعتبر محمية جبل علبة موطنًا لثلاث قبائل محلية، تتمتع كل منها بتقاليد وعادات مميزة. في هذا السياق، يضيف على سلامة، أحد أبناء العبابدة، قائلاً: "نحن في العبابدة نعيش في تناغم مع طبيعة جبل علبة، وقد ورثنا عن أجدادنا طرقًا للحفاظ على هذا التراث، مثل رعي الإبل وإنتاج الفحم النباتي. المحمية ليست مجرد مكان، بل هي جزء من هويتنا وثقافتنا التي نعتز بها".
يمارس السكان المحليون العديد من الأنشطة الاقتصادية مثل صيد الأسماك والتجارة في منتجات المنطقة، إضافة إلى بعض الحرف اليدوية مثل النسيج، مما يعكس الارتباط العميق بين الإنسان والطبيعة في هذه المنطقة.