اليوم 24:
2025-04-13@07:41:26 GMT

مُبادرةُ المعارضة .. ومَكْرُ الحكومة

تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT

إنه مأزق سياسي وأخلاقي وقانوني كبير تُوجَد فيه الحكومة، أمام الرأي العام الوطني، بسبب واقعة ملايير الدراهم التي أهْـــــدَرَتْـــــــهَا، ولا تزال، من المال العام، بدون أيِّ أثر إيجابي على المواطنين، من خلال الدعم المباشر والإعفاءات الضريبية والجُمركية التي قَــــــدَّمَـــــتْــــــهَا، ولا تزال، إلى مستوردي الماشية، على طبقٍ من ذهب.


بالنظر إلى خطورة القضية، وإلى التصريحات والوثائق المتضاربة لأطرافٍ حكومية مختلفة بهذا الشأن، ومن أجل كشف ملابسات كل ذلك للمغاربة، بادرت، كما هو معلوم، مكوناتُ المعارضة بمجلس النواب إلى إطلاق مبادرة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، على أمل أن تتعامل معها مكوناتُ الأغلبية بروحٍ إيجابية وبنَّــــاءة، طالما أن الهدف هو الوصولُ إلى الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة، في إطارٍ دستوريٍّ ومؤسساتيٍّ شفاف وموضوعي.
لكن، لم تجد الحكومة من مَـــخرجٍ أمام هذا الوضع الذي أربَـــــكَـــــها سوى دفعُ أغلبيتها نحو محاولة تبخيس، بل إفشال ونسفِ، مبادرة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق المؤطَّرة بالدستور وبقانون تنظيمي، وذلك من خلال تقديم طلبِ تشكيل مهمة استطلاعية حول نفس الموضوع.
وهنا يتعين الوقوفُ عند الفوارق الشاسعة جداًّ، على كل المستويات، بما فيها مستوى الأثر القانوني، ما بين لجنة تقصي الحقائق ذات الحمولة الدستورية القوية، والتي يُعتبرُ مُثولُ أيِّ شخصٍ أمامها إلزاميًّا، والاستماعُ إليه يكون تحت أداء اليمين، مع إمكانية إحالة تقريرها على القضاء، من جهة، وما بين المهمة الاستطلاعية التي لا يتجاوز دورُها الطابعَ الإخباري وإصدار توصياتٍ غير ملزمة لأحد، من جهة ثانية.
لذلك، فلا المعارضةُ الوطنية، ولا الرأيُ العام الوطني، يمكنُ أن تنطلي عليهما هذه الحيلةُ المفضوحة، أو الخديعة الماكِرة، التي لجات إليها الحكومةُ للالتفاف والتملُّصِ من واجبِ ومَطلَبِ مُثول كلِّ معني بالأمر أمام لجنةٍ لتقصي الحقائق، تنويراً للرأي العام، وتجسيداً لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وحفظاً للمال العام، وترسيخاً لقيمة البرلمان واختصاصاته.
وبالدارجة المغربية « للي ما ف كرشو عجينة ما عندو علاش يخاف ». بمعنى أن الحكومة إذا كانت فعلاً متأكدةً من أن دعمها لمستوردي المواشي لا يشوبُـــــهُ أيُّ اختلال، فلماذا تتهربُ من لجنة تقصي الحقائق!؟ إنَّ اللجنة مثل اسمها تماماً، لا تهدف سوى إلى الحقيقة. فلماذا تخاف الحكومةُ من الحقيقة!؟ إنه فعلاً أمرٌ يزيدُ من الرِّيــــــبَـــــــةِ والشك…، ومن الشُّبُـــــــهات، في هذه القضية التي تشغل بال الرأي العام……وتُزعِجُ الحكومة، بشكلٍ جليّ، وتضعها أمام مِحَكٍ حقيقي وتمرينٍ فعلي، في مواجهة… ذكاء المغاربة وتطلعهم نحو الشفافية والعدالة والديموقراطية.

المصدر: اليوم 24

إقرأ أيضاً:

إمام أوغلو يمثل أمام القضاء في إسطنبول لأول مرة منذ اعتقاله

مثل رئيس بلدية إسطنبول الكبرى المسجون أكرم إمام أوغلو، الجمعة، أمام القضاء لأول مرة بعد اعتقاله الشهر الماضي على خلفية قضايا متعلقة بـ"الفساد"، وهو ما أثار موجة من الاحتجاجات بقيادة المعارضة.

وجاء مثول إمام أوغلو المنتمي إلى حزب "الشعب الجمهوري" أكبر أحزاب المعارضة التركية، أمام القضاء داخل مجمع محاكم وسجون في منطقة سيليفري بإسطنبول، بسبب اتهامات سابقة له بإهانة مدع عام.

ونفى إمام أوغلو الاتهامات الموجة إليه أمام المحكمة، قائلا "أنا هنا لأنني فزت بثلاث انتخابات في إسطنبول، المدينة التي أطلق عليها أحدهم ذات مرة ‘إسطنبول التي أحبها‘، المدينة التي قالوا عنها ‘من يفوز بإسطنبول يفوز بتركيا’ والمدينة التي ظنوا أنهم يملكونها".


وأضاف إمام أوغلو الذي ينظر إليه في الأوساط المعارضة التركية على أنه منافس محتمل للرئيس رجب طيب أردوغان، "أنا هنا لأنني الرئيس في قلوب 86 مليون نسمة"، في إشارة إلى عدد سكان البلاد.

وسعى الادعاء العام إلى استصدار حكم بالسجن على إمام أوغلو لمدة تصل إلى سبع سنوات وأربعة أشهر بسبب تعليقات أدلى بها في وقت سابق من هذا العام، انتقد فيها المدعي العام الرئيسي في إسطنبول أكين جورليك.

وتتضمن لائحة الاتهام اتهاما بمحاولة إمام أوغلو ترهيب جورليك، فيما حددت المحكمة موعد الجلسة التالية للقضية في 16 حزيران /يونيو المقبل.

وتداولت حسابات تركية على منصات التواصل الاجتماعي صورة تظهر إمام أوغلو أثناء مثوله أمام القضاء، وهي أول صورة له منذ اقتياده إلى السجن الواقع بمنطقة سيليفري على أطراف إسطنبول.

وأعاد زعيم حزب "الشعب الجمهوري" أوزغور أوزيل مشاركة الصورة التي ظهر فيها إمام أوغلو عبر حسابه على منصة "إكس"، قائلا "رجلي الشجاع.. مرشح رئاسي رأسه مرفوع وجبهته صافية".
Yiğidim…
Aslanım…
Başı dik, alnı ak, Cumhurbaşkanı Adayım… pic.twitter.com/FKrtPrcMUR — Özgür Özel (@eczozgurozel) April 11, 2025
وتشهد تركيا توترات متصاعدة بين الحكومة والمعارضة منذ اعتقال السلطات إمام أوغلو المنتمي إلى حزب "الشعب الجمهوري" في 19 آذار/ مارس الماضي، على ذمة اتهامات تتعلق بـ"الإرهاب" و"الفساد".

وبعد أيام من توقيف إمام أوغلو على ذمة التحقيق، قرر القضاء التركي سجن رئيس بلدية إسطنبول على خلفية الاتهامات المتعلقة بالفساد، في حين جرى رفض طلب النيابة العامة اعتقاله على ذمة قضية "الإرهاب".


وتعمل المعارضة التركية  تصعيد احتجاجاته منذ اعتقال إمام أوغلو، حيث تحشد بشكل متواصل لاستمرار الاحتجاجات في إسطنبول كل يوم أربعاء، كما دعت في أكثر من مناسبة إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بالإضافة مقاطعة سلسلة من العلامات التجارية.

وكان أردوغان شن في أكثر من مناسبة هجوما حادا على المعارضة، معتبرا أن ما شهدته بلاده خلال الفترة الماضية "يؤكد مجددا أن تركيا، كدولة كبيرة، فيها حزب معارضة رئيسي يفتقر إلى البصيرة والرؤية والجودة، ويبدو صغيرا وضعيفا سياسيا".

في المقابل، انتقدت المعارضة حملة الاعتقالات التي طالت إمام أوغلو ومقربين منه على خلفية تهم متعلقة بـ"الفساد" و"الإرهاب"، معتبرة أن ذلك بمنزلة "انقلاب على الرئيس القادم".

مقالات مشابهة

  • الرميد: إذا لم يتقص البرلمان في دعم الأكباش فما الموضوع الذي يستحق؟
  • إمام أوغلو يمثل أمام المحكمة في إسطنبول بتهمة إهانة المدعي العام
  • إمام أوغلو يمثل أمام القضاء في إسطنبول لأول مرة منذ اعتقاله
  • في العراق.. مدير عام الأمن العام التي رئيس الحكومة العراقي وهذا ما تم بحثه
  • سوريا .. قرار رئاسي عاجل بشأن لجنة أحداث الساحل
  • قرار رئاسي بتمديد عمل اللجنة الوطنية للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل
  • الشرع يقرر تمديد عمل لجنة تقصي حقائق أحداث الساحل
  • بايتاس يعلق على جدل لجان البرلمان للبحث عن الحقيقة حول الدعم الحكومي لمستوردي الماشية
  • بنعبد الله يتهم الأغلبية بالمكر بعد دعوتها لتشكيل لجنة استطلاعية وليس لجنة تقصي حول دعم الماشية