سودانايل:
2025-04-13@07:15:54 GMT

الاعيسر مبعوث الكيزان لرجم الشيطان!

تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT

في مشهد لا يخلو من مفارقة تثير العجب، وزير الإعلام في حكومة بورتسودان العائد من بريطانيا حيث التمدن والمؤسسات والنهج الديمقراطي ليُفاجئنا بخطاب أقرب إلى طقوس "رجم الأوثان"، بدلًا من تقديم خطاب دولة يليق بتجربته وخبراته. الوزير خالد الأعيسر الذي سبق أن سوق لنفسه بسيرة معرفية ومهنية محترمة، تمتد من جامعة بولتون في المملكة المتحدة إلى أروقة الإعلام العربي في كبريات الصحف والقنوات، شارك مؤخرًا في فعالية نُظمت تحت عنوان (رجم الشيطان)!! حدثنا (خاطبت اليوم مسيرة (حماة الوطن) التي نظمتها منظمة عتاب الثقافية تحت شعار (رجم الشيطان) وشاركت فيها جماهير غفيرة من مدينة بورتسودان.

جاءت المسيرة بهدف رجم دمية تمثل رمزية قائد المليشيات المتمرد، والتأكيد على رفض الشعب السوداني لعودة ميلشياته بأي شكل من الأشكال إلى الحياة السودانية. لقد انتهى عهد المليشيات وأعوانها ورعاتها بلا رجعة)!
وانتشر مقطع مصور للوزير وهو يفتتح مشهد "الرجم"، وسط مجموعة من المؤيدين الذين يعلو صوت تكبيرهم وزغاريدهم، في لحظة بدت وكأنها مسرحية شعبوية ساخرة لا تليق بمقام رجل دولة، لكنها تشبه حالات وزراء حكومة الحركة الإسلامية، أمثال الشهير (اللمبي) الجنرال عبد الرحيم محمد حسين لصيق المخلوع البشير ووزير الداخلية الأسبق، وبدعة خطة وزارته (الدفاع بالنظر)! لكن السؤال الجوهري هنا، أما كان الأجدر بوزير يحمل الجنسية البريطانية، ويحمل إرثًا من الخبرات الإعلامية الدولية، بدل التهافت في التمكين في السلطة، أن يوجه خطابه ومجهوده نحو رفع الوعي، لا الانزلاق في استعراضات لا تحل أزمة ولا توقف حربًا، ألم يكن من أولى أولوياته أن يُذكّر منظمي هذه الفعالية بخطورة انتشار السلاح وتعدد المليشيات، وأن يضع في مقدمة حديثه أهمية بناء السلام، وترسيخ العدالة، والتأسيس لخطاب يواجه جذور الأزمة، بدل هذه الجهالات؟ إن تشبيه "حميدتي" بالشيطان، وتجسيده في دمية، قد يبدو متنفسًا عاطفيًا، لكنه لا يعالج الدماء المسفوكة، ولا يعيد المهجّرين، ولا يُصلح الخراب الممتد على أرض الوطن، وأكثر من ذلك شيطنته واجرام ميلشياته مفهومة في اللحم والدم لدى من أُخرجوا من ديارهم، وأُريقت دماؤهم، وانتهُكت أعراضهم. وفي رجم دمية لن يجدوا المواساة.
والوزير بحكم موقعه وخبراته الإعلامية الراقية! يفترض أن يُسهم في إعداد الراي العام المستنير ببرامج ترفع من شأن العدالة وحقوق الإنسان، وأن يُحذّر من أخذ المواطنين بالشبهات، وأن يُسلّط الضوء على القضايا الكبرى، بحكم خبراته في المعيشة في بلدان المواطنة ذات الحقوق المتساوية، مثل الاختفاء القسري للمواطنين، وفيات المعتقلين، والتقارير التي وثّقت أسباب الوفيات داخل معتقلات الدعم السريع في سوبا، توثيق الشهادات الطبية، والكشف عن الكوادر التي أُجبرت على العمل تحت التهديد، والمعلومات التي انتشرت في وسائل الإعلام حول وفاة 78 شخصًا داخل المعتقل، كلها قضايا تمسّ جذور الأزمة وتهم أنسان السودان، وتُعنى بما يحفظ دماء الناس وكرامتهم. فها هو الوزير، صاحب العلوم المتعددة، يجمع في خطابه ما بين مفاهيم العوالم الحضرية... وعصور الجاهلية! بينما كان يُنتظر منه أن يُعلّم وأن يستبدل منصة الوعي بمنصة الرجم. فهل يعقل أن تتحول وظيفة الإعلام، لا سيما من موقع وزاري، إلى أداء تعبوي سطحي رجعي مهووس؟ أم هي سخرية الاقدار علي يد وزارة الأعيسر أعادتنا إلى هذا المشهد الكاريكاتوري... لنرجم الدمى بدل أن نرجم الفساد والعنف والجهل ونوقف الحرب.
إن رعونة الوزير وفرحته الطفولية برجم الدمية تؤكد، فعلاً، أن الإعلام والأقلام قد آلت إلى غير أهلها. فالشيطان الحقيقي لا يسكن في مجسّم بلاستيكي، بل يتجسّد في عبادة المناصب، والتشبّث بالكراسي على جماجم الضحايا، والخضوع لبطانة السلطة. وهي ذات المغريات التي استخدمتها الحركة الإسلامية لصناعة (حميدتي)، ولاتزال تصنع في المزيد من الميليشيات، وهي الاَن سوف تدفع بوافدٍ بلدان الحضارة إلى أن ينحني أمام الرعاع، فقط ليؤكّد ولاءه لحكّام بورتسودان.
يا سعادة الوزير في النهاية، لا تُقاس قيمة المسؤول بما يردده من شعارات أو بما يستعرضه من ماضٍ مهني، بل بما يقدمه من مواقف تتسم بالحكمة والرؤية والمسؤولية، لقد تعب الشعب السوداني طوال حكوماته المتعاقبة من الرموز والتجسيدات والدمى، والتكبير والتهليل الاجوف، وهو اليوم في أمسّ الحاجة إلى خطاب عقلاني، يُعيد للناس ثقتهم في مؤسساتهم، وفي رجالات دولتهم. أما أن يُختزل الصراع في دمية، وتُختزل العدالة والقصاص في رجم، فذلك ليس سوى محاولة يائسة لذرّ الرماد في العيون، والهروب من الأسئلة الحقيقية!

tina.terwis@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

في ذكرى 11 /أبريل : إبدال الكيزان وجه البشير بوجه البرهان المقنع

رسالة رقم [ 168] .

بقلم / عمر الحويج

كبسولة : رقم [1]

( كان الإسم المُغتَصَبة)

حلمها الثوار / يقتحمون القصر أرتالاً وأفواجا
ليس لجنة أمنية تُبَّدِل البشير بالبرهان ابدالا
غداً تزلزل الأرض من فوقهم وتحتهم زلزالاً
وهم يقتلعون لها السلطة من أولئك الأنذالا
الأشرار المغتصبين أوغادأ اشكالاً وألوانا
كما فعلوا بها إغتصاباً لها عنوة واقتداراً
غداً بثورتهم منهم يعيدون لشعبهم آمالا
رأتهم لها يستعيدون نضارتها والجمالا .

[ لا للحرب .. نعم للسلام .. والدولة مدنية ]

***

كبسولة : رقم [2]

( كان إسمه الروسي)

إصطفوا حول مرقده المقبري .. شهيدهم " الروسي"
كان في إنتظارهم معطرأ موشحاً بعلمه وهتافه الداوي
إلى القصر ..حتى النصر.. إلى القصر .. حتى النصر الراوي
بعدها عاد ثانية شهيداُ من جديد إلى مرقده الأول المقبري

[ لا للحرب .. نعم للسلام .. والدولة مدنية ]

***

كبسولة : رقم [3]

(كان إسمه محمد يوسف)

أوصاكم :
في "لايفه الحي"صوتاً وصورةً في غده إستشهد ذاك السلمي
أوصاكم :
في"لايفه الحي" لا تتصالحوا مع الموت في ميدانكم السلمي
أوصاكم :
في "لايفه الحي" نريدكم أحياء في المعركة بحشدكم السلمي

[ لا للحرب .. نعم للسلام .. والدولة مدنية ]

***

كبسولة : رقم [4]

عيدية البرهان لشعبه :
رسالة قرأها على الشعب مباركاً لهم تحرير البلاد بجهاد الإسلامويين
رسالة بعنوان " نقطة - سطر جديد" تأليف قائد العسكركوز صرفة .

عيدية البرهان لشعبه :
رسالة إلى الشعب مباركاً الإعلان النهائي لعودة الحكم للإسلامويين
بعد دحرهم " لثورة لديسمبر المصنوعة!! " وقبرها تحت الأرصفة .

[ لا للحرب .. نعم للسلام .. والدولة مدنية ]

***
omeralhiwaig441@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • تريند «دمية الذكاء الاصطناعي» يغزو مواقع التواصل.. ولكن هل يستحق كل هذا العناء؟
  • تغير إيجابي في لغة واشنطن وطهران لكن الشيطان يكمن في التفاصيل
  • في ذكرى 11 /أبريل : إبدال الكيزان وجه البشير بوجه البرهان المقنع
  • السيد الوزير :عبد الصمد قيوح يؤمن عودة المعتمريين لأرض الوطن بعد أزمة الطيران التي دامت لأيام
  • الاعيسر: السودان قدم قضيته العادلة امام ارفع محكمة في العالم وهو نهج حضاري متقدم
  • الحكومة السودانية تنفي إرسال مبعوث إلى إسرائيل
  • الإعيسر مبعوث الكيزان لرجم الشيطان!
  • رجم شيطان حميدتي .. دمية تجُر السخرية والضحك على وزير الإعلام السوداني “الإعيسر ” فيديو
  • اقتلاع الكيزان: الوهم والحقيقة (1 مكرراً من 2)