الأمم المتحدة: نصف سكان جنوب السودان يواجهون مستويات كارثية من الجوع
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
حذرت ممثلة برنامج الأغذية العالمي والمديرة القطرية في جنوب السودان، ماري-إلين ماكغروارتي من أن ما يقرب من 7.7 مليون شخص في جنوب السودان - أي أكثر من نصف السكان - يواجهون مستويات كارثية من الجوع، واصفة الوضع بأنه من بين الأسوأ منذ استقلال البلاد.
وفي إحاطة للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الأربعاء، أشارت ماكغروارتي إلى تصاعد العنف في منطقة أعالي النيل الكبرى خلال الأسابيع الأخيرة، مؤكدة أن الصراع والانقسامات السياسية والأمنية المتزايدة تضاعف من الوضع الإنساني الصعب واليائس.
وأوضحت أن القتال يدفع الناس والمجتمعات من ديارهم في أكثر المناطق ضعفا وانعداما للأمن الغذائي، وذلك بالتزامن مع دخول البلاد موسم العجاف السنوي الذي يبلغ فيه الجوع ذروته.
وكشفت المسؤولة الأممية أن 40% من هؤلاء الجياع موجودون في منطقة أعالي النيل الكبرى المتأثرة بتصاعد الصراع، حيث يعاني أكثر من 60% من السكان من انعدام حاد في الأمن الغذائي ولا يستطيعون تأمين وجبة واحدة لعائلاتهم يوميا.
وأكدت ماكغروارتي أن القتال في المنطقة أجبر ما يقرب من 100,000 شخص على الفرار من منازلهم، مما أدى إلى تعليق المساعدة الغذائية الإنسانية الضرورية لدرء الجوع الكارثي خلال موسم العجاف.
نهب المواد الغذائية يفاقم الكارثة
وأوضحت ماكغروارتي أن برنامج الأغذية العالمي اضطر إلى تعليق عملياته وأصبح غير قادر على الوصول إلى أكثر من 213,000 شخص في ست مقاطعات بسبب الصراع. وأشارت إلى أن هذه المجتمعات والعائلات محاصرة بالفعل في "آفة الجوع" بسبب تكرار العنف وتغير المناخ وغياب الاستقرار والتنمية في مناطق تعد من بين الأكثر بعدا في البلاد ويصعب الوصول إليها حتى في الظروف العادية. ومع تصاعد القتال، أصبح من المستحيل على البرنامج الوصول إلى هذه المناطق عبر النهر أو البر، حيث لا توجد طرق أو وسائل نقل مناسبة.
وأعربت عن أسفها للإبلاغ عن نهب أكثر من 100 طن متري من المواد الغذائية والإمدادات الغذائية، خاصة للأطفال الذين يعاني أكثر من 17% منهم من سوء التغذية في تلك المناطق. وشددت على أن هذه الموارد لا يمكن تعويضها وأن المخزونات الإنسانية في جنوب السودان مستنزفة بالفعل.
وحذرت ماكغروارتي من أن تفشي الكوليرا الذي يمثل تهديدا مميتا آخر يتفاقم مع استمرار الصراع وعدم الاستقرار وزيادة النزوح في منطقة أعالي النيل.
تأثير الحرب في السودان
بالإضافة إلى ذلك، لفتت المسؤولة الأممية إلى أن الحرب في السودان تدفع المزيد من الأشخاص إلى الفرار إلى جنوب السودان، حيث وصل حتى اليوم أكثر من 1.1 مليون شخص، العديد منهم عائدون ولاجئون وصلوا بلا شيء. كما أدت الحرب في السودان إلى تعطيل سلاسل الإمداد وارتفاع أسعار المواد الغذائية في الولايات المتاخمة للسودان بصورة كبيرة.
وفي الختام، قالت ماكغروارتي: "جنوب السودان ليس في وضع يسمح له بتحمل حرب أخرى. تصاعد الصراع مدمر بالنسبة للعائلات والمجتمعات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي... شعب جنوب السودان يستحق التحرر من الصراع والجوع، ويستحق اهتمامنا ودعمنا".
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: جنوب السودان أکثر من
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: نساء السودان يواجهن أسوأ أزمة إنسانية في العالم
بحسب الأمم المتحدة المعرضين للعنف القائم على النوع الاجتماعي تضاعف ثلاث مرات خلال أقل من عامين ليصل إلى 12.1 مليون شخص.
التغيير: وكالات
مع اقتراب دخول الحرب في السودان عامها الثالث، حذّرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة من أن النساء والفتيات السودانيات يتحملن العبء الأكبر في ظل ما وصفته بـ”أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، داعية إلى تحرك عاجل لتعزيز الدعم الموجه لهن وضمان تمثيلهن في جهود السلام.
وقالت الهيئة الأممية، في بيان صدر هذا الأسبوع، إن النساء والفتيات في السودان يعانين من انعدام شديد في الأمن الغذائي، وتواجهن مستويات مقلقة من العنف القائم على النوع الاجتماعي، إلى جانب محدودية الوصول إلى خدمات الصحة والتعليم وسبل كسب العيش. وأشارت إلى أن النساء يشكّلن الغالبية العظمى من بين 12 مليون نازح داخل السودان وخارجه.
وكشفت الهيئة أن عدد الأشخاص المعرضين للعنف القائم على النوع الاجتماعي تضاعف ثلاث مرات خلال أقل من عامين ليصل إلى 12.1 مليون شخص، مشيرة إلى أن العنف الجنسي المرتبط بالنزاع يُستخدم بشكل منهجي كسلاح حرب، رغم تدني مستويات الإبلاغ عنه مقارنة بالواقع على الأرض.
كما أوضحت أن نحو 80% من المرافق الصحية في مناطق النزاع باتت خارج الخدمة، ما أدى إلى ارتفاع حاد في وفيات الأمهات، وتراجع كبير في فرص الحصول على الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية للنساء والفتيات.
ورغم تلك التحديات، أكدت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن النساء السودانيات برزن كفاعلات رئيسيات في الاستجابة الإنسانية والدعوة للسلام، وهن يطالبن بتمثيل متكافئ بنسبة 50% في أي مفاوضات مستقبلية، مستندات إلى “إعلان كمبالا النسوي”، الذي أعدّته 49 مجموعة تقودها نساء.
وفي هذا السياق، قالت آنا موتافاتي، المديرة الإقليمية للهيئة في شرق وجنوب أفريقيا، إن النساء السودانيات يواجهن أشكالًا شديدة من العنف، بينما يُستبعدن منهجيًا من عمليات صنع السلام، رغم دورهن المحوري في تحريك الحياة السياسية في البلاد. وأضافت: “قوتهن استثنائية، ولكن لا يمكن، ولا ينبغي، تركهن يواجهن هذه الأزمة بمفردهن”.
ودعت الهيئة إلى وقف فوري لجميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، ومحاسبة الجناة، مشددة على ضرورة توفير التمويل الكافي للمنظمات النسائية المحلية، وضمان أن يكون صوت المرأة في صميم كل جهود التفاوض وإعادة الإعمار.
وختمت الهيئة بيانها بالقول: “من خلال العمل المشترك ووضع المرأة في قلب مسار التعافي، يمكن للسودان أن يتجه نحو مستقبل أكثر عدلاً واستقرارًا”.
الوسومآثار الحرب في السودان الأمم المتحدة نساء السودان