سواليف:
2025-04-13@07:47:51 GMT

ترامب: أحبه ويُحبني وتُحب مصالحه تحالفي

تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT

#ترامب: أحبه ويُحبني وتُحب مصالحه تحالفي

دوسلدورف/أحمد سليمان العُمري

في تصريح بدا صادما للكثيرين، قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب: «لديّ علاقة رائعة مع رجل اسمه #أردوغان، أحبه ويحبني، وهذا يُغضب وسائل الإعلام». هذا التصريح المقتضب لا يخلو من #دلالات_سياسية مركّبة تتجاوز لغة المجاملة، ليطرح أسئلة عميقة حول الخطاب السياسي الإسلامي الرسمي، وتناقضاته الجوهرية، لا سيما فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية.

الدهشة الأولى تنبع من أن ترامب لم يكن يوما طرفا محايدا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ بل كان أحد أكثر الرؤساء الأميركيين دعما لإسرائيل بشكل غير مشروط.

مقالات ذات صلة الأردن والولايات المتحدة: شراكة تتصدع تحت ضربات ترامب. 2025/04/08

في عهده، نُقلت السفارة الأميركية إلى القدس، واعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وبارك خطة تهجير الفلسطينيين في صفقة القرن. كيف إذن تنشأ علاقة «رائعة» بينه وبين أردوغان؟ الذي لا يترك منبرا إلا ويصرّح بعدائه لإسرائيل ومناصرته لغزّة، أليس هذا التناقض بحد ذاته يستحق الوقوف عنده؟

الحقيقة أن تصريح ترامب لا يخلو من أبعاد استفزازية متعمّدة، موجّهة إلى عدة جهات في وقت واحد:

أولا: الاستفزاز الإعلامي الغربي.

ترامب يعلم تماما أن الإعلام الغربي، لا سيما الليبرالي منه، ينتقد أردوغان بشدة بسبب سياساته الداخلية والخارجية، وخطابه الإسلامي، وموقفه من إسرائيل. فحين يقول ترامب إنه يحبه، فإنه يقلب الطاولة على ذلك الإعلام، ويعيد تعريف أردوغان لا كعدو للغرب، بل كشريك وظيفي رغم لغته المعارضة، وهذا بحد ذاته كافٍ لإرباك الخطاب الإعلامي الغربي، الذي طالما حاول تصوير أردوغان كخصم للمنظومة الدولية.

ثانيا: التعرّي السياسي لأردوغان.

تصريح ترامب يُسقط ورقة التوت عن الخطاب الذي يرفعه أردوغان تجاه إسرائيل وفلسطين، فالرجل، رغم نبرته العالية، لم يُقدّم على أي خطوة عملية تؤذي إسرائيل أو تحمي غزّة بشكل فعلي؛ العلاقات الاقتصادية قائمة، التنسيق الأمني مستمر بشكل غير مباشر، والتطبيع يتخذ شكلا ناعما لا يقل فاعلية عن التطبيع الصريح لبعض الأنظمة العربية. وعليه، فمحبة ترامب له ليست مفارقة حقيقية، بل منسجمة مع الأداء الفعلي لا النظري لأردوغان.

ملاحظة حول التجارة التركية – الإسرائيلية:

عند الحديث عن العلاقات الاقتصادية بين تركيا وإسرائيل، نجد أن حجم التبادل التجاري بين البلدين كان قد وصل في عام 2023 إلى حوالي 9.5 مليار دولار أميركي، وفقا لبيانات غرفة تجارة أنقرة، إذ كان يشمل صادرات تركية إلى إسرائيل تبلغ حوالي 5.42 مليار دولار، مع واردات من إسرائيل بحجم 1.5 مليار دولار.

ولكن يجب التنويه بأن هذه الأرقام تعود إلى فترة ما قبل قرار الحكومة التركية في مايو 2024 بتعليق جميع التعاملات التجارية مع إسرائيل في أعقاب التصعيد في قطاع غزّة.

هذا القرار كان جزءا من موقف سياسي احتجاجي من تركيا تجاه إسرائيل بسبب الهجمات على غزّة، ولم تُذكر أي تقارير مؤكّدة بشأن استئناف هذه التجارة حتى الآن.

ثالثا: رسالة مبطّنة للفلسطينيين.

ترامب بهذا التصريح يقول ضمنا: لا تُراهنوا على الشعارات؛ أردوغان يحب غزّة في خطابه، لكنه محبوب من رئيس دعم أكبر موجة قتل وتشريد في حق الغزّيين.

هذه المفارقة تكشف عن هشاشة الدعم الذي يُقدَّم للقضية الفلسطينية، وتُعرّي الخطاب الإسلامي الذي يتغذى على المظلومية لكنه لا يتحرّك حين تكون لحظة الفعل.

رابعا: كشف منظومة “الوظيفة” في العالم الإسلامي.

ترامب، رجل الصفقات، لا يرى في السياسيين إلا أدوات قابلة للاستخدام أو التفاوض، وحين يمتدح أردوغان، فهو يعترف ضمنا بأن الرجل يؤدي وظيفة لا تعارض المصالح الأميركية، حتى وإن غلّف خطابه بلغة الإسلام السياسي. وهنا يبرز المعطى الأخطر: لم يعد التناقض بين الأقوال والأفعال مجرّد ثغرة في الأداء السياسي، بل بات منهجا متكاملا تُبنى عليه شرعية أنظمة وتيارات.

خامسا: الخداع المتبادل بين القواعد والقيادات.

القاعدة الشعبية، خاصّة الدينية منها، لا تزال تأخذ الخطاب السياسي بجدية عاطفية، فتظن أن كل ما يُقال يُراد به فعل، بينما القيادات تستخدم الخطاب كشكل من أشكال التفاوض أو التغطية على السياسات العملية. ترامب، بخبرته التجارية، يدرك ذلك جيدا، ويُعلن أن ما يقال على المنابر لا يُحدد العلاقات، بل المصالح هي من تفعل ذلك.

الخطير في كل هذا أن ترامب ينجح في استخدام هذا التناقض لإرباك أكثر من طرف: الإعلام الغربي، الجماهير الإسلامية، النخب المؤيدة لأردوغان، بل وحتى المعارضة التي لم تعد تعرف من هو خصم من، ما بين «يحبني» و«أدعمه»، تنكشف هشاشة التحالفات القائمة على الخطاب لا المواقف.

ختاما

لا يمكن قراءة تصريح ترامب كجملة عابرة، بل هو تصريح مشحون بالدلالات السياسية المقصودة. إنه تعبير مُكثّف عن مرحلة سياسية تعيش على التناقضات، وتُدير ملفّاتها عبر شعارات كبرى مُفرغة من المعنى، تُرفع من إسطنبول وتُصافح من واشنطن. وبين الحب والقتل يتنقّلون بين تسويق الخطاب ووجع الواقع؛ تبقى غزّة وحدها الضحية، وهي التي تدفع الثمن غاليا.

Ahmad.omari11@yahoo.de

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: أردوغان دلالات سياسية

إقرأ أيضاً:

أردوغان: علاقاتنا بواشنطن ستزدهر بفضل صداقتنا الوثيقة مع ترامب

تركيا – أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن ثقته في أن العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة ستزدهر بكافة المجالات بفضل الصداقة الوثيقة التي تجمعه بنظيره الأمريكي دونالد ترامب.

جاء ذلك في كلمة له، الجمعة، خلال الافتتاح الرسمي لمنتدى أنطاليا الدبلوماسي، بنسخته الرابعة، والذي تشارك فيه وكالة الأناضول بصفة شريك إعلامي عالمي.

وقال الرئيس التركي: واثق أن علاقاتنا مع الولايات المتحدة ستزدهر بكافة المجالات خلال ولاية ترامب الثانية بفضل صداقتنا الوثيقة معه.

وأكد أن تركيا تولي أهمية كبيرة لتحقيق هدف 100 مليار دولار في التجارة مع حليفتها وشريكتها الاستراتيجية الولايات المتحدة.

الرئيس التركي أشار أيضا إلى امتلاك بلاده “علاقات تتمتع بتاريخ طويل” مع الاتحاد الروسي.

ولفت إلى أن هذه العلاقات تتطور يوما بعد يوم على أرضية متعددة الأبعاد.

وأكد عزم تركيا تعزيز تعاونها مع روسيا التي تتشارك معها نفس الجغرافيا، وذلك على أساس “المصالح المتبادلة والاحترام”.

وحول الحرب الروسية الأوكرانية، قال أردوغان، إن تركيا تولي أهمية كبيرة على إنهائها “عبر اتفاق سلام عادل ومستدام”.

وأشار إلى اتخاذ أنقرة العديد من الخطوات والمبادرات في هذا الخصوص، مستشهدا على ذلك بمبادرة البحر الأسود لشحن الحبوب، وتبادل الأسرى، ومبادرة إسطنبول.

وشدد أردوغان، على استمرار تركيا الحفاظ على موقفها “المتوازن والاستباقي” الذي قال إنها حافظت عليه منذ اليوم الأول للحرب.

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا” في شؤونها.

وعلى صعيد آخر، أكد الرئيس أردوغان، على بذل تركيا قصارى جهدها لضمان عدم تحول المنافسة التجارية التي تتصاعد من خلال الرسوم الجمركية إلى “حالة مدمرة”.

وأضاف أن تركيا و”بفضل اقتصادها المقاوم للصدمات” ستتمكن من تجاوز هذه الفترة “بنجاح”.

وفي 2 أبريل/ نيسان الحالي، أعلن ترامب، فرض رسوم جمركية قال إنها “متبادلة” على جميع دول العالم بحد أدنى يبلغ 10 بالمئة.

وقرر ترامب تطبيق رسوم بنسبة 34 بالمئة على الصين، و20 بالمئة على الاتحاد الأوروبي، و46 بالمئة على فيتنام، و24 بالمئة على اليابان، و26 بالمئة على الهند، و30 بالمئة على جنوب إفريقيا و37 بالمئة على بنغلاديش، و17 بالمئة على إسرائيل و10 بالمئة على تركيا، وبالنسبة نفسها على بريطانيا.

كما فرض رسوما بنسبة 10 بالمئة على كل من قطر والإمارات والسعودية ومصر والكويت والسودان واليمن ولبنان وجيبوتي وعُمان والبحرين والمغرب، فيما كانت سوريا الأعلى نسبة عربيا بـ41 بالمئة، والعراق 39 بالمئة، والجزائر 30 بالمئة.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • عوائد السندات.. القلق الاقتصادي الذي أربك حسابات ترامب
  • ما هو (MoCA) الذي تفوق فيه ترامب ...كل ما تود معرفته
  • أردوغان: إسرائيل إرهابية.. ولا يمكن لأحد أن يشوه نضال الشعب الفلسطيني
  • أردوغان: علاقاتنا بواشنطن ستزدهر بفضل صداقتنا الوثيقة مع ترامب
  • أردوغان يتهم إسرائيل بمحاولة "نسف الثورة" في سوريا
  • أردوغان: السكوت عن مجازر إسرائيل مشاركة في الجريمة
  • أردوغان: إسرائيل دولة إرهاب ولن نسمح بالمساس بأمن سوريا
  • أردوغان: إسرائيل تعمل على زعزعة الاستقرار في سوريا.. وتركيا لن تسمح بذلك
  • ترامب يستفتي قلبه بعد تصريح “المؤخرة”
  • ميريام فارس تكشف كواليس “لحبيبي”.. وتتصدّر الترند خلال 24 ساعة