موقع النيلين:
2025-04-12@22:38:30 GMT

قوى السودان الناعمة والشعب المُعَلِم

تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT

لفتة بارعة من قيادة منطقة الكدرو العسكرية، ومحلية بحري، وولاية الخرطوم، بترتيبهم الاحتفاء الشعبي والرسمي، بقامات الفن الوطني، وأساطين الموسيقى والشعر. وعلى رأس هؤلاء الأساتذة النور الجيلاني، وعبد القادر سالم، ورفاقهم من عباقرة الثقافة والتراث الوطني، ورسل السِلم المدني، وسفراء النغم الحادي، وينابيع قوى السودان الناعمة وبلا حدود.

فما يميز السودانيين، دون غيرهم من أهل الأرض، هو أنهم شعب أُطلق عليهم باكرا وحصريا لقب: “معلم الشعوب” و “مفجّر الثورات”، وباذل المهج رخيصة في سبيل عزته وسيادته، ومهلك الطغاة، ومدمر عتاة الغزاة، من لدن أبطاله الأفذاذ النابغين، كالفارس الكردفاني المغوار، إبراهيم وِدِّير، الذي كسر بسيفه مدفع جيش الغزو الخديوي في معركة بارا عام 1821م. وهو صاحب المنظومة الحماسية، والملحمة الوطنية، المتدفقة عزة وشرفا وإباء، والتي تظل وساما تاريخيا خالدا يرتسم على صدر كل سوداني:

” المدفع إن سِلِمتْ قَسمي..

وإن قُتلت وَسمي”..

فارتقى شهيداً في عليين، في ظلال وعيون، وجنات ومقام كريم. وبقي مدفع “ود ودِّير” بوسمه الموثوق رابضاً في متحف القوات المسلحة، رمزاً وأثراً يحكي أسطورة الأمة التي لا تقهر، والشعب الذي لا ينحني أمام الجوائح، ولا ينكسر أمام جيشان مراجل الأضغان، والأحقاد الفاشية، وتآمر الباطل المسنود بذل الإرتزاق، وسوءات الغدر، وخذلان اللئام ومنكري مناقب الإحسان.

وتستمر بطولات أهل السودان وجساراتهم، واحتقارهم للموت، عندما تمتحن عزتهم، ويلتمس الأوباش المأجورين من فجاج الأرض، النيل من شرفهم الباذخ. وعندها يكون ردهم جاهرا بالحسم القاهر، والإنتقام الجاسر، بالضرب على هامات عتاة الغزو المنتفشين بالحقد والصلف، لاستعباد الشعوب وقهرها ونهب مواردها.

فسطرت صفحات تاريخ الغزو الأجنبي مصارع البغاة العتاة على أرض السودان، وتظل دوما صفحات مفتوحة تضمّنت أسماء محتلين وغزاة بغاة صُرعوا فمرغت أنوفهم، وقُطعت رؤوسهم، من أمثال إسماعيل باشا وهكس وغردون واستيوارت، والعديد من أذيالهم التابعين.

فمن نوابغ أبطال أهل السودان، وشيوخهم الأباة النابغين، إبان الحقبة الاستعمارية، الشيخ ود جاد الله الكاهلي، الملقب بـ” كسار قلم ميكميك” لأنه كسر قلم المفتش الاستعماري بمكتبه، عندما توعده بصلف طاغ بشطب إسمه من سجل مشيخة القبيلة، التي ورثها من أجداده كابرا عن كابر، فأبى وأنكر قوله، ورفض قراره، فكسر قلمه، ولسان حاله : اقضِ ما أنت قاض، فلن نُذل لأحد، ولن نُهان، ولن نركع لقلم غازٍ جبان.

هذا هو عين ما يضيفه اليوم أبناء السودان الأشاوس المعاصرون في سجل الأجداد والآباء الأماجد اليوم في معركة الكرامة والشرف والتحرير.

ومن تلقاء ذلكم فيتعين أن يُصحَح تاريخ السودان في مناهج كافة المراحل الدراسية، من لدن مرحلة الروضة وحتى الشهادة الجامعية، ومن يرسب في مادة تاريخ السودان، فليس جديرا ولا مؤهلا للحصول على الشهادة السودانية.

فالشعوب تبني تاريخها بمجاهداتها وملاحمها، وتختار دساتيرها وأنظمة حكمها من قيّمها الراسخة، وتراثها الجمعي، وتؤكد على ممسكات وحدتها وتعض عليها بالنواجذ.

هذا ما حدث بعد الثورة الفرنسية عام 1789م، وما حدث بعد الحرب الأهلية الأمريكية عام 1862م وما حدث في جنوب أفريقيا بعد انهيار نظام الفصل العنصري (الأبارثيد) عام 1994م.

وها قد آن أن تتشكل الإرادة الوطنية الجامعة لأهل السودان، بتعديل دستوره الحالي، ليستوعب طبيعة وشكل الدولة المعاصرة، وطراز الحكومة التي يريدون، وتحديد أنموذج إدارتها، بما يخاطب أشواق وآمال شعب السودان الجمعية، ويستوعب شراكتهم الشمولية القاعدية في إدارة بلادهم، وعلى كافة مستويات السلطة، وبعدالة اقتسام الثروة، وتوازن التنمية، وبسط الحكم الراشد والفيدرالية الديمقراطية.

د. حسن عيسى الطالب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

تعرف على تاريخ الاحتفال بعيد أحد الشعانين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يعود تاريخ الاحتفال بعيد “أحد الشعانين” إلى القرنين الثاني والثالث في مصر، حيث كان يُحتفل به في بداية الأمر كعيد لنهاية الصوم الأربعيني المقدس، دون أن يكون له علاقة مباشرة بأسبوع الآلام. وفيما بعد، أظهرت المخطوطات القديمة التي تعود إلى القرن الرابع والخامس في أورشليم أن عيد أحد الشعانين أصبح مرتبطاً بأسبوع الآلام ومفتتحاً له.


الطقس القديم لعيد أحد الشعانين

وفقاً لما جاء في موسوعة “Ecclesiastical Dictionary”، فإن تاريخ الاحتفال بعيد أحد الشعانين غير مؤكّد. 

ومع ذلك، تؤكد بعض المصادر أنه كان يُحتفل به في الشرق منذ القرن الخامس الميلادي، بينما لم يُحتفل به في الغرب قبل القرن السادس. في هذا السياق، سجلت الراهبة “إيجيريه” في كتاباتها خلال زيارتها للأماكن المقدسة في العقدين الأخيرين من القرن الرابع، أقدم وصف لطقس أحد الشعانين في أورشليم، الذي يتضمن مسيرة المؤمنين بدءاً من كنيسة القيامة وصولاً إلى جبل الزيتون.


 

 الاحتفال في القرن الخامس

في القرن الخامس، كان الاحتفال بعيد أحد الشعانين قد انتشر في أديرة مصر وسوريا، حيث كان الرهبان يتنقلون إلى البرية خلال فترة الصوم، ويعودون إلى أديرتهم في يوم أحد الشعانين للاحتفال بإنهاء الصوم المقدس.


 

 انتشار الطقس في الكنائس الشرقية

مع مرور الوقت، انتشر طقس أورشليم بشكل واسع، وأصبح أحد الشعانين عيداً عظيماً في الكنائس الشرقية. أصبح هذا العيد يمثل احتفالاً بانتصار المسيح، حيث يتم استقبال “الملك الممسوح” الذي يدخل مدينة الكنيسة لينشر الحب والفرح والسلام بين المؤمنين.


 

دخول عيد الشعانين إلى مدينة الرها

يقال إن الاحتفال بعيد أحد الشعانين دخل مدينة الرها في فترة تولّي الأسقف “بطرس” كرسي الأسقفية في سنة 498م، أو ربما قبله على يد الأسقف “قورا” الذي سبقه في المنصب.


 انتشار الاحتفال في القرون اللاحقة

في القرن الخامس الميلادي، انتشر الاحتفال بعيد أحد الشعانين في كنائس الشرق وفقاً لشهادات القديس ساويرس الأنطاكي، حيث كان هذا العيد يمثل جزءاً من الحياة الدينية في العديد من الكنائس. وعادة الطواف بالسعف، التي تعتبر جزءاً مهماً من الاحتفال، دخلت على الأرجح في القرنين الثامن والتاسع.


 

ذكر الأغصان والزيتون في النصوص الدينية

تذكر نصوص قديمة مثل “كتاب المدائح” للبطريرك القديس ساويرس الأنطاكي توزيع الأغصان والزيتون في طقس هذا العيد. 

كما أُلقيت العديد من الخطب عن عيد أحد الشعانين من قبل شخصيات دينية بارزة مثل برقلوس بطريرك القسطنطينية (434- 446م)، ومار أفرام السرياني، ويعقوب السروجي.

مقالات مشابهة

  • تعرف على تاريخ الاحتفال بعيد أحد الشعانين
  • بلدية الأصابعة: على المواطنين عدم الهلع من الأخبار المتداولة عبر صفحات التواصل الاجتماعي
  • صفحات مجهولة من حياة المستكشف البريطاني هوارد كارتر
  • سقوط «مبتز السوشيال ميديا» في بورسعيد.. استغل صفحات وهمية لابتزاز الفتيات والرجال
  • الكثير من الفظاعات التي مارسها الجنجويد في السودان مارسها اهل الخليج ضد اقرب الاقربين (1)
  • خرطوم ما بعد التحرير من الجنجويد
  • الدورات الصيفية.. أداة لتربية جيل واعٍ في مواجهة تحديات الحرب الناعمة
  • الحملة المنظمة لإزالة صفحات شباب البراء بن مالك من مواقع التواصل الإجتماعي
  • أميركا تقرر مراقبة صفحات المهاجرين على منصات التواصل الاجتماعي