تايمز تتهم إيران بنقل صواريخ بعيدة المدى لمليشيات موالية لها في العراق
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
ذكرت صحيفة "تايمز" البريطانية أن إيران نقلت صواريخ بعيدة المدى إلى وكلائها في العراق للمرة الأولى.
وزعمت الصحيفة أن "طهران تعزز وجودها في المنطقة من خلال تزويد ميليشيات شيعية قوية في العراق بكمية جديدة من الأسلحة، مما يُفشل الآمال بأن إيران ستسحب دعمها مع استعدادها لدخول مفاوضات مع الولايات المتحدة حول برنامجيها الصاروخي والنووي".
ونقلت مراسلة الصحيفة في "إسرائيل" غابرييلا وينغر عن مصدر استخباراتي إقليمي قوله إنه تم نقل الأسلحة الأسبوع الماضي، وهي المرة الأولى التي تمتلك فيها ميليشيات موالية لإيران في العراق صواريخ أرض-أرض بعيدة المدى. وأفادت المصادر أن عملية التسليم رتبتها "قوة الجو التابعة للحرس الثوري الإيراني".
غير أن مصادر أخرى أفادت بأن نوعين آخرين من الصواريخ، هما صاروخ "قدس 351" المجنح وصاروخ "جمال 69" البالستي، تم تهريبهما إلى العراق الأسبوع الماضي. وكان مدى هذين الصاروخين أقصر بكثير من الصواريخ الجديدة أرض-أرض، التي يمكن نشرها لاستهداف مواقع بعيدة تصل إلى أوروبا.
وقال مصدر استخباراتي إقليمي: "نقلت إيران مؤخرا صواريخ إلى الميليشيات الشيعية في العراق، بما في ذلك نماذج جديدة ذات مدى أطول، لم يتم تسليمها لهذه الميليشيات من قبل. إنها خطوة يائسة من الإيرانيين، تعرض استقرار العراق للخطر".
وأشارت "تايمز" إلى أن "العراق يضم جماعات مسلحة انفصالية موالية لإيران، تعود جذورها إلى حكم صدام حسين، وتتبنى موقفا معاديا للولايات المتحدة، خاصة منذ الغزو الأمريكي عام 2003، حيث نفذت هجمات دامية. ففي كانون الثاني/ يناير 2023، قتلت ميليشيا كتائب حزب الله ثلاثة عسكريين أمريكيين في الأردن، فردت الولايات المتحدة بضربة بطائرة مسيرة أودت بحياة قائد الميليشيا أبو بكر السعدي، مما دفع المجموعة إلى تعليق الهجمات لتجنب إحراج الحكومة العراقية".
الجدير ذكره أن هذا التقرير يتناقض مع تقارير صدرت هذا الأسبوع عن مسؤولين وقادة عراقيين قالوا إن الميليشيات المدعومة إيرانيا في العراق "مستعدة لنزع سلاحها" لتجنب صراع محتمل مع أمريكا. وأكد سياسي شيعي رفيع مقرب من الحكومة العراقية لوكالة "رويترز" أن هذه الجماعات تنوي الاستجابة لمطالب واشنطن بنزع السلاح لتجنب استهدافها.
وقال عزت الشهبندر: "الجماعات لا تتعنت ولا تصر على الاستمرار في شكلها الحالي"، مضيفا أن المناقشات بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وعدد من قادة الميليشيات "متقدمة جدا".
غير أنه بعد وقت قصير من نشر هذه التصريحات، أفاد مصدر سياسي عراقي لوسيلة الإعلام المملوكة سعوديا "العربية" أن الجماعات المسلحة رفضت في الواقع نزع سلاحها. وقال مصدر دبلوماسي في المنطقة لصحيفة "التايمز": "المحاولات التي شوهدت خلال الـ48 ساعة الماضية لتصوير أن الميليشيات تنزع سلاحها هي خدعة".
وأضاف: "الميليشيات العراقية تعرف ما تفعله وتخشى المعارضة الداخلية العراقية. هناك نقاشات في العراق، بين السياسيين وحتى على وسائل التواصل الاجتماعي، ضد استيراد مشاكل إيران إلى أراضيهم. إنهم ينظرون إلى لبنان ويحاولون تجنب مصيره".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية إيران صواريخ العراق العراق إيران صواريخ المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی العراق
إقرأ أيضاً:
مسرحية إيرانية عنوانها إخفاء الميليشيات
آخر تحديث: 10 أبريل 2025 - 10:29 صبقلم: فاروق يوسف إلى وقت قريب كان شعار “وحدة الساحات” هو اللازمة التي يرددها زعماء الميليشيات في العراق في محاولة منهم لتأكيد ولائهم المطلق للإستراتيجية الإيرانية في المنطقة القائمة على تصعيد روح المقاومة ضد إسرائيل دعما لحركة حماس التي لا تخفي تبعيتها للسياسة الإيرانية التي تبين فيما بعد أنها تقوم على مبدأ التضحية بالأتباع في حرب، هي مسؤولة عنها غير أنها في الوقت نفسه ليست طرفا فيها. ذلك ما انتهى به الحال في غزة وفي لبنان بعد أن تمكنت إسرائيل من قتل وتصفية زعماء وقادة عسكريين وسياسيين في حزب الله وحركة حماس من غير أن تفعل إيران سوى ما كان يصدر عنها من إنكار لعلاقتها بما كان يحدث. لقد صار واضحا بعدما جرى في غزة ولبنان أن إيران مستعدة للتخلي عن أتباعها الذين هم وكلاؤها في حربها المفتوحة ضد العالم إذا ما شعرت أن النار صارت قريبة منها وقد تشب فيها في أيّ لحظة. وإذا كانت قد فعلت ذلك في زمن الديمقراطي جون بايدن فكيف بها اليوم والرجل الذي يحكم في البيت الأبيض سبق له أن فرض عليها عقوبات مشددة بعد أن انسحب من الاتفاق النووي وهو اليوم يتوعّدها بالشر إذا ما ركبها العناد وأصرت على عدم الإنصات لنصيحته في القبول بمفاوضات ينتج عنها نمط جديد من العلاقات في المنطقة لا تتسيد فيه إيران على دول أخرى. من حق إيران أن تخاف من ضربة إسرائيلية أميركية خاطفة تفقدها أعز ما تملك وهو مشروعها النووي. غير أنها خائفة أكثر بسبب شعورها بأن حربا تُشنّ عليها ولن يقف معها أحد قد تؤدي إلى انهيار نظامها السياسي. ذلك ما لا يمكن القبول به ثمنا لأكثر الأشياء قداسة. فلو خُيّرت إيران ما بين مذهبها الديني الذي يُقال إنها خطه الدفاعي الأول وبين نظامها السياسي لاختارت نظامها وتخلت عن مذهبها. وليس صوابا القول إن إيران دولة مبادئ. الصحيح أنها دولة مصالح سياسية. لذلك فإنها مستعدة للتخلي عن كل شيء مقابل الحفاظ على نظامها السياسي الذي هو عنوان انتصار إمامها الخميني ليس على الشاه وحده، بل وأيضا على المذهب الشيعي الذي لا يحبذ قيام دولة شيعية في ظل استمرار غياب الإمام الحجة. كانت إيران الولي الفقيه دائما حبيسة خرافتها. وظفت كل شيء من أجل أن تظل تلك الخرافة قائمة. والخرافة الإيرانية هي مزيج من الغرور والتعالي الفارسيين الممزوجين بكراهية تاريخية للعرب إضافة إلى مرويات ملفقة بطريقة مضحكة كما لو أنها جزء من حكاية موجهة للأطفال. ولسوء الحظ وبسبب تهاون النظام السياسي العربي وتهافته نجحت إيران في اختراق عقول أبناء بيئات عربية معينة بخرافتها، خرافة مجدها التليد وقوتها في الزمن الحالي. كل الذين غيبهم الموت في حربي لبنان وغزة كانوا مبهورين بالصنيع الخرافي الإيراني. كانت إيران التي حفرت قبورهم بيدها بالنسبة إليهم هي الأمل والمستقبل. خذلت إيران أنصارها، بل خدمها في غزة ولبنان وستخذلهم قريبا في اليمن. غير أن ذلك لم يكن السبب الذي دفع زعماء الميليشيات العراقية التابعة للحرس الثوري الإيراني إلى الإعلان عن قرب تفكيك وحل الميليشيات التي يقودونها عن طريق نزع سلاحها وإذابة أفرادها في الجيش العراقي. يمكن قراءة الموضوع على أنه جزء من مسرحية طرفاها الحرس الثوري الإيراني من جهة ومن جهة أخرى الحكومة العراقية. ففي الوقت الذي أمر فيه الحرس الثوري تلك الميليشيات بالكف عن رفع شعارات الجهاد نجحت الحكومة العراقية في إقناع زعمائها بضم أفرادها إلى الجيش العراقي من غير أيّ نوع من الممانعة وهو ما لم يحدث من قبل. فالميليشيات وحسب تصريحات سابقة لزعمائها تقف مع إيران في كل الأحوال حتى لو شنت حربا على العراق. إيران خائفة بعد أن استلمت قيادتها رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الواضحة في تبنيها خياري الحرب والسلم بالدرجة نفسها. ولأنها صارت على بينة من أن كل شيء من حولها قد يتدهور فتفلت الأمور من يدها بشكل نهائي قررت وبشكل عاجل أن تضع الحكومة العراقية في خدمة مخطط دهائها الذي يتطلب إخفاء الميليشيات التابعة لها. ذلك هو واجب الحكومة العراقية التي ستكون حريصة على القيام بدورها حسب السيناريو المرسوم لها من قبل إيران. لا ميليشيات في العراق. تلك سخرية واضحة واستخفاف علني بعقل العالم. ولكن لنرى ما الذي ستقوله الولايات المتحدة؟