الجزيرة:
2025-04-13@06:02:33 GMT

خبراء يحذرون من حرب اقتصادية عالمية

تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT

خبراء يحذرون من حرب اقتصادية عالمية

حذر خبراء دوليون من تحول المواجهة التجارية بين واشنطن وبكين إلى "حرب اقتصادية عالمية"، حيث تعهدت الصين بعدم التراجع أمام سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحمائية، بينما دافع مسؤولون أميركيون عن التعريفات الجمركية.

وقال الرئيس ترامب -أمس الأربعاء- إنه سمح بوقف مؤقت مدته 90 يوما، للتعريفات الجمركية التي فرضها على عشرات الدول، باستثناء الصين التي رفع نسبة الرسوم الجمركية عليها إلى 125%، بعدما كانت 104%.

وشمل قرر وقف الرسوم الجمركية المضادة 90 يوما الدول التي لم ترد على الرسوم الأميركية، في حين زاد الرسوم على الصين التي أعلنت مزيدا من الإجراءات الانتقامية.

وقال نائب رئيس مركز الصين والعولمة الدكتور فيكتور غاو -خلال برنامج "مسار الأحداث"- إن بلاده لن تتراجع أمام سياسات الرئيس ترامب التجارية.

وتعهد بأن تقاتل الصين حتى النهاية إذا أراد الرئيس ترامب الحرب التجارية، مضيفا أن بلاده ستواصل الدفاع عن مصالحها وحماية مبادئ التجارة الحرة، محملا الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن خلق أزمة مع العالم، وليس مع الصين فقط.

انتهاك قواعد التجارة

وأدان غاو ما وصفها بإستراتيجية "الضغوط القصوى" التي تنتهجها الإدارة الأميركية، مؤكدا أن الصين لن تخضع يوما لمثل هذه الضغوط، واتهم الولايات المتحدة بتقويض النظام العالمي القائم على القواعد، وأنها "تحول النظام التجاري إلى نظام مقلوب رأسا على عقب".

إعلان

وبحسب غاو فإن بلاده اتخذت "موقفا دفاعيا بحتا"، حيث ردت على التعريفات الأميركية بتعريفات انتقامية بطريقة متناسبة متماثلة، متعهدا بأن تواصل بكين الرد بالمثل على أي تعريفات جديدة تفرضها واشنطن، وقال إن هذا النهج يعكس إستراتيجية صينية واضحة في مواجهة ما وصفه بالسلوك الأميركي المتسلط.

وشدد غاو على أن الوقت قد حان لواشنطن لتعتبر نفسها دولة من بين دول العالم وتتخلى عن اعتبار ذاتها القوة المسيطرة، محذرا من أن الاستمرار في هذه السياسات قد يؤدي إلى خسارة سيطرة الدولار الأميركي، وعدم عودة الوظائف في مجال التصنيع إلى الولايات المتحدة

وأكد نائب رئيس مركز الصين والعولمة أن بكين تتبنى رؤية بديلة للنظام التجاري العالمي، تقوم على معاملة منصفة بين الدول، بعيدا عن ممارسة التهديدات والضغوط.

توجس أوروبي

وفي موازاة الموقف الصيني الحازم، رأى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف الدكتور حسني عبيدي أن ما يجري حاليا هو تحول كبير يستجد لأول مرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وأشار عبيدي إلى أن بعض المحللين باتوا يتحدثون صراحة عن "حرب عالمية ثالثة اقتصادية وليست عسكرية"، مما يعكس خطورة المرحلة الراهنة.

وبخصوص الرد الأوروبي على السياسات الأميركية، أوضح عبيدي أن الاتحاد الأوروبي يتبنى نهجا تدريجيا ومدروسا، حيث سيكون الرد الأوروبي الرسمي على 3 مراحل زمنية متتالية:

الرد الأول على التعريفة 20% بالنسبة للدول الأوروبية من يوم أمس الأربعاء. الرد الثاني سيكون في شهر مايو/أيار. الرد الثالث سيكون في شهر ديسمبر/كانون الأول.

واعتبر عبيدي هذا التدرج بأنه يعكس نوعا من الحكمة من قبل الاتحاد الأوروبي في التعامل مع الأزمة الراهنة.

إستراتيجية تفاوضية وليست فوضى

وفي المقابل، دافع نائب رئيس تحرير الواشنطن تايمز تيم كونستانتين بقوة عن سياسة ترامب، معتبرا أنها "إستراتيجية تفاوضية" مدروسة وليست مجرد خلق للفوضى كما يصورها خصومه.

إعلان

وبحسب كونستانتين فإن الرؤية الإستراتيجية للرئيس ترامب هي جعل دول أخرى في العالم تعيد النظر بطريقة عملها مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي يستخدم التعريفات كأداة ضغط تفاوضية لتحقيق اتفاقات تجارية أفضل للجميع على المدى البعيد.

وردا على الانتقادات الصينية التي طرحها غاو، اتهم كونستانتين الصين بأنها "لم تلعب يوما بطريقة منصفة"، مستشهدا بالتعريفات المفروضة على الصادرات الأميركية التي تتراوح بين 40% و70%، والتي اعتبرها دليلا على عدم التكافؤ في العلاقات التجارية بين البلدين.

مخاوف من التداعيات

ومن زاوية أخرى، حذر الدكتور عبيدي من انعكاسات الأزمة الإستراتيجية على مستقبل العلاقات الدولية، مشيرا إلى أن أوروبا قد اكتشفت مع أزمة أوكرانيا، أن التحالف مع أميركا الذي امتد منذ الحرب العالمية الثانية إلى اليوم أصبح هزيلاً.

ورأى عبيدي أن الأزمة الحالية، رغم سلبياتها، تمثل فرصة تاريخية للدول الأوروبية من أجل بناء اقتصاد أوروبي لا يعتمد في النهاية على الولايات المتحدة الأميركية.

وانتقد المقاربة الأميركية الجديدة تجاه الاقتصاد العالمي، مؤكدا أن النظام الليبرالي بُني أساسا على التفريق بين السياسة والاقتصاد، "بينما نشهد اليوم تداخلا كبيرا بين السياسة والاقتصاد في المقاربة الأميركية".

وحذر من أن لب المشكلة هو قضية المؤسسات، حيث إن "ترامب معروف بأنه لا يؤمن بالمؤسسات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية والأمم المتحدة،"، وهو ما رآه عبيدي وضعا خطيرا يهدد الاقتصاد العالمي في المرحلة الراهنة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: لا إستراتيجية في حرب غزة ولا مؤشر على استسلام حماس

تناولت صحف عالمية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وذكر بعضها أن اجتثاث حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يتطلب سنة وربما سنوات، وأن المدنيين يعانون من أجل الحصول على الطعام.

فقد نقلت صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية عن مصادر في الجيش أن القضاء على حركة حماس بشكل كامل "قد يتطلب سنة وربما سنوات".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: تفاصيل الـ18 ساعة التي غيرت رأي ترامب بالتعريفات الجمركيةlist 2 of 2بوتين يستهدف "عدوا غربيا" جديدا: عبدة الشيطانend of list

وذكرت المصادر أن التركيز حاليا "ينصب على المقاتلين المتبقين في مدينة رفح"، مشيرة إلى أن حماس "قد يكون لديها ما يصل إلى 25 ألف مقاتل، وهو ما يطيل عملية اجتثاثها".

وفي يديعوت أحرونوت، قال الكاتب مايكل ميلشتاين إن الإنجازات العسكرية التي حققتها إسرائيل في غزة "تتآكل بسبب إصرارها على القتال الطويل دون إستراتيجية واضحة".

وعزا الكاتب هذا الأمر جزئيا إلى أن مناقشة إستراتيجية الحرب "من شأنها أن تسبب معضلات صعبة وتفرض قرارات قد تزعزع استقرار حكومة بنيامين نتنياهو"، مشيرا إلى أنه "لا توجد أي مؤشرات على استسلام حماس".

كفاح من أجل الطعام

أما صحيفة "واشنطن بوست"، فركزت على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الرافضة لتحكم إسرائيل في إدخال المساعدات لقطاع غزة.

ووصفت الصحيفة حديث غوتيريش عن تحول غزة لميدان قتل بـ"القوي"، ونقلت عن مدنيين في القطاع أنهم "يكافحون من أجل العثور على طعام".  كما نقلت عن أطباء أنهم يضطرون إلى رفض معالجة المرضى بسبب نقص الإمدادات اللازمة لعلاجهم.

إعلان

وكان غوتيريش أكد أن على إسرائيل تحمل مسؤولياتها كدولة احتلال، وقال إن الأمم المتحدة لن تشارك في أي ترتيب لا يحترم القانون الدولي وحقوق الإنسان.

أنطونيو غوتيريش خلال إحدى جلسات الأمم المتحدة (الجزيرة) مأزق اليمن

وفي تعليق على العمليات العسكرية التي تشنها القوات الأميركية ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، كتب رامون ماركس في مجلة "ناشيونال إنترست" أن الحوثيين "وضعوا الولايات المتحدة في مأزق إستراتيجي، ولم يتركوا لها خيارات ناجعة".

واعتبر المقال أن إطالة أمد الصراع تلحق أذى بمصداقية واشنطن التي "قد تصل إلى مرحلة لا تجد أمامها سوى التصعيد بشكل أكبر ضد الجماعة اليمنية أو مواجهة انتكاسة جديدة شبيهة بما حدث في أفغانستان".

مستنقع التعريفات الجمركية

وفي آخر تطورات صراع التعريفات الجمركية الذي بدأه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نشرت مجلة "فورين أفيرز" مقالا لآدم بوسن قال فيه إنه من السهل تجرع الهزيمة في الحروب التجارية، وإن الاقتصاد الأميركي سيعاني أكثر من نظيره الصيني.

واعتبر الكاتب أن إدارة ترامب "تشرع في خوض تجربة اقتصادية ستؤدي قريبا إلى مستنقع"، مرجحا أن يقوض هذا الأمر الثقة في مصداقية الولايات المتحدة وكفاءتها  بالداخل والخارج.

وفي السياق نفسه قالت صحيفة "غارديان" في افتتاحيتها إنه "لا منتصر في الحرب التجارية الشرسة التي أطلقها ترامب"، واصفة الأمر بأنه "لعبة تعتمد على من يتحمل مزيدا من الألم".

وأضافت الصحيفة أن الصين "ستعاني من اضطرابات بسبب الرسوم الجمركية المشددة، لكنها لن تكون حزينة تماما، وهي ترى قصة كبيرة واعدة، تتمثل في تراجع الهيمنة الأميركية".

أما صحيفة "واشنطن تايمز"، فقالت إن كبار قادة الحزب الديمقراطي طالبوا في سنوات سابقة بفرض رسوم جمركية متبادلة خصوصا على الصين بسبب سياساتها التجارية غير العادلة.

إعلان

ولفتت الصحيفة إلى أن رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، حثَّت سنة 1999 على فرض رسوم جمركية انتقامية ضد الصين، وإلى أن النائب بيرني ساندرز أبدى أسفه عام 2008  لعدم وجود رسوم جمركية مرتفعة في الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • خبراء يحذرون: الحرب التجارية الأمريكية على الصين قد تدمر إفريقيا
  • خبراء يحذرون من ركود اقتصادي جراء حرب تكسير العظام بين أمريكا والصين (شاهد)
  • الرد الصيني جاء مدوّياً .. وترامب يشعل فتيل المواجهة التجارية الكبرى
  • الحرب التجارية تشتعل: الصين تفرض رسوما جديدة على السلع الأميركية
  • الصين ترفع الرسوم الجمركية على السلع الأميركية إلى 125%
  • كيف تأثرت مصر برسوم ترامب الجمركية والحرب التجارية مع الصين؟.. خبراء يجيبون
  • تقليص امدادات النفط الى الصفر.. الصين تبدأ أولى خطوات الرد على “جمركية ترامب” 
  • البيت الأبيض: الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين تبلغ 145%
  • صحف عالمية: لا إستراتيجية في حرب غزة ولا مؤشر على استسلام حماس
  • بدء سريان رسوم الصين الجديدة على السلع الأميركية وبكين تحذر