10 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: في بلدٍ أنهكته الأزمات، ووسط مشهد مصرفي تتزاحم فيه التحديات مع التعقيدات السياسية، أعلنت الحكومة العراقية نيتها دمج مصرفي الرافدين والرشيد، في خطوة تُسوّق على أنها حجر الأساس لإصلاح مصرفي واسع النطاق.

لكن هذا الإعلان لا يأتي في فراغ، بل في لحظة حساسة يشهد فيها الاقتصاد العراقي صراعًا صامتًا بين ضغوط دولية لوقف تدفق الدولار نحو الخارج، وتطلعات داخلية لتحرير القطاع المالي من بيروقراطيته الثقيلة.

وأعلنت الحكومة العراقية عن مشروع جديد يهدف إلى دمج مصرفي الرافدين والرشيد، وهما من أكبر المصارف الحكومية في البلاد، ضمن خطة إصلاح شاملة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي. وذكرت أن هذه الخطوة تأتي في سياق “خريطة طريق” لإصلاح الاقتصاد الوطني وتعزيز التنمية المستدامة.

ما بين ضغوط أميركية متزايدة على الدولار العراقي، وحاجة مُلحّة لشمول مالي أوسع، تقف الحكومة العراقية عند مفترق طرق حرج: إما أن تنجح في إعادة هيكلة أكبر مصرفين حكوميين ليشكّلا منصة انطلاق نحو نظام مالي حديث، أو أن تفشل في مشروع طموح قد يفضي إلى مزيد من التشظي وانعدام الثقة، فبين تعقيدات البنية التحتية والموارد البشرية الضعيفة، تتوارى تحديات أعمق، من غياب الشفافية إلى هشاشة الرقابة.

يبدو المشروع ظاهريًا كخطوة جريئة، لكنه في الواقع مغامرة قد تفتح أبوابًا غير متوقعة، ما لم يُصغ بإحكام على قاعدة مؤسسية وتشريعية واضحة. فهل تملك الدولة العراقية رفاهية التجريب في أهم أدوات سيادتها المالية؟ وهل سيعبر هذا الدمج من كونه مجرّد “ورقة إصلاحية” إلى بنية فعلية تعيد الثقة إلى الشارع العراقي؟

عامر العضاض، مستشار رئيس الوزراء والمدير التنفيذي لخلية إدارة الإصلاح، صرح بأن المشروع جزء من سياسة استراتيجية أكبر تشمل دعم رأس المال البشري وتوفير بيئة قانونية وتنظيمية جاذبة. وأكد أن البنك الدولي يدعم المشروع، في حين أشار خبراء مصرفيون إلى استعانة الحكومة بشركة “Oliver Wyman” لتقديم خارطة تقنية للدمج تشمل إعادة تقسيم مصرف الرافدين وإنشاء كيان جديد يُدمج تدريجيًا مع الرشيد.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

الإعلان عن مشروع دولي لتعزيز الأمن المائي في دلتا تُبن بمحافظة لحج

أعلن وزير المياه والبيئة توفيق الشرجبي، أن مجلس إدارة صندوق التكيف مع تغير المناخ اعتمد تمويلاً جديدًا بقيمة 9.9 مليون دولار أمريكي، لتنفيذ مشروع يهدف إلى تعزيز القدرة على التكيف مع شح المياه والفيضانات في دلتا تُبن بمحافظة لحج.

 

واعتبر الوزير المشروع خطوة محورية في دعم جهود الحكومة اليمنية لمواجهة آثار التغير المناخي، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.

 

وأكد على توسيع الشراكة مع المؤسسات الأممية والدولية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز صمود المجتمعات الأكثر هشاشة.

 

وسيركز المشروع على تطبيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية، من خلال إدخال تقنيات ذكية لرفع كفاءة منظومة مياه الشرب، بالإضافة إلى اعتماد أنظمة ري حديثة تساهم في ترشيد استخدام المياه، وتخدم المجتمعات الزراعية في دلتا تُبن، التي تُعد من أكثر المناطق تضررًا من التغيرات المناخية في اليمن.

 

وسيُنفذ المشروع بالشراكة بين وزارة المياه والبيئة وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat)، وبالتنسيق مع الجهات الوطنية المعنية.

 

ويهدف المشروع إلى بناء القدرات المؤسسية والمجتمعية، وتعزيز المرونة المناخية في قطاع المياه، بما يدعم الأمن المائي ويقلل من آثار الأزمات البيئية المستقبلية.


مقالات مشابهة

  • محمد الجبوري: إنصاف المقاول العراقي من الحكومة يعزز القدرات العراقية
  • الإعلان عن مشروع دولي لتعزيز الأمن المائي في دلتا تُبن بمحافظة لحج
  • الصدر يُربك الساحة العراقية بتأرجحه بين “التحديث” والمقاطعة
  • رئيس الوزراء يتفقد مشروع "مارينا 8" بالعلمين الجديدة.. صور
  • لمتابعة نسبة الإنجاز.. رئيس الوزراء يتفقد مشروع مارينا 8
  • “حلبجة” و”التربية” على طاولة البرلمان العراقي الاثنين
  • في العراق.. مدير عام الأمن العام التي رئيس الحكومة العراقي وهذا ما تم بحثه
  • ريفييرا الشرق الأوسط مشروع أميركي للتهجير القسري بغزة
  • الكشف عن مشروع جديد في البرلمان العراقي لتعديل قانون الانتخابات
  • البرلمان العراقي يوصي الحكومة بإرسال قانون الخدمة المدنية وتثبيت العقود