شبكة انباء العراق:
2025-04-13@07:12:44 GMT

كيف قرات ( قصة حبك) في حضرة حزب الشهداء

تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT

بقلم : فالح حسون الدراجي ..

شرّفني الحزب الشيوعي العراقي بدعوة كريمة للحضور، والمشاركة بقصيدة في الحفل المركزي الذي أقامته اللجنة المركزية يوم السبت الماضي، بمناسبة الذكرى الحادية والتسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي.

ولأني لم أشارك في الاحتفالات المركزية للحزب منذ فترة طويلة سوى بالأغنيات أو الأوبريتات، لأسباب عديدة، من بينها عدم وجودي في العراق أثناء إقامة الاحتفالات الخاصة بذكرى التأسيس، وأسباب أخرى ليس مهماً ذكرها .

.

لذا فقد بات حضوري ومشاركتي بقصيدة جديدة بالنسبة لي، أمراً مهماً بل وضرورياً جداً ..

ورغم أن الدعوة وصلتني قبل حوالي ستة أيام من موعد الحفل الكبير، وهو وقت قصير لا يتناسب والمشاركة بقصيدة جديدة في ذكرى ميلاد حزب ذي تاريخ طويل وعريض من النضال والمجد والتضحيات، والشهداء، مثل الحزب الشيوعي العراقي، فقد وافقت في سرّي حالاً دون أن أحسم الأمر مع الرفيق. أقول هذا، وأنا أعلم أن الحزب وجمهوره يعرفان أني كتبت أغنية للذكرى الحادية والتسعين أدتها المطربة الموهوبة بيدر البصري، ولحنها الفنان المبدع علي بدر، ويعرفان أيضاً أني ومعي زملائي في جريدة الحقيقة نعدّ عدداً خاصاً بهذه المناسبة العزيزة، وهذا يعني أن لي أكثر من مشاركة في هذا العيد، وليس مطلوباً مني أكثر من هذا، لكن كتابة قصيدة جديدة وقراءتها في حفل الحزب المركزي، شرف كبير، وأمر لابد منه، مهما كانت ظروفي ومهما كان عدد مشاركاتي بهذه السنة .. وهنا اود أن أشير إلى قضية يعرفها الشعراء حتماً، مفادها أن شعورين ينتابان أيَّ (شاعر ) قبل أن يفتح بوابة القصيدة، و يدخل جحيمها، ويكتوي بنار معاناة كتابتها التي لاترحم أبداً.. وأول هذين الشعورين، شعور ينبثق من لاوعي الشاعر، وهو هاجس تصعب السيطرة عليه، وتستحيل قيادته.. وأعتقد أن القسم الذي ينتجه ويصنعه مثل هذا الشعور، هو الأحلى والأكثر شاعرية في كل قصيدة، لأنه مولود من تراكم قصائد عدة لم تكتب بعد، ومن صور شعرية وفنية، ورغبات عاطفية ظلت مخزونة في صندوق اللاوعي، تنتظر لحظة الانفجار، والخروج إلى النور في أية صدفة تأتي..

أما الشعور الثاني، أو لنقل الأمر الثاني، فهو المتعلق بفكرة القصيدة، وهدفها، والغاية المكتوبة لأجلها، أو المناسبة التي ستكتب لمصلحتها، أهي سياسية مثلاً، ام عاطفية، ام حربية، أم ثمة نوع وغرض آخر ..

وهذا الشعور يتحكم به الوعي والعقل والحساب.

لذلك، وحين اجتمع عندي هذان الشعوران سوياً، وأدركتهما بحاسية الخبرة والتجربة، وحرارة القلب، مع ( شَدَهٍ ) وتيه ( بال )، تأكدت من أن ثمة قصيدة حقيقية قادمة لامحال .. قصيدة ( تستحقها ) هذه المناسبة الغالية والعزيزة. فقمت في الحال بالاتصال بالرفيق الذي تكرم بتوجيه الدعوة لي، وأخبرته بشكل قاطع عن استعدادي التام للمشاركة وقراءة قصيدة في حفل الحزب المركزي يوم السبت 5 نيسان.

لقد قررت الموافقة على المشاركة بقصيدة جديدة قبل أن أكتب بيتاً واحداً منها، وهو أمر لم أفعله من قبل قط.. وهنا أصبح لزاماً أن أكتب قصيدة جديدة، فاخرة، زاهرة، تكون علامة فارقة من علامات الحفل، بحيث تترك أثراً دالاً في وجدان الحضور، وهذا لن يحصل برأيي إن لم تصل هذه القصيدة إلى أعماق بحر مشاعري، وتغوص فيه، لتغرف مما به من هموم وحب وآلام، ووفاء وعطاء ثر لهذا الحزب الجميل، وأن تترجم عذابات صبري الطويل، ولا بأس في أن تمر ولو مراً خفيفاً على نافذة العتب الودي .. ( فالعتب مع المحبوب مرغوب ) بشرط أن يأتي كل ذلك بلغة فنية شعرية وصور جديدة مؤطرة ومعطرة بالمعاني الزكية ..

ولا أخفي عليكم فقد توقفت طويلاً قبل أن أبدأ بكتابة القصيدة، إذ ماذا سأقول عن حزب فريد في تاريخ الشهادة، وأية لغة أكتب بها عن حزب بات مقياساً تقاس به النزاهة والشرف ونظافة اليد .. وماذا ستكتب وتقرأ أيها الشاعر في حضرة حزب فهد وسلام عادل وجمال الحيدري وهندال وستار خضير وشمران الياسري وجواد العطية وخيون حسون وخالد حمادي وعايدة ياسين وسعدون وكامل شياع وغيرهم من نجوم العراق المضيئة..؟!.

ثم ماذا ستقرأ وأنت تقف أمام جمهور شيوعي ذواق ورفيع و (سمّيع)، له آراء نقدية معروفة في قضية الشعر، ناهيك من أن هذه المنصة كان قد وقف خلفها فطاحل الشعر العراقي التقدمي بفرعيه الشعبي والفصيح ..

وامام هذه الاشتراطات، قررت أن تكون قصة حبي الطويلة مع الحزب الشيوعي، هي قصيدتي التي سأقرؤها في حفل الحزب المركزي، شرط أن أكتبها دون إضافة أو إنقاص، ودون تزويق، وتلميع، وتدليس.. وإذا ما كتبت هذه القصة بشكل فني وشعري صادق، فإنها ستنجح نجاحاً كبيراً حتماً، لأن الصدق هو أقصر الطرق للوصول إلى قلب المتلقي، ناهيك من أن في صدر ووجدان وتاريخ كل واحد من هذا الجمهور الحاضر، قصة حب شيوعية تشبه قصة حبك، إن لم تكن أكبر حجماً، وأكثر عشقاً ووجعاً وإثارة من قصتك أنت..

ولأن قصة حبي كُتبت على ضوء هذه المعاني، وقُرئت في حفل الحزب الباهر، ولأنها تشبه قصة حب أغلب الجمهور الحاضر .. فقد نَجحتْ !

فالح حسون الدراجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الحزب الشیوعی فی حفل الحزب قصیدة جدیدة

إقرأ أيضاً:

ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 50.886 شهيدًا

المناطق_واس

ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 50.886 شهيدًا، و115.875 جريحًا، معظمهم من الأطفال والنساء.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بوصول 40 شهيدًا و146 جريحًا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة الماضية، مؤكدةً وجود آلاف الشهداء تحت ركام المنازل والبنايات السكنية المدمرة في مناطق متفرقة من القطاع.

أخبار قد تهمك ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 50.752 شهيدًا 7 أبريل 2025 - 5:31 مساءً استشهاد 13 فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة 6 أبريل 2025 - 11:34 مساءً

مقالات مشابهة

  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 50,933 شهيدًا
  • العدوان على غزة.. استشهاد 3 فلسطينيين في قصف خيمة للنازحين
  • تشييع جثماني الشهيدين قصي وعبدالرؤوف العربجي في حجة
  • غرق 18 فدانًا بطرح النهر بالشهداء بالمنوفية
  • معظمهم من الأطفال والنساء.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 50,933 شهيدًا 
  • الجيل الديمقراطي يدشن وحدات حزبية جديدة بالدقهلية.. ويعلن الجاهزية الكاملة للانتخابات البرلمانية المقبلة
  • مفاجآت إسرائيلية جديدة عن حزب الله.. ماذا كُشف؟
  • 6 شهداء بينهم أطفال ونساء في قصف على منزل بخان يونس
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 50.886 شهيدًا
  • إذاعة فرنسا: اتهامات بالفساد تطال مؤسسة "القرض الحسن" التابعة لحزب الله كشفت إذاعة فرنسا الدولية عن فضائح مالية جديدة تطال حزب الله، في ظل الانهيار الاقتصادي الحاد الذي يشهده لبنان، لتضع مؤسسة "القرض