(الجزيرة)

هو رائد الإصلاح الشيخ محمد رشيد رضا الذي سلطت حلقة (2025/4/9) من برنامج "ّموازين" الضوء على حياته وعلى مشروعه الفكري والإصلاحي، الذي لم يقتصر تأثيره على العالم العربي بل امتد إلى دول إسلامية أخرى.

ولد الشيخ رضا في قرية القلمون عام 1865، وهي قرية تقع على شاطئ البحر المتوسط من جبل لبنان. وينتمي إلى أسرة شريفة يتصل نسبها بالحسين بن علي رضي الله عنه.

وكان أبوه علي رضا شيخا للقلمون وإماما لمسجدها، فعني بتربية ولده وتعليمه فحفظ القرآن، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب ونبغ في صباه.

وبعد مرحلة التكوين في لبنان رحل الشيخ رضا إلى القاهرة، حيث رأى أن مصر ميدانا فسيحا للإصلاح والعمل مع شيخه الإمام محمد عبده، الذي بقي بصحبته 7 سنين.

التأثر بالشيخ محمد عبده

احتدمت في عصره المعارك الفكرية بين تيارين، تيار يقاوم الدعوة إلى التجديد والإصلاح، وآخر يدعو إلى تجاوز التعليم الديني واللحاق بالحداثة الغربية، فاتخذ الشيخ رضا صحيفة المنار منبرا لمقاومة التيارين وبيان الخلل الذي يكتنفهما.

وحول مساره الفكري، يقول أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة قطر الدكتور أحمد إبراهيم أبو شوك إن التقاء الشيخ رضا بالشيخ حسين الجسر الذي كان يعتبر من علماء تلك الفترة الأجلاء أعطاه مساحة أن يفكر في الجانب الذي يختص بعلاقة العلوم الدينية أو الإسلامية بالعلوم الدنيوية أو العلوم التي أتت إلى المشرق من الغرب الأوروبي.

إعلان

وجمع الشيخ رضا بين الجانب الفقهي والجانب الصوفي، وانتقل من تزكية النفس إلى القضايا المرتبطة بالجانب الشرعي وبالتشريع السياسي، الذي يرتبط بالشيخين محمد عبده وجمال الدين الأفغاني، كما يوضح أبو شوك.

ويشير أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة لوفان الدكتور عمر رياض إلى أن الشيخ رضا ذهب إلى مصر والتقى الشيخ محمد عبده في منطقة عين شمس في القاهرة، وتحدث معه عن فكرة الإصلاح وفكرة إنشاء مجلة، وكتب أول عدد من مجلة المنار في المسجد المجاور لمنزل الشيخ محمد عبده.

ويقول أبو شوك إن مصر كانت حاضنة لعدد من المجلات، لكن الشيخ رضا كان يرى أن هناك فراغا يجب أن يملأ، لأن المجلات الموجودة في مصر كلها ذات توجهات علمانية، ومعظم المحررين لا ينتمون للفكر الإصلاحي الإسلامي، فكان يعتقد أن مجلة المنار يمكن أن تسد هذا الفراغ.

وكان الشيخ محمد عبده -يضيف نفس المتحدث- حريصا على ألا تدخل المنار في مجال السياسة، لذلك مالت الأعداد الأولى منها إلى قضايا محاربة البدع والخرافات والعودة إلى العقيدة التوحيدية، إضافة إلى قضايا وحدة الأمة والتعليم، لكن بعد وفاة الشيخ محمد عبده أخذت المنار منحا آخر ومالت للحديث عن السياسة وعن تأثير الاستعمار وقضايا الخلافة لاحقا.

ويذكر أن العدد الأول من مجلة المنار صدر عام 1898، واستمرت إلى سنة 1935، وجرى جمعها في 33 مجلدا، وضمت 160 ألف صفحة. وقد حرص الشيخ رضا على تأكيد هدفه من المنار، وهو "الإصلاح الديني والاجتماعي للأمة وبيان أن الإسلام يتفق والعقل والعلم ومصالح البشر وإبطال الشبهات الواردة على الإسلام".

ملامح المشروع

وعن ملامح المشروع الفكري للشيخ رضا، يلفت الدكتور رياض إلى أن الراحل كان مشغولا بفكرة انحطاط العالم الإسلامي، وكان يرى مثل ما كان الشيخان جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده يريان أن انحطاط العالم الإسلامي يتلخص في 3 محاور: الاستعمار، فساد الحكام، وجمود العلماء، وكان يحارب على هذه الجبهات. كما أن المشروع الفكري للشيخ رضا لم ينطبق على مصر أو العالم العربي، بل كان يمتد للعالم الإسلامي، مثل إندونيسيا ودول جنوب شرق آسيا.

إعلان

وعن مدى امتداد الحركة الإسلامية المعاصرة اليوم للمشروع الفكري للشيخ رضا، يؤكد الدكتور رياض أنه لا يوجد أي ذكر في مجلة المنار لحسن البنا ولا لجماعة الإخوان المسلمين، لكنه يكشف أن والد حسن البنا، الشيخ عبد الرحمن البنا الساعاتي نشر مسند الإمام أحمد في مطبعة المنار، وهناك مراسلات في الأرشيف بين الشيخ رضا ووالد البنا.

ويضيف أن الشيخ رضا حينما ذهب إلى مصر جاب القرى لتكوين نواة لحركة إسلامية إقليمية في مصر، وأن "حسن البنا قد أخذ بعض هذه الأفكار وهذه التفاعلات والتحركات ووضع بها نواة الإخوان المسلمين".

9/4/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الشیخ محمد عبده الشیخ رضا

إقرأ أيضاً:

وزير صحة الخرطوم يقف على حجم الدمار الكبير والتخريب الذي الحقته المليشيا المتمردة بمستشفى بن سينا

وقف دكتور فتح الرحمن محمد الأمين مدير عام وزارة الصحة ولاية الخرطوم الوزير المكلف يرافقه دكتور محمد الشريف محمد الحسن رئيس الجمعية السودانية لرعاية وتوطين زراعة الكبد والاعضاء الخيرية والوفد المرافق له، والدكتور محمدادريس المدير العام لمستشفى بن سينا على حجم الدمار الكبير والتخريب الذي الحقته المليشيا المتمردة بمستشفى بن سينا التخصصي بالخرطوم والذي طال جميع الأقسام بالنهب والتدمير .وأعرب دكتور فتح الرحمن عن حزنه بعد إكمال جولته على المستشفى وتلمس حجم التدمير الكبير الذي شمل كافة أجزاء المستشفى، وارجع حزنه لسبب أن أيدي المليشيا عبثت بقلعة رائدة في الجهاز الهضمي في السودان، ، وأضاف (كنا نحن جزء من تكوينها وتطويرها) وزاد كان هدفنا مزيد من التطوير على أن تصبح مركزاً تخصصياً لشمال وغرب افريقيا .وبعث وزير الصحة ولاية الخرطوم برسالة في بريد دكتور علاء الدين نقد الطبيب والناشط السياسي بأنه كان عليه أن يوظف التأهيل العلمي الذي تلقاه في السودان في المؤسسات العلمية وللطلاب بدلا من التوجه السياسي الذي أدى إلى تدمير السودان، وبرسالة أخرى لكل أطباء السودان في العالم مناشدا لهم بالتحلي بالمهنية العالية بدعم السودان وتوفير الخدمات الطبية لإنقاذ الشعب السوداني الشعب الصابر الشعب الكريم الذي يستحق أن نخدمه حفاة على حد تعبيره .وناشد دكتور محمد الشريف محمد الحسن رئيس الجمعية السودانية لرعاية وتوطين زراعة الكبد والاعضاء الخيرية المجتمع المدني والقطاع الخاص والعام ورجال الأعمال دعم النفرة الكبرى التي تقوم بها الجمعية بغرض البدء مباشرة في إعمار أبن سينا لتعود لتقديم الخدمات النوعية للمواطنين وحتى تكون رائدة في السودان وأفريقيا .يذكر أن مستشفى بن سينا كان يقدم أفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية للمرضى من خلال تشخيص وعلاج الحالات المستعصية في الجهاز الهضمي والتخصصات الاخرى، فضلا عن تدريب الكوادر الطبية والفنية وطلاب الدراسات العليا والاختصاصين، ويضم المستشفى مراكز قومية للبحوث والتطوير العلمي والتدريب .سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «أبوظبي للتنقل»: إلغاء السرعة الدنيا على طريق الشيخ محمد بن راشد
  • الفيصل الزبير يفتتح مشواره بالمركز الثالث في "الكأس الذهبية" من "تحدي جي تي" العالمي
  • أحمد داود أفضل ممثل عن الهوى سلطان من مهرجان جمعية الفيلم
  • فيفي عبده تكشف موقفا إنسانيا جمعها بـ محمد هنيدي عام 1994
  • من هو عبد الله البلوشي الذي شكره محمد بن راشد على حسن وداعه لمسافرة
  • وزير صحة الخرطوم يقف على حجم الدمار الكبير والتخريب الذي الحقته المليشيا المتمردة بمستشفى بن سينا
  • كأنك العيد والباقون أيام.. الأعياد الإسلامية في الشعر العربي
  • الشيخ حمدان بن محمد يشارك أول صور مع ابنته ⁧‫الشيخة هند‬⁩ ..صور
  • نوح غالي: مصر لن تُحارب إلا لحماية أمنها القومي
  • عبده يحيى يقود هجوم غزل المحلة أمام سموحة