يمانيون:
2025-04-13@15:28:22 GMT

كيف يدير العالم حربه القذرة على غزة؟

تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT

كيف يدير العالم حربه القذرة على غزة؟

يمانيون../
أصبحت تصريحات القادة والمسؤولين في مختلف أنحاء العالم بشأن الجرائم التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي في غزة تكرارًا مفضوحًا وسردًا مملًا، خاليًا من أي معيار أخلاقي أو مبدأ عدالة أو شعور إنساني.

أقوالٌ رنانة وعباراتٌ منمقة، فيما الأفعال تأتي على النقيض التام، فتقف مع القاتل وتكاد تضع الضحية في قفص الاتهام، بذلك، يغدو العالم بأسره شريكًا في جريمةٍ كبرى تتواصل فصولها في عناء غزة، إلا من رحم ربي.

المشهد العام بارد، والكلمات فاترة، والرسائل تافهة لا تحمل سوى المزيد من التهريج في مسرح السيرك الإجرامي، حيث بات “التهجير” مرادفًا جديدًا في قاموس المعتوه “ترامب” لمفهوم “الحرية”، في أعقاب لقائه مع شقيقه في الإجرام “نتنياهو”.

اللقاء كشف عن توافقٍ فجّ على ما سُمّي “التهجير الطوعي”، والذي يُمارَس فعليًا كجريمة تهجيرٍ قسري تحت ضغط الإبادة، مع توصيف حماس على أنها “شر مطلق” يجب استئصاله، والحديث عن تحويل غزة إلى “منطقة حرية” بعد نقل سكانها.

“ترامب”، الذي لا يرى في غزة أكثر من “قطعة عقارية” مغرية، يتجاهل بحر الدم المسفوك كما لو كان ماءً جاريًا لا وزن له، بينما ينشغل بـ”قلق” مصطنع على مصير الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة.

ويسعى جاهدًا لعقد صفقة تبادل أسرى قبل زيارته المرتقبة للمنطقة، لا سيما السعودية، فيما يصر نتنياهو على أن تكون الصفقة جزئية لا تنهي الحرب، لأن نهاية الحرب تعني سقوط حكومته الحائرة، لذا، يتزايد الضغط على الوسطاء لدفع حماس نحو تنازلات تخدم شروط الاحتلال.

نتائج اللقاء أكدت أنه لا انتصارات تُذكر لنتنياهو عند عودته، ولا امتيازات سياسية، بل مجرد “صفقة لمن يدفع أكثر” وفق استراتيجية ترامب التجارية المعتادة.

ولعل عقلية الرجلين لا تدرك تعقيدات المنطقة ولا حساسياتها الدينية والتاريخية، ويظنان أن “المزيد من القوة” يحقق النتائج، في تجاهل لحقيقة أن الإخضاع بالقوة لا يولد إلا المزيد من المقاومة والثورة، وأن اتساع النظرية الأمنية الإسرائيلية سيقود إلى انفجار واسع في المنطقة.

الاعتماد على نماذج التطبيع الرسمية في العالم العربي يمثل مأزقًا كبيرًا ومضللًا حتى للجمهور الأمريكي والإسرائيلي، حيث يبدو أن المشروع الصهيوني يندفع إلهيًا نحو نهايته، فيما المنطقة تستعد لصدامات كبرى يكون فيها الاحتلال هو الخاسر الأكبر.

أما تصريح ترامب عن “محبته لأردوغان” فيعكس صورة صارخة للعجز؛ إذ لم ينجح الأخير في توظيف تلك العلاقة لوقف حرب الإبادة المتواصلة على غزة منذ أكثر من عام ونصف، ويبدو عجزه اليوم أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، وهو تقصيرٌ لا يُمكن التغاضي عنه، خاصة وأنه ينتمي إلى مدرسة فكرية تستهدفها آلة الحرب الصهيونية في غزة، ورغم ذلك لم يتجاوز أداؤه دائرة الشجب والخطابات.

هذه هي الحقيقة المؤلمة؛ في معظم البلدان العربية والإسلامية لا يوجد إلا ضجيج بلا أثر، ومظاهرات لا تهدف إلا لتسكين الضمير لدى من بقيت لديهم مشاعر لم تمت بعد، وبات العالم بأسره وعلى ما يبدو وكأنه ينتظر من نتنياهو أن “يتكرم” بوقف حرب الإبادة، وكأن ذلك شأنه الشخصي، في مفارقة عجيبة وساخرة تنضح بالخزي والعار.

أما التقارير العبرية، كمثل ما نشرته “يديعوت أحرونوت” عن نية جيش الاحتلال إدخال مساعدات إلى غزة، فليست أكثر من دعاية رخيصة هدفها تلميع صورة الاحتلال وتلمّس الأعذار له ولأصدقائه على الجانب الأخر من المعابر، بينما الحقيقة تؤكد أن الحصار لا يزال قائمًا، وأن لا مؤشرات جدية لأي انفراج قادم.

حتى هذه اللحظة، لم تتلقَ حماس أي مقترحات من الوسطاء حول تهدئة أو صفقات، ولا عقدت لقاءات مع فتح، ولا توجد ترتيبات أو تواريخ محددة، ومع ذلك، تبدي الحركة انفتاحًا مسؤولًا على أي حوار وطني جاد يوحد الصف ويعزز الموقف الفلسطيني.

وهي في كل طرحٍ واقعي تعاملت بجدية، متمسكة بأولوياتها الواضحة: وقف العدوان، إنهاء الحصار، وقف المجازر، إنقاذ الشعب، ثم دعمه واستعادة كرامته.

غزة، بإرثها الجهادي وتضحياتها البطولية، باتت رمزًا عالميًا للصمود والثبات، ومصدر إلهام لكل مشروع تحرري، أثبتت قدرتها على صياغة رؤية كفاحية ثورية موحدة، مؤكدة حاجة الأمة إلى مشروع سياسي ثقافي جامع يعيد لها اعتبارها ودورها في معركة الوعي والتحرر، مشروع منهاجه القرآن ومسيره الجهاد.

عبدالقوي السباعي| المسيرة

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

غزة - الاحتلال يستهدف أكثر من 4 آلاف منزل ومنشأة مزودة بالطاقة الشمسية

قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ، مساء السبت 12 أبريل 2025 ، إن الاحتلال الإسرائيلي استهدف أكثر من 4 آلاف منزل ومنشأة مزوّدة بأنظمة الطاقة الشمسية ضمن سياسة ممنهجة لتدمير مصادر الكهرباء البديلة في قطاع غزة.

بيان صحفي رقم (790) صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة 

الاحتلال "الإسرائيلي" يستهدف أكثر من 4000 منزل ومنشأة مزوّدة بأنظمة الطاقة الشمسية ضمن سياسة ممنهجة لتدمير مصادر الكهرباء البديلة في قطاع غزة

يواصل الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكاب جرائمه بحق المدنيين والبنية التحتية في قطاع غزة، في سياق حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من 18 شهراً متواصلاً، حيث شنّ قصف همجي واعتداءات جوية وبرية ممنهجة استهدفت آلاف المنازل والمنشآت المدنية، وتحديداً تلك المزوّدة بأنظمة للطاقة الشمسية، كمصدر بديل للتيار الكهربائي، في محاولة لإبادة ما تبقى من مقومات الحياة في جميع محافظات قطاع غزة بلا استثناء.

وقد أسفرت هذه الغارات الوحشية عن تدمير أكثر من 4000 منزل ومنشأة تحتوي على أنظمة الطاقة الشمسية، التي تُعدّ الشريان الحيوي لتأمين الكهرباء البديلة، وتشغيل الأجهزة الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية، وآبار المياه، ومحطات التحلية، والجامعات، والمدارس، والمخابز، والمصانع، والمرافق المنزلية الأساسية، وغيرها من القطاعات الحيوية. ويُشكّل هذا الاستهداف ضربة قاسية لمصدر الطاقة البديل الذي اعتمد عليه السكان في قطاع غزة في ظل انقطاع الكهرباء المتواصل منذ أكثر من 550 يوماً بفعل الحصار المتصاعد وحرب الإبادة والعدوان المستمر.

ويأتي هذا الاستهداف الممنهج في إطار تهديدات متكررة صدرت عن مسؤولين ووزراء في حكومة الاحتلال "الإسرائيلي"، من أبرزهم وزير الدفاع "الإسرائيلي"، الذي توعّد علناً باستهداف كل مصادر الطاقة في قطاع غزة، بما فيها الطاقة الشمسية، في مسعى واضح لإعادة القطاع إلى "العصور البدائية"، وهو ما يُعدّ جريمة حرب مكتملة الأركان وفق القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.

إننا نؤكد أن هذه الجرائم تشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وخرقاً فاضحاً لأبسط المبادئ الإنسانية، وتندرج ضمن سياسة الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال "الإسرائيلي" ضد أكثر من 2.4 مليون إنسان فلسطيني في قطاع غزة.

وبناء على ذلك، فإننا نود التأكيد على ما يلي:

أولاً: نطالب المجتمع الدولي، ومؤسسات الأمم المتحدة، وخاصة مجلس حقوق الإنسان، بتحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، والعمل الفوري على وقف حرب الإبادة الجماعية والعدوان المستمر على المدنيين والمنشآت الحيوية في قطاع غزة.

ثانياً: ندعو المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية إلى توثيق هذه الجرائم وتقديمها للمحاكم والمحافل الدولية، والعمل الجاد على محاسبة قادة الاحتلال "الإسرائيلي" وملاحقتهم على جرائمهم ضد الإنسانية.

ثالثاً: ندعو الجهات المانحة والمؤسسات الإغاثية إلى توفير بدائل سريعة وآمنة لأنظمة توليد الطاقة، لتعويض المتضررين، وضمان استمرارية الخدمات الأساسية في قطاع غزة، لا سيما الصحية والتعليمية والمائية والبيئية والغذائية.

رابعاً: إن صمت العالم عن هذه الجرائم الممنهجة هو مشاركة فعلية في الإبادة الجماعية والعدوان، ونحمّل الاحتلال "الإسرائيلي" المسؤولية الكاملة عن التداعيات الإنسانية الكارثية لهذه السياسات الإجرامية، كما نحمّل الإدارة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا المسؤولية المباشرة عن استمرار هذه الجرائم، نتيجة دعمهم اللامحدود للاحتلال سياسياً وعسكرياً، وتوفيرهم غطاءً دولياً لجرائمه ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية 4 شهداء في قصف خيمة تؤوي نازحين شمال غزة بالفيديو: كتائب القسام تبث مقطع فيديو للجندي عيدان ألكسندر صحة غزة: وصول مستشفيات القطاع 26 شهيدا آخر 24 ساعة الأكثر قراءة اليونيسيف : أكثر من مليون طفل في غزة حرموا من المساعدات مقتل مواطن جنوب جنين 5 ملفات يبحثها نتنياهو مع ترامب الاثنين المقبل سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الأحد عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يجبر أكثر من 800 فلسطيني على إخلاء منازلهم بطولكرم
  • غزة - الاحتلال يستهدف أكثر من 4 آلاف منزل ومنشأة مزودة بالطاقة الشمسية
  • ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 1,563 منذ استئناف الاحتلال حربه على القطاع
  • روسيا: ترامب يفهم صراع أوكرانيا أكثر من أي زعيم أوروبي
  • ضبط شخص يدير مخزنا خاصا بإحدى الصيدليات للإتجار فى الأدوية المهربة جمركيا
  • الجراد الصحراوي يهدد الأراضي الزراعية.. أكثر الحشرات تسببًا للضرر في العالم
  • تحليل لـCNN: هل ينجح ترامب في حشد حلفاء خلال حربه التجارية مع الصين؟
  • ترامب: نتواصل مع حماس وإسرائيل ونقترب من إعادة المحتجزين في غزة
  • “حماس”: ما يجري برفح محاولة بائسة لتحقيق إنجاز عسكري بالإبادة
  • حماس تعقب على العملية الإسرائيلية في رفح ومحور فيلادلفيا 2