هل التنقيب عن الغاز يساهم في حل أزمات لبنان؟
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
بعد إعلان وسائل الإعلام المختلفة عن بدء أعمال الحفر للتنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9 بالمياه اللبنانية يشكل محطة مضيئة.
من هنا نستعرض إليكم جميع التفاصيل حول أعمال الحفر للتنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9.
يعود تاريخ "البلوك 9" إلى العام 2009 حين اكتشفت الشركة الأمريكية "نوبل للطاقة" كمية من احتياطي النفط والغاز في الحوض الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، تبلغ مساحته 83 ألف كم مربع، وهي تترامى في منطقة المياه الإقليمية لكل من سوريا ولبنان وقبرص وإسرائيل.
ويبلغ مجمل مساحة المياه الإقليمية اللبنانية نحو 22 ألف كم مربع، فيما تبلغ المساحة المتنازع عليها مع إسرائيل 854 كم مربع. وتم تقسيم المساحة المتنازع عليها إلى عشرة مناطق أو بلوكات يمثل البلوك 9 أحد تلك المناطق.
وتقدر حصة لبنان من الغاز الطبيعي الذي يحتضنه هذا الجزء من المتوسط بنحو 96 تريليون قدم مكعبة، وهي ثروة يمكن أن تساعد لبنان على خفض حجم دينه العام الذي بلغ مؤخرا نحو 77 مليار دولار، وهي إحدى أعلى معدلات الدين العام في العالم.
بدء أعمال الحفر للتنقيب
قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن بدء أعمال الحفر للتنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9 بالمياه اللبنانية يشكل محطة مضيئة، معبرا عن أمله في أن تسفر أعمال الحفر الاستكشافي عن نتائج إيجابية في توفير موارد إضافية من شأنها مساعدة لبنان على النهوض من أزماته.
ودعا ميقاتي الجميع في لبنان إلى التعالي عن الحسابات الشخصية والاعتبارات الخاصة والتعاطي مع المشروع باعتباره يشكل إنجازا لجميع اللبنانيين وركيزة أساسية للنهوض بالاقتصاد الوطني.
يذكر أن ميقاتي استقبال وفد شركة توتال الفرنسية للنفط في السراي الكبير مقر الحكومة اللبنانية، وذلك في أعقاب الزيارة التفقدية التي قام بها ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزيرا الطاقة والمياه وليد فياض والأشغال العامة والنقل علي حمية اليوم إلى منصة التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية.
أزمة لبنان
قال محمد الرز، الخبير في الشأن اللبناني، أن الدول التي قدمت مشاريع للبنان من أجل إنهاء أزمة الكهرباء اصطدمت بحائط الطبقة الحاكمة المسدود، ومن بين هذه الدول مصر التي عرضت على لبنان منذ أكثر من 4 سنوات إنشاء محطة كهرباء بمليارين ونصف المليار دولار تغطي لبنان وتجعله يصدر كهرباء إلى الدول المجاورة خلال سنة واحدة، وكذلك ألمانيا وفرنسا، لكن المنظومة الحاكمة ماطلت وميعت هذه المشاريع والعروض بما فيها استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن، والسبب في ذلك أن أطراف هذه المنظومة لم تحظ بنصيب من هذه المشاريع كون أصحابها تقدموا بها لخدمة الشعب اللبناني وليس لسماسرة السلطة في لبنان.
وأضاف محمد الرز في تصريحات خاصة ل "الفجر"، قائلًا:" بعيدا عن الشعارات والآمال العريضة التي يحرص أطراف الطبقة الحاكمة في لبنان على إطلاقها الا أن ثمة حقائق تطل برأسها من بين ستائر المصلحة التي يسعى كل طرف في المنظومة لتأمينها".
واستكمل الرز، أن حصة لبنان من عائداتها هي 51 بالمئة حسب اتفاق ترسيم الحدود البحرية التاريخي بين لبنان وإسرائيل، وقد سارع أطراف الطبقة الحاكمة، بمن فيهم الرئيس السابق ميشال عون وصهره رئيس تياره الوطني الحر جبران باسيل وأقارب وزوجات وأبناء وأشقاء أطراف المنظومة إلى انشاء أكثر من 60 شركة نفطية بعضها في لبنان وبعضها في دول عربية أو آسيوية، تختص باستثمار ما قد ينتجه البلوك 9 في الجنوب اللبناني.
وأكد الخبير في الشأن اللبناني، أن حصة كهرباء لبنان من هذا الحقل النفطي المحتمل وبعد توزيع العوائد على السياسيين المعنيين دون استثناء أحد، ستكون هي الأدنى وفي احسن الأحوال قد تزيد إنتاج الكهرباء إلى 10 ساعات يوميا، وفي لبنان تسريبات كثيرة عن نسب مئوية خصصت لهذا الفريق أو ذاك لقاء قبوله بتمرير ترسيم الحدود البحرية وتقاسم عائدات البلوك 9 مع إسرائيل التي ورد اسمها كما هو في النص الرسمي للاتفاقية مع لبنان.
عدم الاستقرار سبب المشاكل اللبنانية
أوضح الدكتور أسامة شعث أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن ترسيم الحدود تم بين إسرائيل ولبنان لذلك تقوم لبنان بالتنقيب في حدودها فإسرائيل لم تعترض على ذلك.
وأضاف الدكتور أسامة شعث في تصريحات خاصة ل "الفجر "، أن المشكلة في لبنان ليست مشكلة الثروات الطبيعية ولكن المشكلة بسبب السياسيين والتدخل الخارجي الذي يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الأمني في لبنان.
وبين شعث، أن الاستثمار يحتاج إلي استقرار أمني من أجل الحصول على استثمار ولكن لبنان لا يوجد فيها استقرار أمني أو سياسي.
واختتم أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن التنقيب في بلوك 9 لا يعني خروج لبنان من الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها ولكن الخروج من الداخل اللبناني.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: لبنان بلوك 9 الازمة اللبنانية ازمة الكهرباء في لبنان
إقرأ أيضاً:
سرطان البصرة: ثمن النفط يدفعه المواطنون أرواحًا
24 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: أصبحت معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية في جنوب العراق، ولا سيما في محافظة البصرة، مصدر قلق كبير يتفاقم يومًا بعد آخر.
التقارير تشير إلى تزايد الحالات بشكل مثير للقلق، وسط تحذيرات من خبراء الصحة ومنظمات حقوق الإنسان، بينما تبدو الإجراءات الحكومية لمعالجة الأزمة متواضعة وغير فعالة.
منذ سنوات، تعيش البصرة، الغنية بثرواتها النفطية، في ظل تلوث بيئي حاد.
ووفقًا لتقارير بيئية، تعتبر عمليات حرق الغاز المصاحب لاستخراج النفط واحدة من أبرز مسببات الانبعاثات السامة التي تغمر أجواء المدينة.
و تحدث الناشط في مجال حقوق الإنسان، عبدالوهاب أحمد، عن أن : “المدينة تختنق. الأرقام تتحدث عن مئات الحالات الجديدة من السرطان كل عام، وأطفالنا أول الضحايا”. مطالبًا بتدخل دولي لإنقاذ السكان من هذا الكابوس المستمر.
في هذا السياق، يعتبر الخبراء أن التلوث البيئي الناجم عن النشاطات النفطية هو العامل الأبرز وراء ارتفاع معدلات الإصابة.
الدكتور قاسم البدري، الباحث الاجتماعي يرى أن “الإهمال الحكومي لتحسين البنية التحتية الصحية، والتراخي في تطبيق القوانين البيئية، قد أسهم في تفاقم الأزمة”. وأضاف: “المدارس والمنازل باتت قريبة جدًا من مناطق حرق الغاز. أطفالنا يستنشقون الموت يوميًا”.
على منصة “إكس”، غرد حساب يديره ناشط محلي يُدعى أحمد العبيدي قائلاً: “البصرة، مدينة الذهب الأسود، أصبحت مدينة السرطان الأسود. النفط يجلب المال لكنه يأخذ الأرواح”. التغريدة، التي لاقت تفاعلًا واسعًا، تسلط الضوء على التناقض الواضح بين ثروات المدينة النفطية وحالة البؤس الصحي التي يعيشها سكانها.
وتحدثت مواطنة تُدعى أم حسين، وهي من سكان منطقة القرنة شمال البصرة، عن معاناتها قائلة: “فقدت زوجي بسبب سرطان الرئة، واليوم أتابع حالتي الصحية بعد اكتشاف ورم في جسدي. نعيش بين أدخنة المصانع وسموم المخلفات الصناعية، ولم نجد حتى مستشفى يلبي احتياجاتنا للعلاج”.
قصتها ليست الوحيدة، فوفق معلومات صادرة عن مستشفى البصرة التعليمي، فإن أقسام الأورام أصبحت مكتظة بالمرضى الذين ينتظرون دورهم في العلاج الكيميائي.
النائب عن محافظة البصرة، هيثم الفهد، حذر من أن “البصرة تسجل مئات الإصابات السرطانية سنويًا نتيجة الاستخراجات النفطية. هذا الوضع لا يمكن أن يستمر دون تدخل جذري”. وأشار في حديثه إلى ضرورة تخصيص موارد أكبر لبناء مستشفيات تخصصية وتطبيق صارم للمعايير البيئية، معتبرًا أن تجاهل الأزمة قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر.
وقالت تحليلات إن المشكلة لا تتوقف عند انبعاثات الغاز فقط، بل تشمل المخلفات الصناعية التي تُلقى في شط العرب دون معالجة. هذه السموم تدخل السلسلة الغذائية، مما يزيد من خطورة الأمراض المزمنة، بما فيها السرطان. وأضافت الدراسة: “البنية التحتية المتهالكة للصرف الصحي في البصرة تسهم في تحويل مياه الشرب إلى مصدر آخر للخطر”.
الناشطون يطالبون بإجراءات استباقية وليس فقط ردود أفعال. من بين الأفكار المطروحة، إيقاف حرق الغاز واستبداله ببرامج لمعالجته، بالإضافة إلى إنشاء مناطق عازلة بين المصانع والمناطق السكنية. ومع ذلك، لا تزال الاستجابة الحكومية بطيئة ومحدودة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts