في عيد الشهداء.. مظاهرة حاشدة في تونس تنديدا بحرب الإبادة في غزة
تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT
تونس- خرج مئات التونسيين، اليوم الأربعاء، في مظاهرة حاشدة وسط العاصمة تونس، تنديدا بما وصفوها بـ"حرب الإبادة الجماعية" التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وتأكيدا لمساندتهم اللامشروطة للقضية الفلسطينية والمقاومة في وجه العدوان المتواصل منذ أكثر من عام ونصف العام.
وجاءت هذه المسيرة، التي دعت إليها هيئة المحامين، تزامنا مع إحياء تونس لذكرى "عيد الشهداء" الموافق التاسع من أبريل/نيسان من كل عام، لتضيف إلى هذه المناسبة الوطنية بُعدا نضاليا جديدا مرتبطا بمعاناة الفلسطينيين تحت القصف والتجويع.
وشارك في المسيرة عدد كبير من المحامين والنشطاء وممثلون عن أحزاب سياسية من مختلف التيارات، إلى جانب مواطنين عبّروا عن غضبهم من صمت الأنظمة العربية والدعم الغربي المتواصل لإسرائيل، لا سيما الولايات المتحدة.
ورُفعت خلال التظاهرة أعلام فلسطين وصور توثّق فظائع الحرب في غزة، من جثث أطفال ودمار شامل للبنية التحتية، في مشاهد تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.
وهتف المتظاهرون بشعارات حماسية وغاضبة، من بينها "غزة غزة.. رمز العزة"، و"مقاومة مقاومة.. لا صلح لا مساومة"، و"يا حكام عار عار.. فلسطين اشتعلت نار"، بالإضافة إلى شعارات مناوئة للرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مطالبين بمحاكمتهما باعتبارهما مجرمَي حرب.
وفي السياق، قال العميد السابق للمحامين شوقي الطبيب إن "بقاء الكيان الصهيوني مفلتا من العقاب في ظل التخاذل العربي، يكشف أن كل الجهود المبذولة لا تزال غير كافية".
إعلانوأكد -في تصريح للجزيرة نت- أن هناك جولات كسبها الشعب الفلسطيني، مثل قرارات محكمة الجنايات الدولية وصدور بطاقة جلب دولية لأول مرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فضلا عن قرارات محكمة العدل الدولية عقب الشكوى التي تقدمت بها جنوب أفريقيا.
وأضاف الطبيب "نحن المحامين لدينا واجب مضاعف تجاه القضية الفلسطينية، لأن الجبهة القانونية والحقوقية هي نقطة ضعف الكيان الصهيوني، وعلينا أن نبذل مزيدا من الجهود لإدانة جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي".
وكان شوقي الطبيب -وهو المحامي والرئيس الأسبق لهيئة مكافحة الفساد- قد أودع سابقا شكاية لدى المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد الكيان الصهيوني، وذلك بتكليف من نقابة المحامين الفلسطينيين.
وحول موقفه من تفاعل الأنظمة العربية مع استمرار الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ عام ونصف وانتهاكه لاتفاق الهدنة منذ 23 يوما، قال الطبيب "منذ أكثر من 70 سنة، الشارع العربي في واد والحكام العرب في واد آخر. ثم منذ متى تفاعل الحكام العرب مع مطالب شعوبهم؟".
من جانبه، اعتبر الأمين العام لحزب التيار الشعبي زهير حمدي أن "الصراع مع العدو الصهيوني بلغ مرحلة خطيرة جدا بعد المجازر الدامية الأخيرة في غزة".
وأضاف -في تصريح للجزيرة نت- أن "هناك محاولات محمومة من جانب الكيان الإسرائيلي وأميركا لفرض الاستسلام على المقاومة وعلى الأمة العربية، وهذا أمر لن تقبل به الشعوب العربية".
وأكد حمدي أن "التعبئة الشعبية هي الضمانة الوحيدة حتى لا تُفرض شروط الاستسلام، وبالتالي على الجماهير العربية أن تكتسح الساحات والميادين للضغط على الحكام لوقف الحرب على غزة".
وقال إن "الأنظمة العربية لا تفهم سوى لغة الضغط"، مشيرا إلى أن "تجريم التطبيع لم يُمرر في تونس بسبب رفض أطراف في البرلمان وفي السلطة، رغم وجود إرادة عند عديد من النواب لسن قانون يقطع الطريق أمام الاختراق الصهيوني".
وتأتي هذه التحركات الشعبية في تونس ضمن سلسلة احتجاجات شهدتها البلاد منذ أيام بعد انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار من الكيان الصهيوني، حيث تظاهر محتجون أمام السفارة الأميركية بتونس والسفارة الفرنسية بتونس وأمام متاجر كبرى، رفضا للعدوان، وتعبيرا عن الغضب من الموقف الدولي، ومطالبة بمقاطعة السلع الأميركية والأوروبية وتجريم التطبيع مع إسرائيل.
إعلانوتشهد غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، عدوانا غير مسبوق شنّه الاحتلال الإسرائيلي بدعم مباشر من الولايات المتحدة، تحت ذريعة الرد على عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية.
وأسفرت هذه الحرب عن سقوط أكثر من 165 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلا عن أكثر من 11 ألف مفقود، وسط تدهور كارثي للأوضاع الإنسانية والصحية في القطاع المحاصر.
كما تجاهلت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار الموقع يوم 19 يناير/كانون الثاني الماضي. وبدعم أميركي، استأنفت عملياتها العسكرية يوم 18 مارس/آذار الماضي، مغلقة المعابر ومعطّلة دخول المساعدات الإنسانية لأكثر من 2.4 مليون فلسطيني يعيشون في غزة.
وفي ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، أطلقت وزارة الصحة في غزة نداء استغاثة لإنقاذ المستشفيات، في حين قُتل عدد غير مسبوق من موظفي الإغاثة في أثناء تأدية مهامهم.
ويتكون اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ يوم 19 يناير/كانون الثاني، من 3 مراحل، تضمن تبادلا للأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في غزة مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بهدف إنهاء الحرب في نهاية المطاف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الاحتلال الإسرائیلی الکیان الصهیونی أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
من المساجد إلى الساحات.. مسيرات حاشدة بالمغرب واليمن للتنديد بإبادة غزة (شاهد)
في وقفات أسبوعية لم تنقطع منذ أشهر، تواصل الجموع الحاشدة، في المغرب واليمن، التنديد بحرب الإبادة الجماعية التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع غزة المحاصر، مُطالبين بوقف إطلاق النار، والكف عن انتهاكات القانون الدولي والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان.
من شوارع المدن المغربية إلى الساحات اليمنية، ارتفعت الأصوات المدوّية، تنديدا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي على غزة، مطالبة بوقف نزيف الدم الفلسطيني الذي تجاوز 166 ألف ضحية بين شهيد وجريح.
هنا المغرب
خرج عشرات الآلاف من المغاربة، في وقفات تضامنية مع غزة، على مدار الأسبوع الجاري، طالبوا خلالها بدعم الفلسطينيين، وإنهاء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على القطاع، وأيضا بوقف تطبيع العلاقات، وذلك للأسبوع الـ45 على التوالي.
وجاءت الوقفات التضامنية التي دعت إليها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" تحت شعار "الوفاء لدماء الشهداء"، عقب صلاة الجمعة، بعدة مدن بالمملكة، مثل الرباط والدار البيضاء، وإنزكان، ووجدة، وزايو، وجرادة، وطنجة، وتطوان، وشفشاون، وبركان، وفاس.. وغيرهم.
ورفع المشاركون في الوقفات، أعلام فلسطين، وشعارات مختلفة تدعو إلى وقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
كذلك، ردّد المحتجون شعارات داعمة للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وأخرى للمطالبة بإسناد الفلسطينيين، من بينها: "تحية مغربية.. لغزة الأبية" و"المغرب وفلسطين.. شعب واحد مش شعبين"، و"الشعب يريد تحرير فلسطين".
وقفة بالحي المحمدي في الدار البيضاء في #المغرب احتجاجا على استمرار العدوان الإسرائيلي على #غزة ورفضا للتطبيع pic.twitter.com/9MW5IcivHc — الـبـشيــر (@Al_Basheer1) April 4, 2025
هنا اليمن
تظاهر عشرات آلاف من اليمنيين، اليوم الجمعة، تنديدا بالمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، واقتحام مستوطنين إسرائيليين لباحات المسجد الأقصى.
وتم تنظيم المظاهرة، التي دعا لها زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، في "ميدان السبعين" بالعاصمة صنعاء، تحت شعار "جهاد وثبات واستبسال.. لن نترك غزة".
إلى ذلك، رفع المشاركون في المظاهرة الأعلام اليمنية إلى جانب الفلسطينية، إضافة إلى لافتات أكدت بعضها على الموقف الثابت بنصرة غزة ودعمها. كما ردد المتظاهرون هتافات منها "يا غزة نحن معكم.. أنتم لستم وحدكم"، و"يا غزة ويا فلسطين.. معكم حتى يوم الدين".
مليونية اليمن تعود بزخمٍ كبير لمواجهة أمريكا ونصرة غزة! pic.twitter.com/5Jj1pqCU3C — همام شعلان || H . Shaalan (@osSWSso) April 11, 2025 العلم اليمني والعلم الفلسطيني يرفرفان في سماء اليمن ..
ولا عزاء لمن يرفع العلم اليمني كتابع لاعلام الاحتلال الامريكي والإماراتي والسعودي.
مليونية " #جهاد_وثبات_واستبسال #لن_نترك_غزة " #صنعاء #ميدان_السبعين pic.twitter.com/JcJH6ziy9H — فضل ابوطالب (@FAbotalb) April 11, 2025
وكانت جماعة الحوثي، قد دعت، عبر بيان لها، إلى "النفير والتعبئة العامة والتوجه إلى ميادين التدريب والتأهيل"، كما حثّ على الإنفاق، وتفعيل حرب المقاطعة الاقتصادية فضلا عن تفعيل "معركة الإعلام".
كذلك، شدّد البيان نفسه، على ما وصفه بـ"ضرورة تفعيل قدرات وطاقات اليمنيين لدعم الشعب الفلسطيني، وللدفاع عن اليمن أمام العدوان الأمريكي".
وفي السياق ذاته، قالت قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للحوثيين إنّه: "بالتزامن مع المظاهرة المركزية في صنعاء، تخرج، الجمعة، مظاهرات مليونية في مئات الساحات بمختلف المدن والمديريات والمناطق بـ14 محافظة (مناطق تحت سيطرة الجماعة) تحت الشعار نفسه".
تجدر الإشارة إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي مطلق، تواصل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل دولة الاحتلال الحرب، متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.