أطفال جنوب السودان يموتون بعد خفض المساعدات الأمريكية
تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT
نيروبي "أ.ف.ب": ندّدت منظمة غير حكومية دولية اليوم بوفاة أطفال في جنوب السودان مصابين بالكوليرا أثناء سيرهم لمسافات طويلة في محاولة للوصول إلى عيادات بعيدة بعدما أغلقت معظم المراكز الصحية إثر خفض المساعدات الأمريكية.
وتعاني الدولة الفقيرة عدم استقرار منذ انفصالها عن السودان في العام 2011، في حين تهدد الاشتباكات الأخيرة اتفاق السلام الهش الذي أنهى حربا أهلية استمرت خمس سنوات.
كذلك، تشهد البلاد ارتفاعا جديدا في الإصابات بالكوليرا، وقد أُبلغ عن 40 ألف حالة منذ سبتمبر، وفقا لليونيسف التي وصفت الوضع بأنه أسوأ تفش للمرض في تاريخ البلاد.
وقالت منظمة "سايف ذي تشلدرن" البريطانية غير الحكومية اليوم، إنها سجلت وفاة ما لا يقل عن خمسة فتيان جنوب سودانيين أثناء سيرهم لساعات للوصول إلى الرعاية المنقذة للحياة في ولاية جونقلي في شرق البلاد.
وكانت الجمعية تقدّم الدعم ل27 عيادة في مقاطعة أكوبو في شرق البلاد لكنها قالت إنه بسبب خفض الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مساعداتها، أغلقت سبع منها بشكل دائم، في حين بقيت العيادات العشرين المتبقية مفتوحة جزئيا فقط.
وأضافت المنظمة أنها اضطرت أيضا لتسريح حوالى 200 موظف من أصل 600 تقريبا على مستوى البلاد.
وأثرت التخفيضات التي أقرّها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المساعدات المخصصة لبرامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التي تناهز ميزانيتها السنوية 43 مليار دولار، أي قرابة 40% من المساعدات الإنسانية في العالم، على برامج الوكالة عبر أنحاء العالم.
وقالت سارة، وهي شابة تبلغ 24 عاما مصابة بالكوليرا اكتفت بذكر اسمها للجمعية الخيرية في جونقلي "كنا سعداء في الماضي، وكان هناك العديد من الأطباء والأدوية الكافية. لم نكن نعاني كثيرا. لكننا الآن نعاني".
وأشار مايكل، وهو عامل صحي متطوع، إلى أن مواطني جنوب السودان يعانون منذ التخفيضات، نقص الأدوية. وقال "نرى المرضى يعانون، ولا نستطيع مساعدتهم".
وأضاف "الآن هناك تفش خطير للكوليرا"، لافتا إلى أنهم لا يستطيعون تقديم سوى أملاح الإماهة الفموية للمرضى.
ويأتي ذلك بعدما أعلنت منظمة اليونيسف أن عدد الوفيات بسبب الكوليرا بلغ نحو 700 حالة خلال الفترة من سبتمبر حتى مارس، نصفهم من الأطفال دون سن 15 عاما.
وقالت اليونيسف إن تسع ولايات من ولايات جنوب السودان العشر تأثرت بخفض المساعدات الأمريكية، أغلبها في شرق جونقلي.
"كارثة إنسانية"
وقال مدير المنظمة في البلاد كريس نياماندي لوكالة فرانس برس "من المحزن جدا التفكير في ما هو الوضع عليه في تلك المناطق، لأن ما رأيته أشبه بكابوس".
وروى عن رحلة قام بها إلى شرق أكوبو في جونقلي حيث كان أطفال مرضى يتمددون تحت أشجار في الخارج بسبب عدم وجود مساحة كافية في الخيام المكتظة.
وقال "يجب أن يكون هناك غضب أخلاقي عالمي لأن القرارات التي اتخذها أشخاص نافذون في بلدان أخرى أدت إلى وفاة أطفال في غضون أسابيع فقط".
وحضّ الناس على الانتباه إلى "الكارثة الإنسانية التي تتكشف في جنوب السودان، وهي دولة يحتاج فيها أربعة من كل خمسة أشخاص إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة".
وقال نياماندي إن إحدى الخطوات الأولى هي ضمان عدم تصعيد التوترات في جنوب السودان الذي من شأنه أن يؤدي إلى تعقيد الوصول إلى الخدمات الطبية.
وشهدت أجزاء من البلاد في الآونة الأخيرة موجات جديدة من العنف مع اندلاع اشتباكات بين القوات المتحالفة مع الرئيس سلفا كير ومنافسه منذ فترة طويلة نائب الرئيس الأول رياك مشار، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جنوب السودان
إقرأ أيضاً:
المملكة تُدين وتستنكر الهجمات التي تعرضت لها مخيمات للنازحين حول مدينة الفاشر غرب السودان
الرياض – البلاد
أعربت وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها للهجمات التي تعرضت لها مخيمات للنازحين حول مدينة الفاشر (زمزم وأبوشوك) غرب السودان، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الأشخاص، في انتهاكٍ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأكدت الوزارة رفض المملكة لهذه الانتهاكات، مشددةً على ضرورة توفير الحماية للعاملين في المجال الإغاثي والإنساني، وأهمية وقف الهجمات وتجنب استهداف المدنيين وتنفيذ ما تم التوقيع عليه في إعلان جدة (الالتزام بحماية المدنيين في السودان) بتاريخ 11 مايو 2023م، معبرةً عن صادق تعازيها ومواساتها لذوي المتوفين، وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل.