لجريدة عمان:
2025-04-14@20:04:39 GMT

احترسوا من المحتالين

تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT

الاحتيال أنواع، والمحتالون كذلك أنواع، فهناك المحتال الغبي الذي ينكشف أمره قبل أن ينطق، وهناك المحتال الذكي الذي تصدّق كذبته دون أن تشك فـيها، فهو يبيعك الوهم، وأنت تضحك، يروّج لبضاعة رخيصة مثلا، وكأنها من أرقى الماركات العالمية، ويبيع لك منتجا رديئا على أنه أعظم اختراع بشري، أو يوهمك بأنه يعرف أسرة محتاجة، ويستدر عاطفتك لتحوّل الأموال إليها، ثم تكتشف الفخ، ولكن بعد فوات الأوان، وهناك من يدّعي الفقر لدرجة أنه لا يأكل إلا وجبة فـي الأسبوع، ثم تكتشف أنه يملك من المال أكثر مما تملك.

وحكايات النصب، والاحتيال كثيرة، وحيلهم لا تعد، ولا تحصى يستطيع الكاتب أن يؤلف عنها مجلدات، كما فعل الجاحظ فـي كتابه «البخلاء»، وتتعدد وسائل التحايل، من الاتصال الهاتفـي بالضحية، إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، إلى اللقاء المباشر، ويجد المرء نفسه محاطا بأقنعة مزيفة، يلبسها المحتال فـي كل عملية، ويقع الكثيرون ضحايا لمثل هؤلاء، مهما كانوا محتاطين، وحذرين، فكم من تاجر حصيف أودع أمواله فـي محفظة مالية، أو تشارك فـي مجموعة مالية، طمعا فـي مزيد من الأموال فأصبح لا يملك من المال إلا اسمه، وكم من شخص وجد نفسه ضحية لوافد استطاع إقناعه بالثراء دون أن يدفع، أو يفعل شيئا، وما على الكفـيل إلا منح تفويض بالتوقيع للوافد، حتى وجد هذا المسكين نفسه وجها لوجه مع السجن، بينما طار الوافد إلى بلده فـي أقرب طائرة، وكم من امرأة وقعت ضحية لاحتيال إلكتروني بعد عملية شراء منتج باهظ الثمن، تبيّن فـيما بعد أنه مجرد بضاعة رخيصة، لا تساوي شيئا، والأمثلة على مثل هذا الاحتيالات كثيرة، وعديدة.

وهناك أخطر أنواع الاحتيال، وهو الاحتيال الاجتماعي، أو استدرار العواطف، وهو ما تعاني منه بشكل خاص، الجمعيات الخيرية، وينم عن أنانية مفرطة لدى البعض، بمحاولتهم أخذ ما لا يستحقونه، غير مبالين بالمحتاجين الفعليين، حيث يدّعون الفقر، والحاجة، ويظهرون فـي وسائل التواصل فـي نوبة بكاء هستيرية، لا يجدون مأوى، ولا بطانية، ولا ثلاجة، ولا حاجة من متاع الدنيا، ويقوم البعض بالتعاطف معهم، وصب الاتهامات على الدولة، واتهامها بالتقصير، وتنهال التبرعات المادية، والعينية من أصحاب القلوب البيضاء، ثم تتكشف اللعبة بعد فترة، لتجد أن صاحب الاستغاثة، ما هو إلا محتال بارع فـي التمثيل، وأن ما ادّعاه مجانب للصواب، ويبدأ الناس بالندم، ويعرفون أنهم وقعوا ضحية احتيال، ويكتشفون كم كانوا طيبين أكثر من اللازم، فـي تصديق كل شيء، دون تحري أو تقصي.

والخطير فـي هذا النوع من الاحتيال هو فقدان الثقة فـي الآخرين، واعتبار كل من هو بحاجة حقيقية، إنما هو مشروع محتال، ولذلك يضيع وسط هذه الفوضى المحتاجون الفعليون، وكم من متباكٍ ظهرت حقيقته ولم يعاقب، رغم أن ما فعله هو نوع من التكسّب غير المشروع، أو الاحتيال الذي اتخذه البعض سلوكا وطريقا لكسب المال، ولو أن كل من ثبت احتياله بهذه الطريقة، عوقب بما يستحق، لقلّت أعداد المحتالين بشكل كبير، ولكن تساهل الناس، والجمعيات الخيرية مع مثل هؤلاء شجعهم على التمادي، والاستمرار فـي النصب والاحتيال على الآخرين.

إن تعدد طرق الاحتيال وكثرة المحتالين يتطلب منا الانتباه والحذر والوعي قدر الإمكان، ورغم النداءات والتحذيرات التي تصدر من شرطة عمان السلطانية، والجهات المعنية حول هذا الأمر، إلا أن ضحايا الاحتيال فـي ازدياد كما أن عدد المحتالين وطرقهم الملتوية فـي ارتفاع، معركة طويلة لا ينجو منها إلا القليل الذين يتعاملون مع العالم بارتياب وحذر شديدين، فكونوا منهم.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

فضيحة جنسية تهز ألمانيا: 226 ضحية وصمت طويل يغطي الجريمة!

كشف تقرير أُعد في ألمانيا عن فضيحة استغلال جنسي داخل أبرشية فورتسبورغ بولاية بافاريا، حيث أظهر التقرير أن ما لا يقل عن 226 طفلًا وشابًا تعرضوا للاستغلال الجنسي داخل الأبرشية بين عامي 1945 و2019.

وبحسب التقرير الصادر عن “اللجنة المستقلة للتحقيق في الاستغلال الجنسي”، فإن هناك 51 مشتبهاً بهم، من بينهم 43 من رجال الدين الكاثوليك، يُعتقد أنهم ارتكبوا ما لا يقل عن 449 جريمة استغلال.

منذ عام 1945، تعرض ما لا يقل عن 226 طفلًا وشابًا للاستغلال الجنسي
أوضح التقرير أن الفترة ما بين عامي 1945 و2019 شهدت استغلالًا جنسيًا لما لا يقل عن 226 طفلًا وشابًا، مشيرًا إلى أن هذه الجرائم ارتُكبت نحو 3 آلاف و53 مرة، في حين أن عدد الجناة الذين صدرت بحقهم أحكام إدانة كان محدودًا للغاية.

وبحسب ما ذكرته وسائل الإعلام الألمانية، وصف أسقف فورتسبورغ، فرانز يونغ، حجم العنف الجنسي ضد الأطفال والشباب داخل أبرشيته خلال تلك الفترة بأنه “مرعب”.

اقرأ أيضا

بهتشلي يفتح النار على حزب الشعب الجمهوي: سياسة الوقاحة…

مقالات مشابهة

  • التحرك المناخي العالمي ضحية لرسوم ترامب الجمركية
  • فضيحة جنسية تهز ألمانيا: 226 ضحية وصمت طويل يغطي الجريمة!
  • 13 ضحية في حادث مرور خطير بتيزي وزو
  • الشهري يكشف عن سبب شعور البعض بالجوع المستمر ..فيديو
  • “أفسدتم كل شيء”.. حسام حبيب يتوعد بمقاضاة مروّجي أنباء خطبته
  • شاهد: الشرطة توجه رسالة مهمة لسكان غزة بشأن الاحتيال الإلكتروني
  • برلمانية: حديث الغزالي حرب عن عودة الألقاب عفي عليه الزمن
  • النيابة تصرح بدفن ضحية عقار اللبان المنهار فى الإسكندرية
  • أداة جديدة من مايكروسوفت لالتقاط الصور بالشاشة.. البعض يعتبرها كابوس خصوصية
  • أول رد من ضحية التحــ.رش على يد مسن في ميني باص بالوايلي