جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-13@06:31:17 GMT

الحب في زمن التوباكو (3)

تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT

الحب في زمن التوباكو (3)

 

 

 

مُزنة المسافر

 

جوليتا: كان شجارًا عاديًا، خشيتُ أن تتشاجر عمتي ماتيلدا مع دخان التوباكو مجددًا، علّها تكتشف يومًا أن ما يُصدره التبغ هو هواء ملوث، وأن حياتنا الحلوة قد تكون حلوة دون رماد، ودخان وغليون وعيون مطالبة بالمزيد.

لا يوجد من مزيد، نحن نرقص ونغني لشعب التوباكو ممن يقطنون المكان، يا لهم من سكان، إنهم يدخنون مثل عمتي، ويأتوننا مساءً ليسمعوا غنائي، وإدراكي للقوافي، والمغنى الأصلي.

تقول عمتي إن الفلكلور هو المطلوب، وخلق الحروف الجديدة يربك الجمهور والحضور.

وهل من حضور غير تلك الوجوه المكررة؟ يا إلهي، كم هي مُهدِرة للوقت، جاءوا للتسلية أكثر من الاستماع، وهم وسط مغنانا يشعرون بالضياع. تقول عمتي إن الضياع مطلوب هذه الأيام وسط القصائد الصعبة، وأن الموسيقى لا بُد أن تجد لحنًا سهلًا يسيرًا، وتبتعد عن تلك الألحان التي تأتي بالمتاعب.

وأي تعب يا عمتي، غير التعب الذي أشعرُ به، وأنا أنحتُ على خشبة المسرح خطوطًا عريضة تناسب أي لحن تبتغينه، وقد حرمتني عمتي ماتيلدا من الغناء خلف النافذة، وصارت تخبرني أن الجمهور سيضجر ويمل من صوتي حين يرى أنه صوتٌ يُسمع للعامة في الشارع، ويُسمع كذلك في المسارح.

ما العمل يا ترى؟ وهل من إنسان رأى مجد عمتي ماتيلدا حين ترددُ بأحبالها الصوتية أغنيةً شعبية، وتُلقي بقصائدي في الوحل، لم أشعر بعدها بالوجل منها بتاتًا، وصار انتقامي لعبثها بموهبتي، هو أن أتحدث مع النادل الذي يعزف البوق جيدًا، وطلبت منه أن يتبع رقصي، ورسمي للحركات على المسرح، ومن ثم أبدأ أنا في الغناء، وحينها فقط شعرت بالسناء، ورددت كلمات الحب والاشتياق، والشعور بالانسياق لأي نغمٍ كان.

أفاقها هتاف البوق من قيلولة قصيرة، وجاءت للمسرح وصرخت في وجه العازف، أليس هو بعارف أنها النجمة الوحيدة، وأنني لم ألمع بعد حتى يكون لي عازفٌ خاص.

غرقتْ هي في الغيرة، وغرقتُ أنا في كتابة كلمات جديدة، وصارت فجأة عديدة، وامتدت للسقف، مع حروف راقصة وعاصفة، كان هذا بدايتي ببساطة في النجومية.

وصارت كلماتي أقل عبثية، وصارت تنسجُ العجائبية، وأرى جمهورًا يُردد ما أقول، وصرتُ أصول وأجول في المسرح، وأبدعُ في الميلان، وكأنني لم أعد إنسانًا؛ بل بتُ شيئًا يتحرك كثيرًا، مثل غزالٍ جميل، لا يمكن له أن يضيع وسط غابة مُعتِمة؛ لأن الأنوار كانت تتبعني، وتترصد وجودي وتخترق فؤادي الذي ينادي في مُناه بالغناء والألحان.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"ابدأ حلمك" يواصل تدريب شباب قنا على فنون المسرح.. صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ضوء حرص وزارة الثقافة على رعاية وتنمية المواهب المسرحية الشابة في المحافظات، وتحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، تواصل الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، تنفيذ فعاليات المرحلة الثالثة من مشروع "ابدأ حلمك" بمحافظة قنا، والذي يهدف إلى إعداد الممثل الشامل وتدريب الشباب على مختلف فنون المسرح.

تنفذ الفعاليات تحت إشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، حيث شهد قصر ثقافة قنا جولة تدريبية جديدة تضمنت ورشتي "السينوغرافيا" و"الدراما".

في ورشة السينوغرافيا، قدّم الدكتور عبد الناصر الجميل تدريبا متخصصا في تقنيات الإضاءة المسرحية، تناول فيه تاريخ الإضاءة وتطورها، مع تقديم شروحات تطبيقية وعروض فيديو للتعرف على الأجهزة المستخدمة ووظائفها، بالإضافة إلى عرض أوبرا "موسى" الفرنسية كنموذج تطبيقي.

كما تطرق التدريب إلى عناصر الديكور المختلفة وعلاقتها بحركة الممثل على الخشبة، إلى جانب دراسة الألوان ووظائفها وتأثيراتها النفسية والفسيولوجية.

أما ورشة الدراما، فأشرف عليها الناقد محمد الروبي، وبدأها بتكليف المتدربين بكتابة مشاهد قصيرة تطبق عناصر الكتابة الدرامية، تلا ذلك مناقشة جماعية لأعمالهم. كما ناقش معهم مسرحيتي "الفخ" لألفريد فرج و"أغنية الموت" لتوفيق الحكيم، مستخلصين منها عناصر الحبكة ووصف الشخصيات والحدث الرئيسي.

ودرّبهم على التنقل بين الفصحى والعامية في الحوار المسرحي، واختتم اللقاء بتكليفهم قراءة مسرحيتين من التراجيديا الإغريقية: "أوديب ملكا" و"أنتيجون" لمناقشتهما لاحقا.

وتقام المرحلة الثالثة من المشروع من خلال الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، المدير التنفيذي للمشروع، المخرج أحمد طه المدير الفني، وخالد أبو ضيف المدير الإقليمي، وتنفذ عبر إقليم جنوب الصعيد الثقافي بإدارة محمود عبدالوهاب، وفرع ثقافة قنا برئاسة أنور جمال.

يستمر المشروع لمدة ستة أشهر، يحصل خلالها المشاركون على تدريب مكثف في مختلف تخصصات المسرح على أيدي نخبة من الأكاديميين والمتخصصين، على أن يختتم بعرض مسرحي احتفالي لتخريج دفعة جديدة من المواهب الشابة في قنا.

يذكر أن مشروع "ابدأ حلمك" يُعد من أبرز المبادرات الفنية التي أطلقتها وزارة الثقافة، حيث أسفرت مرحلته الأولى عن تخريج دفعات متميزة في محافظات أسيوط، الفيوم، الشرقية، بينما امتدت المرحلة الثانية إلى محافظات بورسعيد، بني سويف، الجيزة، كفر الشيخ، والوادي الجديد، وتم اعتماد الفرق المسرحية المتخرجة كفرق نوعية رسمية.

مقالات مشابهة

  • نكت صباح الخير
  • "ابدأ حلمك" يواصل تدريب شباب قنا على فنون المسرح.. صور
  • رامي صبري الأكثر استماعا على تطبيق أنغامي
  • حتى لا تموت الأحلام 2| أسدل الستار.. مها شتا (بورسعيد)
  • هل تخاف السلطة من المسرح؟ كينيا على وقع احتجاجات طلابية
  • أسعار تذاكر حفل كاظم الساهر في دبي .. بكام؟
  • قصة حب مميزة في مسلسل Forever على نتفليكس ..تفاصيل وموعد العرض
  • راندا فكري: الزواج ليس أحلامًا وردية بل شراكة قائمة على المسؤولية
  • عودة فيلم "6 أيام" للسينما مرة آخرى
  • "ومن الحب ما قتل".. التحقيق مع المتهم بإنهاء حياة زوجته وإلقاءها بالصحراء في الوايلي