تظاهرت جبهة "الخلاص" التونسية المعارضة، الأربعاء، بالعاصمة تزامننا مع ذكرى أحداث 9 /نيسان أبريل 1938، مجددة مطالبتها بإطلاق بسراح جميع المعتقلين السياسيين والكف عن ملاحقات المعارضين، فيما أعرب قادة أحزاب تونسية لـ"عربي21" عن مخاوفهم من تدهور الوضع السياسي في البلاد.

وحذرت الجبهة من خطورة مواصلة السلطة في التنكيل بخصومها المعارضين وقمعها للحقوق والحريات بشكل لافت ما أحدث حالة من الفراغ السياسي وبث الخوف والرعب في النفوس وفق تقديرهم.



وتجمع المئات من المحتجين أغلبهم من أنصار حزب حركة "النهضة"، رافعين شعارات "يسقط يسقط الانقلاب، يسقط قيس سعيد، حريات حريات لا قضاء التعليمات".





وعبر أعضاء جبهة "الخلاص"، عن تضامنهم المطلق مع المعتقلين في ملف "التآمر" والذين أعلنوا مساء الثلاثاء، عن دخولهم جميعا في إضراب احتجاجي عن الطعام تعبيرا عن رفضهم لقرار محاكمتهم عن بعد ودون الحضور لقاعة المحكمة.

وقال المحامي ورئيس الجبهة أحمد نجيب الشابي وهو مشمول بالبحث بحالة سراح بقضية "التآمر"، إن "الملف فراغ في فراغ، لن أحضر المحاكمة لأن فيها اعتداء على حقوق المتهمين، هناك تهديد واضح من الرئيس سعيد للسلطة القضائية وبالتالي فهي محاكمة صورية".




وشدد الشابي في رد خاص لـ "عربي21"، بخصوص مقاطعة المحاكمة "نعم رسميا أعلن مقاطعة الجلسة وهي في الأصل مسرحية وصورية، مهما كلفني ذلك ومهما كانت الأحكام والتي من المتوقع أن تكون ثقيلة وفقا لقانون الإرهاب وعموما تبدأ من 10 سنوات إلى الإعدام".

وأضاف "يريدونها محاكمة لبث الرعب حتى يخاف الناس من المشاركة في ساحة العمل السياسي ولكن نحن نقول ثقتنا كبيرة في المستقبل لأن العدل أساس العمران والظلم لا يعمر مهما اشتد".

بدورها، قالت المحامية منية بوعلي، إن "إضراب المعتقلين بدأ منذ أسبوع مع المعتقل جوهر بن مبارك احتجاجا على الوضعية السيئة والتي ترتقي للتعذيب وهي محرمة وفقا لكل التشريعات والقوانين الدولية، البارحة انضم كذلك بقية المعتقلين ليعنلوا رسميا الدخول في إضراب مفتوح".


وأكدت بوعلي في تصريح خاص لـ "عربي21"، أن "المعتقلين متمسكين بحقهم في الحضور للمحكمة حتى يكشفوا كل الخروقات والتجاوزات التي مورست ضدهم، إضرابهم لن يتوقف إلى حين رفع المظلمة عنهم وكشف حقيقة من يتآمر على من".

ومساء الثلاثاء، أكد جميع المتهمين وهم عبد الحميد الجلاصي، رضا بالحاج ،عصام الشابي، غازي الشواشي خيام التركي وجوهر بن مبارك رفضهم القاطع المشاركة في مسار قضائي يفتقد لأبسط قواعد وشروط المحاكمة العادلة ورفض المشاركة عن بعد في جلسات هذه المحاكمة الصورية.

ويقبع المتهمون في هذا الملف بالسجن منذ شباط / فبراير 2023، إثر حملة إيقافات شنتها السلطات بتهمة "التآمر" على أمن الدولة وشملت الأبحاث أكثر من 40 شخصا منهم موقوفون وآخرون بحالة سراح مع تواجد عدد آخر خارج البلاد .

"جمود مخيف"
وفي السياق، عبّر عدد من قادة الأحزاب بتونس، عن مخاوفهم من تدهور الوضع السياسي بالبلاد، في ظل غياب أي مبادرة للإنقاذ عبر حوار وطني وتمسك الرئيس قيس سعيد بـ"الحكم والقرار الفردي" وتغييب كل دور للمعارضة ووضع كل خصومه بالسجون أو ملاحقتهم قضائيا وفق تقديرهم.

وحذر السياسيون من خطورة الوضع ومن تصاعد الأزمة وعلى جميع المستويات وهو ما ينذر "بالانفجار والانهيار الوشيك" وغياب كل بوادر الأمل في انفراج للأزمة التي تمر بها البلاد منذ سنوات على حد تعبيرهم.

وقال رئيس جبهة "الخلاص"، أحمد نجيب الشابي، إن "الوضع يتسم بالجمود السياسي، تتكرر حالات الإقالات للوزراء ورؤساء الحكومات وهناك فراغ مطبق حول الرئيس سعيد في الدولة".


وأضاف الشابي في تصريح خاص لـ "عربي21"، أن "هناك أيضا فراغ حول الرئيس في الشارع فهو غير قادر على جمعهم وكذلك علينا بالإقرار أيضا أن الفراغ موجود حتى عند المعارضة فهي في ضعف وتشتت وكذلك المنظمات وخاصة اتحاد الشغل فهو في حالة كارثية".

وتابع "إذا لم تتوفر مبادرة سياسية للإنقاذ عن طريق حوار وطني شفاف لا يقصي أحدا فنحن ذاهبون للإنفجار والانهيار ولم يبق لنا إلا الدعاء حتى يحمي الله البلاد" وفق تعبيره.

ومنذ إعلان الرئيس سعيد لقرارات 25 يوليو /تموز 2021 والتي تم بموجبها تجميد البرلمان ثم حله وتعليق العمل بالدستور وصياغة آخر مع حل الحكومة ورفع الحصانة على النواب، مع عزل 57 قاضيا وحل مؤسسات دستورية، تصاعدت الأزمة السياسية بالبلاد حيث تتهم المعارضة السلطة بالانقلاب على الشرعية وضرب الحقوق والحريات مقابل نفي رسميا وتأكيد أن كل ذلك هو تصحيح للمسار.

من جهته، قال القيادي ومستشار رئيس حركة "النهضة"، رياض الشعيبي، إن "الوضع السياسي يتجه لمزيد من الاختناق والانغلاق وذلك يفهم من خطابات الرئيس سعيد وتعاطيه مع القضايا المنشورة حاليا وهو ما لا يبعث على التفاؤل".

وأكد الشعيبي في تصريح خاص لـ "عربي21"، أن "واضح هناك إرادة من السلطة للتنكيل بالمعتقلين السياسيين والتصعيد بإصدار أحكام جائرة ضدهم، الرئيس ما زال مواصلا في الخطاب الإقصائي والرافض لكل حوار ويعتبر كل مخالف له خائنا ومتآمرا".

وأضاف أن "رئيس الدولة يصر على عدم الدعوة لأي حوار وفرض رأيه وإرادته على التونسيين، دون السماح بسماع أي صوت مخالف، فالدولة في حد ذاتها باتت مهددة في علاقة باستمرارية المرفق العام بعد حديث الرئيس عن تطهير الإرادة".

وشدد الشعيبي على أن "المخاطر في تصاعد وتزايد والسلطة لا تهتم لدعاة العقل والتعقل والحوار وهو ما يجعل المستقبل لا يبعث على التفاؤل ولا على الأمل في أن تمتلك السلطة الحاكمة الكفاءة التي من خلالها يمكنها إخراج البلاد من أزمتها".

يشار إلى أن جميع دعوات الحوار بين السلطة والمعارضة قد تعثرت على امتداد سنوات وهو ما أثر بشكل كبير على الوضع وبروز حالة انقسام بين الطرفين، وتصاعدت مع حملة الإيقافات الواسعة للمعارضين وصدور أحكام ثقيلة بحق عدد منهم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الخلاص التونسية قيس سعيد تونس قيس سعيد الخلاص المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الوضع السیاسی الرئیس سعید خاص لـ وهو ما

إقرأ أيضاً:

ثلاث انتهاكات في السجون المصرية تقود المعتقلين للانتحار.. هل تتفاقم هذه الحوادث؟

فجع نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بمحاولة انتحار أحد المعتقلين السابقين في السجون المصرية، خلال بث مباشر في صفحته على "فيسبوك" في وقت متأخر من مساء الأربعاء.

هذه المحاولة كانت كفيلة للبحث ورائها، ومعرفة أسبابها والدوافع التي تجبر شخص اعتقل سابقا، للتخلص من حياته، وتأثير فترة الاعتقال عليه وعلاقتها بالمحاولة. 

وقال الشاب المصري سامح سعودي إنه فقد الأمل من الحياة بعد تجربة اعتقاله المتكررة، مشددا على أن السلطات المصرية أخرجته من السجن بعد التأكد من أن حياته دمرت، مقدما على قطع "شرايين يده" محاولا الانتحار، إلا أن أحد المتابعين على صحفته أكد أنه جرى نقله بشكل عاجل إلى المستشفى في محاولة لإنقاذه، قبل أن يتم حذف مقطع الفيديو.



محاولة انتحار الشاب المصري أمام متابعيه لم تكن الأولي أو الأخيرة، فقبل ساعات قليلة من كتابة هذا التقرير تداول نشطاء خبر محاولة جديدة للمعتقل في سجن بدر 3 محمود عبد الله (29 عاما) حيث حاول الانتحار حرقًا بسبب الإهمال الطبي وتجاهل إدارة السجن لحالته الصحية؛ إذ اختفى قسرا لمدة 7 أشهر واعتقل في عام 2015 وهو يعاني من أمراض القلب والضغط والكلى.



وكانت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان قد وثقت في وقت سابق إقدام معتقل سياسي على محاولة الانتحار أمام النيابة بعد 7 سنوات من الحبس الاحتياطي والتدوير.

وقال الشبكة المصرية لحقوق الإنسان في حينه، إن المعتقل الشاب أحمد محمد إبراهيم عبد العزيز، البالغ من العمر 29 عاما، المحبوس احتياطيًا للعام السابع، حاول الانتحار أثناء عرضه أمام نيابة جنوب الزقازيق الكلية، يوم 29 أيلول / سبتمبر 2024، للنظر في أمر تجديد حبسه على ذمة المحضر رقم 2973 لسنة 2024 جنح قسم القرين.



حالات الانتحار والمحاولات التي نفذها بعض المعتقلين، دعت للتساؤل، حول دوافعها الحقيقية، وعلاقتها بظروف الاعتقال الصعبة والمفتوحة زمنيا داخل السجون المصرية. 

وكان أخر تلك الانتهاكات التي وثقتها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، وفاة المعتقل محمد هلال داخل مستشفى القصر العيني بعد نقله من محبسه بسجن بدر 3 بإصابات قاتلة تُرجح تعرضه لعملية تصفية جسدية وتعذيب مميت، ما اضطر المعتقلون في المعتقل في الدخول في اضراب عن الطعام احتجاجا على وفاة الشاب.



3 انتهاكات تقود للانتحار

ومهما كانت أعداد محاولات الانتحار فلا تنفي الانتهاكات والتعذيب والمعاملة غير الآدمية التي يتعرض لها المعتقلين داخل السجون المصرية، حيث وثقت المنظمات الحقوقية العديد من الانتهاكات والتعذيب والمخالفات القانونية التي يتعرض لها المعتقلين.

وقال مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان خلف بيومي في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إن أعداد المعتقلين تزايدت بشكل كبير منذ 2013، تعرض خلالها المعتقلين للعديد من الانتهاكات، مشددا على أنه "لولا أن المعتقلين سياسيين ومحبوسون في قضايا رأي وأغلبهم مثقفين وغالبيتهم من من الإسلاميين لزادت نسبة محاولات الانتحار بشكل كبير وملحوظ".

وأضاف مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان أن المعتقل في مصر يتعرض لانتهاكات عديدة سواء خلال الاعتقال أو بعد خروجه من المعتقل، ما يؤدي إلى وصول المعتقل لهذا الشعور.


وتابع بيومي أنه "داخل المعتقل هناك ثلاث انتهاكات شديدة وأساسية قد تؤدي إلى تفكير المعتقل في إنهاء حياته وهي:

أولا: منع الزيارات، حيث أن منع الزيارات تتسبب في عزلة المعتقل عن العالم الخارجي بشكل كامل، إذ تعتبر الزيارة بالنسبة للمعتقل كالنزهة التي يري فيها دنيته الخارجية، حيث يتمكن من رؤية أهله، ويعرف ما يدور بالخارج.

ثانيا: الإهمال الطبي، إذ يشهر المعتقل بأن حياته في طريقها للنهاية، ويتعرض للموت البطيء خلف القضبان، والتي ستودي بحياته عاجلا أم آجلا.

ثالثا: فقدان العدالة، حيث يفقد المعتقل الأمل في تحقيق العدالة والإفراج عنه، أو تنفيذ الإجراءات القانونية، فعلى سيبل المثال وضع القانون مدة زمنية للحبس الاحتياطي، ولكن المعتقل يظل لسنوات محبوس احتياطيا دون مراعاة القانون، ما يفقده الأمل للاستمرار في الحياة، إذ لا يعرف متى سيخرج من هذا النفق المظلم. 

وأضاف بيومي أن المعتقل بعد خروجه من السجن يتعرض لانتهاكات أخري تشعره بعدم الأمان في الحياة، حيث يتم تدويره في قضايا أخرى أو المتابعة الأمنية في الأقسام، كما أنه يتعرض للاعتقال مجددا.

أسلوب اعتراض
الإعلامي المصري والحقوقي مسعد البربري، تعرض في منشور له على منصة إكس لقضية محاولات انتحار المعتقلين، وذكر تجربته الخاصة أثناء اعتقاله السابق.

وقال إنه مر خلال فترة اعتقاله في مصر على 4 أماكن احتجاز مختلفة، وهي سجن استقبال طره - ليمان 440 وادي النطرون - سجن العقرب - أقسام شرطة، فضلا عن عدد كبير من جلسات المحاكمات وما يصحبها من لقاء معتقلين من مختلف السجون والمحافظات.

وأضاف البربري أنه بعد الخروج من المعتقل وفر له نشاطه في مجال حقوق الإنسان المتابعة الجيدة لملف المعتقلين بكل تفصيلاته، الأمر الذي أتاح له كم كبير من المعلومات، مشيرا إلى أن محاولات الانتحار لم تكن جميعها جاده أو بهدف إنهاء الحياة، فأغلبها بغرض الضغط في محاولة استخلاص بعض الحقوق أو تخفيف الضغوط التي لا تتوقف عنها الجهات الأمنية.

وتابع قائلا الانتحار كما الاضراب عن الطعام في فلسفة المعتقلين، فهو وسيلة دفاع عن النفس، وإن اختلفت الحدة.

???? ايضاحات حول محاولات الانتحار داخل السجون:

- مررت خلال فترة اعتقالي على 4 أماكن احتجاز مختلفة (سجن استقبال طره - ليمان 440 وادي النطرون - سجن العقرب - أقسام شرطة)، فضلا عن عدد كبير من جلسات المحاكمات وما يصحبها من لقاء معتقلين من مختلف السجون والمحافظات،
- وبعد السجن وفّر لي… — مسعد البربري | Albarbary (@Albarbary6) February 21, 2025


استنزاف الطاقة النفسية
وذكرت منظمات حقوقية ونشطاء أن المعتقل المصري يتعرض للعديد من الانتهاكات داخل المعتقل ما يؤثر على حالته النفسية ويدخله في حالة نفسية سيئة، قد تدفعه إلى التفكير في التخلص من حياته.

وقالت طبية الصحة النفسية نهى قاسم، في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إن فكرة الانتحار والتخلص من الحياة قد تأتي للمعتقل، سوء داخل السحن أو خارجه بعد استنزاف طاقته النفسية، نظرا لما يتعرض له خلال فترة اعتقاله.

وقسمت طبية الصحة النفسة طبيعة المعتقل من الناحية النفسية وتفكيره في التخلص من حياته إلى ثلاث أقسام، فالعدد الأكبر يأتيه هذا الشعور نظرا لاستنزاف طاقته النفسية نتسجة ما يتعرض له، ومنهم من يقوم بهذا التصرف كنوع من الاعتراض، ولكنه يكون في كامل وعيه ولا يكمل عملية الانتحار بشكل كامل كغيره، بل تكون عملية محسوبة.

وأضافت أن الفريق الآخر الذي يتحول بالفعل إلى مريض نفسي، وهذا يحدث مع الطبيعة الجينية التي تؤكدها الأبحاث من أن هناك 5 بالمئة داخل المجتمعات معرضة للمرض النفسي جينيا، وقد يكون المعتقل من هذا الفريق نظرا لما يتعرض له واستجابته الجينية بتلك النسبة.

لماذا تختلف معاناة المعتقل السياسي؟
وقالت قاسم، إن وضع المعتقل داخل السجون المصرية مختلفا عن السجين الجنائي، حيث يتعرض لمراحل عديدة من الظلم تؤثر في الصحة النفسية واستنزافها، فالبداية معه تبدأ باعتقاله في قضايا رأي، ويبدأ أيامه داخل المعتقل بفقدان اللوم النفسي، على عكس السجين الجنائي الذي ارتكب جريمة يحاسب عليها ويتقبل عقابه.

وأضافت أن المعتقل السياسي في هذه المرحلة يتعرض لبعض المشاعر السلبية لإحساسه بالظلم وكونه يساوم ويعاقب على أفكاره وآرائه، ولكن بعد انتهاء تلك المرحلة يتعرض للتعذيب غير الآدمي، ما يعرضه لآلآم شديدة نفسية وجسدية، ومنهم من يتعرض لضغوط مخالفة لعادته وتقاليد وقيم المجتمع مقابل التوقف عن تعذيبه كالاعتراف بجرائم لم يرتكبها أو الاعتراف على أشخاص أخرين، ما يزيد من آلامه النفسية.


وتابعت طبية الصحة النفسية أن المعتقل يصل لمرحلة احساسه بالمصير المجهول، بعد أن يعيش أيام يشهد فيها محاولات كسره كإنسان، وغياب التواصل الخارجي وانعزاله عن العالم وعن أهله، الشعور الذي يتجدد مع كل مناسبة يمر بها داخل محبسه، وقد يزيد ذلك الشعور بالألم والحسرة إذا كان مسؤولا عن عائلة واسرة في الخارج، ويصبح صراعه على الحصول على أقل الحقوق الممكنة كدخول الحمام، ما يشعره بالقهر الذي لا ينتهي.

معاناة لا تنهي بالخروج من المعتقل
أكملت قاسم حديثها بالقول، إن المعتقل حال خروجه لا تنتهي معاناته، بل ينتقل لمرحلة جديدة من الضغوط سواء من المتابعة الأمنية التي تضعه تحت الضغط أو التدوير في قضايا أخرى، قائلة إن كثير من الحالات التي تتابعها بشكل دائم تتعرض لانتكاسات نفسية مع كل زيارة للمتابعة الأمنية.

وأضافت إلى ذلك يشعر المعتقل بعد خروجه بالتقصير تجاه أهله وأسرته بالإضافة إلى نظرة المجتمع له والخوف من التعامل معه بصفته معتقل سابق وفشله في الحصول على عمل يشعر أن حياته قد انتهت.

واختتم قاسم حديثها بالتأكيد على أن الجانب الإيجابي في آلاف المعتقلين الذين لديهم القوة النفسية التي تجعلهم يتخطوا من تلك الأزمات، رغم تلكالانتهاكات والضغوط النفسية.



مقالات مشابهة

  • ثلاثة انتهاكات في السجون المصرية تقود المعتقلين للانتحار.. هل تتفاقم هذه الحوادث؟
  • ثلاث انتهاكات في السجون المصرية تقود المعتقلين للانتحار.. هل تتفاقم هذه الحوادث؟
  • فصول محاكمة معتقلي التآمر بتونس وسط الاحتجاجات وإضراب الجوع
  • "أوصنا" أنشودة الخلاص تُلهب قلوب المحتفلين بأحد الشعانين
  • عريضة تطالب الرئيس التونسي سعيد بالتنحي الفوري.. ماذا تطرح؟
  • قادة عسكريون وسياسيون صهاينة يهددون بفصل 1000 جندي طالبوا بوقف حرب غزة
  • أمير قطر يبحث مع الرئيس الفرنسي الوضع في غزة وتعزيز العلاقات
  • محذرة من تدهور الوضع الإنساني.. الصحة العالمية: 75% من بعثات الأمم المتحدة تُمنع من دخول غزة
  • مئات المعارضين التونسيين يتظاهرون "للدفاع عن الحريات"  
  • إسرائيل تطلق سراح عشرات المعتقلين في غزة.. هجوم عنيف على الضفة